ما هو أفضل وقت للانتقال من العمل في وظيفة إلى ريادة الأعمال

يطلق المزيد والمزيد من الأفراد اليوم أعمالهم الخاصة إما باختيار العمل المستقل أو إنشاء الشركات ليعملوا على أمورٍ يحبونها، فليس غريباً أن يبدأ الشخص حياة مهنيَّة في ريادة الأعمال ويعمل في الوقت نفسه في وظيفة أخرى لتسديد الفواتير، من مبدأ الحيطة إذا جاز التعبير؛ مما يعني أنَّ واحداً من التالي سيحصل في النهاية، إما أن يفشل حلم الريادة أو أن يستقيل الفرد من الوظيفة أو يستمر بالعملين معاً على حساب حياته الشخصية؛ إذا كنت أنت هذا الشخص فسيأتي الوقت لاتخاذ القرار عاجلاً أم آجلاً: متى تنتقل من العمل في وظيفة إلى الاعتماد اعتماداً كاملاً على ريادة الأعمال لكسب لقمة عيشك؟



هذا خيار صعب؛ وذلك لأنَّه ما من "وقت مناسب" لهذه النقلة، ولا حلٍّ يلائم الجميع، ولا خطوات لتطبِّقها تباعاً؛ فالوقت المناسب هو الآن وحالاً، وعامل المخاطرة لا بدَّ منه لكنَّ تخطِّيه هو جزء من المكافأة؛ وذلك لأنَّك حين تنتقل بنجاح ستعلم أنَّك حققت حلمك؛ لكن لا تستعجل، فأحد أكبر الأخطاء التي يرتكبها روَّاد الأعمال هو اتخاذ هذا القرار قبل أن يكونوا مستعدين؛ وربما ليس هناك قائمة متطلبات تخبرك متى تكون "جاهزاً" لهكذا نقلة في حياتك، لكن مازال في إمكانك استخدام واحدة لتعرف متى حققت المتطلبات الأساسية.

نستعرض فيما يلي 5 نقاط أساسية يجب أن تحقِّقها قبل الاستقالة من وظيفتك والاعتماد على ربح عملك الخاص لكسب لقمة عيشك:

1. الانتقال بعد استقرار الإيرادات في مشروعك حصراً:

قد تشعر بالثقة بعد شهر أو اثنين من الأداء الجيد لكن يجب أن تتأكد أنَّ هذا الأداء ليس مصادفة؛ إذ يمكن أن يتغير حظ أكثر الأعمال استقراراً بين المواسم، وخصوصاً إذا حقَّقت هذا الأداء العالي بعد إطلاق المشروع على نطاق واسع أو حملة تسويق ناجحة، فقد تبدأ بوضع الخطط للمستقبل بناءً على أرقام لا يمكن أن تدوم؛ لذا أوَّل نقطة هي التأكُّد من أنَّ عوائد مشروعك مستقرة شهراً بعد شهر قبل أن تستقيل من وظيفتك وتكرِّس نفسك لريادة الأعمال؛ ولا تنسَ أن تأخذ بالحسبان تكاليف العمل، على سبيل المثال، إذا أطلقت متجراً لبيع مجوهرات على موقع "إتسي" (Etsy) فأنت بحاجة إلى شراء المعدات لتزويد المتجر بالبضائع.

إقرأ أيضاً: 31 درساً ثميناً يقدمها رواد أعمال ناجحون للشركات الناشئة

2. ادِّخار احتياطي الطوارئ أولاً:

يجب أن يحتوي احتياطي الطوارئ على مبلغ كافٍ كي تصمد في أوقات الأزمات؛ قد يكون ادخار المال أمراً صعباً في عالم تعيش فيه نسبة كبيرة من الناس على الراتب الذي بالكاد يكفيهم، والأمر أصعب بالنسبة إلى روَّاد الأعمال؛ وذلك لأنَّك لا تدَّخر نفقاتك للمعيشة فقط؛ بل تحتاج إلى تمويل عملك يومياً أيضاً.

في عالم الأعمال يدعى احتياطي الطوارئ بـ "الأرباح المحتجَزة"، ولكنَّ المعنى واحد، أنت بحاجة إلى مال كافٍ متاحٍ في جميع الأوقات في حال الطوارئ مثل الركود الاقتصادي أو الحاجة إلى تمويل منتج جديد؛ ولا تعتمِدْ على قروض الأعمال أو الإيرادات المستقبلية غير الأكيدة؛ بل احرص على امتلاك احتياطي مالي دائماً؛ كما ينصح مستضيف البرنامج الحواري الاقتصادي "ديف رامزي" (Dave Ramsey) بادِّخار مبلغ يعادل مصروفات 6 أشهر تشغيل، إن أمكن.

3. إعداد شبكة الأمان:

احتياطي الطوارئ جزء واحد من شبكة الأمان؛ هناك فوائد أخرى كثيرة تقدِّمها لك الوظيفة ستضطر إلى أن تدفعها من إيرادات عملك الآن، مثل التأمين الصحي أو برامج التقاعد أو الوجبات التي كانت تُقدَّم مجاناً في العمل وغيرها؛ لذا تذكَّر، يقع على عاتقك أنت الآن إيداع الأموال في حسابك التقاعدي، فلا تكن من بين ثلث روَّاد الأعمال الذين لا يخططون لتقاعدهم؛ وسجِّل على الفور في خطة تأمين صحي تغطِّي حاجاتك.

إقرأ أيضاً: 10 أمور يمكنك أن تتعلمها عن المال في 10 دقائق من شأنها أن تغير حياتك

4. الانتظار حتى يتعدى ربح عملك راتب وظيفتك:

تذكر أنَّ الاستقالة من وظيفتك تعني خسارة الدخل الذي تجنيه منها؛ هذه الفكرة بديهية، ومع هذا يباشر العديد من الأشخاص بالانتقال قبل أن يفكروا بحذر في هذا الأمر، وينتهي بهم المطاف باستهلاك مدَّخراتهم أو احتياطي الطوارئ على نفقات التشغيل اليومية وحدها؛ لذا إذا كنت تعيش على دخل وظيفتك وعملك الخاص معاً، احرص على أن يكون دخل عملك كافياً ليسندك قبل أن تستقيل من الوظيفة؛ مما يتطلَّب وضع ميزانية تحدد فيها مصروفاتك بدقَّة، وإذا لم تتوافق الأرقام يجب أن تستمر في توسيع عملك حتى تصل إلى الحد المطلوب من الربح قبل أن تستقيل.

5. الانتظار حتى لا يعود في إمكانك الموازنة بين عملك الخاص مع الوظيفة:

إدارة عمل خاص هي نمط حياة يستهلك وقتاً هائلاً، وتبعاً لنوعه قد تعمل ساعات طويلة إضافة إلى وظيفتك؛ وذلك لأنَّك كرائد أعمال حديث ستضطر إلى القيام بجميع المهام والتعامل مع جميع المسؤوليات بنفسك؛ حيث لن يكون لديك السيولة المالية الكافية لتعيين موظفين أو التعاقد مع عمَّال مستقلين على الفور.

وفي النهاية سيحصل واحد من ثلاثة احتمالات؛ إما أن يؤثر تركيزك على وظيفتك سلباً في عملك، أو قد ينعكس الوقت الذي تقضيه في إدارة عملك الخاص سلباً على وظيفتك، أو أن تخصص وقتاً كافياً لكليهما وتنسى الاعتناء بنفسك؛ وحين تصل إلى مفترق الطرق ذاك، يجب أن تعرف أين ستتجه؛ ففي وضع مثالي، ستختار عملك الخاص وتتخلى عن وظيفتك، لكن إن لم تدعمك الأرقام فلا تتخذ هذه الخطوة.

 

المصدر




مقالات مرتبطة