ما هو أثر ما لا تفعله في حياتك؟

يركز معظم الناس غريزياً على ما يمكن إضافته أو تغييره عند التفكير في كيفية تحسين شيء ما، فإذا أردتَ تحسين حياتك، تتساءل: "ما هي العادات الجديدة التي يمكنني إضافتها إلى روتيني؟". وإذا أردتَ تحسين عملك، تتساءل: "ما هي العمليات التي يجب تغييرها أو اعتمادها؟". وإذا أردتَ أن تكون أكثر ذكاءً، تسأل نفسك: "ما هي المعلومات الجديدة التي يمكنني اكتسابها؟". وأما إذا كنتَ ترغب في تحسين صحتك، فتتساءل: "ما هو النظام الغذائي الجديد أو الروتين الرياضي الذي يمكنني تجربته؟".



من القواعد الأساسية الهامة التي يجب أن تعتمد عليها هي أنَّ معظم المشكلات المعقدة يسهل حلها بشكل عكسي، فبدلاً من السؤال عما يمكن إضافته أو تغييره لإحداث التحسين، ابدأ بالنظر إلى معرفة ما يمكن إزالته أو تجنبه.

يُطلَق على هذا النهج في علم اللاهوت والفلسفة "اللاهوت السلبي"؛ لذا فكر في الأمر على أنَّه دراسة لما لا يجب فعله؛ حيث تتميز بالعديد من المزايا؛ فغالباً ما تكون رؤية الخطأ أسهل بكثير من معرفة ما هو صحيح، وفي بيئة معقدة - كما كل الحياة تقريباً - حتى الإضافات التي تبدو جيدة يمكن أن يكون لها عواقب غير متوقعة، كما غالباً ما يكون من السهل التنبؤ بما سيحدث عن طريق فعل الإزالة.

يقضي معظم الأشخاص وقتاً طويلاً في التفكير فيما يجب إضافته إلى حياتهم؛ لذا سيكون ذلك سهلاً عند التساؤل عما يمكن إزالته، على سبيل المثال: يمكنك تحسين صحتك عن طريق إزالة المشروبات الغازية اليومية من نظامك الغذائي، أو يمكنك جعل منزلك أكثر جاذبية دون إنفاق المال عن طريق ترتيب الفوضى.

يكمن جزء كبير من النجاح ببساطة في الظهور وتجنُّب الأخطاء الكبيرة التي يرتكبها حتى الأشخاص الأذكياء، وهناك جانب إيجابي كبير يتمثَّل في عدم المبالغة في إنفاق دخلك أو عدم الاعتماد عليه بسبب سعيك إلى الكمال أو التسويف.

تسمح لك إزالة الأشياء من حياتك بالتركيز على ما هو أكثر أهمية، وتمنحك أيضاً خيارات إضافية، على سبيل المثال: يمكنك الاستفادة من دعوة جارك في اللحظة الأخيرة لتناول العشاء ببساطة عن طريق ترك وقت فراغ أكبر في أيامك وأسابيعك، فإمكانية الاختيار هي الخيار، ولكنَّها ليست شرطاً للاستفادة من الأشياء الجيدة التي تظهر على طول الطريق.

إضافات مطروحة:

فيما يأتي بعض المجالات العملية في حياتك التي يمكن تحسينها ببساطة عن طريق إزالة ما هو موجود بالفعل أو تقليله:

1. الكمال:

بدلاً من ترك الأمور الزائفة للحصول على نتيجة مثالية تبطئ تقدُّمك، جرِّب منح نفسك قدراً معيناً من الوقت لاتخاذ قرارٍ والتقدُّم فيه.

إقرأ أيضاً: كيف تتوقف عن السعي نحو الكمال؟

2. الفوضى:

بدلاً من تنظيم منزلك وأغراضك، حاول التقليل من الأشياء التي لا تحتاجها.

3. مصادر التشتيت:

بدلاً من البحث عن نصائح إنتاجية جديدة لتعزيز الإنتاجية، ابدأ بإزالة المصادر الرئيسة للتشتيت في حياتك، وإذا لم تتمكن من إزالتها، فاجعل التعرض لها أقل بكثير.

4. معلومات جديدة:

بدلاً من قراءة كتاب أو مقالات أخرى عن المساعدة الذاتية - بما في ذلك هذا المقال - حاول كتابة خمسة أشياء تعلَّمتَها في العام الماضي وقضاء العام القادم في محاولة إتقانها.

5. التسويف:

بدلاً من البحث عن المزيد من الوقت في يومك أو البحث عن سر في الحياة يبدو أنَّه يمتلكه الآخرون، ابحث عن طريقة لإزالة مصدر التسويف وفعل الشيء الحقيقي.

6. العادات:

بدلاً من البحث عن عادات جديدة لإضافتها إلى حياتك، ابدأ بإزالة العادات السيئة أولاً.

7. الحمية:

بدلاً من محاولة اتباع نظام غذائي جديد، تناول الأغذية قليلة السعرات الحرارية، فقد يكون النهج الآخر هو الصيام من حين لآخر لفترة من الزمن.

إقرأ أيضاً: كيف يساعد الصيام المتقطع في العيش لمدة أطول وبصحة أفضل؟

8. العمل:

بدلاً من إضافة اجتماع أو مشروع أو فكرة أخرى، ابحث عن أوجه القصور داخل النظام الحالي التي يمكن إزالتها أو معالجتها.

9. الوضع المالي:

بدلاً من وضع ميزانية معقدة لاتباعها، ابدأ بإنفاقك الحالي وابحث عن بعض المجالات التي يمكنك تقليل إنفاقك عليها، وكرر ذلك كلما رغبت.

10. الصيام المؤقت:

بدلاً من إضافة ترفيه جديد إلى حياتك لكسر الملل، جرِّب "صياماً مؤقتاً" من شيء تستمتع به لتجديد تقديرك له.

إقرأ أيضاً: الصيام المتقطِّع: هل هو مناسب لك؟

العيش ببساطة:

يُعَدُّ اتباع منهج "ما لا يجب فعله" تطبيقاً آخر لممارسة الحياة البسيطة، وهناك العديد من الطرائق لتبسيط حياتك والاستفادة من تلك الطريقة الهادئة لمساعدة نفسك ومَن حولك.

من السهل إلقاء نظرة على ما تفعله بالفعل والسؤال عما يمكن إزالته، لكن من الصعب جداً التفكير في جميع الحلول المحتملة التي يجب أن يقدِّمها المجتمع لمشكلاتك، وغالباً ما يؤدي هذا المسار إلى الإفراط في التفكير والمبالغة.

والأفضل من ذلك كله، أنَّ الحياة البسيطة تقلل القلق وتجعلك تحدد ما هو الأكثر أهمية بالنسبة إليك، وتدفعك نحو العيش الهادف أكثر من خلال الخيارات التي ينتهي بك الأمر إلى اتخاذها.

المصدر




مقالات مرتبطة