ما مدى قلقك بشأن حياتك المهنية؟ إليك طريقة لمعرفة وضعك

تشهد أماكن العمل تحوُّلات عميقة لاستيعاب التوقعات المتغيرة للقوى العاملة متعددة الأجيال، والتدفق المتزايد للكيانات التي تدعم الذكاء الاصطناعي، وقد دفعت الحاجة الحتمية إلى الحفاظ على مجموعة مواهب قوية وقادة أكفاء، المؤسسات المتقدمة للتركيز تركيزاً أكبر على تنمية المواهب الفعالة ونشاطات تفاعل الموظفين.



ومع ذلك، فإنَّ الحقيقة الواقعية المتمثلة في قلة المناصب التي يمكن أن تستخدم المواهب البشرية استخداماً منتجاً ومربحاً، تزيد المخاوف من انعدام الأمن في مكان العمل وتحفز استبدال الموظفين بآخرين أكثر كفاءة.

ومن ثمَّ فإنَّ القول المأثور: "البقاء للأصلح" قد تغلغل في العالم الرقمي بشراسة قوية؛ لذلك أصبح من الضروري للمهنيين اليقظين ابتكار استراتيجيات فعالة لرسم حياتهم المهنية على مسار أكثر قوة.

لذا يجب الإجابة عن الأسئلة بطريقة نعم/ لا، ومن ثم يجب مطابقة عدد الإجابات بـ "نعم" على مقياس إدراك الخوف (FCS) الآتي؛ إذ يمكن فهم الفئات الأربع الموضحة في مقياس إدراك الخوف (FCS) بشكل أفضل على النحو الآتي:

فئة خائفة إلى حد ما:

يتعلق هذا بالمستوى الطبيعي للخوف من الخبرات المهنية في العمل، ويجب ألا يكون سبباً للقلق، وغالباً ما يشير علماء النفس إلى أنَّ بعض الخوف هو في الواقع أمر جيد ويحتاج المرء إلى تقبُّله للاستفادة من فوائده.

على سبيل المثال، وجود مستوى أعلى من الوعي بالموقف، واكتشاف نقاط القوة والضعف الشخصية، وتسهيل التنمية الشخصية؛ إنَّه جزء من الطبيعة البشرية بسبب النتائج غير المؤكَّدة في مكان العمل والخصائص الشخصية المتأصلة للفرد، وغالباً ما يُعثَر على كبار المهنيين الأذكياء عاطفياً (EQ) في هذه الفئة.

شاهد بالفديو: 9 عادات للأشخاص الأذكياء عاطفياً

فئة خائفة إلى حدٍ كبير:

يعكس هذا مستوى مرتفعاً من الخوف الذي يمكن ملاحظته في سلوك وأفعال الشخص في أثناء أدائه للمسؤوليات الموكَلة إليه، ويُحفَّز تحفيزاً عاماً بسبب عدم القدرة على التكيف مع بيئة عمل غير مألوفة أو مضغوطة في أثناء محاولة اكتساب شعبية داخل التسلسل الهرمي للشركة للحصول على مهنة واعدة.

وعادة ما يلاحظ هذا الزملاء والأقران الذين يعملون "بصفتهم مستشارين غير رسميين" للمساعدة على تحسين حالة يمكن أن تعرقل مهنة واعدة، وتُعَدُّ ثقافات الشركات المزدهرة على القيم المشتركة القوية ونهج التوجيه الفعال هي الأنسب للتخفيف من مثل هذه المشكلات، وغالباً ما توجد المواهب الجديدة والمهنيون المبتدئون في هذه الفئة.

فئة خائفة جداً:

يتعلق هذا بالمهنيين الذين يعملون في ظل ظروف مرهِقة جداً، التي يمكن أن تؤثر فيها العديد من العوامل؛ على سبيل المثال، المشرف المهيمن، والتسريح الوشيك للعمال، والخلاف الجماعي، وتغيير القيادة، والإجراءات التأديبية، وسياسات مكان العمل السامة.

إذ يمكن أن يؤدي هذا النوع من الخوف إلى إضعاف تقدير الشخص لذاته؛ وهذا بدوره يتسبب في ضرر جسيم لشعورهم بالرفاهية، ويمكن أن يتجلى في ضعف الأداء الوظيفي، ويُطلَب من الموارد البشرية عموماً التدخل في هذه المواقف تدخلاً استباقياً - ويُفضَّل أن يكون ذلك تدخلاً استباقياً - قبل أن يلقي السخط الغليظ بظلاله القاتمة على المشهد الثقافي للشركة بأكمله، وغالباً ما يُعثَر على المديرين المتوسطين في هذه الفئة.

إقرأ أيضاً: كيف تبني تقدير الذات؟

فئة خائفة خوفاً خطيراً:

يعكس هذا مستوى الخوف المنهِك الذي يمكن أن يؤدي إلى استمرار المرض العقلي والجسدي إذا لم يعالجه المتخصصون ذوو الخبرة المناسبة - علماء النفس والأطباء النفسيون والمعالجون - وتنشأ الحالة من محاولة النجاة في مكان عمل سيئ بسبب نقص الخيارات لتغيير أرباب العمل أو كسب دخل بطريقة أخرى.

وهذا قد يؤدي إلى تفاقم الحالة الصحية الكامنة، وقد يميل هؤلاء الموظفون إلى تجاهل أو قمع أو إخفاء حالتهم المتدهورة؛ وذلك عن طريق محاولة إظهار سلوك طبيعي، ومع ذلك، غالباً ما يمكن أن يكتشف المراقبون أو زملاء العمل الماهرون الذين يلاحظون الانحراف عن السلوك "الطبيعي" مثل هذه المحاولات؛ وذلك من خلال مجموعات مختلفة من التنبيهات الجسدية.

وبعض هذه الملاحظات هي: الضحك العصبي، والامتناع عن التواصل الاجتماعي النشط مع الأقران أو التواصل المهني، والتعرق غير المبرر، وارتعاش الجسم، والتلعثم المتكرر، ومحاولات يائسة للتأقلم، والعمل الإضافي المفرط، وعدد كبير من الإجازات المَرَضية، وعدم القدرة على التعبير عن الرأي الشخصي، وممارسة التملق الذليل، وما إلى ذلك.

ولسوء الحظ، غالباً ما يُعَدُّ الموظف الذي وصل إلى هذه المرحلة من الخوف غير مناسب أو غير قادر على التقدم الوظيفي، والأرجح أنَّه عرضة للتسريح أو الطرد، ويمكن أن يكون لعدم رحيل مثل هذا الفرد عواقب وخيمة.

في الختام:

يعمل مقياس إدراك الخوف (FCS) أيضاً بوصفه نظام إنذار مبكر للمهنيين الموهوبين الذين قد يتجاهلون رفاهيتهم بينما يحاولون بشدة البقاء على صلة بالعالم الرقمي، وفي كثير من الأحيان، يميل هؤلاء الأشخاص إلى تهميش المخاوف الصحية، والهوايات، والأسرة، والأصدقاء، والمعارف القدماء في أثناء تركيزهم على الحياة المهنية، واحتضان ظروف العمل المجهِدة وغير المعقولة والضارة في أثناء محاولتهم إثارة إعجاب قادتهم بقدراتهم المهنية.

ولا يمكن لمثل هذه الروابط "العابرة" أن تحل محل العلاقات الراسخة والمطلوبة عموماً في المواقف غير المستقرة؛ وذلك لتوفير دعم قوي وموثوق به لاستعادة نهج متوازن للحياة وإعادة ضبط الأولويات.

المصدر




مقالات مرتبطة