ما تأثير حالتك الاجتماعية والاقتصادية على التوتر؟

مَن برأيك يعاني الكثير من التوتر: المدير التنفيذي رفيع المستوى، أم العامل ذو الوضع الاجتماعي والاقتصادي المتدني؟



يتوقع الكثير من الناس أنَّ الأشخاص الذين يشغلون مناصب عالية المستوى يواجهون الكثير من الضغوطات والتوتر في حياتهم، في حين أظهرت إحدى الأبحاث أنَّ الأشخاص الذين يتمتعون بمستويات اجتماعية واقتصادية متدنية هم الذين يعانون الكثير من التوتر والمشكلات الصحية المرتبطة به.

بحث حول الحالة الاجتماعية والاقتصادية وعلاقتها بالتوتر:

تأمل البحث التالي:

  • وفقاً لدراسة نُشِرت في مجال الطب النفسي والجسدي، تبيَّن أنَّ النساء ذوات الوضع الاجتماعي والاقتصادي المنخفض الناتج عن تدني مستوى الدخل والتعليم، يتعرضن إلى ما يُسمَّى بالحِمْل التفسدي (allostatic load) بنسبة عالية، والذي يُعرَّف بتراكم آثار الإجهاد المتكرر وتأثيره في الجسم بطريقة سلبية.
  • يرتبط الإجهاد الوظيفي بالمتلازمة الاستقلابية (الأيضية) (metabolic syndrome)، وهي مجموعة من الأعراض المرتبطة بزيادة مخاطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب ومشكلات صحية أخرى؛ حيث أظهرت الأبحاث أنَّ الأشخاص الذين يشغلون مناصب عالية المستوى يعانون من هذه المتلازمة بدرجة أقل.

فديو: كيف نتخلص من التوتر في ظل الأجواء الصعبة التي نعيشها؟

العوامل التي تقف وراء ارتباط الحالة الاقتصادية والاجتماعية المتدنية بزيادة معدل التوتر:

قد يعاني الأشخاص ذوو الحالة الاجتماعية والاقتصادية المنخفضة من مستويات أعلى من التوتر، ويترافق ذلك بنتائج صحية سيئة لعدة أسباب، تتضمن:

  • تحقق الوظائف ذات الأجور العالية قدراً أكبر من الاستقرار الشخصي: صحيح أنَّ ذلك قد لا يحدث دائماً؛ لكن في كثير من الأحيان، يكون لدى الموظفين رفيعي المستوى خيارات شخصية أكثر لأساليب معيشتهم، ويمتلكون الكثير من الموارد تحت تصرفهم؛ ممَّا يعرضهم إلى درجة أقل من التوتر.
  • يميل الأشخاص ذوي المستويات الاجتماعية والاقتصادية العالية إلى اتخاذ خيارات أكثر صحة: في حين يواجه الأشخاص ذو الوضع الاجتماعي والاقتصادي المنخفض غالباً التوتر من خلال التدخين أو عادات أخرى غير صحية؛ كما أنَّهم أكثر عرضة إلى تفويت وجبة الفطور، ولديهم علاقات اجتماعية أقل تنوعاً؛ وتسبب كلُّ هذه العوامل نتائج صحية سيئة.
  • يجذب الوضع الاجتماعي والاقتصادي الجيد موارد أكثر صحة: في حين يميل الأشخاص ذوو المستويات المنخفضة إلى الحصول على نتائج صحية أسوأ لأنَّهم أقل قدرة على رعاية صحتهم وتحمل التكاليف اللازمة وغيرها من الأمور؛ ويساهم كل ذلك في زيادة مستويات التوتر لديهم.
  • قد يحصل الأطفال ذوو الحالة الاجتماعية والاقتصادية المنخفضة على تدريب أقل للسيطرة على توترهم: حيث وُجِدَ أنَّ بعض الأطفال الذين ينتمون لعائلات ذات وضع اجتماعي واقتصادي متدنٍ يتلقون تدريباً أقل حول التفكير النقدي وتوقع الأزمات، ويُعدُّ هذا الأمر هاماً؛ فهو يساعد على التحكم بالتوتر في حالات كثيرة، وذلك من خلال توقع الأحداث المرهقة ووضع خطط للتقليل من تأثيرها.

يُعدُّ اتخاذ الخيارات الصحية والتخطيط للمستقبل من السلوكات التي يمكن تدريسها؛ ولكن قد لا يتعلمها الأطفال بالقدر نفسه في جميع الأسر.

إقرأ أيضاً: أهم 10 أمور يجب معرفتها حول تأثيرات التوتر

كيف تخفف من توترك؟

رغم وجود أمور لا يمكن تغييرها، إلَّا أنَّه يمكن للأشخاص من جميع المستويات الاجتماعية والاقتصادية تخفيف التوتر الناتج عن أساليب معيشتهم وتحسين صحتهم عن طريق القيام بما يأتي:

  • التوقف عن التوتر قبل أن يشتد: تُقدِّم مايو كلينك (Mayo Clinic) -مجموعة طبية وبحثية لا تهدف إلى الربح- اقتراحات لذلك، مثل: الأكل الصحي، والحفاظ على الدعم الاجتماعي، وممارسة الرياضة؛ حيث يساعدك كل ذلك على التحكم بالتوتر الزائد في أسلوب حياتك واعتماد سلوكات التأقلم الصحية.
  • التخلي عن السلوكات غير الصحية: إذا كنت تدخن أو تشرب الكحول بكثرة أو تفرط في تناول الطعام أو تتعامل مع التوتر بطرائق أخرى غير صحية، فعليك التوقف حالاً؛ حيث يمكن لهذه العادات أن تزيد من مستوى التوتر العام لديك، وتؤثر سلباً في صحتك في الوقت نفسه.
  • تعلُّم وممارسة عادات التأقلم الصحية: يمكن للعادات الصحية الأخرى أن تخفِّف من توترك وتحسِّن صحتك أيضاً؛ فقد تكون ممارسة التمرينات والتأمل ومخففات التوتر الأكثر صحة ذات فائدة كبيرة هنا.

 

المصدر




مقالات مرتبطة