ما السبب الذي يجعل طرد بعض الموظفين أفضل ما قد تفعله من أجل عملك؟

ترغب معظم الشركات ويرغب معظم الناس بالبدء بدايةً قويَّةً وذكية؛ فلا أحد يستقيظ صباحاً وهو في توق ليبدو غبياً! ولن يفتح أحد باب مكتبه وفي ذهنه فكرة خداع الناس أو التعامل معهم كما لو كانوا غير موجودين، ولن ترَ أحداً ينوي أن يكذب على الناس أو يغشهم أو يسرق منهم أكبر مبلغٍ ممكنٍ من المال. لطالما كان مصدر العثرات المغريات أو اليأس أو الغطرسة ومع مرور الوقت، فحتى المستشار الاستثماري ورجل الأعمال الشهير بيرني مادوف (Bernie Madoff) ظلَّ يعمل لعقدين قبل أن تتبلور فكرة أكبر عملية احتيال في تاريخ العالم والولايات المتحدة والتي أطلق عليها اسم "بونزي" (Ponzi)، وبعدها غيَّر نموذج عمله إلى نموذجٍ نافعٍ له وحده.



إنَّه الوقت المناسب لتقيِّم موظفيك وتحدِّد فيما إذا كانوا لا يزالون مناسبين لمنظمتك أم لا.

وهذا مثال بسيط لشخص أساء تقدير الآخرين هو وشركته، ولكن تنتشر كل يومٍ سريعاً قصصٌ تجبر الشركات على إعادة النظر في ثقافاتها وإذا ما كانت تُقدِّر قيمة كل الناس خاصة زبائنهم، مثل مدير ستاربكس (Starbucks) الذي اتصل بالشرطة ليقبضوا على اثنين من الرجال السود في فيلادلفيا، أو الخطوط الجوية المتحدة (United Airlines) التي ألغت حجز مسافر لأنَّه رفض التخلي عن مقعده، أو حتى شركة كومكاست (Comcast) التي غيرت اسم أحد العملاء على الفاتورة من ريكاردو براون (Ricardo Brown) إلى "الغبي براون" عندما ألغى اشتراك الكابل.

إقرأ أيضاً: 8 قواعد لخدمة عملاء جيدة

وفي حين أنَّ فشل هذا الزبون قد يكون بسبب بعض الأشخاص الفاسدين، إلَّا أنَّه يَصِحُّ هنا القول إنَّ "فرخ البط عوام"؛ والبط في حالتنا هذه هو الثقافة.

وقد ذكر بيل والاس (Bill Wallace) -وهو مؤسِّس شركة نورث دالاس الناجحة (North Dallas)- ذات مرة: " تذكر دائماً أنَّ الثقافة معرَّفة بأسوأ سلوك قد تسمح به لأي موظف أو عضو، بصفتك مديراً تنفيذياً. اتَّخِذ الإجراءات الفورية لتصحيح الحالة أو لإزالتها؛ أي عليك المضي قدماً للتخلص من السلوكات غير المناسبة"، وهذا يثير بضع نقاط عندما يتعلق الأمر بتسريح الناس؛ حيث ينبغي تسريح بعض الناس بسبب أفعالهم السيئة وآخرين لأنَّهم لا يتلاءمون مع ثقافة العمل.

ولهذا السبب ينبغي أن نُكنَّ احتراماً عميقاً للقادة والمنظمات التي تتخذ إجراءات فورية لتسريح الموظف عندما تكون المشكلة غير قابلة للتغيير أو التقويم، وإظهار الاحترام الأكبر للقادة الذين يسرِّحون الموظفين لأنّهم غير ملائمين أو لأنَّهم لا يستطيعون تدريبهم، لذا يتخذون القرار الصعب بترك الشخص؛ ليتبين في كثير من الأحيان أنَّ هذا هو القرار الأفضل لكل من ثقافة الفريق والشخص الذي يتم رفضه.

شاهد بالفديو: 10 طرق لكسب الاحترام في العمل

لقد اضطر أحدهم مرة إلى تسريح مدير لأنَّه كان يصغره ببضع سنوات، ولم تنفع معه المحاولات لأنَّه كان متعجرفاً حيال الموضوع في البداية، ولكن اتبع معه أسلوب الوضوح؛ بأنَّ هذا المنصب لا يلائمه ولن يكون راضياً أو مرتاحاً فيه، كما ذكر أنَّه لن يعي هذا الأمر الآن لكنَّه التصرف الصحيح الحالي، وبعد مضي عدة سنوات ذكر هذا الشخص أنَّها كانت أفضل نصيحة قد حصل عليها، وأنَّه كان من أفضل الأشخاص الذين عمل لديهم، وهذه التجربة كانت تجربة عظيمة في حياته؛ ساعدته على الوصول إلى مستويات متقدمة في عمله.

وقد ذكر جيم بينيت (Jim Bennett)، رئيس ومؤسس مجلة سي أف أو (CFO) لكبار المسؤولين الماليين في الولايات المتحدة، عن تمسك الناس بأعلى المعايير حيث قال: " لقد مر العديد من الناس وذهبوا مع تطور عملي، وقد كان ذلك مثيراً للاهتمام لأنَّهم ربما يتلائمون مع ثقافة عملنا وربما لا، ويحقق من يمتلكون معايير عالية نجاحات عدة، وهم على دراية تامة بما يقومون به، وإذا لم تكن لديهم المعايير المطلوبة، فلن يرغبوا في البقاء معنا؛ ولذا يتمثل هدفي في تقديم العون للناس لفهم الإمكانيات التي نراها فيهم والتنقيب عن تلك المدفونة في داخلهم، فإن استطاع واحدهم رؤية أنَّه حقق أكثر مما ظنَّ أنَّ بإمكانه فعله، بعد عودته إلى المنزل فور انتهاء عمله، فيسخالجه شعور رائع اتجاه نفسه وبالتالي سيكون راضياً ومسروراً بتقدمه أيضاً".

وهذا بالضبط هو المفتاح الرئيسي للتفوق والمضي قدماً، والسبب الذي يدفعنا إلى احترام أولئك القادة الذين تخلوا عن موظفيهم القدامى، رغم عدم ارتكابهم أي فعل مشين أخلاقياً أو قانونياً، ولكنهم كانوا في انحدار ويحصلون على نتائج غير لائقة، ولم يفعلوا نصف الأمور المطلوبة منهم قانونياً، وقد يكونوا أشخاصاً تحبونهم أو أصدقاء لكم أو حتى أولئك الذين لم يتجاوبوا معكم مهما حاولتم، أو ربما أولئك الذين يعملون وحدهم ولا يبالون بوجودهم ضمن فريق وفعل الأمور بطريقة مغايرة لثقافة العمل أو التعاون والمشاركة مع الآخرين.

إقرأ أيضاً: 8 أسباب شهيرة تُسبب فصل الموظفين من العمل

قد يكون الحل الملائم لأولئك الذين يؤثِّرون في احترام الآخرين لثقافة العمل كما هو الحل مع أي موظف آخر؛ بتدريبهم في منصب جديد أو رفضهم.

 والآن انظر حولك وافحص موظفيك ثم اطرح الأسئلة الآتية:

  • هل يناسب كل شخص ثقافة الشركة؟
  • هل يخدم كل شخص قيم وأهداف الشركة؟
  • هل يتناسب تطور كل شخص مع تطور شركتك وقيمها؟
  • ما هي الاختلافات بين الناس الذين كانوا معك أطول وأقصر مدة؟ وهل تتوقع منهم البقاء على الوتيرة ذاتها؟

 

المصدر




مقالات مرتبطة