لهذه الأسباب.. لا تتردد في ترك عملك والمضي قدماً نحو الأفضل!

يمرُّ كل شخص منَّا في أثناء حياته الوظيفية بظروف عصيبة وغير مُرضية له، ليبدأ صراعاً بينه وبين نفسه؛ هل يبقى في وظيفته الحالية، أم يتركها ويبحث عن وظيفة أخرى؟



في الواقع، هناك أسباب أو مؤشرات تُساعد الشخص في حسم قراره، وتدفعه باتجاه ترك الوظيفة من دون ندم؛ تلك الأسباب والمؤشرات هي مدار حديثنا في هذا المقال.

أسباب ومؤشرات ترك الوظيفة:

سنعرض مجموعة من المؤشرات التي يعني حدوثها أو حدوث أحدها، أنَّ الوقت قد حان لتغيير الوظيفة الحالية، والبحث عن مكان جديد للعمل، وهي:

  1. فقدان الشغف: يُعدُّ فقدان الشغف أول المؤشرات على ضرورة التفكير في ترك العمل، والبحث عن عمل آخر؛ إذ إنَّك حين تستيقظ صباحاً وتذهب إلى العمل من دون أي شعور بالرغبة أو الحماس، يتحول العمل إلى عبءٍ عليك، فتقضي وقته متحيناً موعد الانصراف، ومنتظراً انقضاء أيام العمل وقدوم يوم عطلة نهاية الأسبوع. في هذه الحالة يجب عليك أن تُعيد النظر في وظيفتك، وربما التفكير في تركها، لأنَّ فقدان الشغف يعني فقدان الدافع للتميز والإبداع!
  2. الضغط الدائم: عندما تعاني من ضغط وإجهاد شديدين في العمل، ويُسيطر عليك القلق والمشاعر السلبية، ما ينعكس سلباً على صحتك الجسدية والنفسية؛ عندها يجب عليك التفكير جدياً في ترك هذه الوظيفة المُجهدة.
  3. الأسباب المادية (الراتب): يعمل الإنسان في الأساس، لتأمين دخل مناسب يؤمِّن له حياة كريمة؛ لذا إن كنت غير راضٍ عن وظيفتك لأنَّك تجد أنَّ الدخل مُتدنٍّ وغير جيد، أو أنَّه غير مُتناسب مع مؤهلاتك والجهد الذي تبذله، ما يُشعرك بالظلم والغبن؛ لا تتردد في البحث عن وظيفة أخرى تؤمِّن لك دخلاً مُرضياً.
  4. أسباب معنوية: إضافةً إلى الجانب المادي الذي يسعى الإنسان لتحقيقه من خلال العمل، هناك الجانب المعنوي، وهو تحقيق الإنسان لذاته، وشعوره بأنَّه شخص ذو قيمة وتأثير في مجتمعه. فإن كانت وظيفتك لا تُشبع لك هذا الجانب؛ على سبيل المثال عدم وضعك في المكان المناسب لمؤهلاتك ومهاراتك، أو عدم احترام رغبتك وتكليفك بعمل لا تحبه، أو تجميدك وعدم إعطائك أي صلاحيات، وغيرها من المُمارسات التي تدفع الموظف إلى الشعور بأنَّ هذه الوظيفة لا تُرضي طموحه؛ ابدأ التفكير في قرار تركها، والبحث عن فرصة عمل أخرى.
  5. انهيار الشركة: قد تكون الشركة في وضع سيء، ومُتجهة نحو الانهيار، فهنا لا مُبرر للبقاء في السفينة وهي تغرق، بل الأفضل تركها والبحث عن عمل جديد.
  6. تعارض القيم والمبادئ: في اللحظة التي يبدأ الإنسان فيها بالشعور أنَّه أصبح شخصاً غريباً في الشركة، وأنَّ هناك تعارضاً بين قيمها وأهدافها، وقيمه وأهدافه؛ لن يستطيع حينها العمل والعطاء في مكان يُخالف مبادئه؛ لذا لا تتردد في ترك هذه الشركة، التي باتت بعيدة عنك وعن أفكارك.
  7. عدم توزيع المكافآت: تُعدُّ المكافآت من أهم الحوافز على العمل، ورفع ولاء الموظف للشركة. أمَّا في حال كنت تعمل لثماني ساعات في اليوم، فلا تجد أي تقدير على التزامك وتفانيك في عملك، سينخفض انتمائك إلى الشركة؛ الأمر الذي لا بدُّ أن يدفعك إلى التفكير في تركها، والبحث عن فرصة جديدة.
  8. خسارة الحياة الاجتماعية: عندما تستهلك الوظيفة وقتك وطاقتك وتستنزفك تماماً، حيث تكون عند عودتك إلى المنزل مُنهكاً وتحتاج إلى الراحة، أو تكون مضطراً إلى اصطحاب بقية عملك لتكمله في المنزل؛ ستجد أنَّ هذا العمل إنَّما يُفقدك حياتك الاجتماعية شيئاً فشيئاً، لتعتذر عن حضور المناسبات الاجتماعية، وتقلل من لقاءات الأسرة والأصدقاء، وكل ذلك مؤشرات غير صحية؛ لذا من الأفضل في هذه الحالة ترك الوظيفة التي تجعلك تخسر حياتك الاجتماعية.
  9. عدم الحصول على ترقية: من أهم أسباب ترك الوظيفة، والبحث عن وظيفة أخرى، هي عدم حصولك على ترقية في عملك، على الرغم من خبرتك الطويلة وجودة أدائك. والسيناريو الأسوأ إن كانت الترقيات تتم على أساس المحسوبيات والعلاقات، وتكون من نصيب أشخاص أقل كفاءة في الشركة، ففي هكذا وضع لا يجب التردد أبداً في مغادرة هذه الوظيفة.
  10. زملاء العمل: تُعدُّ علاقات الموظف مع الزملاء سبباً رئيساً للتفكير في ترك الوظيفة، أو البقاء فيها؛ إذ في حال كنت تشعر بالراحة والألفة مع زملائك، وكان التعاون وتبادل الخبرات والفائدة أمراً منتشراً بينكم، وكنتم تدعمون بعضكم بعضاً، وتقفون إلى جانب بعضكم في الأزمات، لا بدُّ حينها من أنَّك ستحب وظيفتك وتتمسك بها. ولكن قد يحصل العكس تماماً في حال كانت علاقتك مع زملائك متوترة، وتسودها الغيرة والضيق بين بعضكم بعضاً.
  11. المدير: يُمكن القول إنَّ المدير في العمل سبب حاسم في قرار ترك الوظيفة! فالمدير هو صاحب السلطة في الشركة، وبيده مصير الموظفين وترقيتهم أو تجميدهم؛ لذلك عندما تحظى بمدير متعاون ومُحب، يستمع لمطالبك، ويتعاطف ويُقدر جهودك، ويكافئك ويُعاملك باحترام ومودة، لن تضطر حينها إلى التفكير في ترك وظيفتك. ولكن في الحالة المُعاكسة المتمثلة بوجود مدير متسلط متعجرف، لا يستمع لأحد، ولا يقبل المناقشة في أي أمر، ويُميز بين الموظفين؛ ستجد نفسك حينها مضطراً إلى التفكير في ترك الوظيفة، والبحث عن خيار آخر.
  12. عدم التقدير: من أكثر الأمور التي تُسبب الإزعاج والضيق للموظف، هي عدم تقدير الإدارة لجهوده ولتفانيه في العمل، أو الاستخفاف بإسهاماته والسخرية منها؛ لا بدُّ أنَّ أمراً كهذا سيُثبط همتك، ويجعلك تشعر بالرغبة في ترك هذا العمل، والبحث عن عمل آخر.
  13. توجيه الانتقاد: يُعدُّ التقييم وتوجيه الملاحظات من الأمور المفيدة للموظف، والتي تُساعده في معرفة نقاط ضعفه وتطويرها، ولكن قد يؤثِّر أسلوب توجيه هذه الملاحظات، في نفسية الموظف وموقفه من الوظيفة، ويدفعه باتجاه ترك الوظيفة أو الاستمرار فيها. فمثلاً يمكن تُوجيه الملاحظة بأسلوب لطيف وودود باستخدام عبارات من قبيل: "لقد قمت بعمل جيد، لكن كان من الأفضل لو قمت بكذا"، أو "ما رأيك باتباع طريقة أخرى لتنفيذ العمل!"، أو "أنت دائماً متأخر عن العمل! هل يمكنك إخبارنا بالأسباب؛ علَّنا نجد الحل!"، وذلك بدلاً من استخدام عبارات جارحة ومُهينة.
  14. المشاريع الخاصة: قد يكون لديك أفكار لمشاريع عمل خاصة بك، تُؤمن بها، وتسعى لتنفيذها، وهي غالباً ما تُحقق لك الحرية المالية والمعنوية؛ لذا قد يكون ترك الوظيفة في هذه الحالة فرصة لتحويل مشروعك الخاص من فكرة في خيالك إلى حقيقة في أرض الواقع.
  15. الملل والروتين: قد يُصاب الإنسان بعد قضاء عدة سنوات في الوظيفة نفسها، والشركة والبيئة نفسها، بنوع من الملل والروتين، وينتابه الشعور بالحاجة إلى التجديد والتغيير؛ وهذا سبب من أسباب ترك الوظيفة الحالية، والبحث عن وظيفة جديدة.
  16. بيئة العمل: في بعض الأحيان، تكون بيئة العمل هي السبب والدافع وراء ترك الوظيفة، وذلك عندما تكون بيئة غير مُريحة، ولا تتوفر فيها الظروف الصحية من تهوية جيدة وإضاءة، ومكاتب نظيفة، وغيرها من الأمور اللوجستية التي تؤثِّر في صحة ونفسية الموظف.
  17. وظيفة الأحلام: لكل شخص منَّا وظيفة أحلام يحلم بها، ويسعى للحصول عليها، وفي حال توفر هذه الفرصة، لا يمكن للشخص أن يرفضها، ومن الطبيعي في هذه الحالة أن يترك وظيفته الحالية، وينطلق إلى وظيفة أحلامه التي ينتظرها!

شاهد بالفديو: 7 علامات تدل على ضرورة ترك عملك والبحث عن عمل جديد

نصائح قبل ترك العمل:

من أهم النصائح قبل أن تترك عملك:

  • فكِّر ملياً قبل ترك الوظيفة: ليس من الصواب أن تأخذ قرار ترك الوظيفة في لحظة انفعال أو غضب، ومن دون التفكير ملياً في تبعات الأمر؛ فكِّر في أسباب الترك، هل هي أسباب ثانوية أم جوهرية؟ هل هي أسباب دائمة أم مؤقتة؟ هل يمكن إيجاد حل لتحسين الوضع قبل اتخاذ قرار الترك؟!
  • ابحث عن البديل أولاً: من أكبر الأخطاء التي يرتكبها الإنسان، أن يترك وظيفته قبل تأمين البديل عنها؛ لذا لا تتسرع في قرار ترك وظيفتك. وما إن تراودك فكرة الترك، ابدأ البحث عن فرصة عمل أخرى، وعندما تحصل على هذا البديل، نفِّذ قرارك حينها بترك وظيفتك الحالية!
  • أخبر ربَّ العمل: تفرض عليك آداب وأخلاقيات العمل، إخبار مديرك أو ربَّ العمل بقرار الترك، وإعطائه مهلة زمنية (يُفضل أن تكون أسبوعين مثلاً)، ليؤمن البديل عنك، ولا تقع الشركة في مأزق من بعدك.
  • كن إيجابياً: لا تحرق كل الجسور؛ من يدري فربما تحتاج إلى العودة لعملك القديم، أو قد يطلب صاحب عملك الجديد رأي مديرك السابق عنك، أو قد ترغب في رسالة توصية منه؛ لذا لا تكن هجومياً عند إخباره بقرار الترك أو الاستقالة، واختصر الكلام عن أسباب تركك، فليس هناك حاجة إلى الخوض في التفاصيل حول ما تكرهه في الوظيفة، بل اربط أمر الترك بأسباب خاصة أو شخصية، وحاول أن تتكلم ببعض الإيجابية، وأنَّك استفدت من فترة وجودك في الشركة، ولا مانع من أن تعرض مساعدتك فيما لو احتاجوا إليك لاحقاً.
  • ودِّع زملاء العمل: من الجميل أن تترك أثراً طيباً عند مغادرتك وظيفتك؛ لذا حاول أن تُودِّع الجميع في الشركة، من أصغر موظف إلى أكبرهم. ولو كنت في داخلك تحمل ضيقاً من أحدهم، سامحه واجعله يشعر بالخجل من إساءته إليك.
إقرأ أيضاً: 5 علامات تُخبرك أنه حان وقت الرحيل عن العمل

ابحث عن عمل جديد بذكاء:

إليك فيما يلي أهم النصائح قبل بدء البحث عن عمل جديد:

  • اعرف نفسك جيداً: تعرَّف نقاط قوَّتك وضعفك، مهاراتك وأهدافك، وأين تُريد أن تصبح بعد عدة سنوات.
  • استثمر العلاقات الاجتماعية: استثمر علاقاتك الشخصية في البحث عن عمل جديد، وذلك بالتواصل مع الأقارب والأصدقاء، وسؤالهم عن الوظائف الشاغرة لدى الشركات التي يعملون فيها.
  • سوِّق لنفسك جيداً: حضِّر سيرة ذاتية متميزة وجاذبة لأرباب العمل، وانشرها في مواقع مختلفة على الإنترنت؛ إذ تحرص شركات التوظيف على متابعة قواعد البيانات التي تحتويها هذه المواقع.
  • لا تيأس: لا تفقد الأمل في الحصول على العمل الذي تتمناه، تابع البحث بمعنويات مرتفعة.
إقرأ أيضاً: 7 أسباب تدفعك للتفكير في البحث عن عمل إضافي

في الختام، اترك وظيفتك وابحث عمَّا يحقق سعادتك:

نحن نقضي ما لا يقل عن 40 ساعة من كل أسبوع في العمل؛ لذا من الضروري جداً أن يُشبع هذا العمل حاجاتنا المادية والمعنوية!

وإن كنت باقٍ في وظيفتك الحالية من أجل المال فحسب، فاعلم أنَّك تقضي على نفسك، وتحرمها من الإبداع؛ لذا إن لم تكن وظيفتك تُلبِّي طموحاتك وتُحقق لك الرضا، هيِّئ نفسك للمغادرة، ولا تترك الخوف يمنعك من المضي قُدماً، فالحياة مليئة بالفرص وهي أقصر من أن تُمضيها في مكان لا يُحقق لك السعادة!

 

المصادر: 1، 2، 3، 4




مقالات مرتبطة