لماذا يعد وضع برنامج أهم من تحديد الأهداف؟

يضع الكثيرون منَّا عادةً مجموعة من الأهداف؛ إذ نرى أنَّ تحديد الأهداف أمر سهل، كما أنَّنا نحب أن نحلم أحلاماً كبيرة، ولكنَّ تحقيق هذه الأهداف موضوع آخر، ففي الواقع لا تكمن المشكلة في قدرتك على تحديد الأهداف؛ بل في عدم قدرتك على بلوغها، والذي يعود غالباً إلى طريقة عملنا ونظامنا الذي نتَّبعه لتحقيقها.



ملاحظة: بينما يُعدُّ تحديد الأهداف أمراً هامَّاً، إلَّا أنَّه بدون وضع برامج لتطويرها باستمرار، سوف تفشل.

البرنامج هو خطة عملك، والطريق الذي ستتبعه، ومجموعة الخطوات التي ستسلكها يومياً؛ بعبارة أخرى إنَّه "كيفية" الوصول إلى هدفك والحصول على النتائج المنشودة، ولا يعني هذا أنَّه لا ينبغي علينا أن نحدِّد أهدافنا؛ بل يُعدُّ تحديد الأهداف هامَّاً للغاية؛ وذلك لأنَّه في النهاية، الوجهة التي نريد الذهاب إليها والتي تساعدنا على اتِّباع المسار الصحيح، ولكنَّ البرنامج هو الذي يساعدك على بلوغ أهدافك الموضوعة.

من خلال وضع برامج واكتساب عادات جيدة، ستكون أقرب إلى تحقيق أهدافك، وستهيئ نفسك للنجاح على الأمد الطويل؛ لذا سنتعرف في هذا المقال إلى أهمية وضع البرامج وعدم الاكتفاء بتحديد الأهداف.

1. الاستعداد للتحسين المستمر:

من خلال وضع برنامج جيد سيصبح في إمكانك إعداد نفسك للتحسين المستمر؛ إذ تسمح لك العادات اليومية الجيدة التي تكتسبها بإحراز تقدُّم فعلي، دون الاكتفاء بتخيُّل هذا التقدُّم كما تفعل عند تحديد الهدف، وعلاوةً على ذلك، يُعَدُّ هذا إجراءً مستداماً؛ إذ يمكنك إعادة النظر باستمرار في نظامك إذا لزم الأمر، فتجري بعض التغيير أو التبديل أو التحسين أو تكتسب عادات جديدة لتمنحك النتائج التي تريدها.

كما يوضِّح "ستيفن هاندل" (Steven Handel)، كوتش تطوير الذات والكاتب في موقع "ذي إيموشنال ماشين" (The Emotion Machine)، قائلاً: "تختلف البرامج عن الأهداف؛ وذلك لأنَّها تركز على الاستدامة، كما لا تتطلَّب البرامج معياراً معيَّناً نصل أو لا نصل إليه؛ بل هي أسلوب حياة نمارسه يومياً ونبني مستقبلنا من خلاله".

إقرأ أيضاً: كيف تحدد الأهداف بفاعلية وتستمر في التطور؟

2. قابلية التطوير:

قد يكون هدفك هو بناء عمل رائجٍ، ولكن ما يحدِّد كيف ستفعل ذلك بالفعل، هو البرنامج الذي تتَّبعه؛ أي الإجراءات المتعلقة بكيفية صنع المنتجات وتوظيف الموظفين ووضع نظام الحسابات؛ وذلك لأنَّ هذه هي طريقة التحسين التي ستتيح لك تطوير هدفك وخطتك.

ولهذا السبب، يُعدُّ وضع برنامج هامَّاً للغاية وأفضل من تحديد الأهداف وحدها، فإذا حققت هدفك في إطلاق مشروع تجاري ناجح، على سبيل المثال، ولكنَّك نسيت بعد ذلك الخطة التي اتَّبعتها، فيعني هذا أنَّ هدفك غير قابل للتطوير؛ لذا من الأفضل أن تنظِّم نهجك لكي تتمكَّن من مراجعة خطتك ومعرفة خطئك إذا فشلت، وبهذه الطريقة، ستتجنَّب ما لا يجب عليك فعله في المستقبل، وعندما تنجح، ستمتلك برنامجاً موثقاً يبيِّن لك كيفية تحقيق ذلك مرة أخرى والقيام بعمل أفضل في المرة القادمة.

3. إمكانية اشتراك الفريق في الخطة:

تُعدُّ الأهداف النهائية رائعة، ولكن قد يكون من الصعب أن تثير حماسة الفريق، ولكن من خلال وضع برنامج محدَّد، سيصير في إمكانك إظهار خطتك لفريقك وإشراكه في وضع البرامج معك من خلال تبادل الأفكار، كما يجب أن تُظهِر لهم أنَّ وجود دليل تفصيلي لإكمال المهام سيجعلها أسهل، وسوف يمنحهم الكفاءة نظراً لمعرفتهم بما يفعلون وكيف يفعلونه ومتى.

ومع تقدُّم عملك وتوظيف موظفين جدد، سيكون من السهل عليهم الحصول على المعرفة والإجراءات التي وضعتها بالفعل.

4. إفساح المجال للتفكير الإبداعي:

من الجيد أن تضع هدفاً يحدد أرباح شركتك لهذا العام، ولكن ما يهم حقاً، هو ما ستفعله لتحقيق هذا الهدف؛ لذا يجب أن تفكِّر في تنفيذ برامج جديدة تنفيذاً إبداعياً، حتى ولو كان مجرد تغييرٍ بسيطٍ في طريقة تطبيقك للأمور؛ إذ سيُحدِث تراكم كل هذه التغييرات الصغيرة فرقاً كبيراً.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح لتعزيز مهارة التفكير الإبداعي

5. التفكير تفكيراً طويل الأمد:

يسمح لك التركيز على البرنامج بالاستمرار في العمل حتى بعد تحقيق الهدف؛ وذلك لأنَّه لا يتعلق بإنجاز فردي؛ بل هو التزام بالعملية عموماً؛ لذا كلما اكتسبت عادةً جيدةً والتزمت بها، ستجني ثمارها على شركتك، وستمتلك الدافع للمواصلة كلما رأيت المنافع، وهذه هي العقلية طويلة الأمد التي يجب أن تتحلَّى بها.

كما يقول جيمس كلير" (James Clear)، مؤلف كتاب "العادات الذرية" (Atomic Habits): "الغرض من تحديد الأهداف هو الفوز باللعبة، والغرض من وضع البرامج هو الاستمرار في ممارسة اللعبة".

6. ترسيخ النتائج:

في النهاية، يدفعك البرنامج إلى الاستمرار في العمل؛ وذلك لأنَّك ترى التقدُّم المُحرَز، ممَّا يمنحك المزيد من الراحة والسعادة على الأمد الطويل، فقد يبني معظمنا سعادته على تحقيق هدفه، فنقول: "إذا حققتُ هدفي، سأكون سعيداً"، ولكن في إمكانك أن تكون سعيداً طوال الوقت من خلال وضع برنامج والاحتفاء الدائم بنتيجة جميع الإجراءات التي طبَّقتها.

بعد ذلك، ستمتلك عقلية ناجحة وستسعد عندما ترى البرامج التي وضعتها ناجحة؛ ممَّا يمكِّنك من تحقيق الأهداف النهائية، ويحفِّزك، ويدفعك إلى النجاح المستمر على الأمد الطويل، سواء في حياتك الشخصية أم المهنية.

 

المصدر




مقالات مرتبطة