لماذا يعد المتحدثون العظماء قادة عظماء؟

كنتُ أتحدث منذ فترة في حدث حول توسيع نطاق الأعمال، فقد استضاف هذا الحدث زميلي "مات براون" (Matt Brown)، وحمل عنوان: "أسرار توسيع نطاق الأعمال" (Secrets of Scale)؛ وفي هذا المقال سأخبرك بهذه الأسرار.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "ريتشارد مولهولاند" (Richard Mulholland)، والذي يُحدِّثنا فيه عن تجربته الشخصية في القيادة.

ليس الافتقار إلى المعرفة هو ما يوقفنا عن العمل؛ وإنَّما توجد أمور غير عادية تؤثر فينا، ويتعلق الأمر بقلة الالتزام بالاستراتيجيات التي تعمل على توسيع نطاق الأعمال بالفعل، وينطبق الأمر ذاته على القيادة، حيث يستمر الناس في قراءة المقالات وشراء الكتب والاستماع إلى المدوَّنات الصوتية التي تُعلِّمهم أسلوب القيادة، والحقيقة أنَّه من السهل جداً القيام بذلك.

هل تتذكر فيلم "أبولو 13" (Apollo 13) بطولة "توم هانكس" (Tom Hanks)؟ كان يوجد مشهد في الفيلم حيث كان "توم" في المنزل مع أسرته وأصدقائه يشاهدون لحظة الهبوط على سطح القمر، عندها تأثَّر "توم" وخرج ليحدق في القمر، وعندما انضمَّت إليه زوجته فيما بعد، قال لها: "نحن نعيش الآن في عالم يسير فيه الإنسان على سطح القمر، وهذه ليست معجزة، بل نحن من قررنا أن نخطو خطوةً إلى الأمام، ونذهب إلى هناك".

إذاً، نحن فقط مَن نقرر أن نخطو خطوةً إلى الأمام؛ فهذا ما فعله كلٌّ من الرحالة "كريستوفر كولومبوس" (Christopher Columbus) ورائد الأعمال "إيلون ماسك" (Elon Musk) والسياسي "نيلسون مانديلا" (Nelson Mandela) والقائد "نابليون بونابرت" (Napoleon Bonaparte) والناشطة "روزا باركس" (Rosa Parks).

وهذه هي المشكلة التي تواجه كل قائد طموح، فهو لم يُقرر اتخاذ خطوة إلى الأمام، ولم يُقرر القيادة، حيث تُعَدُّ القيادة هي أسهل أمر يمكِن القيام به في العالم.

أنا أعمل في عملي هذا منذ أكثر من عقدين، وعندما بدأتُ، كنتُ أذهب إلى العمل كل يوم، وأقود كقائد بشجاعة، حيث كنتُ مسيطراً على زمام الأمور وصاحب رؤية، وتمكَّنتُ من تحفيز فريقي على العمل بجدية أكبر؛ فقد قدتُ فريقي وعملائي لتحقيق العظمة والمجد.

كان من غير الممكن إيقافي، لقد كنتُ أعمل باستمرار بشأن تنمية الأعمال التجارية وحماية العالم، فقد بدأ العمل في النمو، وبدأَت رؤيتي تتحول إلى حقيقة، وبعد ذلك، ذهبتُ إلى العمل ذات يوم، وعلمتُ بأنَّني سأصبح مديراً.

إقرأ أيضاً: 5 صفات يتميز بها القادة العظام

البحث عن المكان المناسب في عملك:

عندما نهضت لأتحدث مع الفريق، كان يجب أن أُجرِيَ اجتماعاً، ولقد أصبحتُ المدير المسؤول عن كافة الأرقام والإحصاءات وتعزيز الإنتاجية والمبيعات التي يحتاج إليها العمل التجاري.

يقول الكاتب "فيليكس دينيس" (Felix Dennis) في كتابه "كيف تصبح ثرياً؟" (How to Get Rich):

"قد تضطر إلى التنكر كمدير لفترة قصيرة حتى تصبح ثرياً، ويجب أن تسعى جاهداً إلى أن تكون مديراً جيداً عندما يُفرَض عليك هذا الدور، ولكن حتى إذا اكتشفتَ أنَّك تمتلك الموهبة فعلاً في الإدارة، فمن الأفضل لك أن تتخلى عن هذا الدور بمجرد أن تتمكن من توظيف الموظفين المناسبين".

لم أتعامل مع فريقي كمدير لفترة طويلة جداً، وتوقَّفتُ عن كوني قائداً أيضاً، ثمَّ بدأتُ في تغيير هذا الوضع، ولقد كان الأمر بسيطاً جداً؛ حيث بدأتُ أتحدث إليهم، وأسأل وأنصتُ وأتعلم وأشارك، فقد وقفتُ أمام فريقي وتحدَّثتُ إليهم عن الأخطاء التي ارتكبتُها والمشكلات التي أريد حلها.

لقد تحدَّثتُ معهم عن الأفكار التي كنتُ أمتلكها كي نتمكن من حلها، سواءً على صعيد الشركة أم العالم ككل، ولقد بدأتُ أتناقش معهم، وبدأتُ في القيادة مرةً أخرى. تقول "شيريل ساندبرج" (Sheryl Sandberg)، رئيسة العمليات في موقع "فيسبوك" (Facebook): "تدور القيادة حول جعل الآخرين أفضل عند وجودك معهم، والحرص على استمرار هذا التأثير في غيابك".

القيادة الفذَّة هي الهدف النهائي:

في موقع "ميسينغ لينك" (Missing Link) نحن نمتلك تسعة أمور هامة نقوم بها، أحدها هو حل المشكلة، فعلى الرغم من حقيقة أنَّنا ندير شركةً مسؤولةً عن العروض التقديمية، إلا أنَّ المشكلة لا تكمن في أن تكون مُقدِّم عروض أفضل؛ وإنَّما أن تكون قائداً أفضل.

يُعَدُّ تقديم العروض ببساطة وسيلةً لتحقيق هدف ما؛ لذلك، يجب أن تصبح مُقدِّم عروض جيداً؛ لأنَّ ذلك سيساعدك على أن تصبح قائداً فذَّاً، وليس مجرد مدير جيد.

إذا بحثتَ على "جوجل" (Google) ضمن خيار الصور عن عبارة "أعظم المديرين"، فإنَّك ستجد الكثير من الصور لمديرين يجلسون حول طاولة يبتسمون لبعضهم بعضاً أو يتصافحون.

الآن، ابحث عن مصطلح "القادة"، ربما ستجد الصور نفسها، ولكن إذا مرَّرتَ المؤشر للأسفل قليلاً، فستجد أشخاصاً غيَّروا العالم، ستجد "جون كيندي" (John F. Kennedy) و"مارتن لوثر كينغ" (Martin Luther King)، و"هتلر" (Hitler) و"روزفلت" (Roosevelt) و"ستيف جوبز" (Steve Jobs) و"بيل جيتس" (Bill Gates). إذاً، ما هو القاسم المشترك بين هؤلاء الأشخاص؟ عندما تحدثوا، أنصتَ العالم لهم.

إذاً، الفرق بين القائد والمدير هو القدرة على التواصل.

إقرأ أيضاً: انفوغرافيك: الفرق بين المدير والقائد

ابدأ فحسب:

هل كان "جيتس" يتقن التواصل؟ نعم، إنَّه أفضل بكثير الآن، ولكن لم يكن كذلك من قبل، ومع ذلك، فقد نهض وتحدَّث، وانظر إلى "إيلون ماسك" (Elon Musk)، وستدرك بأنَّك لستَ مضطراً لتكون متحدثاً جيداً حتى تتمكن من القيادة.

تعني القيادة التحدث والعكس صحيح، وهي مهارة يمكِنك أن تكتسبها من خلال الممارسة، مثل معظم الأمور الأخرى في الحياة، وكلَّما قمتَ بها بطريقة صحيحة، أصبحتَ أفضل.

لذا، قبل أن تمضي قدماً، أرسِل بريداً إلكترونياً إلى فريقك بأكمله، وأخبِرهم بأنَّك ستُلقي حديثاً بعد أسبوعين، وأطلِق عليه عنوان: "قيادة الفكر".

يقول المُلحِّن "ديوك إلينغتون" (Duke Ellington): "لستُ بحاجةٍ إلى وقت؛ بل كل ما أحتاج إليه هو موعد نهائي".

لذا، خصِّص لنفسك موعداً نهائياً.

المصدر




مقالات مرتبطة