لماذا يعد الحصول على الموظفين المؤهلين أمراً صعب المنال؟

مع ارتفاع معدلات البطالة نتيجة جائحة كورونا، يجب أن يكون من السهل العثور على موظفين ماهرين للعمل؛ ولكن، لا يُعَدُّ ذلك صحيحاً بالضرورة، فقد افترض العديد من رواد الأعمال مع ارتفاع معدل البطالة في الولايات المتحدة من 3.6٪ في شهر كانون الثاني إلى 8.4٪ في شهر آب أنَّ التوظيف سيصبح سهلاً وبسيطاً بعد سنوات من الصعوبات؛ لكنَّ الواقع يقول عكس ذلك.



تأثير حالات البطالة غير المتوقعة في جميع القطاعات:

يؤكد معظم أرباب العمل أنَّ أعداد الموظفين المتاحين ما زالت لا تلبي متطلبات الأعمال عموماً، ويبدو ذلك غير منطقي؛ إذ يُفترَض مع وجود الكثير من الأشخاص العاطلين عن العمل أن ينعم أرباب العمل بوفرة من المتقدمين إلى العمل؛ وأحد الأسباب الواضحة هو أنَّ حالات البطالة وتقليص عدد الموظفين والعمال وإنهاء عقود العمل كانت أمراً غير متوقع في مختلف القطاعات.

على سبيل المثال: انخفض معدل البطالة في مجال التكنولوجيا إلى 2.5% على مستوى البلاد خلال شهر أيار، مقارنة بنسبة 2.8% في نيسان؛ وذلك وفقاً لاستطلاع السكان الحالي لمكتب إحصاءات العمل من قبل المؤسسة الوطنية للسياسة الأمريكية (NFAP)؛ لذلك أصبح المرشحون للوظائف التقنية أكثر ندرة في الوقت الذي عانى فيه الملايين من الأمريكيين من البطالة، كما بلغ معدل البطالة للعاملين في المجال المالي 4.7% فقط.

الصناعات ذات معدلات البطالة المرتفعة:

ما هي الصناعات التي تعاني من ارتفاع معدلات البطالة؟ وفقاً لمكتب إحصاءات العمل الأمريكي:

لا عجب أن يسجل قطاع الترفيه والسياحة أعلى معدل للبطالة، والذي بلغ 21.3٪ اعتباراً من شهر آب 2020.

(للتوضيح: صناعة الترفيه: هي قطاع الأعمال الذي يركز على المنتجات والخدمات ذات الصلة بالترفيه والتسلية والرياضة والسياحة؛ أمَّا صناعة الضيافة، فهي فئة واسعة من المجالات داخل صناعة الخدمات التي تشمل السكن وخدمة الطعام والشراب والتخطيط للمناسبات والنقل، وتشمل كذلك الفنادق والمطاعم والبارات).

  • بلغت نسبة البطالة في قطاعات النقل والمرافق 11.3٪.
  • بلغت نسبة البطالة في قطاع البناء 7.6%.
  • بلغت نسبة البطالة في قطاع الإنتاج والتصنيع 6.7%.

رغم ارتفاع معدلات البطالة، إلَّا أنَّ العثور على موظفين ذوي كفاءة عالية كان تحدياً مستمراً بالنسبة إلى رواد الأعمال؛ فبعد حقبة الخمسينات، أصبحت العائلات صغيرة جداً، وأصبحت الوظائف المكتبية والوظائف الخدمية أكثر وفرةً؛ لذلك فضَّل عدد قليل جداً من الناس القيام بالأعمال التي تتطلب جهداً بدنياً؛ ومع انتشار جائحة كورونا، ورغم ارتفاع معدلات البطالة، بقيت الوظائف التي تتطلب عمالة ماهرة شاغرة بنسبة كبيرة.

إقرأ أيضاً: البطالة في المجتمع: تعريفها، أسبابها، وطرق معالجتها

أثر مدفوعات البطالة المتزايدة:

لا يتسرع الكثير من العمال المسرحين أو ذوي الأجور المنخفضة في العودة إلى العمل؛ ذلك لأنَّ البقاء في حالة البطالة أمر جذاب في هذه الأيام؛ فمثلاً: من بين العمال الأمريكيين المؤهلين للوصول إلى حالة البطالة، حصل 68% على أكثر من دخلهم المعتاد نتيجة للمساعدات الأسبوعية والبالغة 600 دولار في قانون كيرز (CARES) (وهو قانون مكافحة فيروس كورونا، ودعم جهود الإغاثة، وتعزيز الأمن الاقتصادي)؛ وذلك وفقاً لدراسة نُشِرت في أيار من عام 2020.

في الواقع، تلقى واحد من كل خمسة عمال مزايا وفوائد تعادل ضعف ما فقدوه من أرباح ومكاسب؛ ورغم انتهاء مساعدات كيرز (CARES) في 31 تموز، إلَّا أنَّه توجد مجموعات إغاثة إضافية يجري العمل عليها في الكونغرس والبيت الأبيض؛ وبناء عليه، يشير الباحثون إلى أنَّ المعدل المرتفع لحالات البطالة قد يعيق إعادة توزيع العمالة بكفاءة، خاصة في أثناء التعافي من آثار جائحة كورونا.

يقول تشارلي بالارد (Charley Ballard) -الخبير الاقتصادي بجامعة ولاية ميشيغان (Michigan State)- لصحيفة ديترويت نيوز (Detroit News) أنَّ الوباء قد سلط الضوء على التفاوت العميق وعدم المساواة في الدخل في البلاد، والذي أصبح قائماً على أسس عنصرية وعرقية؛ كما قال: "لو زادت أجور العمال ذوي الأجور المنخفضة بمعدل زيادة أجور العمال ذوي الأجور المرتفعة نفسه، فلن يعمل أحد بأقل من 600 دولار في الأسبوع".

كيف تجذب الموظفين المؤهلين إلى العمل؟

بالنسبة إلى رواد الأعمال، تعتمد القدرة على جذب موظفين بكفاءة عالية على سمعة المنظمة، وتنوع القوى العاملة، ومعاملة الموظفين، وقدرة الموظفين على النمو والتطور وتعلم مهارات جديدة، والعلاقات العامة بين الموظفين والفريق الإداري؛ ويعدُّ الراتب والفوائد بالتأكيد أمرين هامين أيضاً.

وسط كل المشتتات والاضطرابات المرتبطة بجائحة كورونا، يعدُّ جذب الموظفين والاحتفاظ بهم مَهمَّة صعبة جداً؛ ومع ذلك، يوفر هذا الأمر فرصة للإبداع وجذب المرشحين الذين يمكنك الاستفادة منهم الآن وفي المستقبل، ريثما تنتهي الآثار الاقتصادية لهذه الجائحة.

نقدم لك فيما يأتي ثلاث نصائح تساعدك على جذب الموظفين المؤهلين إلى شركتك:

1. ركز على المرونة:

احرص على ذكر المرونة المتعلقة بمكان العمل في إعلانات التوظيف وعلى موقع الويب خاصتك، مثل خيارات العمل من المنزل، والجدولة الزمنية للعمل؛ حيث يزداد الطلب على هذه المزايا خلال فترة وباء كورونا، ويُقدِّر المرشحون هذه المزايا تقديراً كبيراً.

شاهد بالفيديو: خمس نصائح لتكون أكثر إنتاجاً في العمل من المنزل

2. قدِّم رواتب تنافسية:

يعدُّ الوقت الحالي هو الوقت الأنسب للتحقق من أنَّ الراتب الذي تمنحه غير قابل للمنافسة؛ ففي ظل المنافسة المستمرة على الأشخاص ذوي الكفاءة، قد تواجه معادلة العرض والطلب بعض العثرات؛ فعندما يكون سوق العمل صارماً، يكون الراتب أحد العوامل التي لا ترغب في تقليصها؛ وإذا كنت تعتقد أنَّك لا تستطيع تحمل زيادة أجور الموظفين، ففكر في إجراء دراسة جدوى لتحديد تكلفة عدم تعيين موظف جديد وتكلفة دوران العمالة أو التسريح؛ فقد تفوق تكلفة عدم تعيين موظف جديد، أو خسارة الأشخاص الجيدين زيادة الرواتب التي يمكنك منحها لجذبهم.

إقرأ أيضاً: 10 نصائح لتحفيز الموظفين من دون اللجوء إلى المال

3. احتفظ بالموظفين المناسبين:

إنَّ الاحتفاظ ببعض الموظفين في ظل الوضع الاقتصادي الحالي أمر حرج وصعب؛ فإذا فقدت أعضاء فريقك الهامين وأنت بالفعل تفتقر إلى القوى العاملة، فستواجه مشكلة كبيرة؛ لذلك عندما تعاني من الاضطراب في العمل، فإنَّ الاستقرار والاحتفاظ بموظفيك الأكفاء هو ما يجب أن يكون محور اهتمامك؛ فالأوقات التي نمر بها الآن صعبة ومضطربة فعلاً، ولا يرغب أحد في زيادة هذا الاضطراب.

 

المصدر




مقالات مرتبطة