لماذا نحتاج إلى الهوايات؟

عند ملء الاستبيانات والطلبات المختلفة في الحياة، غالباً ما نُسأَل هذا السؤال المزعج: ما هي هواياتك؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة "دونا مارتيل" (Donna Martelli)، وتُحدِّثنا فيه عن تجربتها في إيجاد هواياتها وفهم أهميتها.

لم تكن لدي هوايات حقيقية؛ لذلك عندما واجهت هذا السؤال المزعج، كنت أكتب شيئاً اعتيادياً مثل القراءة أو التزيين، لطالما أردت صنع أشياء جميلة، لكنَّ هذا مفهوم غامض ويمكن أن يغطي العديد من النشاطات التي يمكن تصنيفها على أنَّها هوايات.

تغيَّر واقع الحجر الصحي بعد الجائحة في عام 2020 بسبب ممارستي للهوايات، "جعل الأشياء جميلة" لا يزال هو الأساس، ولكن الآن لدي هوايتان جديدتان وُلِدتا خلال الجائحة.

في لحظةٍ من اللحظات خطرت لي فكرة وأدركتُ كيف تثري الهوايات حياتنا بشكل لا مثيل له، وأشعر بالسعادة والسلام عندما أمارس هاتين الهوايتين اللتين أحببتهما حديثاً، ولدي أصدقاء اكتشفوا هذا الاكتشاف نفسه خلال عام 2020؛ إذ أمضى الكثير من الناس هذا الوقت المقلق في تقييم الأمور الهامة في حياتهم وفي التخلص من الأمور التافهة، واتِّباع أسلوب حياة أكثر صحة، وبدء شيء جديد، سواء كان ذلك في أسلوب حياتهم الشخصية أم العملية أم هواياتهم.

لا يوجد شيء مثل الإبداع، في الواقع، التعريف الحرفي لكونك مبدعاً هو أن تصنع شيئاً جديداً وفريداً، كنتُ أعتقد أنَّ الهوايات للمتقاعدين الذين ليس لديهم ما يتطلعون إليه في الحياة، مع حياتهم الهادئة والمريحة، ربما يمكن للهوايات أن تملأ الساعات وتضيف القليل من النكهة إلى أيامهم، إلا أنَّني اكتشفت منذ ذلك الحين أنَّ نظرتي إلى الهوايات كانت سطحيَّة بالفعل.

إقرأ أيضاً: 7 هوايات إبداعية ستجعلك أذكى وأكثر إنتاجية

حتى الأشخاص المشغولون، الذين يعيشون حياة مرهِقة للغاية، يحتاجون إلى هوايات، وربما يحتاجونها أكثر من الشخص العادي؛ حيث يميل الأشخاص الذين يمارسون هوايات ممتعة لمدة عشرين دقيقة على الأقل في الأسبوع إلى أن يكونوا أكثر نشاطاً في نشاطاتهم الأخرى، وهذا استثمار صغير مقابل المكافآت التي تأتي بها الهوايات.

إذا كنت تحتاج إلى استعادة طاقتك ونشاطك، فمارس هوايتك واجعلها تقوِّيك، وهي تملأ قلبك وعقلك بشيء تستمتع به حقاً؛ حيث تمنحنا هواياتنا استراحة نحن بأمسِّ الحاجة إليها من الروتين، وتتيح لنا التواصل مع حب الحياة الذي بداخلنا، وتمنحنا المجال للاسترخاء وتركيز أحاسيسنا كلها على لحظات الحاضر.

يمكن أن توفِّر الهوايات استراحةً مثمرة؛ وذلك لأنَّنا نستخدم وقت الاستراحة لدينا لفعل شيء مثمر، كما أنَّها تقدِّم نتائج رائعة، فإلى جانب الأشياء الجميلة التي نحصل عليها بحسب الهواية، تمنحنا أيضاً رضىً هائلاً وفرحةً عامةً، ويمكن أن تمنحنا وقتاً هادئاً لتهدئة أذهاننا من خلال استخدام أيدينا في صنع شيء ما، أو وقتاً للتواصل والتعرف إلى أشخاص يشبهوننا ويشاركوننا شغفنا.

بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعيشون حياة مُملَّة وغير ملهمة إلى حد ما، فإنَّ الهوايات تفكك الرتابة وتحميهم من الشعور وكأنَّهم في العمل، وتمكِّنهم من تقديم القليل من التحدي والإثارة غير المؤذيَين إلى الحياة.

الهوايات تُرضي أرواحنا، إنَّه لمن دواعي السرور أن تركز على هواياتك وأن تنسى الوقت، وأن تكون بعيداً تماماً عن ضغوطات الحياة ومتفاعلاً تماماً مع ما تقوم به، لقد حدث هذا لي مرات كثيرة.

عندما خضعتُ للحجر الصحي في عام 2020، تعرَّفت إلى المناظر الطبيعية والبستنة وبدأت مغامرتي الجديدة في الهواء الطلق، وكان عليَّ أن أكون مبدعاً وأنا في مكاني، وكنت في المنزل؛ لذا أصبح اقتلاع الحشائش وتنظيف الفناء من الأغصان وترتيب الأحجار وتسميد الأرض والاعتناء بالسياج هوايتي الجديدة، وقد أعطتني هذه الهواية المتعة.

إضافةً إلى تنسيق الحدائق والبستنة، أسعدني أيضاً أن أكتشف أنواع الصخور وأبحث عنها، وأحببتُ نشاط البحث عن الصخور أو الأحافير أو المعادن وجمعها، لقد فعلتُ هذا منذ الطفولة، وأتذكَّر أنَّ أمي كانت غالباً تنزعج من كل الصخور التي أُحضرها إلى المنزل من مغامراتي وأخزنها في غرفة نومي.

إقرأ أيضاً: نصائح مهمة لتنسيق الحدائق المنزليّة

وقعتُ في حب الصخور مرة أخرى في أثناء الحجر، وبدأت بجمع أي شيء يبدو مثيراً للاهتمام أو غريباً بطريقة ما، ثم قمتُ بعمل عروض وأشياء جميلة بها، سمعت كلمات أمي ولكن هذه المرة كانت تأتي من زوجي حيث كان يقول: "من سيزيل هذه الصخور من مكانها؟" وأنظر إليه كما لو كنتُ أنظر إليها.

ما هي هوايتك إذاً؟ إذا كان لديك هواية تحبها، فانظر إلى أين ستأخذك، جرِّب أفكاراً أو مناهج جديدة وطوِّر تلك الهواية إلى أقصى حد، كما يمكنك اكتشاف إمكانات جديدة فيها أينما كنتُ.

إذا كنت مثلي وتعتقد أنَّه ليست لديك هواية، أو حتى أنَّك تحتاج إلى واحدة، ففكر مرة أخرى؛ حيث تمنحك الهوايات متنفَّساً متجدداً وحيوياً للإبداع، فما هي الأشياء التي تحبها؟ وما الذي تجيده خصوصاً؟ وما الذي يسعدك؟ لا تخَف من التجربة.

إذا كان هناك شيء يبدو ممتعاً، فاحضر درساً أو تعلَّم شيئاً جديداً أو جرِّب نشاطاً غير مألوف بالنسبة إليك كل أسبوع، أنا واثقة من أنَّك ستجد هواية مُرضية ستنعش روحك بالسلام والفرح.

المصدر




مقالات مرتبطة