لماذا فقدت الرغبة في كل شيء؟ وكيف تستعيد تحفيزك؟

دعونا نوضح أمراً قبل البدء: لا تهدف هذه المقالة بأي حالٍ من الأحوال إلى علاج الاكتئاب أو تشخيصه؛ وفي الواقع، نحن لا نتحدث عن الاكتئاب هنا؛ فالاكتئاب هو نتيجة مجموعة من الأحداث الفريدة والميول الوراثية والنفسية والبيئية التي تُفقِدك الأمل من المستقبل، وتُخفِّض مستويات طاقتك، وتُشعِرك بالحزن المستمر، وتُفقِدك اهتمامك بأي شيء دون معرفة السبب وراء ذلك؛ فإذا شعرت أنَّك تعاني من هذا المرض، فأنت بحاجة إلى طلب المساعدة النفسية بأسرع وقت ممكن.



يركِّز ما نتحدث عنه في هذه المقالة على شيء مشابه للاكتئاب إلى حد ما، ولكنَّه مختلف تماماً عنه، ألا وهو: الافتقار إلى الحافز أو الاهتمام بكل شيء في الحياة؛ والغرض من هذه المقالة هو مساعدتك على اكتشاف بعض الحلول العملية لاستعادة حماستك تجاه الحياة وتحفيز نفسك على إيجاد وفعل الأشياء التي تهمك وتعنيك حقاً.

إذا لم تكن مهتماً بأي شيء، وتمتلك حافزاً ضئيلاً أو معدوماً، فستساعدك هذه المقالة في التغلب على ذلك؛ لذا دعنا نتعمق في الأسباب التي تُشعِرك بعدم التحفيز وعدم الاهتمام:

1. أنت عالق في مكانك وغير قادر على التغيير:

أنت تستيقظ كل يوم، وتتناول وجبة الفطور، ثم تذهب إلى العمل لتقضي أغلب يومك فيه، ثم تعود إلى المنزل، وربَّما تتناول وجبة العشاء، لتخلد بعدها إلى النوم؛ ثم يأتي يوم آخر يشبه سابقه، ويتكرر ذلك لفترات طويلة، وتعيش روتيناً مقيتاً.

أن تكون عالقاً في روتين أشبه ما يكون بالانعزال في جزيرة نائية دون أن تملك شيئاً سوى بعض الماء والمعلبات، حيث تأكل الطعام ذاته يوماً بعد يوم، وتفعل الأمور نفسها مراراً وتكراراً؛ ليس لأنَّك ترغب في ذلك، بل لأنَّه خيارك الوحيد؛ ولكن لحسن حظك، فأنت قادر على إخراج نفسك من هذا المأزق واستعادة اهتماماتك من خلال تجربة بعض الحلول مثل:

  • اخرج من منطقة راحتك عن طريق إدخال أنشطة جديدة وصعبة في حياتك.
  • افعل مزيداً من الأشياء التي تخاف منها.

شاهد بالفيديو: 7 طرق لإحداث تغيير مذهل في حياتك بشكلٍ فوري

2. أنت لا تستغل نقاط قوتك:

أحد أهم أسباب عدم اهتمامك بأي شيء في الوقت الحالي هو أنَّ أنشطتك اليومية لا تتوافق مع نقاط قوتك؛ وللعثور على نقاط قوتك، اطرح على نفسك الأسئلة التالية:

  • ما الأمور التي أجيدها؟
  • ما الأمور التي أتحمَّس للقيام بها؟
  • كيف يمكنني توظيف الأمور المذكورة أعلاه في خدمة الآخرين؟

تعدُّ أجوبتك مفتاح العثور على نقاط قوتك، لذا:

  • اطرح الأسئلة الموضحة أعلاه على نفسك.
  • جرب الأفكار الجديدة والهوايات المحتملة.
  • فكر في البدء بنشاط جانبي مثل نشاط تجاري عبر الإنترنت يعتمد على شيء تجيده.
إقرأ أيضاً: أسلوب قيادة نقاط القوة: فهم نقاط القوة ونقاط الضعف

3. تعيقك معتقداتك اللاواعية:

نمنع أنفسنا في بعض الأحيان من تبنِّي التغييرات المثيرة لأنَّنا نخشى الفشل؛ فربَّما ترغب في محاولة اكتساب مهارة أو رياضة جديدة، لكنَّك تختلق أعذاراً لعدم اهتمامك بمعرفة المزيد عن أي شيء، وتُخبِر نفسك بأنَّك غير مهتم؛ ولكن هل هذا صحيح؟ هل تفتقر إلى الاهتمام أم الشجاعة؟

غالباً ما يمنعنا الافتقار إلى الشجاعة من استكشاف اهتماماتنا الحقيقية في الحياة؛ لذا:

  • تحدَّ نفسك بتجربة مزيد من الأنشطة، ومعرفة فيما إذا كان بإمكانك الوصول إلى ذروة اهتمامك، حتى لو اعتقدت أنَّك ستفشل.
  • فكر في هذه الأنشطة على أنَّها تجارب واختبارات لمساعدتك على تحديد فيما إذا كانت تستحق منك المتابعة أم لا.

4. أنت لا تضع أهدافاً طموحة بما يكفي:

يصبح مدى رغبتنا في تحقيق أهدافنا أمراً بالغ الأهمية لتحقيقها، وذلك بغض النظر عمَّا نسعى إلى تحقيقه في الحياة؛ ولسوء الحظ، يحاول الكثير من الأشخاص تقييد رغباتهم، ويخبرون أنفسهم والآخرين أنَّهم لا يحتاجون إلى تحقيق نجاح مذهل.

مع ذلك، فإنَّ هذا النوع من التفكير خطير جداً؛ فعندما نحُدُّ من رغباتنا وأهدافنا، نضع قيوداً لما يمكننا القيام به للوصول إلى تلك الأهداف وتحقيق النجاح في الحياة؛ وعندما يحدث ذلك، نقيِّد تحفيزنا واهتمامنا بأي نشاط معين، ونحد من الشعور العام بالإنجاز.

يؤدي الافتقار إلى وجود أهداف مشوقة ومرغوبة إلى خفض تحفيزك بسهولة ويُشعِرك أنَّك غير مهتم بأي شيء في الحياة؛ ولحل هذه المشكلة، يمكننا أن نستخدم ما يُعرَف بـ "قاعدة العشرة أضعاف"، والتي تنص على ما يأتي: يجب أن تحدد لنفسك أهدافاً أكبر بعشر مرات ممَّا تعتقد أنَّ بإمكانك تحقيقه، ثم تتخذ إجراءات أكثر بعشر مرات ممَّا تعتقد أنَّه ضروري لتحقيق أهدافك.

قد يخبرك بعض الأشخاص أنَّ تحديد أهداف عالية يقضي على الحافز، وأنَّ من الأفضل التقليل من سقف التوقعات وتعزيز التحفيز؛ ولكن هذا النوع من التفكير خاطئ تماماً.

ستحفزك قاعدة الأهداف المضاعفة -تسمَّى عادة "الأهداف الممتدة"- على بذل المزيد من الجهد والمحاولة أكثر من قبل؛ فإذا لم نحقق هذه الأهداف والطموحات العالية، فلا يزال من الجيد تحقيق جزء من هدف كبير بدلاً من تحقيق هدف صغير فحسب؛ وإذا كنت تريد تحقيق هدف عالٍ بما فيه الكفاية، فستحث نفسك على تقديم المزيد، وتصبح أفضل في السعي إلى تحقيق أهداف كبيرة مع مرور الوقت.

ومع ذلك، فإنَّ تحديد هدف كبير ليس سوى خطوة أولى، أمَّا الخطوة التالية فهي اتخاذ إجراءات أكثر ممَّا تعتقد أنَّه ضروري للوصول إلى ذلك الهدف؛ لذا:

  • ضع أهدافاً كبيرة لنفسك، واتخذ الإجراءات اللازمة لتحقيقها؛ فعندما نمتلك أهدافاً صغيرة غير مُلهِمة، نميل إلى الشعور بالكسل وعدم التحفيز لتحقيقها؛ لكن عندما نمتلك أهدافاً كبيرة وطموحة، نشعر بالقوة والنشاط لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيقها.
  • ابذل قصارى جهدك؛ فكلما زادت الإجراءات التي تتخذها، زادت حماستك واهتمامك بالعمل نحو تحقيق أهدافك.
إقرأ أيضاً: 8 أخطاء شائعة في تحديد الأهداف

حان وقت التصرف:

جرِّب الطرائق الموضحة أعلاه، وستكون على المسار الصحيح لاستعادة الاهتمام والتحفيز اللذين تحتاجهما لعيش حياة مُرضِية ومُجزِية.

 

المصدر




مقالات مرتبطة