لماذا أصبح التعامل مع الناس بعد الجائحة أكبر مشكلةٍ تواجه الموظفين؟

مع عودة الموظفين إلى مكاتبهم، وجدت دراسة جديدة أنَّ التعامل مع الناس أصبح أكبر مشكلةٍ تواجه الموظفين الذين يحاولون الحفاظ على صحتهم وعافيتهم.



أوضحت اختصاصية علم النفس دانييل جاكوبس (Danielle Jacobs): "وجدت دراساتنا مراراً وتكراراً قبل الجائحة وخلالها أنَّ أكبر مشكلةٍ بالنسبة إلى آلاف الموظفين هي رعاية صحتهم العقلية، ولكن عندما جمعنا البيانات في مايو/أيار، كانت هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها التعامل مع الناس يصل إلى قمة تحديات الصحة في مكان العمل بالنسبة إلى 39.1% من الموظفين، تليها الصحة العقلية إلى 28.8% منهم".

لماذا أصبح التعامل مع الناس فجأة صعباً جداً بالنسبة إلى الموظفين؟

قالت دانييل: "بعد أشهر من العمل من المنزل، من المفهوم أنَّ مهاراتنا الاجتماعية ربما تكون صدئة قليلاً، ومع ذلك، فإنَّ الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة إلى علاقاتنا والصحة العامة مع عودتنا إلى العمل هو أنَّه بينما أبلغ الموظفون عن زيادة كبيرة في المرونة - أفاد 53.1% أنَّهم يعيشون عيشة جيدة على الرغم من الصعوبات، وقد كانت هذه النسبة 42.1% في أغسطس 2020 - فإنَّهم يعانون أيضاً من مستويات كبيرة من التعب".

أقرَّت دانييل: "لا شك أنَّ الموظفين مرهقون بعد اضطرارهم إلى إظهار مرونتهم مراراً وتكراراً في أثناء الجائحة، تشير البيانات إلى أنَّه إذا أرادت أماكن العمل الاحتفاظ بمزايا الأداء الناتجة عن هذه المرونة، يحتاج القادة إلى إعطاء الأولوية للمساحات الآمنة للموظفين للراحة والتعافي وإعادة الاتصال عند عودتهم إلى المكتب".

حذَّرت دانييل: "يبدو هذا الأمر بسيطاً، ولكن لسوء الحظ، أبلغ الموظفون أيضاً عن انخفاض كبير في ثقتهم بقدرة المديرين على اتخاذ قرارات حكيمة بشأن مستقبلهم (انخفاضاً من متوسط ​​6.4 في أغسطس/آب 2020 إلى 5.3 في مايو/أيار 2021)، بالإضافة إلى ذلك، على الرغم من أنَّ الرؤساء عموماً هم أفضل الأشخاص الذين يمكن الرجوع إليهم عندما يواجه الموظفون صعوباتٍ في عملهم، إلا أنَّ عدد الموظفين الذين تواصلوا معهم تضاءل إلى حد كبير، مفضِّلين بدلاً من ذلك التحدث إلى أصدقائهم وعائلاتهم عندما يحتاجون إلى المساعدة".

إقرأ أيضاً: كيف تعزز المرونة وتمنع نفسك من الإرهاق؟

ما الذي يمكن أن تفعله أماكن العمل لتسهيل التعامل مع الناس مع عودة الموظفين إلى المكاتب؟

تقترح منظمة ويلبيينغ لاب (Wellbeing Lab) الأساليب التالية:

1. إعطاء الأولوية للراحة والتعافي، فقد وجدنا جميعاً أنَّ التعامل مع الناس يمثل تحدياً عندما نشعر بالإرهاق؛ لذا اعترف بأنَّ الموظفين لديك قد أظهروا مرونة كبيرة في مواجهة حالة عدم اليقين والاضطراب المستمر على مدار العام الماضي، وشجعهم على توفير أسباب الراحة والتعافي عندما تسمح طبيعة عملهم بذلك.

قد تكون مكافأة نهاية أسبوع طويلة، أو تقليص عدد الاجتماعات أو المشاريع، أو تشجيعهم على أخذ استراحات الغداء، أو ببساطة السماح للموظفين بمعرفة أنَّ لديهم إذناً للعمل مع رؤسائهم وإيجاد مصادر للراحة والتعافي تناسبهم وتناسب فرقهم.

2. مساعدة القادة على التعبير عن الرعاية والتعاطف؛ حيث إنَّ للقادة تأثيراً كبيراً في مستويات صحة موظفيهم، لقد وجدَت الدراسات أنَّه عندما يُعبِّر القادة عن الاهتمام والتعاطف والتقدير في كثير من الأحيان بدلاً من أن يفعلوا ذلك أحياناً أو نادراً، تتحسن نتائج الصحة والأداء للقائد وأعضاء فريقه، ولحسن الحظ، مع القليل من التفكير، يمكن دمج هذه السلوكات في أنموذج الأدوار الحالي، وفي الطقوس والنشاطات اليومية التي يعطيها القادة الأولوية يومياً.

إقرأ أيضاً: كيف ستبدو مكاتب العمل بعد انتهاء جائحة كوفيد-19؟

اجعل الحديث عن المعاناة آمناً حيث تشتمل العافية على لحظات من الازدهار والمعاناة، والمعاناة ليست علامة ضعف؛ إنَّما فرصة للتعلم والنمو عندما يكون لدينا المعرفة والأدوات والدعم لمساعدتنا على التغلب على هذه اللحظات؛ لذا يحتاج الموظفون إلى مساحات آمنة نفسياً للتحدث بصدق عن عافيتهم وما ينجحون فيه، وأين يعانون، وما يتعلمونه عن رعاية صحتهم من أجل الحفاظ على مستويات المرونة لديهم.

المصدر




مقالات مرتبطة