لقاء مع المعمار محمد بدرة في جريدة الراية القطرية

لقاء مع المدرب الدولي محمد بدرة لصالح جريدة الراية القطرية وأجرى الحوار مهند الشوربجي، سنطرح أهم ما تم تناوله في هذا اللقاء.



1- لنتحدث في البداية عن طبيعة عمل المدرب وانعكاس ذلك على المتدربين؟

إنّ التدريب "تغيير في مهارات المتدرب ومعرفته وقيمه"، والمدرب يعمل على تحقيق هذا في كل تدريب يقوم به، عندما ينهي الفرد دراساته الأكاديمية ويتّجه إلى سوق العمل وينغمس فيه يحتاج بين وقت وآخر إلى تنمية قدراته وتطويرها، ولكن بإطار زمني محدود، وهنا ظهر التدريب ليسد تلك الفجوة.

بإمكاننا القول أنّ التدريب ظهر بداية لتلبية حاجات الكبار في تنمية إمكانياتهم في العمل، ومن هنا أصبح على المدرب القيام بهذه المهمة حيث عليه أن يقوم بسد الفجوات التنموية بوقت محدّد عادةً ما يكون ما بين ثلاثة أيام وخمسة أيام، وحقيقةً يقوم المدرب بالتركيز على "تنمية مهارات المتدربين" أكثر من التركيز على زيادة معارفهم، ولهذا تجد في هذه الأيام انتشار التدريب المركّز على الأنشطة التي تدفع المتعلمين لاكتساب مهاراتهم بأنفسهم وتشكيلها داخلهم.

إقرأ أيضاً: المدرب الناجح- أثناء التدريب

2- كيف تنظرون لمستوى التدريب والمراكز التدريبية في قطر وإلى أيّ مرحلة برأيكم يمكن الاعتماد على خريجي الدورات التي تقومون بإلقاءها؟

إنّ المتأمل في الأسواق الخليجية يجد أنّ التدريب قد قلّت عملياته بشكل كبير إلّا أنّني لم ألمس هذا هنا، فالحمد لله تجد عمليات التدريب والتعاقد عليه مستمر بشكل واضح، وبنفس الوقت تجد أنّ مستوى الجودة مرتفع إلى حدٍّ كبير من ناحية استقدام المدربين ذوي الخبرة العالية ومن ناحية جودة المواد التدريبية المنتقاة، أمّا من ناحية الاعتماد على خريجي الدورات: فأحمد لله عزَّ وجل أنّ نتائج العديد من الدورات قد بدأت بالظهور.

أمّا عن نتائج التدريب فلابدّ من رصدها على أرض الواقع، والحمد لله فهناك نتائج واضحة حيث بدأ العديد من المدربين القطريين بالمساهمة برفد السوق القطري منهم: الأستاذ حبيب حسين السيد والأستاذ حمزة الدرع والسيدة منى الساعدي والسيدة مباركة المري والأستاذ محمود الدمنهوري، وبمجالات متعدّدة منها فن الإلقاء والتقديم، نظريات التعلم واستراتيجياته، مهارات التفكير، والتعلم السريع، وغيرها....

3- كم عدد الدورات التي قمتم بالإشراف عليها في قطر والعالم، وماذا عن التعاون المستقبلي في قطر في هذا المجال؟

الحمد لله.. حقيقةً لا أعرف العدد إلّا أنّني وبفضل الله تعالى دربت في معظم الدول العربية إضافة للتدريب الذي قمت به في الولايات المتحدة بعدة ولايات أمريكية، أمّا عن التعاون المستقبلي في دولة قطر فلا أقول مستقبلي بل أقول أن التعاون قد بدأ منذ أكثر من سنة والنتائج أكثر من مرضية.. ومع العديد من الجهات بإشراف مركز شباب الدوحة الذي قدم مشكوراً الكثير الكثير لإنجاح كل عمليات التدريب التي تمت من مدربين محليين أو خارجيين وأفاق التعاون مستمرة وبتوسع دائم والحمد لله.

إقرأ أيضاً: ملخص كتاب كيف تدير التدريب - الجزء الأول

4- إلى أيّ مرحلة برأيكم وصل التدريب في عالمنا العربي وهل الغرب سبقونا بمراحل في هذا المجال؟

عندما نتكلّم عن التدريب فلابدّ أن نميز بين التدريب الذي يتم في الشركات والتدريب الذي يقدم لعموم الناس.

أمّا عن الشركات فهي تقوم بالتدريب الذي يسد احتياجاتها. وبالعموم تجد أنّ قطاع الشركات في قطر والخليج يقوم بالتدريب النوعي الذي يتطلبه.

أمّا عن انتشار ثقافة التدريب بين عموم الناس فتجد أنّ هذا منتشر بشكل كبير بين أوساط الخليجيين والحمد لله وبالتالي تجد إقبالاً واسعاً على برامج التدريب العامة.

أمّا بالنسبة لباقي العالم العربي تجد أنّه ما زالت هناك الكثير من الدول العربية التي لم تنتشر فيها هذه الثقافة وبالتالي الإقبال على التدريب مازال ضعيفاً فيها.. في العالم الغربي تنتشر ثقافة أهمية العلم والتعلم ولهذا تجد أنّ التدريب هناك يسبقنا بمراحل عديدة ولكننا على الطريق.

5- هل يجب أن يكون المدرب متخصّصاً في إحدى المجالات مثلاً ليستطيع أن يقوم بتدريب الآخرين؟

يقولون أنّ المدرب عليه أن يكون قادراً على التدريب ولو كان في غير مجال اختصاصه، وذلك من باب أنّه يمتلك المهارات التدريبية اللازمة، وأقول أنّه على المدرب أن يكون متخصصاً وذو خلفية أكاديمية كافية كي يستطيع أن يدرب ما يدربه بنجاح.

إقرأ أيضاً: 3 طرق لزيادة نقل المعرفة والمعلومات أثناء التدريب

6- هل يستلزم التدريب مهارة معينة أو كاريزما ليدرب الآخرين؟

كاريزما؟! ليس بالضرورة أن تكون لدى المدرب كي يدرب فكثير من المدربين الناجحين لا يمتلكونها، وهم يقومون بدورهم بشكل جيد، ولكن بوجود الكاريزما يكون التدريب أفضل. وعلى المدرب أن يتمكن من مهارات التقديم والعرض والإلقاء، ومهارات توجيه الأسئلة وغيرها من مهارات المدرب اللازمة، وبرأيي وجود المهارات بحد ذاتها غير كافٍ لنجاح المدرب بل يلزمه التحلي بقيم أخلاقية عالية ممّا يؤدي إلى إستفادة أكبر للمتدربين.

6- هل تخصّصكم الجامعي له علاقة بالتدريب؟

درست الهندسة المعمارية وتخصّصت في "التخطيط الإقليمي" وتابعت في "إدارة الأعمال" وغيرها... حقيقة لن تجد علاقة مباشرة بين دراساتي والتدريب، ولكنّي أجد أنّ لدراستي وتخصّصاتي الأخرى دور كبير في كل ما أقدّمه من تدريب، فلقد شكّلت لدي أرضية قوية أستند عليها في ما أقدمه من تدريب.

7- هل تنون زيارة قطر مرة أخرى؟

النية متوفرة دائماً وهناك مهرجان تدريبي في الشهر العاشر من خمسة أحداث تدريبية.. وفي نهاية الشهر الأول ستكون هناك دورة تدريب المدرب المعتمد إن شاء الله... وهذا كلّه بإشراف وتنسيق مركز شباب الدوحة مشكوراً.

إقرأ أيضاً: الأدوار المُتغيرة لمصممي التدريب

8- ما هي الشروط الواجب توافرها في المدرب المعتمد؟

تختلف هذه المعايير حسب جهة الاعتماد، ولكنّها بالعموم تركّز على مجالين أساسيين، الأول: أن يكون الشخص طالب الاعتماد قد خضع للتدريب الميداني الذي يضمن تمكّنه من مهارات التدريب. أمّا الثاني: أن يكون ذو خلفية أكاديمية تمكّنه من تقديم التدريب الذي يريد أن يكون معتمداً فيه.

9- نصائح تودون تقديمها للجمهور أو الذين ينون خوض التدريب أو ممارسته؟

بالنسبة لمن يودون ممارسة التدريب فأرجو أن يتقبلوا مني هذه الكلمات: التدريب لابدّ أن يسبقه خبرة ميدانية في المجال الذي تريد أن تدرب فيه، بمعنى: أنّ مهارات التدريب بحد ذاتها لا تكفي فالمتدربون يريدون منك خبرتك في المجال، فقبل الدخول بمجال التدريب تأكّد من حصولك على الخبرات اللازمة فهي من يصنع الفرق، أمّا بالنسبة للأخوة طالبي التدريب أقول: "ليس منّا إلّا عالم أو متعلم" فالتطوير المستمر مطلوب لكن تحديد الهدف من حضورك لأيّ دورة أمر مطلوب، والأجمل أن تتفق مع الجهة التي تقدم التدريب على ماتريده، بل أن لا تدخل أية دورة دون أن يكون لديك ضمان بأنّك ستحصل على ما تريده وإلّا ستسترجع نقودك.




مقالات مرتبطة