كيفية تربية الأطفال في عمر السنتين: الطرق والأساليب المتبعة

تعبتِ أيَّتُها الأم من نوبات البكاء المفاجئة والمستمرة أحياناً والتي تجعلك تستجيبين لطلبات طفلك بسهولة وأرهقك اللعب العنيف والحركة المستمرة وتجاهُل طفلك لأوامرك ومقاطعة حديثك باستمرار، ولأنَّ الأمومة ارتبطت في أذهاننا جميعاً بأنَّها عالم من التضحية المستمرة والألم والجهد غير المحدود فاعتقدتِ أنَّكِ على الطريق الصحيح، متجاهلة الأثر الذي تتركه تربية طفلك في نفسيتك وصحتك وخاصة إن كنت أماً لأكثر من طفل، ولكن فكري قليلاً هل هذا ما يحتاجه طفلك حقاً؟ وهل ما تقومي به هو التربية الصحيحة لطفلك؟



تربية الطفل من الأمور الحساسة والصعبة رغم متعة التعامل مع الأطفال والسعادة والطاقة الإيجابية التي يبثها الطفل في قلب والدته، وعندما يصبح الطفل في عمر السنتين يزداد الأمر صعوبة؛ لأنَّها مرحلة حرجة تصعب فيها السيطرة على سلوك الطفل وتعليمه السلوكات الصحيحة، فقد أصبح في فترة أساسية لتعلُّم الصواب والخطأ، فكيف لك أيَّتُها الأم التعامل مع هذه المرحلة؟

سيوضح مقالنا لك كيفية تربية طفلك في عمر السنتين بأفضل الأساليب التي تجعل تربيتك لطفلك جيدة وبنفس الوقت تحافظ على راحتك قدر الإمكان، فتابعي القراءة.

الأشياء التي يتعلمها الطفل بعمر السنتين:

تتطور في هذه المرحلة مهارات الطفل العقلية والجسدية، فيتعلم عدة أشياء تتسبب بظهور سلوكات متنوعة، أبرزها ما يأتي:

1. المشاعر:

يظهر النمو العاطفي في عمر السنتين بوضوح على الطفل، فنلاحظ أنَّه يدرك مشاعر المحيطين به ويدرك مشاعره الخاصة أيضاً، فيظهر عليه الحزن والغضب والإحراج والفرح بحسب الموقف الذي يعيشه.

2. التحدُّث:

يصبح فهم بعض الكلمات التي يتلفظ بها الطفل في عمر السنتين أسهل من السابق، ومن الممكن تكوين بعض الجمل القصيرة، ولكن يعتمد ذلك بشكل أساسي على ما يسمعه الطفل من محيطه.

3. التفكير:

يبدأ الطفل بالانتباه لكثير من التفاصيل في محيطه، ويسعى إلى استكشاف العالم والبحث عن إجابات لما يدور في ذهنه، فيقوم بربط الأشياء ببعضها كربط الألوان والأشكال ببعضها بعضاً.

4. الحركة:

يتمكن الطفل في عمر السنتين من القيام بحركات كان القيام بها أصعب سابقاً، مثل نزول وصعود الدرج والقفز والركض والتجول وفتح العلب المغلقة وحمل بعض الأشياء، وهذا ما يجعل الأم في حالة استنفار مستمرة تراقب حركته لتحافظ على سلامته وسلامة المعدات الموجودة في المنزل.

5. المهارات الشخصية:

يستطيع الطفل في عمر السنتين القيام ببعض الأعمال الشخصية، كأن يتناول الطعام ويحاول غسل يديه بنفسه، وقد يبدل ملابسه ويحاول مساعدة والدته ببعض الأعمال المنزلية، ولكن يختلف ذلك من طفل لآخر.

شاهد بالفديو: 6 نصائح لتخفيف آلام التسنين عند الأطفال

كيفية تربية الطفل في عمر السنتين:

نلاحظ مما سبق أنَّ تربية الطفل بعمر السنتين هي تحدٍّ مليء بالعراقيل، ولكن يمكن النجاح به باتباع الطرائق والأساليب الآتية:

1. تعلُّم تحليل سلوك الطفل:

يُنصَح بذلك للأم والأب، فقد يصعب على الطفل توضيح ما يريد وما يشعر به؛ لذلك يُفضَّل تعلُّم ما يشير إليه الجسد لتحليل مشاعره ومعرفة الحزن والسعادة وغيرها من المشاعر، ولملاحظة خجل الطفل وانسحابه وهدوئه وعدم تفاعله مع المحيط، فيدل ذلك على خلل ما يجب معالجته.

2. التفكير مثل طفلك:

يشعر الأهل بالغضب من الطفل لكثرة حركته مثلاً أو غيرها من التصرفات المستفزة للأم والتي تحتاج ملاحقة الطفل باستمرار لإعادة الوضع في المنزل إلى طبيعته، ولكن من الخطأ الغضب من الطفل؛ بل يجب التفكير مثله، فالطفل يحب استكشاف المحيط وإن لم يُثِر الفوضى ويعبث فلن يستكشف شيئاً، فالهدف ليس إغضابك، وعليك بصفتك أمَّاً تفهُّم ذلك، ومحاولة إزالة الأشياء الحادة أو الحساسة من طريقه، وتنظيم المنزل بطريقة مناسبة له فيستكشف بأمان.

3. منح الطفل ما يريد ولكن بذكاء:

طلبات الطفل غير متوقعة وفي حال عدم الاستجابة لها سيدخل الطفل في حالة الحزن أو البكاء المستمر والغضب والتوتر، وهذا يوتر المكان الموجود فيه بكامل الأشخاص؛ لذلك يجب على الأهل منح الطفل ما يريد ولكن بذكاء وحذر، فمثلاً يريد الطفل اللعب بإناء زجاجي وضعت فيه الأزهار وقد أصر على ذلك برغم الرفض، فمن الممكن حينها إحضار الألعاب التي يحبها الطفل وبعض الأواني البلاستيكية المشابهة ليلعب بها بدلاً عن الإناء الزجاجي، فربما ينسى الأمر تماماً عند تذكيره بلعبة مفضلة لديه.

إقرأ أيضاً: 5 نصائح لتساعد طفلك على المشي مبكراً

4. تجنُّب الرفض المستمر:

لا يجب الاستجابة للطفل وتقديم ما يريد دائماً وفي الوقت ذاته لا يجب رفض ما يريد دائماً؛ لأنَّ الطفل سيسعى إلى مخالفة والديه وتحديهما لتنفيذ طلبه حتى في الأشياء البسيطة، فالطفل في عمر السنتين يميل للاستقلالية وكسر القواعد المفروضة عليه، ويمكن رفض تصرُّف الطفل ولكن دون استخدام كلمة "لا" باستمرار، بل باستبدال صيغة الكلام، فمثلاً بدلاً من قول: "لا تقفز على الدرج"، يمكنك القول: "إنَّ القفز على الأرض بوجود الوسادة أكثر متعة لنجرب ذلك معاً" فتعليمه التصرفات البديلة لسلوكه السلبي أفضل حل.

5. توكيله ببعض المهام:

كما ذكرنا آنفاً فالطفل يسعى إلى الاستقلالية ويرغب بمساعدة والدته ووالده ببعض الأعمال بهدف الاستكشاف، وإبعاده عن القيام بذلك يثير الفوضى ويجعل الوضع أكثر سوءاً مما لو قام بمساعدة والديه؛ لذلك من الأفضل توكيله ببعض المهام البسيطة، فمثلاً إن كنت ترتبين المنزل اطلبي من طفلك جمع ألعابه أو جمع ملابسه ومحاولة ترتيبها في الخزانة المخصصة لذلك، أو اطلبي منه محاولة ترتيب السرير فيبذل الطفل جهداً في تعلُّم ذلك ويترك ذلك آثاراً إيجابية على الأمد الطويل.

6. تعليم الطفل كيفية التعبير عن المشاعر:

يدرك الطفل مشاعره في عمر السنتين، ولكن قد يجد صعوبة في التعبير عنها، وواجب الأهل تعريف الطفل باسم الشعور من خلال التحدث إليه باستمرار وإخباره بما يشعرون حيال كل أمر وبالتصرف الأمثل في كل حال، فمثلاً يخبرونه بأنَّ الغضب لا يبرر قيام الشخص بضرب الآخرين أو كسر شيء موجود أمامه، بل يجب التحدث عن سبب الغضب وإخبار الشخص الغاضب منه بذلك، ومن الضرورة منح الطفل الاهتمام الكامل لمشاعره وتوضيح أهمية مراعاة مشاعر الآخرين؛ ليتعلم عدم كبت المشاعر واحترام مشاعر الآخرين كما يتم احترام مشاعره.

شاهد بالفديو: 10 خطوات ليتعلم الأطفال من أخطائهم

7. الالتزام بروتين معين:

يجب ألا يشعر الطفل بالعشوائية في حياته فيصبح أسلوبه كذلك، وبالرغم من أنَّ الروتين يُشعِر الأهل بالملل أكثر من الطفل، لكنَّ وضع نقاط يجب الالتزام بها يومياً أمر ضروري، مثل مواعيد تناوُل الوجبات ومواعيد اللعب والحمام ومشاهدة التلفاز، فالطفل يعتاد الالتزام بمرور الوقت ويمنحه ذلك القدرة على التنبؤ فيستعد للخروج أو النوم في الوقت المحدد.

8. تجاهُل السلوكات السلبية:

يقلِّد الطفل بعمر السنتين كل ما يراه سواء في التلفاز أم الحياة الواقعية، ويجب عدم إعطاء الأهمية لكل ما يقوم به الطفل، فمن الأفضل أحياناً التجاهل لينسى الطفل السلوك السلبي، فإعطاء الأهمية يتسبب في تكرار الطفل للتصرف ذاته، وعند دخول الطفل في نوبات الغضب والصراخ أيضاً يجب تجاهله قليلاً، فيدرك أنَّها طريقة لا تجدي نفعاً في لفت الانتباه، ولكن بعد التأكُّد من عدم وجود سبب منطقي للبكاء كتعرضه لأذية ما، ويُفضَّل بعد الانتهاء من البكاء والصراخ أن يتم غمر الطفل ليشعر بالحب والتحدث إليه ليدرك أنَّها الطريقة الصحيحة لمعالجة أي أمر.

9. تجنُّب معاقبة الطفل بالضرب:

بالطبع سيقوم الطفل بالتخريب والكسر أو غيرها من السلوكات المرفوضة، ويجب عدم مقابلة تصرفاته بالضرب أو الصراخ لما يتركه العنف من آثار سلبية في نفس الطفل، بل يجب عقابه بطريقة ذكية وتناسب عمره، كأن يُمنَع من اللعب بألعابه لمدة ساعة أو نطفئ التلفاز لبعض الوقت ونغير نبرة الصوت في التحدث معه، وبالطبع يجب شرح الخطأ والصواب له بهدوء.

إقرأ أيضاً: 7 أنشطة تساعد طفلك على التطور

10. منح الطفل بعض الحرية:

يحتاج الطفل إلى الشعور بأهمية رأيه، فقد أصبح يدرك ما هي الأشياء التي تسعده؛ لذلك يُفضَّل منحه حرية الاختيار، كأن يختار بين وجبتين أو نوعين من السكاكر أو الألعاب، فتمنو بداخله الثقة بالنفس ولكن بشرط تخيير الطفل بين عدة خيارات صحية ومقبولة.

11. تقبُّل بعض الفوضى في حياتك ومنزلك:

يُحدِث الطفل في المنزل تغييرات كبيرة تتسبب في بذل جهد للمحافظة على الانتظام في المنزل ولكن يصعب ذلك؛ لذلك من الأفضل تقبُّل بعض الفوضى في منزلك والتخلي عن فكرة المثالية في هذه المرحلة.

في الختام:

تختلف أساليب تربية الطفل من مرحلة لأخرى بحسب التطور المعرفي للطفل، ومن المراحل العمرية التي تشتهر بصعوبتها عمر السنتين، فالطفل في هذه المرحلة يدرك مشاعره ويحاول التحدث والحركة أكثر، ويحب استكشاف محيطه ومساعدة والدته في عملها؛ لذلك يجب الانتباه لأسلوب التعامل مع الطفل بعمر السنتين، فمن الأفضل اكتشاف ما تعنيه تصرفاته ومحاولة التفكير مثله لتتمكن من تبرير تصرفاته، فلا تغضب بشكل مبالغ فيه وتمنعه عما يريد القيام به، فالأفضل تعليمه القيام بأشياء بديلة ومنحه ما يريد لكن بطريقة ذكية ترضي الطرفين، إضافة إلى تعليمه كيفية تسمية المشاعر وكيفية التعامل معها.

لأنَّ الطفل يقلِّد كل ما يراه ويحاول لفت الانتباه؛ سيقوم ببعض التصرفات السلبية والتي يجب تجاهل كثير منها، وحتى نوبات البكاء غير المنطقية يجب تجنبها، وعدم مقابلة السلوك السلبي بالضرب أو الصراخ؛ بل بتوضيح الخطأ والصواب، ولأنَّ طفلك هو الأهم في حياتك؛ فتقبلي بعض العشوائية في منزلك وابتعدي عن السعي إلى المثالية في هذه المرحلة.




مقالات مرتبطة