كيفية تحسين التعلم (الجزء 3): التعلم مع المنتورز والأقران

هذا المقال هو الجزء الثالث من سلسلة مقالات "كيفية تحسين التعلُّم"، وينظر في الجانب الاجتماعي من عملية التعلم؛ فالتعلم الجماعي ليس فقط أكثر متعة، ولكنَّه قد يكون أيضاً أكثر إلهاماً وتحفيزاً ويمنحك منظوراً أوسع ممَّا لو كنت تتعلم وحدك.



توجد عدة طرائق للتعلُّم مع الآخرين؛ ربما نكون جميعاً على دراية بالتعلُّم في الصفوف الدراسية أو ورشات العمل؛ لكن ما سنلقي نظرة عليه هنا هو التعلُّم من منتور، والتعلُّم مع الأقران.

التعلُّم مع المنتورز:

الحياة واسعة ومليئة بالأسرار، وغالباً ما يكون من الصعب معرفة من أين تبدأ وكيفية المُضي قُدماً إذا كنت تغامر في الوصول إلى شيء مجهول؛ ومع ذلك توجد احتمالات كبيرة أن يكون شخص ما قد سار قبلك على هذا المسار الذي تتبعه؛ فالتواصل مع شخص من ذوي الخبرة ليوجهك يمكن أن يساعد على جعل طريقك أكثر استقامة ووضوحاً، ويصبح من المؤكَّد أنَّ تجربة التعلُّم الخاصة بك ستصبح أكثر تركيزاً وعمقاً مع منتور؛ لذا كيف تجد منتوراً؟

كيف تجد منتوراً؟

يختلف المنتورز عن بعضهم؛ لذا إليك بعض أنواع المنتورز ممَّن يمكنك البحث عنهم:

  • يمكنك البحث عن أشخاص خبراء في المجال الذي تتعلَّم عنه، والتواصل معهم ببساطة بالبريد الإلكتروني، أو ربما عن طريق موقع لينكد إن (LinkedIn)، وستندهش من مدى استعداد الغرباء لمساعدة الشباب الذين يطلبون التوجيه.
  • يمكنك الانضمام إلى برنامج المنتورينغ، والحصول على منتور رائع لمساعدتك على اكتشاف الحياة لمدة نصف عام.
  • يمكنك قراءة كتب الخبراء، واستخدامها بوصفها طريقة غير مباشرة؛ بهذه الطريقة، يمكن حتى للمؤلفين الذين عاشوا قبل زمنك أن يصبحوا منتورز لك؛ لذا استفد من تجارب السابقين وإن لم يكونوا على قيد الحياة؛ فأنت لست مضطراً إلى المُضي وحدك.

الشيء الأكثر روعة في وجود منتور هو الطريقة التي يساعدنا بها على النظر أبعد من مجال رؤيتنا الضيقة للعالم، ويساعدنا على اكتساب منظور، وتوجيهنا لاتخاذ قرارات واعية ومدروسة عن الكيفية التي نريد أن تكون بها حياتنا، ويعطينا فهماً أوسع للعالم، ويظهر لنا وجهات نظر لم نفكر فيها أبداً عن أنفسنا، ويوسِّع آفاقنا في نواح كثيرة.

إقرأ أيضاً: كيف تجد منتوراً يساعدك على النجاح؟

التعلُّم مع الأقران:

لا تحتاج إلى أن تكون من ذوي الخبرة أو الخبراء من أجل دعم الآخرين في رحلة التعلم الخاصة بهم؛ إذ يمكن لأقرانك أن يعلموك بقدر ما يستطيع المنتور ذلك، وإن كان ذلك بطرائق مختلفة، فما يزال لديهم وجهات نظر ومفاهيم أخرى لمشاركتها معك، إضافة إلى ذلك، فهم يوفِّرون لك الدافع والصحبة في رحلة صعبة أحياناً لتعلُّم شيء جديد.

اثنتان من أفضل الطرائق للتعلم هما بالاستكشاف والتجريب؛ إذ يجب أن يكون التعلم متجسداً أو تجريبياً إذا كنت ترغب في أن يكون له تأثير حقيقي فيك؛ فالاستكشاف مع الآخرين الذين يشاركونك الأفكار ومستوى المعرفة، يجعل الأمر أسهل وأكثر متعة؛ وذلك لأنَّ لا أحد خبير منكم؛ لذا يمكنكم ارتكاب الأغلاط وإنشاء بيئة تعليمية آمنة معاً.

الأمر الرائع في التعلُّم ضمن مجموعة هو أنَّه لدينا جميعاً طرائق مختلفة للتعلم ونقاط قوة ونقاط ضعف مختلفة؛ فقد يفضِّل بعضهم التعلم بصرياً، وبعضهم الآخر سمعياً، وآخرون حركياً، وقد يكون بعضهم جيداً حقاً في تنظيم الأفكار والتركيز على الصورة الكبيرة، بينما قد يكون بعضهم الآخر أكثر تركيزاً على التفاصيل أو أكثر إبداعاً في نهج التعلُّم الخاص بهم، وبسبب هذه الاختلافات، يمكننا أن نكمل بعضنا بعضاً ونتعمق في رحلة تعلُّمنا.

كيف تنشئ بيئة تعلمية؟

إليك فيما يأتي ثلاث نصائح للبدء بإنشاء بيئة جيدة للتعلُّم:

  1. أنشئ هدف أو نية للتعلُّم معاً.
  2. تحدَّث عن أساليب التعلُّم المفضلة.
  3. ناقش نقاط القوة والضعف الشخصية.

ستعرف بهذه الطريقة إلى أين تتجه، وما هي المهارات التي يمكنك الوصول إليها، والتحديات التي قد تواجهها ضمن فريق.

شاهد بالفديو: طريقة تطوير التعلم الذاتي

التعلُّم والتعليم:

توجد علاقة وثيقة بين التعلُّم والتعليم، وبين القيادة والتبعية، وستحصل على أفضل النتائج إذا كنت جيداً في كليهما؛ لذلك إذا كنت تتعلم في بيئة اجتماعية - إمَّا مع منتور أو مع زملائك أو ربما مع كليهما - فمن المفيد أن ترى نفسك في الدورين كليهما.

إذا كنت طالباً تتعلم من الأشخاص والبيئة من حولك ومن المعلم، وتساعد الآخرين على التعلم بواسطة وجهات نظرك وأفكارك وأسئلتك؛ فكن واثقاً في الدور الذي تؤدِّيه؛ فأنت تعطي بقدر ما تحصل، وتحصل على قدر ما تعطي، ولا تخف أبداً من مشاركة ما يشغلك أو يثيرك أو يحيرك، فقد يكون ذلك مساعدة هائلة للآخرين.

في الختام:

تطرقنا في الجزء الثالث من سلسلة مقالات "كيفية تحسين التعلم" إلى دور التعلُّم مع المساعدين والأقران في تعزيز مستوى تعلُّمنا، ولم يبق في جعبتنا سوى التحدُّث عن آخر طريقة لتحسين عملية التعلم، وهي التعلم على دفعات.

المصدر




مقالات مرتبطة