كيفية إنشاء جدول محتوياتٍ لكتابك

لقد أجريتَ كثيراً من البحوث من أجل كتابك وأصبحتَ محترفاً وخبيراً في مجالك، وأنجزتَ العمل الشاقَّ وبذلتَ قُصارى جهدك لإنهاء المُسَوَّدة الأولية، كما انتهيتَ من تعديل مخطوطة الكتاب وتحريرها ووضع لمساتك الأخيرة عليه، ولكن في حين تُلقي نظرةً سريعةً على كتابك تُدرك فجأةً أنَّك قد نسيتَ خطوةً هامة للغاية وهي جدول المحتويات؛ فمن الضروري والهام للغاية إضافة جدول محتوياتٍ إلى كتابك؛ لأنَّ من شأن هذه الصفحة الإضافية أن تُشعِر القُرَّاء بالحماسة والإثارة بشأن محتوى الكتاب وتساعدهم على تنظيم أفكارهم في أثناء قراءة الكتاب.



إن كنتَ تتساءل عن كيفية إنشاء جدول محتوياتٍ لكتابك والمعلومات التي يجب أن تُدرجها فيه، وكيفية تصميمه وتنظيمه، وما هي أنماط العناوين التي يجدر بك استخدامها، وطريقة تنفيذ ذلك عند تأليف كتابٍ إلكتروني؛ فعليك مواصلة قراءة هذا المقال للإجابة عن تساؤلاتك كلِّها.

أهمية إنشاء جدول محتوياتٍ:

إن كنتَ غير مقتنعٍ بأهمية جدول المحتويات، أو نسيت إنشاءَه تماماً لأنَّك لم تكُن تنوي إضافته إلى كتابك على الإطلاق فعليك أن تعلم أنَّ هذا الجزء من كتابك هام لأبعد الحدود بالنسبة إلى قُرَّائك.

ضع نفسك مكان القارئ؛ فعندما تنوي قراءة كتابٍ جديد وتفتحه ستجد أنَّك تتصفح جدول محتوياته وتقرؤه بسرعةٍ للحصول على نظرة عامة أو تكوين فكرة إجمالية عن محتواه، كما أنَّك من المُحتمَل أن تقلِّب الصفحات في حين تقرأ وتعود إلى ذلك الجدول إن كان لديك سؤال ما، وفي وقتٍ لاحق وحتَّى بعد سنواتٍ من قراءتك لكتابٍ ما ربَّما تلجأ إلى جدول المحتويات مرةً أخرى إن كنتَ تحاول إيجاد جزءٍ مُعيَّن تتذكر قراءته من ذلك الكتاب.

حيثُ يُعلِم جدول المحتويات قُرَّاء الكتاب بما ينبغي توقُّعه في الصفحات القادمة، إضافة إلى كونه طريقةً جيدة لتنظيم كتابك وترتيبه، كما أنَّ جدول المحتويات يُخبر القُرَّاء بالقصة الأولية؛ كي يجذبهم إلى القصة الأكثر عمقاً التي يتحدَّث عنها الكتاب.

إقرأ أيضاً: دليل النجاح لكتابة مقال مميز

ينبغي أن تتضمَّن جميع الأنواع الآتية من الكتب جداولَ لمحتوياتها:

  • المُذكَّرات أو السِّيَر الذاتية.
  • كتب المساعدة الذاتية أو تحسين الذات.
  • كتب الشِّعْر أو القصص القصيرة.
  • جميع الكتب الواقعية أو غير الخيالية.
  • الكتب الإلكترونية.

أمَّا بالنسبة إلى أنواع الكتب التي ربما تحتاج أو لا تحتاج إلى جدول محتويات، فهي:

الروايات؛ ففي حين أنَّه من المفيد وجود دليلٍ للقصة، يظنُّ بعض الناس أنَّ إدراج جدول محتويات في الرواية يمكنه أن يُفسد نهايتها إن احتوَت فصول الكتاب على عناوين.

لا تُعَدُّ قائمتا الكتب المذكورتان سابقاً مقدستين؛ لأنَّك قد تُضطَرُّ في بعض الحالات إلى اتخاذ قرارك الخاص لإدراج جدول محتويات أفضل لكتابك أم لا.

إن كنتَ تنوي السعيَ إلى النشر التقليدي حَيثُ تقدِّم مخطوطة كتابك لوكيل أعمال أدبي أو شركة نشرٍ آملاً منهم أن ينشروا كتابك، يُصبح إنشاء جدول المحتويات أكثر أهميةً بكثير، وسيتحتم عليك إدراج جدول محتوياتٍ في مُقترَح كتابك؛ ففي هذه الحالة سيكون جدول المحتويات ذاك العاملَ الحاسم النهائي لنشر كتابك من عدمه، وبذلك يمكنك استنتاج الأهمية البالغة لجدول المحتويات.

موعد كتابة جدول المحتويات:

من الجيد البدءُ بكتابة جدول المحتويات باكراً؛ ممَّا سيُفسح المجال لك لتغييره، وفي حين تستعد للبدء بتأليف كتابك استخدمْ قالباً مُحدَّداً لتأليف الكتب لمساعدتك على وضع خطةٍ للفصول المُحتمَلة التي من الممكن أن تُدرجها في كتابك، ومن ثمَّ أنشئْ قائمةً بتلك الفصول لاستخدامها بوصفها جدول المحتويات الأساسي، ويمكنك فيما بعد تحديث تلك القائمة من خلال إضافة عناصرَ لها أو حذف بعض الفصول منها أو تغييرها حسب الحاجة.

ما إن تضيف جدول محتويات كتابك إلى المخطوطة النهائية يجبُ أن تُوضَع صفحته بعدَ صفحة العنوان في كتابك ولكن قبلَ الصفحة الأولى، ومن المُرجَّح أن يكون هذا الأمرُ واضحاً وبديهياً جداً، ولكن يجب التذكير بأنَّ جدول المحتويات سيُدرِج أو يعدِّد جميع فصول الكتاب ورقمَ الصفحة للعثور على تلك الفصول.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح لكتابة محتوى ناجح

كيفية إنشاء جدول محتويات:

إن كنتَ مستعداً للبدء، إليك بعضُ الخطوات لكيفية إنشاء جدول محتويات لكتابك:

1. استعن بكتب أخرى:

يمكنك الاستعانة بكتبٍ أخرى لتكون مصدر إلهام لك فيما تخطط لجدول محتويات كتابك، فتستطيع إحضار بعض الكتب من المكتبة، ويُفضَّل أن تكون من أسلوب أو نوع كتابك نفسه؛ فهي مثالية في هذه الحالة، ومن ثمَّ قلِّبْ صفحات تلك الكتب لإلقاء نظرةٍ على كيفية تنسيق جداول محتوياتها وصياغتها.

ابحثْ ودقِّقْ في أمورٍ أخرى ككيفية تنسيق أو صياغة أرقام الصفحات أو نص العنوان، وضع في الحسبان كذلك ما إذا كان يبدو كجدول محتويات أساسي أو قد عُدِّل وغُيِّرَت بعض عناصره بطريقة إبداعية ليُصبح مُصمَّماً حسب الطلب، ويبدو أنَّ الكتب الإلكترونية تحتوي على جداول محتوياتٍ أكثر مرونةً ويمكن تصميمها حسب الحاجة؛ نظراً لأنَّها تتمتع بالقدرة على أن تكون أكثر تفرُّداً وتميُّزاً وتفاعليةً، إضافة إلى احتوائها على روابط قابلةٍ للنقر عليها وذلك مُقارَنةً بالكتب المطبوعة.

يساعدك هذا البحث على اكتشاف الأشياء التي تحبُّها، وكذلك التي لا تفضِّلها عندما يحين الوقت لإنشاء جدول المحتويات الخاص بكتابك، فيمكنك إيجاد بعض التنسيقات أو الصيغ الفريدة والمُميَّزة لجداول المحتويات، وبمُجرَّد أن تُخضِع نفسك لدورة مُكثَّفة في هذا الموضوع ستُصبح جاهزاً وقادراً على إنشاء جدولٍ لكتابك.

2. استخدم قالباً آلياً:

يسهِّل برنامج "مايكروسوفت وورد" (Microsoft Word) إنشاء جدول المحتويات في المُستنَد الذي تكتب مُسوَّدة كتابك فيه؛ لذا لا داعي لكتابته وطباعته يدوياً، وبدلاً من ذلك ادخلْ إلى عناصر المُستنَد واخترْ نمطَ جدول المحتويات الذي تريده لإدراجه تلقائياً في المُستنَد.

إن لم تكُن مهتماً بفكرة أخذ الوقت الكافي لاكتشاف ومعرفة كيف يجب أن يبدو جدول محتويات كتابك وتصميمه يدوياً، فإنَّ استخدام هذه القوالب طريقةٌ عظيمة لإضافة جدول محتويات جاهز من خلال بضع نقراتٍ فقط.

"مايكروسوفت وورد" ليس النظامَ الوحيد الذي يسمح بإضافة جدول محتويات جاهز مع ميزاتٍ مثل أنماط العناوين المُدمَجة؛ بل إنَّ برنامج "جوجل دوكس" (Google Docs) يسمح أيضاً بإدراج جدول محتوياتٍ مُنسَّق سابقاً، فيمكنك النقرُ على كلمة (إدراج)، ومن ثمَّ تمرير الصفحة إلى أسفل قائمة الخيارات والنقر على خيار (جدول محتويات) الموجود في الأسفل، وبصورة مشابهة سيضع "جوجل دوكس" جدول محتوياتٍ جاهز ضمن المُستنَد الذي تعمل عليه مستفيداً من العناوين الرأسية في إنشاء المحتويات وأرقام الصفحات بصورة تلقائية وتحديثها، وانتظرْ حتَّى تصبح جاهزاً بالكامل قبل إضافة ذلك؛ لأنَّك ستُضطَر إلى تعديل جدول المحتويات يدوياً لعكس أي تغييراتٍ إضافية ستُجريها.

توجد طرائق أخرى على الإنترنت لمساعدتك على إنشاء جدول المحتويات، فيختار العديد من المؤلفين مثلاً كتابة مُسوَّدات كتبهم في برنامج مُعالجة الكلمات المُسمَّى "سكريفينر" (Scrivener) الذي يحتوي على ميزة إنشاء جدول محتويات.

خلاصة القول هي: إن كنتَ تشعر بالقلق والتوتر لمعرفة كيفية إنشاء جدول محتويات كامل وحدك دون مساعدة فلا تقلق؛ فتوجد عدة طرائق وأساليب رقمية يمكنك اللجوء إليها لمساعدتك في ذلك.

3. ارجع إلى الوصف العام لكتابك واستعن به:

ينبغي أن تكون الخطوة الأولى في رحلة تأليف كتابك هي إنشاء وصفٍ عام أو مُخطَّط أولي؛ فيساعدك ذلك على تنظيم أفكارك والتأكُّد من انسيابها وتدفقها بترتيبٍ منطقي، كما يساعد أيضاً على حمايتك من الإصابة بقفلة الكُتَّاب؛ لأنَّك تعرف وجهتَك بالتحديد حين تجلس للبدء بالكتابة، ويمكنك إنشاء وصفٍ عام لكتابك من خلال إجراء عصف ذهني وطرح أفكارك ومراجعتها سريعاً، وتبديلها لوضعها بترتيبٍ منطقي ومفهوم، والتوسُّع في التفاصيل وتوضيحها.

حين يحين الوقت لكتابة جدول محتويات كتابك يمكنك رسمُه على الوصف العام أو المخطط الأولي لكتابك إن لم تكن متأكداً من أين تبدأ، وقد يكون ما كتبتَه في الوصف العام مختلفاً بعضَ الشيء عمَّا ترغب في إدراجه في الكتاب؛ لكنَّ الوصف العام سيُساعد في إرشادك لكتابة أفضل جدول محتوياتٍ لقُرَّائك.

لن يكون عليك على الأرجح نسخُ الوصف العام حرفياً؛ لأنَّه من المُحتمَل أن يكون أكثر تفصيلاً بكثير ممَّا سيكون عليه جدول المحتويات الذي يجب أن يتضمن عناوين فصول الكتاب أو أرقامها، وربَّما العناوين الفرعية أو الأقسام الفرعية الموجودة ضمن تلك الفصول، ولكن يتعلق هذا بمدى التعمُّق الذي ترغب فيه في جدول المحتويات.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح تساعدك على قراءة الكتب بفعالية

4. اختر عناوين الفصول:

لا يسمِّي بعض المؤلفين فصولَ كتبهم أو أجزاءها؛ بل يسردونها كأرقامٍ أو تعدادات من مثل:

  • الفصل الأول.
  • الفصل الثاني.
  • الفصل الثالث.

في حالات أخرى يمكن أن يضعوا لها عناوين، مثل:

  • الطفولة.
  • سنوات دراستي في الكلية.
  • دخول القوة العاملة.

في حين أنَّه ليس من الضروري وضعُ أسماء أو عناوين لفصول كتابك الذي تؤلفه، لكن يمكن لإدراج عناوين الفصول أن يكون طريقةً جيدة لإثارة حماسة قُرَّائك وتشويقهم بشأن ما سيحدث في كتابك، ويمكن أن تكون عناوين الفصول عرضاً أو لمحة مُسبَقة قصيرة عن كل جزءٍ من الكتاب التي من شأنها أن تجذب انتباه القُرَّاء وتُثير اهتمامهم كي يرغبوا في مواصلة القراءة، كما يمكن لعناوين الفصول أن تساعدك على البقاء مُنظَّماً ومُرتَّباً؛ لأنَّها تُعد بمنزلة معيارٍ أو دليل إرشادي يضمن أن يكون تقسيم فصول الكتاب منطقياً ومفهوماً.

إذا قررت إنشاء عناوين لفصول كتابك فمن البديهي والواضح جداً أنَّك يجب أن تختار تلك العناوين بطريقة جيدة، كما يجب أن تكون مناسبةً ووثيقة الصلة بالفصل الذي تتحدث عنه، وجذابة تشدُّ انتباه القارئ، ومُطابقةً للأسلوب المُتَّبع في تأليف باقي الكتاب.

كما يجدر بتلك العناوين أن تكون متناسبةً ومنسجمةً مع بعضها، فإن استخدمتَ جملةً طويلة مثلَ (الفترة التي حصلت فيها على وظيفتي الأولى) في أحد عناوين الفصول يجب أن تستخدم جملاً مماثلة في كل العناوين الأخرى، وكذلك إن عنونتَ الفصل الأول في كتابك بجملة (كيف تكتب خطاباً؟)، فينبغي أن تستخدم في كل عنوانٍ تالٍ بعدَه صيغةَ سؤالٍ مماثلة تبدأ بكلمة (كيف)، فيبدو هذا الانسجام والاتِّساق جميلَ المنظر على الورق ويساعد القُرَّاء على معرفة ما يجب توقُّعه.

5. أجرِ تعديلات على الكتب الإلكترونية:

تُعَدُّ الكتب الإلكترونية طريقةً عظيمةً لنشر كتابك ونشر قصتك والترويج لها، فيمكن لأيٍّ كان استخدام الإنترنت لنشر كتابٍ إلكتروني وتوزيعه بكل سهولة، ولا يكلِّف إكمال عملية النشر كثيراً من المال، كما سيكون الكتاب الذي يُنشر في الإنترنت مُتاحاً ويسهل وصول القراء إليه في جميع أنحاء العالم.

من إحدى الميزات الرائعة للكتب الإلكترونية هو أنَّك تستطيع الاستفادة من جميع الخيارات الرائعة التي يقدمها الإنترنت كإضافة رابط تشعُّبي إلى كتابك، أو إدراج عناصر تفاعلية، أو إضافة جدول محتويات منسدل (وهو ما يعني أنَّه يعرض قائمة من الخيارات على الحاسوب عند اختياره والنقر عليه) الذي يمكن أن يكون ميزةً رائعة لاستخدامه إذا كان كتابك يحتوي على أجزاء متعددة ضمن فصوله.

من خلال جدول المحتويات المنسدل يمكن للقارئ أن يضغط أو ينقر ببساطة على سهمٍ مُعيَّن ليتَّسِع جدول المحتويات وتظهر تفاصيله واضحةً، فباستطاعتك إنشاء جدول محتوياتٍ خاص بكتابك بلغة توصيف النص الفائق، أو يمكنك استخدام أداة التنسيق المجانية المُسمَّاة "كيندل كرييت" (Kindle Create) لتصميم جدول محتويات تفاعلي بسهولة إن كنتَ تنشر كتابك عبر منصة "أمازون دايريكت بابليشينغ" (Amazon Direct Publishing).

يجب أن يشمل جدول محتويات الكتاب الإلكتروني دوماً روابط مُضمَّنة أو مُثبَّتة لكلِّ فصلٍ من فصوله، وبهذه الطريقة كلُّ ما ينبغي على القارئ أن يفعله هو النقر على اسم الفصل ليُحَوَّل أو يُعاد توجيهه إلى ذلك الفصل على الفور.

إقرأ أيضاً: 6 طرائق لجعل الناس يشاركون المحتوى الخاص بك

في الختام:

مثل أيِّ كتابٍ آخر سيساعد جدولُ محتويات كتابك الإلكتروني القرَّاء على اختيار وتحديد ما إذا كانوا يريدون شراء ذلك الكتاب، وتسمح المنصَّات مثل "أمازون" (Amazon) للقرَّاء بإلقاء نظرة على الكتاب من خلال إمكانية معاينة صفحاتٍ منه كصفحة جدول المحتويات، الأمر الذي يسهم في جذب القُرَّاء واستقطابهم إن كان مكتوباً ومُنسَّقاً بطريقة جيدة وصحيحة.




مقالات مرتبطة