كيف ينبغي أن يدير رواد الأعمال ديونهم؟

يتطلب إنشاء شركة الكثير من رأس المال الذي ينبغي أن تؤمِّنه مقدماً، مما يعني أنَّ عليك أن تجمع رأس المال هذا من خلال الديون، أو قيمة العقارات والأصول التي تملكها. وقد يوفِّر رائد الأعمال مقداراً معيناً من رأس ماله لاستثماره في العمل، ولكن قد لا يكفي ذلك؛ إذ قد يحتاج إلى تمويل إضافي لإدارة شركته وتنميتها وتلبية احتياجاتها اليومية.



عادةً ما تستغرق الشركة الناشئة من 3 إلى 5 سنوات لتدرَّ أرباحاً؛ لذا فإنَّ الديون تُعدُّ عنصراً هاماً خلال تلك المرحلة. وعلى عكس الموظفين الذين يتقاضون الرواتب، لا يجني رائد الأعمال تدفقات نقدية شهرية منتظمة، والتي لا مفر من مواجهة تقلبات في تدفُّقها؛ لذا من الهام إدارة أموالك بفاعلية، وتخفيض النفقات غير الضرورية خلال فترة تنمية شركتك.

وقبل الشروع في تحمُّل أي ديون، ينبغي أن يأخذ رائد الأعمال النقاط الخمسة الرئيسة الآتية في الحسبان:

إقرأ أيضاً: كيف تتعامل مع ديونك في ظل الركود العالمي؟

1. التعرّف على مصادر التمويل المتاحة واختيار الأفضل بينها:

تحصل الشركات الكبيرة ذات درجة التصنيف الاستثمارية ذات التدفقات النقدية المستقرة على شروط قروض مواتية أكثر، بينما قد لا تتمكن الشركات الصغيرة من ذلك؛ لذا تتضمن مصادر التمويل المتاحة لرواد الأعمال ما يلي:

العائلة والأصدقاء:

أحد أفضل مصادر التمويل التي يمكن أن يلجأ إليه رواد الأعمال الذين يديرون شركات صغيرة أو شركات ناشئة هو من خلال العائلة أو الأصدقاء؛ حيث يُعدُّ أسهل وأسرع مصدر يمكن الاستفادة منه، ولا يتطلب عادةً أي وثائق أو ضمانات.

الديون من البنوك والمؤسسات المالية:

تتضمن تلك الديونُ القروضَ المؤمنة والمدعومة بأصول (كمنزل، أو سيارة)، وتشمل: قروض الأعمال، أو قروض المعدات، أو قروض السحب المكشوف مقابل الودائع الثابتة، أو القروض مقابل الممتلكات والاستثمارات، وما إلى ذلك. كما يمكن استخدام القروض غير المؤمنة، والتي عادةً ما تحمل مخاطر أكبر، ونسبة فائدة أعلى؛ حيث تشمل القروض الشخصية، وقروض بطاقات الائتمان.

بالإضافة إلى ذلك، قد لا يتمكن المرء من الوصول إلى أدوات الدَّين، أو القروض المصرفية، أو أسواق رأس المال. في هذه الحالة، يمكنك أن تعرِض أفكارك على المستثمرين المغامرين، والذين يقدِّمون التمويل للشركات الناشئة والشركات الصغيرة التي تتمتع بإمكانات نمو طويلة الأمد؛ كما أنَّهم يتيحون الفرصة لزيادة رأس المال؛ وفي مثل هذه الحالات، سيحصل مستثمر رأس المال المُخاطر هذا على حصة ملكية في الشركة.

2. إنشاء ميزانية:

عليك أن تحلِّل ميزانيتك من خلال التخطيط للأمور التي ستنفق أموالك عليها، وأخذ فكرة عن التكاليف المتغيرة والثابتة التي قد تتكبدها. يكمن الهدف في تخفيض التكاليف غير الهامة، وتحديد المجالات غير الضرورية للعمليات اليومية للعمل، وتخفيضها أيضاً. لذا، تتبَّعْ التدفق النقدي الذي تجنيه، ثم حدِّد الدَّين، وتمويل الملكية الذي قد يتطلبه عملك، وقيِّد قروضك بالقدر المطلوب، ولا تستنزف ميزانيتك!

إقرأ أيضاً: نصائح مهمة لإدارة المشاريع الناشئة وإعداد الميزانيّة المناسبة لها

3. وضع تكاليف الديون في عين الاعتبار:

لا تنسَ أنَّ للديون أقساطاً عليكَ أن تدفعها؛ لذا من الهام معرفة التكلفة الفعلية للاقتراض، والتأكد من قدرتك على تحمل هذا الدَّين، وسداد أقساط الفائدة في الوقت المناسب؛ إذ يمكن أن يؤثِّر أي تخلُّفٍ عن السداد سلباً في مصداقيتك، ويمكن أن تسفر عنه عواقب وخيمة.

استخدم الديون بحكمةٍ من خلال استخدام القروض ذات الفائدة المنخفضة (والتي تحصل عليها من العائلة، والأصدقاء، وقروض السحب المكشوف من الودائع الثابتة، وصناديق الاستثمار المشترك، والممتلكات)؛ حيث عادةً ما تتضمن هذه الوسائل فوائد أقل من القروض الشخصية، وقروض بطاقات الائتمان.

ينبغي أن تكون القروض الشخصية الملاذ الأخير الذي تلجأ إليه لتمويل احتياجاتك الشخصية والمهنية. كما عليك أن تحرص على أن يكون العائد على حقوق المساهمين أكبر من تكلفة الدَّين، وإلا ستتكبد خسائر كبيرة. وبالمجمل، ينبغي أن تهدف إلى تقليل تكلفة الديون، وتعزيز تنمية العمل.

4. ترتيب الديون وفق الأولويات:

احتفظ بقائمةٍ تضم جميع أقساط الديون التي عليك تسديدها، وافصِل بين الأقساط الضخمة، والديون ذات أعلى معدل فائدة، واحرِص على سدادها أولاً.

5. إنشاء الأصول النقدية السائلة:

يصعب تسديد أقساط الديون في حال حدوث أي أمر طارئ؛ لذا عليك التأكد من أنَّك تمتلك أصولاً نقديةً سائلة كافيةً لمواجهة مثل هذه الحالات؛ فتحمُّل التزامات ضخمة دون وجود أصول نقدية كافية ليس فكرةً محبَّذة.

إقرأ أيضاً: دليل المبتدئين للتَّعريف بأنواع الأصول المالية

الخلاصة:

كونك رائد أعمال، لا مفر من الديون، ويمكن أن تكون أداةً مفيدةً لمساعدتك في إطلاق شركتك، وتنميتها إذا أدرتها بشكل صحيح. استخدم الديون لإنشاء الأصول لتعزيز دخلك، وتنمية عملك بدلاً من الاقتراض لأجل أمور لن تضيف أي قيمة لعملك. وإن لم تتمكن من سداد الأقساط في الوقت المحدد، ستكون النتيجة كارثية، وقد يؤدي الأمر إلى اتخاذ إجراءات قانونية بحقك، أو التعرُّض للإفلاس، وغيرها من المخاطر.

 

المصدر




مقالات مرتبطة