كيف يمكن للقادة إقامة علاقات أعمق مع زملائهم الانطوائيين؟

يسأل دائماً عديدٌ من الأشخاص الانطوائيين والاجتماعيين عن أفكار جديدة لمساعدتهم على العمل بصورة أفضل مع زملائهم الانطوائيين؛ لذا شارك الكاتب دان شابيل (Dan Schawbel) - الذي يُعَدُّ شخصاً انطوائيَّاً - ومؤلف كتاب العودة إلى الإنسان (Back to Human) مؤخراً بيانات حصرية تستند إلى دراسة عالمية أجراها مع شركة فيرجن بالس (Virgin Pulse) من أجل كتابه الجديد؛ فسوف نستعرض في هذا المقال أفكاراً جديدة عن كيفية التعامل مع الانطوائيين.



وجدت الدراسة التي شملت أكثر من ألفي مدير وموظف أنَّ الانطوائيين أكثر ميلاً إلى العمل عن بُعد، والشعور في الوحدة، وعدم التفاعل مع الآخرين في العمل، ووجدت أيضاً أنَّ 63% من الانطوائيين يشعرون بالوحدة في العمل مقارنةً بـ 37% من الاجتماعيين.

يستطيع الانطوائيون العمل بفاعلية بمفردهم، لكن تُظهر هذه البيانات أنَّهم أكثر عرضة للشعور بالوحدة، وعدم التفاعل. بصفتنا بشراً، نحتاج جميعاً إلى الحب والانتماء اللذين يأتيان من العلاقات العميقة. ورغم أنَّ الانطوائيين يستخدمون التكنولوجيا بأريحية للتواصل، إلا أنَّ الإفراط في استخدامها يُضعف علاقاتهم، ويؤدي إلى شعورهم بالحزن وعدم الرضا، حيث يقول أكثر من ثلثي الانطوائيين إنَّهم يُفضِّلون البريد الإلكتروني أكثر من الاجتماع وجهاً لوجه. ومع ذلك، وجدت دراسة أجرتها مجلة هارفرد بزنس ريفيو (Harvard Business Review) أنَّ محادثة واحدة وجهاً إلى وجه أنجح بمقدار أربعة وثلاثين ضعفاً من البريد الإلكتروني.

العبرة هي أنَّه على الانطوائيين استخدام التكنولوجيا بالقدر المناسب، إذ يجب على المديرين التأكد من التزام فرقهم في هذا الأمر، كما يجب على الأفراد إلزام أنفسهم بهذا الأمر أيضاً.

شاهد بالفديو: صفات الشخصية الانطوائية وكيفية التعامل معها

فيما يلي بعض النصائح الإضافية من كتاب "دان" للقادة الذين يرغبون في إقامة علاقات أعمق وأنجع مع زملائهم الانطوائيين:

1. شجِّع المزيد من اللقاءات الاجتماعية في العمل لإقامة علاقات جماعية أفضل:

نحن نقضي الكثير من الوقت في العمل بحيث ينبغي لنا أن نحب زملاءنا ونُكوِّن صداقات معهم، فقد وجدت دراسة "دان" أنَّ ما يزيد عن 40% من الموظفين الانطوائيين يرغبون في بناء علاقات من خلال أنشطة بناء الفريق والفعاليات الاجتماعية، ولكن يعتقد العديد من الانطوائيين أنَّ هذه الفعاليات مبتذلة وغير مقنعة، لذا عليك أن تجعل الأمر ممتعاً للجميع من خلال إشراكهم بنشاطات بسيطة، مثل الإجابة عن أسئلة حول بعضهم بعضاً، أو إقامة بطولة رياضية. إنَّ إشراك الجميع في نشاطات ممتعة ومسليِّة قد يساعد أعضاء الفريق في التعرف إلى بعضهم بعضاً في طريقة أكثر إنسانية.

2. واظب على تقديم تغذية راجعة وعلى الإشادة بالموظفين بدلاً من مراجعات الأداء السنوية:

لا أحد يريد الانتظار عاماً كاملاً لكي يعرف مستوى أدائه. لقد عودتنا التكنولوجيا - انطوائيون واجتماعيون على حد سواء - على الرضا الفوري، لذا يحتاج القادة إلى مساعدة موظفيهم بانتظام على الشعور في التقدير والانتماء والحب.

إقرأ أيضاً: الإشادة: العطر الذي يزين علاقة القادة مع الآخرين

3. وفِّر بيئة عمل آمنة لتشجيع الانطوائيين على المشاركة من تلقاء أنفسهم:

شرعت جوجل (Google) من خلال مشروعها بروجيكت أريستوتل (Project Aristotle) في الكشف عن العوامل السرية إلى بناء فريق متميز، حيث اكتشفت أنَّ عامل الأمان النفسي هو الحل، توفير مكان آمن يشعر فيه أعضاء الفريق بأنَّهم ينتمون إليه ويمكنهم مشاركة أفكارهم بحرية دون عواقب.

4. عزِّز ثقافة التعلم المشترك:

إذا كان هناك شيء يحب الانطوائيون القيام فيه، فهو التعلم. كما أنَّهم يحبون الشعور بأهميتهم ومشاركة معرفتهم مع الآخرين. في مناخ نحتاج فيه جميعاً إلى التعلم بوتيرة سريعة تناسب متطلبات العمل، قد تكون هذه ميزة رائعة، فنحن بحاجة إلى إيجاد ثقافات في العمل تعزز التعليم المستمر، وتفسح المجال أمام الانطوائيين إلى التألق.

إقرأ أيضاً: 5 نصائح لإرساء ثقافة التعلم في مكان العمل

5. اعقد اجتماعات فردية كل أسبوع أو أسبوعين لتفقد أوضاع الموظفين:

يحتاج الانطوائيون إلى اهتمام خاص، إذ عادة ما يكونون في الاجتماعات الفردية أكثر فاعلية مما يكونون في الاجتماعات الجماعية الكبيرة، فامنحهم اهتماماً خاصاً حتى تتمكن من معرفة ما يجول في قلوبهم وعقولهم، ولكي يلحظوا اهتمامك فيهم، وفي المقابل سوف يلتزمون في عملهم، ويتفاعلون مع زملائهم، ويقدمون أفضل أداء لديهم.

المصدر




مقالات مرتبطة