كيف يؤثر تعلّمك لشيء جديد كل يوم في تحقيق النجاح؟

بصفتي متحدثاً تحفيزياً، كان لي شرف التحدُّث في عدد كبير من الندوات التي تعقدها الشركات، ففي أثناء جلسة الأسئلة والأجوبة، غالباً ما يعترف المشاركون بالسبب الحقيقي لحضورهم، وهو "النمو والتعلُّم".



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب يوسف رافي (Yousuf Rafi)، والذي يحدِّثنا فيه عن أهمية تعلُّم شيء جديد كل يوم لضمان تحقيق نجاح طويل الأمد.

لماذا يعدُّ تعلُّم شيء جديد في غاية الأهمية؟ ولماذا ينفق الناس أموالهم على تحفيز أنفسهم؟ هذا سؤال أطرحه على نفسي كل يوم، وحتى الآن، لم أجد إجابة شافية.

بالعودة إلى الموضوع، تكمن الحقيقة المُرَّة في أنَّ الناس غير مُدرَّبين على البحث عن مزايا في المؤسسات التي يعملون لديها، كما أنَّ معظم المنظمات هذه الأيام تنظر إلى "تعلُّم شيء جديد" على أنَّه أمر ثانوي يمكن تجاهله، أو على أنَّه شيء يمكن القيام به على المستوى الفردي ولكن دون توفير ثقافة تُشجِّع الموظفين على النمو وتعلُّم أشياء جديدة.

يستكشف المؤلف كريس ميلر (Chris Miller) في تقرير أعدَّه، لماذا يجب على المنظمات تشجيع تعزيز النمو؟ ولماذا يجب أن تبدأ عملية التعلُّم على المستوى الإداري؟ وهذه أبرز النقاط التي توصَّل إليها في تقريره:

  • علِّمهم التعلُّم من تجاربهم والمضي قدماً.
  • بدلاً من الخوف من المديرين، اتخذ إجراءً؛ حيث يعرف الأشخاص الذين لديهم مشكلة مع عقلية النمو أنَّ الخوف والقلق يسببان الشلل في التفكير.
  • ابذل جهداً إضافياً، وحاول أن تتحسَّن قليلاً كل يوم.
  • كن مرناً، لن تسير الأمور دائماً كما هو مخطَّط لها؛ لذا تعلَّم كيفية التعامل مع المحن.
  • لا تتذمر عندما لا تسير الأمور كما تريد، فهذه هي السمة المميزة لشخص صارم.

للحصول على منظور واسع عن الحياة، من الأفضل للمديرين مساعدة مرؤوسيهم على النمو؛ إذ لا يكفي تلقِّي دورة عبر الإنترنت؛ بل تحتاج إلى إظهار نقاط القوة لدى كل فرد وتقديرها والاستفادة منها؛ لذا ادعمهم وشجِّعهم على تعلُّم شيء جديد كل يوم، إليك بعض الاستراتيجيات التي تساعد الموظفين على تحقيق نجاح طويل الأمد:

1. التعلُّم الحقيقي يبدأ من الداخل:

أفضل نقطة للانطلاق هي التطوير الذاتي، وبغض النظر عما إذا كانت مؤسستك تدعم ثقافة التعلُّم أم لا، تقع مسؤولية النمو وتعلُّم أشياء جديدة كل يوم على عاتقك؛ لذا ابدأ بنفسك، واكتشف الجوانب التي تحتاج إلى المزيد من العناية، وحدِّد الأفكار التي وجدتها داعمة عندما يتعلق الأمر بتحقيق هذه الأهداف، وبعدها شارك إجاباتك مع باقي أعضاء فريقك.

بعد كل ندوة، اعقد اجتماعاً، واطلب من المشاركين مشاركة ما تعلَّموه، بدلاً من تبادل المجاملات، فأفضل طريقة لتعلُّم شيء ما فعلياً هي تعليمه بمجرد فهمك له.

اجعل التعلُّم ماتعاً، فكلما كانت الطريقة التي تختارها للتعليم أكثر إمتاعاً، كانت أكثر نجاحاً في تغيير السلوك المُقيِّد للأشخاص.

إقرأ أيضاً: كيف تتعلم باستمرار لتطور نفسك وتنمي قدراتك؟

2. الإطراء على النجاح والفشل:

كشفت دراسة أجرتها أستاذة علم النفس كارول دويك (Carol Dweck) أنَّ الناس لا يكتسبون شغفهم في الحياة ببساطة؛ بل يعتنون به ويعملون على تنميته، وأفضل طريقة لمعرفة شغفك هي البدء بتعلُّم أشياء جديدة، مثل التعامل مع أداة إدارة المهام عبر الإنترنت التي تتعقَّب موظفيك أو حضور دورة تدريبية جديدة قد تساعدك على التقدُّم في حياتك المهنية، فأنت تحتاج إلى إيجاد الهدف من التعلُّم وتشجيع مَن حولك على تجربة الأشياء.

بعد تقديم استشارتي لإحدى العلامات التجارية العالمية، شهدت المبيعات نمواً بمقدار 3 أضعاف بمجرد أن بدأ موظفوهم بالاحتفال بمكاسب صغيرة وتقدير جهود الآخرين حتى بعد الفشل، يستطيع الجميع التذمر، لكن يتطلب الأمر قائداً/ مديراً حقيقياً يُقدِّر جهود موظفيه ويُثني على إخفاقاتهم دونما خجل.

3. تمهيد الطريق للموظفين:

بصفتي مديراً، لاحظت أنَّ زملائي حاولوا مراراً وتكراراً وضع العقبات أمام موظفيهم، في حين أنَّ القائد الحقيقي هو الشخص الذي يزيل جميع العقبات ويترك الفريق يقوم بعمله، فإدارة المشاريع ليست أمراً سهلاً، ولكن ما يُميِّز الرئيس عن المدير هو الطريقة التي يتخلص بها من جميع العقبات ويُمهِّد الطريق لموظفيه للعمل بحُريَّة.

بدلاً من مجرد إصدار الأوامر، افهم مستوى التوتر لدى موظفيك وامنحهم بعض الحُريَّة، فلقد سمعت العديد من الموظفين يشتكون من أنَّ رئيسهم أوصاهم باتباع برنامج تنمية، ثمَّ كان في النهاية يرسل لهم رسائل البريد الإلكتروني في أثناء جلسات التعلُّم ليجبرهم على الخروج منها للتعامل مع مسائل العمل.

شاهد بالفيديو: 6 عادات يمارسها الأشخاص الذين يتقنون التعلُّم

4. تشجيع التجارب الجديدة:

يُظهر أحد الأبحاث أنَّنا كأفراد، نحتاج إلى أن نكون أكثر وعياً بحدودنا وإلى البحث عن فرص للنمو، كما يقول المثل: إذا واظبت على القيام بما تقوم به دائماً، فستحصل على ما كنت تحصل عليه دائماً.

بدلاً من إدارة موظفيك وحمايتهم، يُنصح بالسماح لهم بمعاينة تأثير قراراتهم؛ فهُم يستفيدون أكثر ويشعرون بالتمكين عندما تسمح لهم بالتركيز على فرص التعلُّم التي تهمهم أكثر من أي شيء آخر.

للأسف، تأتي التجارب الجديدة بشعور مخيف عندما يكون شخص ما منجزاً للغاية في أدواره؛ إذ فقط من خلال تحمُّل عبء المشكلات، يتعلَّم الناس كيفية التعامل معها، فقد لا تنجح أنت وفريقك في كل مرة، ولكن بالتأكيد يمكنكم تعلُّم الكثير من التجربة نفسها.

تستثمر الشركات الوقت والمال في الموظفين دون القيام بالإجراءات التحضيرية التي تضمن قيام القادة ببناء ثقافة التعلُّم؛ حيث تتمتع الإدارة العليا بتأثير كبير ومباشر؛ لذا قبل أن تُظهر للموظفين كيفية النمو، عليك تنمية نفسك أولاً.

المصدر




مقالات مرتبطة