كيف يؤثر تعزيز ذكائك العاطفي في معاملة الناس لك؟

الذكاء العاطفي هو مفتاح تقدُّم المديرين التنفيذيين ونجاح القيادة عموماً، فبعض المديرين التنفيذيين على الرغم من تقديمهم نتائج أعمال يُعتمَد عليها في كل مرة، إلا أنَّ نتائجهم على مستوى التعامل مع الناس كانت سيئةً، بما في ذلك التفاعل مع الآخرين، والتعامل بودٍّ معهم، والعلاقات مع الفريق، والعلاقات الشخصية، والاحتفاظ بالموظفين، لهذا السبب، وحتى لا يظلوا عالقين في مناصبهم الحالية أو المستقبلية، يجب عليهم تقوية ذكائهم العاطفي.



قد يُحبَط هذا المدير التنفيذي؛ لذا يجب عليه تحسين ذكائه العاطفي، ولكن عليه معرفة كيف يبدأ، ويجب عليه أولاً سؤال نفسه: "كيف يتفاعل الآخرون معي؟".

حدَّد عالم النفس "دانيال غولمان" (Daniel Goleman)، الذي يُعزَى إليه الفضل في انتشار مصطلح "الذكاء العاطفي" بعد نشره كتابه الرائد "الذكاء العاطفي" (Emotional Intelligence)، خمسة جوانب رئيسة لهذه المهارة، وهي: الوعي الذاتي، والتنظيم الذاتي، والتحفيز، والتعاطف، والمهارات الاجتماعية، ويعالج طرح السؤال "كيف يتفاعل الآخرون معي؟" كل جانب من خلال:

1. الوعي الذاتي:

المكوِّن الأول للذكاء العاطفي هو فهم عواطفك والتعرُّف إليها، والمسألة هنا لا تقتصر على تحديد مشاعرك بشكل صحيح، فربما تكون "اليقظة العاطفية" - تأثير أفعالك وعواطفك وحالتك المزاجية في الآخرين - وفقاً لـ "سوزان سكوت" (Susan Scott)، مؤلفة كتاب "الحوارات الساخنة" (Fierce Conversations)، جزءاً هاماً من الوعي الذاتي.

يساعدك السؤال عن كيفية تفاعل الآخرين معك وأخذ الوقت الكافي للتفكير في الإجابة بعناية على إلقاء الضوء على الجوانب المجهولة في فهمنا لأنفسنا، ومن خلال ملاحظة كيفية تفاعل الآخرين معنا، يمكننا تحديد أنماط سلوكنا وإجراء تعديلات ضرورية عليه لتحسين علاقاتنا.

2. التنظيم الذاتي:

يعني التنظيم الذاتي في الأساس إيجاد الوقت والظرف والمكان المناسبين للتعبير عن عواطفنا، فبدلاً من اتخاذ قرارات متسرعة أو عاطفية، أو مهاجمة الآخرين لفظياً أو المساومة على قيمهم، يجد الأشخاص الأقوياء في التنظيم الذاتي أفضل وقت وطريقة للتعبير عن أنفسهم.

يساعدك التفكير في كيفية تفاعل الآخرين معك على تحمُّل مسؤولية أفعالك وفهم كيفية تأثيرك في الآخرين، وإذا كنتَ غالباً ما تعبِّر عن غضبك كلامياً، فسوف يتفاعل معك الآخرون تفاعلاً سيئاً حتى إن لم يكونوا هم السبب في استعار غيظك، فراقِب كيف تؤثر في الآخرين ولاحِظ العواطف التي يعبِّرون عنها؛ حيث سيوفر لك هذا المعلومات التي تحتاج إليها للحفاظ على ضبط النفس.

شاهد بالفديو: خمس مكونات رئيسة للذكاء العاطفي

3. الدافع:

صحيح أنَّ المال والمكانة الاجتماعية يمكنهما أن يكونا عاملين محفزين لبعض الناس، ولكن يشير الدافع إلى الإحساس بالاندفاع من خلال الاستمتاع بما تفعله، والعمل باستمرار على تحقيق الأهداف ووضع معايير عالية لنفسك، حتى عندما تكون محاطاً بالعقبات.

يميل القادة الذين يظهرون حافزاً منخفضاً إلى جعل الآخرين يتفاعلون تفاعلاً مليئاً بالشك أو بعدم التصديق، وغالباً ما يظهرون متشائمين أو غير مندمجين، وإذا وجدتَ أنَّ الآخرين يتفاعلون مع أفكارك وكلامك بشيء من السأم، أو إذا بدا أنَّهم يشعرون بالحاجة إلى إبهاجك باستمرار، فاعلم أنَّ الوقت قد حان لاختبار دوافعك؛ لذا فكِّر في سبب قيامك بعملك، وحدِّد أهدافاً تمدك بالنشاط، وجِد أمراً إيجابياً.

إقرأ أيضاً: الفرق بين الدافع الداخلي والدافع الخارجي

4. التعاطف:

تُعَدُّ القدرة على وضع نفسك عاطفياً في مكان شخص آخر ركناً هاماً في الذكاء العاطفي، فهي تتيح لك تطوير فريقك، وإعطاء تغذية راجعة بنَّاءة، والإصغاء إلى المحتاجين إلى نصيحة، ووضع حد لمن يتصرفون بشكلٍ غير عادل، وسيمنحك إظهار التعاطف والتصرف بناءً على التعاطف ولاء واحترام فريقك؛ وذلك لأنَّه سيُظهر لهم اهتمامك بهم. 

مجرد طرح أسئلة يوفر وجهة نظرٍ تعاطفية، ويشجعك على البحث عن فهمٍ أعمق مما يمكن أن توفره أمارات الوجه، فعندما تفكر في ردود أفعال الآخرين، فأنت تريد أيضاً معرفة سبب رد فعلهم بهذه الطريقة، ويعني تحقيق هذا النظر في سلوكك من وجهة نظر شخص آخر، كما يمكن أن يساعدك فهم كيفية تفاعل الآخرين معك على الاستجابة لمشاعرهم والتواصل بصورة أكثر فاعليةً.

إقرأ أيضاً: اختبار الذكاء العاطفي: هل تحتاج مهاراتك في التعاطف إلى التطوير؟

5. المهارات الاجتماعية:

تشير المهارات الاجتماعية في سياق الذكاء العاطفي إلى مهارات التواصل الخاصة بك وحلِّ النزاع وبناء العلاقات وقدرتك على أن تتمتع بروح الفريق؛ حيث تُعَدُّ قدرتك على ضبط مشاعر الآخرين وفهم طريقة تفكيرهم في الأشياء جانباً آخر من المهارات الاجتماعية، ويعمل القادة ذوو المهارات الاجتماعية العالية على حل النزاعات بدبلوماسية، ويقدِّمون التغذية الراجعة في كثير من الأحيان ويكونون قدوةً لغيرهم.

عندما نضبط ردود أفعال الآخرين تجاه سلوكنا، فإنَّنا نمارس مهاراتنا الاجتماعية؛ لذا راقِب ردود أفعال الآخرين لمساعدتك على فهم مشاعرهم تجاه سلوكك، ومن خلال القيام بذلك، تكتسب نظرةً ثاقبة تجاه شعورهم بالأشياء الأخرى أيضاً، ويزداد لديك معدل الذكاء العاطفي العام عندما تسأل نفسك هذا السؤال في أثناء المحادثات ثمَّ تُغيِّر نهجك حسب الحاجة.

يتمثل هدفك الرئيس كقائد في تعزيز إمكانات فريقك إلى الحد الأقصى من خلال ربطها بأهدافٍ واضحة، فعندما تضبط باستمرار كيفية تفاعل الآخرين معك، فأنت أهل لأن تكون قائداً عظيماً يحقق نتائج جيدة لشركته والأفراد على حد سواء، فحاوِل أن تسأل نفسك هذا السؤال الأساسي مرةً واحدة على الأقل يومياً لمدة أسبوع واحد وستلاحظ نمو ذكائك العاطفي.

المصدر




مقالات مرتبطة