كيف نجد الجمال في الفوضى التي سببها فيروس كورونا؟

امتلأ العالم بالبؤس فجأة؛ إذ هزَّت جائحة "كوفيد-19" العالم، ولا زال الخوف من الفيروس يسيطر على الكثيرين، كما سيطر الخوف على حياة بعض الأشخاص بداعي السذاجة، أو الجهل، أو حتى عمداً. ولكن ربما يوجد جانبٌ مشرقٌ يُتجاهَل، ولأنَّني ذات طبيعة متمردة، أجريتُ استبياناً أستفسر فيه من الناس عن النتائج الإيجابية لهذا الوضع الجنوني؛ لذا في أثناء قراءتك للتعليقات أدناه، فكر فيما حققتَه خلال الجائحة، وربما ما زلتَ تحققه، وفكر في الأمور التي كنت تظن أنَّها نقمة فاكتشفتَ بأنَّها نعمة، ودع تلك الأمور ترفع من معنوياتك.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّنة "دونا مارتيلي" (Donna Martelli)، وتُحدِّثنا فيه عن تجربتها في اكتشاف الجمال الكامن خلف الفوضى.

"جولي" (Julie)، فنانة: "كانت الهبة الثمينة مواجهة التغيير وتأثيره في فني، ويسعدني قول إنَّني أتقدَّم بسعادة، وكنت بحاجة إلى التجرد من الشكليات والغوص في مكان أعمق؛ إذ إنَّ أموراً مثل الدراسة وحدي، وممارسة فني، والاستمتاع بالطبيعة والحياة قد أضفت الوضوح إلى حياتي، سأعلِّم الآن، وأدرب، وأبدع في مجموعات محدودة وأداء نابع من القلب. اعتقدتُ أنَّ العام الماضي كان النهاية، في حين أنَّه كان مجرد بداية".

"شيريل" (Sheryl)، موظفة مكتب: "إنَّ العمل من المنزل هو أفضل ما جلبَته الجائحة، وبفضل ذلك أصبحت أكثر صحة وأستمتع مع عائلتي لوقت أطول".

"سويتا" (Suetta)، أحبَّت تلك التجربة وتقول: "أصبح زواجي أكثر قوة لأنَّني أعمل من المنزل، وأصبح صديقي الجديد في تناول الغداء هو زوجي".

"براندي" (Brandy)، شابة دؤوبة للغاية: "اتخذتُ هوايات يدوية عدة، وقررت أن أنشئ نشاطاً تجارياً للصناعات الحرفية عبر الإنترنت أسميتُه "ليست هوايتك المألوفة" (Not Your Normal Knick Knacks)، سجلتُ في الكلية لنيل شهادة الزمالة في العلوم التطبيقية باختصاصين في الخدمات الإنسانية وعلم النفس".

"كاري" (Kari)، التي كانت تعمل في مكتب: "كنتُ محظوظةً في العمل طوال الوقت؛ إذ قابلت أكثر العملاء إخلاصاً طوال الطريق".

شاهد بالفيديو: 10 أسباب لعدم الذعر بسبب فيروس كورونا

النتائج الإيجابية للخوف من الفوضى التي سببها فيروس كورونا:

حتى الآن رأينا هذه الفوائد:

  • التخلص من الأمور السطحية.
  • الدراسة.
  • الوقت الكافي للتفكير.
  • العمل من المنزل.
  • الاستمتاع بالمزيد من الوقت مع العائلة.
  • اتخاذ أسلوب حياةٍ أكثر صحة.
  • تمتين العلاقات الزوجية.
  • البدء بمشروع تجاري عبر الإنترنت.
  • الانضمام إلى الجامعة.
  • تكوين صداقات جديدة.

إنَّ بعض الفوائد المذهلة والهامة قد ذُكِرَت هنا، ولكنَّها لا تتناسب مع الإيقاع المخيف الذي تعزفه وسائل الإعلام السائدة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، لماذا؟ وهل يمكن أن يكون السبب هو أنَّ الوسائل الإعلامية لها مصلحة في نشر الرعب؟ تقول القاعدة القديمة في عالم الصحف إنَّه إذا كان الخبر مأساوياً فإنَّه يجذب الانتباه، وهذا القول يصدق خاصةً في هذه الأيام.

لكن سيجد المرء دائماً جمالاً في الفوضى، فقد يبدو الأمر صعباً في البداية، ولكن في أثناء بحثنا عنه، سنجد أنَّنا نقوم من هذه التجارب أقوى وبوضوح متجدد.

في كلِّ مرة أتحدث فيها مع شخص عن هذا الموضوع، أجد إيجابيات أكثر قد اكتسبها بعضنا خلال هذه الأوقات العصيبة.

"شانون" (Shannon)، التي كانت تعمل في سلسلة متاجر حاسوب: "أصبح الناس وقحين في فترة الجائحة؛ إذ إنَّني تعرَّضتُ للإساءة كثيراً في العمل، ولكن بدلاً من مقابلة الإساءة بالإساءة، وقررتُ أن أتعامل باللطف، والأخلاق العالية، وهذا ساعدني أكثر مما ساعد غيري.

إقرأ أيضاً: هل ستكون الحياة أفضل أم أسوأ بعد جائحة كورونا؟

فعندما كانوا لا يزالون يظهرون الغضب، كنت أختار أن أترفَّع عن ذلك، وقد ساعدَتني القدرة الإلهية ومنحَتني عملاً جديداً في مكان رائع مع أناس إيجابيين، صحيح أنَّ الأجر كان أقل، ولكنَّ راحة البال لا تُقدَّر بأي مبلغ من المال"، لم تستمتع بعملها فحسب؛ بل وجدت فيه راحة البال.

"ماريانا" (Marianna)، مدرِّبة لياقة: "إنَّ البقاء في المنزل كان بمنزلة رحلة ممتعة لي، كان ذلك في أوائل الربيع؛ لذا تعلَّمت تنسيق الحدائق والبستنة، وبدأت بمغامرات في الهواء الطلق، وكان عليَّ أن أكون خلاقة حيث كنت، حتى لو كنت في المنزل.

أصبحت مهنتي الجديدة هي اقتلاع الأعشاب، وتنظيف الفناء من العيدان، وتنظيم الصخور، ووضع الأسمدة والحدود، واكتشفتُ أنواعاً جديدة من البقالة، وتعلَّمتُ بعض الطرائق الإبداعية في الطبخ؛ ذلك لأنَّ طرائقي القديمة لم تعد متاحة، وفي إحدى الأمسيات تناولنا وجبة عشاءٍ جيدة وجديدة إلى حد ما: بقايا الدجاج، والبنجر المخلل، وشرائح الكستناء مع بصلة كانت في ثلاجتي جميعاً لوجبة من المقالي السريعة".

فوائد إضافية ظهرت خلال العامين المنصرمين:

  • تحقيق راحة البال.
  • تعلُّم البستنة والزراعة المنزلية.
  • اكتشاف وصفات ومنتجات طعام جديدة.
  • التعبير عن الإبداع عن طريق التفكير غير التقليدي.

من الممكن دائماً أن نربح من الخسارة، طالما تذكَّرنا أن ننمو خلال ذلك؛ لذا تذكَّر الأمور الإيجابية التي لديك خلال هذه الأوقات غير المسبوقة وكن ممتناً لذلك، ودوِّن تلك الأمور، وعُد إليها من وقت لآخر، وستظل عالقةً في ذاكرتك عندما تواجه تحديات صعبة في المستقبل.

يمكنك النجاح في أي تحدٍ إن قررتَ أن تجد الجمال المختبئ في الفوضى.

المصدر




مقالات مرتبطة