كيف نتجنب الحمل خارج الرحم؟ وكيف نتعامل معه؟

يحدث الحمل خارج الرحم عندما تنغرس البويضة المخصبة في مكان خارج الرحم، وغالباً يكون هذا المكان في إحدى قناتي "فالوب" أو ما يعرف بالقناة الناقلة للبيوض، وهذا النوع من الحمل لا يمكن أن يستمر بشكل طبيعي ويمكن أن يسبب مضاعفات خطيرة إذا تُرك دون علاج لفترة طويلة، فليس لديك ما يمكنك فعله لتجنب حدوث حمل خارج الرحم، لكن توجد طرائق عدة لتقليل عوامل الخطر لديك.



إذا كنت امرأة مقبلة على الزواج أو إذا كنت في بداية حملك الأول أو إذا كنت بصفتك رجلاً خائفاً على زوجتك من مخاطر الحمل، فما عليكما إلا أن تتابعا معنا في هذا المقال الذي سنستعرض فيه أهم وأبرز الطرائق اللازمة لتجنب الحمل خارج الرحم، وكما سنتطرق أيضاً إلى كيفية التعامل مع الحمل خارج الرحم إن حصل.

كيف نتجنب الحمل خارج الرحم؟

1. التقليل من خطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً:

قد تزيد العدوى المنقولة جنسياً مثل السيلان أو الكلاميديا ​​من فرص المرأة في الحمل خارج الرحم؛ لذا التقليل من خطر الإصابة بأحد هذه الأمراض قد يقلل أيضاً من خطر حدوث حمل خارج الرحم.

2. الحصول على علاج سريع للعدوى:

إذا أصبت بالعدوى المنقولة جنسياً فمن الهام أن تحصلي على العلاج على الفور، فكلما أسرعت في العلاج قلَّ احتمال إصابتك بالتهاب قد يضر بالجهاز التناسلي ويزيد من خطر الإصابة بالحمل خارج الرحم، وتشمل الأعراض الشائعة للأمراض المنقولة جنسياً آلام البطن والتبول المؤلم والإفرازات المهبلية والنزيف المهبلي غير الطبيعي ورائحة المهبل والألم في أثناء ممارسة الجنس، لكن انتبهي فبعض الالتهابات تكون دون أعراض؛ لذا من الجيد أن تخضعي للاختبار بانتظام إذا كنت نشطة جنسياً.

3. الإقلاع عن التدخين:

قد يزيد التدخين من خطر حدوث حمل خارج الرحم، لذلك أقلعي عن التدخين قبل محاولة الحمل لتقليل المخاطر، فكلما زاد تدخينك زاد خطر تعرضك للحمل خارج الرحم، لذلك إذا لم تستطيعي الإقلاع عن التدخين فتقليل عدد السجائر التي تدخنينها يومياً قد يكون مفيداً أيضاً.

4. الانتباه إلى حالة عدم سيلان الحيض لفترة:

إذا فاتتك دورة شهرية ومارس شريكك الجنس معك دون وقاية قبل ذلك فعليك إجراء اختبار الحمل، ومع أنَّ مكان الحمل خارج الرحم لا يكون في الرحم فإنَّ جسدك سيبدي الكثير من صفات الحمل الطبيعية في كل الأحوال، وإذا كان لديك حمل خارج الرحم فسيكون اختبار الحمل إيجابياً دائماً، ومع ذلك تذكري أنَّ هذه الاختبارات لديها إمكانية الحصول على نتائج إيجابية خاطئة أو اختبارات سلبية كاذبة، لذلك إذا كنت في شك فمن الأفضل دائماً زيارة طبيبك لإجراء فحص دم للتأكد.

إقرأ أيضاً: السيلان الجنسي: أعراضه وطرق الوقاية منه

5. فهم عوامل الخطر الأخرى:

توجد عدة عوامل أخرى قد تعرضك لخطر أعلى من المتوسط ​​للإصابة بحمل خارج الرحم، فإذا كانت أي من عوامل الخطر الآتية تنطبق عليك فمن الهام أن تذهبي إلى الطبيب بمجرد أن يكون لديك سبب للاعتقاد بأنَّك حامل، فلن تتمكني من التمييز بين الحمل الطبيعي والحمل خارج الرحم باستخدام اختبار الحمل في المنزل، ومن هؤلاء العوامل:

  • النساء اللواتي تعرضن لحمل خارج الرحم سابقاً.
  • النساء اللواتي يحملن في أثناء وجود اللولب أو بعد إجراء عملية ربط البوق (كلاهما نادر جداً).
  • النساء اللواتي يعانين من تشوهات هيكلية في قناتي "فالوب".
  • النساء اللواتي عانين من مشكلات الخصوبة وخاصة النساء اللاتي عولجن بتقنيات المساعدة على الإنجاب (التلقيح الاصطناعي أو العلاج المضاد للفيروسات القهقرية وما إلى ذلك).

كيف نتعامل مع الحمل خارج الرحم؟

1. طلب العلاج على الفور:

بمجرد تأكيد تشخيص الحمل خارج الرحم سيباشر طبيبك في علاجك بسرعة كبيرة؛ وذلك لأنَّ علاج الحمل خارج الرحم يكون أبسط بكثير عندما يتم عاجلاً وليس آجلاً، كما أنَّه من المستحيل أن يعيش الحمل خارج الرحم؛ بمعنى آخر لن يتمكن الجنين من العيش على أي حال؛ لذا فإنَّ إزالة الحمل عاجلاً وليس آجلاً يمنع حدوث المضاعفات التي إذا تُركت لفترة طويلة قد تصبح مهدِّدة للحياة.

شاهد بالفديو: 8 أطعمة ممنوعة خلال فترة الحمل

2. الحصول على علاج لأعراض الحمل خارج الرحم:

من الهام الحصول على علاج طبي للحمل خارج الرحم على الفور، وكلما أسرعت في الحصول على العلاج قلت مخاطر الإصابة بمضاعفات خطيرة، وتشمل الأعراض الشائعة للحمل خارج الرحم ألماً في أسفل الظهر والبطن (يمكن أن يكون في الجانب الأيمن أو الأيسر) والتشنج والنزيف المهبلي غير الطبيعي.

إذا تمزق الحمل خارج الرحم فقد تعانين من أعراض مثل آلام البطن الشديدة وآلام الكتف وانخفاض ضغط الدم والإغماء والضغط في المستقيم، وهذه حالة طارئة تتطلب رعاية طبية فورية، كما قد تكون الأعراض المبكرة للحمل خارج الرحم مماثلة لأعراض الحمل الطبيعي، لذلك من الهام مراجعة طبيبك مبكراً للتأكد من أنَّ حملك يتطور تطوراً طبيعياً.

3. اختيار الدواء بدلاً من الجراحة إن أمكن:

إذا حدث حمل خارج الرحم فستحتاجين إما إلى تناول الأدوية أو الخضوع لعملية جراحية لإزالة الحمل، فإذا كان الدواء خياراً لك فقد يكون من الأفضل تناوله؛ وذلك لأنَّه من غير المرجح أن يتسبب في تلف قناتي "فالوب"، وهذا قد يزيد من خطر حدوث حمل خارج الرحم مرة أخرى في المستقبل.

عادةً ما يكون الدواء خياراً فقط إذا تم اكتشاف الحمل خارج الرحم مبكراً، والدواء المستخدم لوقف نمو الخلايا يسمى "ميثوتريكسات"، وفي حالة استخدام الـ "ميثوتريكسات" سيُطلب من المريضة المتابعة بانتظام لفحوصات الدم والمراقبة الدقيقة؛ لذلك يجب أن تكوني قادرة على الالتزام بالفحوصات والأدوية، ولا بدَّ من الإشارة إلى أنَّه يمكن أن يسبب الـ "ميثوتريكسات" آثاراً جانبية مثل عسر الهضم والإسهال والغثيان.

إذا تم إعطاؤك الـ "ميثوتريكسات" فاستخدمي وسائل منع الحمل لتجنب الحمل مرة أخرى لمدة ثلاثة أشهر على الأقل؛ وذلك لأنَّه قد يؤذي التعرض للـ "ميثوتريكسات" طفلك الذي لم يولد بعد، كما تكون الجراحة أحياناً هي الخيار الأفضل؛ لذا استمعي دائماً إلى نصيحة طبيبك؛ إذ يتم إجراء الجراحة بالمنظار من خلال شقوق صغيرة، ونادراً ما يتم من خلال شق البطن شقاً كبيراً.

4. الإبلاغ عن آلام البطن المزمنة:

إذا كنت تعانين من ألم في البطن لا يهدأ بعد العلاج من الحمل خارج الرحم فأخبري طبيبك بذلك على الفور، فقد تكون هذه علامة على وجود عدوى يمكن أن تستمر في زيادة خطر حدوث الحمل خارج الرحم إذا لم يتم علاجها على الفور.

شاهد بالفديو: 6 علامات تدل على أنّكِ حامل بتوأم

5. مراقبة حالات الحمل المستقبلية مبكراً:

في حين أنَّه لا يوجد ما يمكنك فعله لمنع حدوث حمل خارج الرحم مرة أخرى، لكن يمكنك منع الحمل خارج الرحم في المستقبل من التسبب في مضاعفات خطيرة، فإذا كنت قد تعرضت للحمل خارج الرحم في الماضي فعليك مراجعة طبيبك لإجراء فحوصات الدم والموجات فوق الصوتية بمجرد اعتقادك أنَّك حامل مرة أخرى، ويمكن أن يساعد ذلك على تأكيد ما إذا كان حملك طبيعياً في وقت مبكر، وتتمتع معظم النساء اللاتي يعانين من الحمل خارج الرحم بحمل طبيعي، لذلك لا تفقدي الأمل.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح تساعد في حدوث الحمل بشكل طبيعي وآمن

أشياء يجب معرفتها جيداً:

  1. تبلغ احتمالية حدوث الحمل خارج الرحم في عموم السكان في العالم نحو 1%، لكن بمجرد حدوث حمل واحد خارج الرحم تصل النسبة إلى 10-15% لجميع حالات الحمل المستقبلية.
  2. يمكنك تقليل مخاطر الحمل خارج الرحم عن طريق تجنب الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي واستخدام الواقي الذكري وعدم التدخين.
  3. ما يقرب من 50% من النساء لديهن 0 عوامل خطر في وقت الحمل خارج الرحم، لذلك لا تفترضي أنَّك ارتكبت أي خطأ إذا كان لديك حمل خارج الرحم فقد يحدث ذلك لأيَّة امرأة.
  4. بعيداً عن عدم الحمل لا توجد طريقة لمنع الحمل خارج الرحم بنسبة 100%؛ لذا استخدمي وسائل تحديد النسل إذا كنت لا تريدين الحمل كثيراً.
  5. إذا تمزق الحمل خارج الرحم فقد تكون الأعراض والعواقب مهددة للحياة، فإنَّها حالة طارئة ويجب عليك طلب الرعاية الطبية إذا كنت تشكين في أنَّك تعانين من حمل خارج الرحم.
  6. حالات الحمل خارج الرحم نادرة الحدوث وهي بنسبة 2% فقط من حالات الحمل، ومع ذلك فهي تتزايد بسبب الزيادة في الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي والطرائق المساعدة على الإنجاب.

في الختام:

نرى أنَّ ثمة الكثير من الأمور التي لا نلقي لها بالاً وهي في الحقيقة يمكن أن تشكل خطراً كبيراً يمكن أن يهدد الحياة، فقد رأينا أنَّ الحمل بحاجة إلى متابعة وفحوصات للتأكد من الوضع السليم له، لذلك علينا بصفتنا زوجاً وزوجة ألا ينسينا الفرح بمجيء مولود جديد قضية متابعة الحمل؛ وذلك لأنَّه في حال الحمل خارج الرحم لن يكتمل الحمل أبداً، ومن ثمَّ سنخسر الطفل وأمه أيضاً، وننصح أيضاً باستشارة طبيب متخصص قبل الحمل لينبهنا إلى أهم الأعراض التي يمكن أن تتعرض لها المرأة والتي تدل على وجود بعض المشكلات في الحمل.




مقالات مرتبطة