كيف تهرب من وضعك الراهن الذي لا يطاق؟

في العقد الماضي، قمت أنا وزوجتي "هيذر" (Heather)، بإجراء بعض التغييرات الهامة في حياتنا؛ إذ قبل تسع سنوات تركتُ عملي كمحامٍ، وقبل ثماني سنوات تركنا العمل في المكاتب وأصبحنا نعمل عن بُعد، وقبل ستة أعوام نقلنا عائلتنا من ضاحية في مدينة كبيرة إلى بلدة صغيرة في شمال "ميشيغان" (Michigan).



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المؤلف والمحامي ورجل الأعمال "جاي هارينجتون" (Jay Harrington) والذي يُحدِّثنا فيه عن تجربته في كسر الروتين.

وقد كان من الصعب للغاية اتخاذ كل قرار؛ إذ إنَّني فكرت في كل الأسباب لعدم القيام بها، والخوف هو شكل قوي من أشكال المقاومة؛ ماذا لو لم أتمكن من إعالة أسرتي؟ وماذا لو لم يكن لدينا أصدقاء؟ وماذا لو ندمنا على قرارنا؟ ولكن بالنظر إلى الوراء، أستطيع أن أرى أنَّ تلك المخاوف كانت بلا أساس على الإطلاق، وأنَّ كل تغيير قمنا به كان إيجابياً.

فقد كانت الأحداث التي وقعت على مدار الاثني عشر شهراً الماضية بمنزلة أمر غريب للغاية؛ إذ عندما بدأت جائحة "كوفيد-19" (COVID-19)، كنَّا بالفعل على استعداد للعمل عن بُعد في موقع عملنا في "مدينة ترافيرس" (Traverse City)، في ولاية "ميشيغان" (Michigan)، التي كانت فضلاً عن ذلك مكاناً ملائماً للانتقال إليه للهروب من الجائحة؛ بسبب كثافة السكان المنخفضة فيها ومحيطها الطبيعي الجميل.

لم تكن هناك طريقة نعرف من خلالها كيف ستسير الأمور عندما نتخذ قراراتنا، ولكنَّنا نعلم الآن على وجه اليقين أنَّ أسوأ مخاوفنا لم تتحقق؛ وإنَّما على العكس تماماً.

ومع الاستفادة من الإدراك المتأخر، من الواضح أيضاً أنَّ ما سبَّب لي هذا الخوف في اتخاذي القرار، هو تأثُّري بتفكيرنا الإنساني - الذي يتشاركه معظمنا - في تفضيل بقاء الأشياء على ما هي عليه على الرغم من إمكانية وجود مستقبل أكثر إشراقاً، وهي الحالة التي تُعرَف باسم "الانحياز إلى الوضع الراهن" (status quo bias)، وهي عائق كبير أمام التغيير الإيجابي، كونه من المغري تجنب الإزعاج الناتج عن التغيير حتى لو لم نكن راضين عن الوضع الراهن.

يُعَدُّ التحيز للوضع الراهن منتشراً بكثرة؛ فإنَّه ما يمنعنا من السعي وراء فرص عمل جديدة، ويبقينا في علاقات غير مرضية، بالإضافة إلى العديد من الأمور الأخرى، فنحن ندرك أنَّ الخوف من المجهول، بغضِّ النظر عن مدى احتمال أن يكون السيناريو الأسوأ، أقل احتمالاً من الوضع الراهن السيئ.

وفقاً للفيلسوف الروماني الرواقي "سينيكا" (Seneca the Younger): "نعاني كثيراً في الخيال أكثر ممَّا نعاني في الواقع". إذن، يسبب الخوف عدم الراحة لذلك نتجنبه، فأدمغتنا التي تسعى إلى حمايتنا من الخوف، تُضخِّم النتائج السلبية المحتملة لاتخاذ الإجراءات وتُقلِّل من إيجابياتها.

إقرأ أيضاً: 10 خطوات للتخلّص من روتين الحياة اليومية

للتغلب على الخوف والبدء باتخاذ الإجراءات، أمسك قلماً ولوحاً واكتب:

  1. ما يقلقك.
  2. الفوائد المحتملة من اتخاذ الإجراءات.
  3. عواقب الكسل.

شاهد بالفيديو: 5 علامات تخبرك أنه يجب أن تغيّر طريقة حياتك حالاً

لا يمكننا إجراء تحليل مناسب للتكلفة والعائد للإجراءات التي ننويها والتغييرات التي نسعى إليها، إلا من خلال إخراج ما نخشاه من رؤوسنا إلى الورق وتحليله بشكل منطقي؛ علماً أنَّ البديل هو أن ننظر إلى الوراء بأسف. فبعد كل شيء، قلة هم الناس الذين يشعرون بالندم في نهاية حياتهم على القرارات التي اتخذوها، حتى لو لم تسِر على النحو المطلوب؛ بل وفي معظم الحالات، يندمون على عدم اتخاذ أي إجراء في المقام الأول.

المصدر




مقالات مرتبطة