كيف تنهض من جديد بعد فقدان وظيفتك؟

عندما تواجه تحدِّياً وظيفياً، فمن الشائع أن تعاني من خسارة مؤلمة، فقد تشعر أنَّك لست محترفاً ناجحاً كما كنتَ في السابق، ومن المؤكد أنَّك لست فاشلاً، وما زلتَ الشخص الناجح نفسه كما كنتَ دائماً، ولكنَّك تواجه تحدِّياً جديداً. هذه التحديات لا تنفي عملك السابق ونجاحك، وأنت الآن بين خيارين، إما أن تنشغل بمحنتك أو أن تعثر على هويتك الإنسانية الأعمق.



يمكننا أن نستمد القوة والإلهام من "الإخفاقات الشهيرة" التي أدت إلى نهوض جديد ونجاح لا يُصدَّق، على سبيل المثال: حصل "إلفيس بريسلي" (Elvis Presley) على درجة متوسط في فصل الموسيقى بالمدرسة الثانوية وقيل له إنَّه لا يستطيع الغناء، وطُرِد "والت ديزني" (Walt Disney) من إحدى الصحف؛ لأنَّه "يفتقر إلى الخيال" و"ليس لديه أفكار حقيقية".

طُلِب من "لوسيل بول" (Lucille Ball) أن تتخلى عن التمثيل؛ لأنَّها "لا تملك الموهبة"، وخُفِضَت رتبة "أوبرا وينفري" (Oprah Winfrey) من وظيفتها كمذيعة وقيل لها إنَّها "غير مناسبة للتلفزيون".

وهذه القائمة تطول ولا تنتهي؛ حيث نجح هؤلاء النجوم لأنَّهم تحملوا الصعوبات التي واجهَتهم وقاوموا، ولم يسمحوا للآخرين بتحديد أشكال شخصياتهم؛ بل حددوا هم أشكالها؛ لذا لا تدع الشدائد تحدد هويتك، فطريقة تعاملك معها هي الأهم.

إليك 4 طرائق للنهوض والبدء بالعمل مرة أخرى عند فقدان الوظيفة:

1. إيقاف التفكير في المواقف الكارثية:

يقودك عقلك إلى الجنون بقدر ما تسمح له؛ لذا تعلَّم كيف تكتشف انجرارك إلى وضع "التفكير الكارثي" وكيف تقاومه، فإذا كنتَ عاطلاً عن العمل ولا تجد وظيفة، فقد يضعك عقلك في هذه الحلقة المفرغة: قد تعتقد أنَّك تنفق مدخراتك وأنَّ المال سينفد وأنَّك لن تحصل على أيَّة وظيفة وستنتهي مدخراتك، وربما ستعتقد أنَّك ستضطر إلى العمل في السوبر ماركت، هذا إن قبل صاحب السوبر ماركت بتوظيفك، وقد تفكر بعدها في أنَّك لا تستطيع العيش على ذلك الراتب، ولن تستطيع إطعام عائلتك، وأنَّكم ستكونون بلا مأوى.

استبدل أفكارك الكارثية بأفكار أكثر واقعية، ودرِّب عقلك على أن يعترف بأنَّ الوضع صعب ولكن يمكنه إيجاد حل، فالقلق بشأن التشرد والإفلاس أمر شائع، خاصةً عندما نضطر إلى البدء من جديد أو إعادة اكتشاف أنفسنا، وفي هذه الحالة يتغذى الشك الذاتي على نفسه وتفقد قدرتك على التفكير المنطقي؛ مما يجعلك تفقد الأمل.

قد تجلد نفسك لأنَّك لم ترَ احتمال حدوث هذا الموقف أو قد تشعر بأنَّه كان في إمكانك فعل المزيد لمنعه، وقد تجلد نفسك لعدم ادخار المزيد أو الفشل في التواصل بشكل أفضل، وقد تعتقد أنَّ الآخرين يسخرون منك، أو ربما قد تغضب غضباً جمَّاً، لكن كيف تساعدك أي من هذه الأفكار؟

عندما تواجهك الشدائد، فإنَّ العديد من النصائح والاقتراحات المتعلقة بإدارة القلق لا تفيدك، وسوف يُحبَط دماغك إذا سمحتَ بذلك، ومن الممكن أن تنجرَّ إلى حلقة السلبية التي ستقنعك أنَّك فاشل لا قيمة له؛ حيث سيسمح لك دماغك لسبب ما بالإفلات من هذا النوع من تشويه الذات.

بدلاً من أن تفكر بأنَّه لا أحد يريد العمل معك، ابدأ بالإيمان بقدراتك وبتصميمك على النجاح، ويمكنك أن تفكر في شيء آخر وهو أنَّ النجاح لا يزال أمامك وبأنَّك لم تنتهِ بعد، وكرِّر التفكير في هذا كثيراً.

إقرأ أيضاً: 7 خطوات مفيدة كي تتوقف عن توقع الكوارث

2. الهجوم على القلق:

من المؤكد أنَّك قلق الآن؛ هذا لأنَّنا جميعاً قلقون، خذ على سبيل المثال: "ليندا كروز" (Linda Cruz)، التي كانت لها مهنة ممتازة في صناعة الأدوية قبل أن تمرَّ بنكسة تلو الأخرى حتى حصلَت أخيراً على وظيفة؛ حيث كانت تجني أقل من ثلث ما كانت تجنيه في السابق، قالت: "أنت تعرف ما يمكنك فعله، لكن لا أحد يريدك بعد الآن، يُشعِرك هذا بالوحدة، فهم لا يقدِّرون ما لديك".

قال مقدِّم البرامج الإذاعية الأمريكي "تشاك ليونارد" (Chuck Leonard) إنَّه شعر بالإهانة خلال العامين الأخيرين من عمله كمحلل في مجال التأمين - مع العلم أنَّه لم يكن مطلوباً هناك - وأنَّه متأكد من أنَّه سيُطرَد، وهذا ما حدث في النهاية، قال: "كان الأمر مهيناً على كل المستويات، كنتُ محبطاً لمدة عامين، ثم لم يكن لدي عمل ولا تأمين ولا كرامة ولا أمل، شعرتُ وكأنَّني خيَّبتُ أمل الجميع، ولم أستطع الحصول على مقابلة.

بصرف النظر عن عدد الوظائف التي تقدَّمتُ لها، استغرق الأمر تسعة أشهر، وهي أطول تسعة أشهر في حياتي، وهناك شركة واحدة قابلَتني أربع مرات، وأشكر الله أنَّهم وظفوني، أنا ممتن للغاية".

كيف توقف القلق عندما تكون حياتك كلها خارجة عن السيطرة؟

  • ممارسة الرياضة: توصَّلَت الأبحاث إلى أنَّ التمرينات الرياضية تزيد من يقظتك الذهنية وتركيزك ووظائفك المعرفية مع تقليل التعب أيضاً، ويُنتج النشاط البدني الإندورفين ويساعدنا على النوم؛ مما يقلل التوتر، وبممارسة التمرينات الرياضية ستتحسن صحتك وسيقل قلقك.
  • التطوع: عندما تشعر بأنَّك عديم الفائدة، كن مفيداً، فعندما تساعد الآخرين، تشعر بتحسن تجاه نفسك وتختفي السلبيات التي كانت تشغلك، ومن الجيد أن تعرف أنَّك هام وأنَّك تساهم في تحقيق هدف ما.
  • التركيز على فعل شيء واحد فقط: عندما تشعر بالعجز، افعل شيئاً واحداً يمنحك الزخم لإصلاح وضعك، حتى لو كان هناك 10 أشياء يجب عليك فعلها، فإنَّ التركيز على أحدها أمر ممكن؛ لذا بدلاً من التركيز على 10 مشكلات، اختر واحدة، قد تحتاج إلى التركيز عليها كلها، لكنَّ هذا مستحيل، فإنجاز مهمَّةٍ واحدة أفضل من أن يشتتك الخوف نتيجة التفكير في إنجاز 10 مهام معاً.

شاهد بالفيديو: 9 خطوات تساعدك على السيطرة على القلق

3. التوقف عن الشكوى مثل الآخرين:

هناك عدد لا حصر له من المنشورات على الإنترنت لأشخاص يشكون الأشياء الفاشلة في حياتهم المهنية، وسوء معاملتهم، وكيف لا يمكنهم العثور على عمل في أي مكان، وكيف لا يمكنهم الحصول على قسط من الراحة، فقراءة كلامٍ كهذا مدة 10 دقائق كافية لتشعر بالاكتئاب.

عندما تسوء الأمور، يمكنك اتخاذ خطوات لمنع نفسك من الانجرار إلى اليأس، وكلما تركتَ نفسك تتخبط أكثر، ستبدو الأشياء أكثر سوءاً؛ لذا لا تتحدث كثيراً عن موقفك، ولا تدع الآخرين يتخبطون أيضاً، ولا تستمر في سرد ما حدث لك، وإذا كان لديك صديق يمرُّ بالشيء نفسه، فقرر ما إذا كنتما تستطيعان إبقاء بعضكما على المسار الصحيح للشعور بالتحسن أو ما إذا كنتما تحبطان بعضكما بعضاً.

إقرأ أيضاً: 5 طرق تساعدك على التوقف عن التذمر

4. عدم الاستسلام:

صحيح أنَّك لا تستمتع بالوضع الذي أنت فيه، ولكن هل سبق لك أن استمتعتَ بتلك اللحظات المؤلمة عندما يجبرك شخص ما أو شيء ما على النهوض ومعرفة ما ستفعله ببقية حياتك؟ ما فعلتَه في تلك المرة يمكنك أن تفعله مرَّةً أخرى الآن.

قد يتأذى أحد أصدقائك أو أحد أفراد أسرتك فجأة؛ لذا حتى لو كنتَ تواجه بعض التحديات المهنية الجادة، فلا تنسَ ما لديك، ولا تنسَ حياتك، وفي أثناء اكتشاف ما ستفعله بعد ذلك، لا تنسَ أن تستمتع بحياتك، فأنت لا تعرف مقدار الوقت المتبقي لديك، واستخدامه أمر متروك لك.

المصدر




مقالات مرتبطة