كيف تنجح في تطوير القيم الجوهرية لشركتك وتتأكد من تطبيقها؟

إذا نظرتَ إلى الآلاف من الشركات التي تعمل الآن، فسرعان ما ستلاحظ أنَّه ليس من الصعب على العملاء الحصول على منتجات أو خدمات مماثلة من العديد من الشركات المختلفة، إلا أنَّ ما يُميِّزك حقاً هو قِيَمك الجوهرية؛ أي الأفكار والمُعتقَدات التي يؤكد عليها كل من الموظفين، والمشترين، ويرتبطون بها، فكيف تنشئها وتتأكد من أنَّ الناس يعملون بها حقاً؟



1. الاطلاع على ما تفعله الشركات الأخرى:

تعطيك الدردشة مع قادة من شركات أخرى فكرةً عن كيفية عملهم وما يؤمِنون به، كما أنَّ هناك الكثير من الكتب التي توضح أساليب الشركات الناجحة أيضاً، ولكن في كلتا الحالتين، عليك الحصول على ملخص لأفضل ممارساتها حتى تحصل على منظور مبدئي حول كيفية إدارة شركتك.

2. التفكير في الطريقة التي تريد تشكيل صورة العالم وفقها:

فكِّر فيما تريد أن تنشئه شخصياً كمؤسس للشركة، فهذا هو المكان الذي تضع فيه بصمتك وتبتكر وفقاً لشخصيتك الحقيقية، حتى وأنت تفكر في أفضل الممارسات التي ستعمل بها. حدد كيف تريد أن تكون بيئة شركتك وما تريد تحقيقه بناءً على هويتك، وبعد ذلك، كن شفافاً وصريحاً بشأن أهدافك قدر الإمكان، والتزِم بمفاهيمك، ودافِع عنها باستمرار. 

3. إنشاء دليل واضح:

يمنحك النظر إلى أفضل الممارسات وفهم كيف تريد تشكيل عالمك منظوراً حول ماهية قيمك الجوهرية في الواقع، ولكن بمجرد تحديد هذه القيم، عليك ترجمتها إلى سلوكات يومية في العمل؛ إذ لا يمكِنك الجلوس بلا عمل والتحدُّث عما تعتقده فحسب.

وهنا يأتي دور الدليل؛ فهو الأداة التي تحدد فيها السياسات والإجراءات لما ستفعله، فيمكِنك أن تتواصل وتُحدِّد الثقافة التي تريدها، وذلك عبر الأنظمة التقنية، فدرِّب أفراد فريقك جيداً على سياساتك، واختبِرهم للتأكد من أنَّهم يفهمون ويمكِنهم العمل في إطار العمل الذي أعددتَه، وإذا قمتَ بذلك بالطريقة الصحيحة، فستكون لديك آليات داخلية تُخضِع فريقك للمساءلة، وتعزز قيمك باستمرار.

إقرأ أيضاً: 4 أدوار تلعبها المساءلة في شركتك

4. توضيح القيم خارج إطار القواعد:

يمكِنك تعزيز الأفكار في ظليلك بطرائق مختلفة، على سبيل المثال: اذكُر بشكل دائم بعضاً من قيمك الجوهرية في رسائل البريد الإلكتروني، أو ضعها على حائطك حتى يراها الموظفون كل يوم في طريقهم إلى مكاتبهم؛ فكلما رأَوا هذه المفاهيم أكثر، كان من الأسهل عليهم استيعابها، كما يحتاج الناس إلى استيعاب القيم قبل أن تتمكن هذه المعتقدات من توجيه سلوكهم أو قراراتهم.

5. مشاركة الموظفين في التقدم:

يعتمد مدى اتباع الموظفين لقواعد الدليل الخاص بك إلى حد كبير على ما إذا كنتَ قدوةً بالفعل، وتفعل ما تريد أن يفعله الآخرون، وإذا لم تكن ماضٍ في تحقيق هدفك، فسيتكوَّن لدى الموظفين انطباع بأنَّك لستَ جاداً بشأن إطار العمل الذي وضعتَه وتطبِّقه؛ فتُضيِّع بذلك السياسة التي أنشأتَها.

بالطبع أنت شخص واحد فقط، ولا يمكِنك أن تكون في كل مكان طوال الوقت؛ لذلك أنت بحاجة لبعض النائبين عنك، فهؤلاء هم الأشخاص الذين يمكِنك الاعتماد عليهم للعمل ليكونوا قدوةً نيابة عنك، حيث يشاركونك بالفعل أفكارك، ولديهم قدر كبير من المسؤولية والنزاهة في أفعالهم، فهم يسرِّعون كثيراً من انضمام الآخرين إليك، وتغيير ما يفعلونه.

إقرأ أيضاً: تطبيق التعلم المدمج في العمل: كيف تحسن نهجك في تدريب الموظفين؟

6. التحسين والتكرار:

لا يوجد سوق ثابت، وليس هذا فقط، ولكن مع اكتساب الخبرة الحياتية، سيتغير منظورك وقيمك؛ لذا، فإنَّ تطوير القيم الجوهرية لشركتك والتأكد من أنَّ الناس يمارسونها هي عملية مستمرة، فخصِّص وقتاً لإعادة النظر في معتقداتك وأهدافك وسياساتك، وأجرِ التعديلات عندما يكون ذلك منطقياً.

القيم الجوهرية هي العامل المُميَّز الحقيقي في السوق العالمية اليوم، فهي تصنع فرقاً هائلاً فيما إذا كانت ثقافة شركتك سليمةً وجذابةً أم لا؛ لذلك من الهام للغاية أن تأخذ أفضل الممارسات وأهدافك الخاصة، وتدمجها معاً، وأن تنشِئ دليلاً يعطي الناس طرائق محددة للعمل وفقاً لمبادئ واضحة، ولا يجب أن تخشى صياغة المعتقدات التي وضعتَها في الدليل، ويجب أن يكون لديك أشخاص موثوقون يمكِنهم تعزيز النموذج الذي تطبِّقه، وسواء كنتَ في شركة ناشئة أم تحتاج إلى إجراء بعض التغييرات الجادة في شركة قائمة، فاحرِص على أن يكون إنشاء القيم الجوهرية والعمل وفقاً لها هو الأولوية القصوى.

 

المصدر




مقالات مرتبطة