كيف تنال علامتك التجارية الثقة؟

تنتشر الصيحات والأفكار الجديدة في أيِّ وقت وتلقى رواجاً؛ لكنَّ الناس لا يلبثون أن يفقدوا اهتمامهم بها، حتى لو كانت محور مناقشاتهم في يومٍ من الأيام. ولو اختلفت الثقافات وساد الصراع بين الأجيال فلا شيء يغلب الثقة.



أهمية نَيل الثقة:

لقد أوصلتنا سلسلة من التطورات الثقافية المترابطة وغير المترابطة إلى مكان لا تكون فيه الثقة مرغوبة فحسب؛ بل متوقعة. لكن كان التحدي في إضفاء الثقة على العلامة التجارية سواء أكانت لشركة تسوِّق منتجاً أم تقدِّم خدمة. تطبِّق بعض الشركات مفهوم الثقة ببراعة تامة؛ بينما لا تفهم أخرى جوهرها أو حتى تسيء استخدامها.

قبل شرح كيفية دمج الثقة فعليَّاً بالعلامة التجارية أو حتى حملتك الدعائية، من الهام أن تعي أهميتها في المقام الأول، وأن تعي أهم التطورات الثقافية التي وقعت مؤخراً:

  • كانت العلامات التجارية في يومٍ من الأيام تسيطر سيطرةً كاملةً على رسالة العلامة.
  • بدأت الثورة الرقمية والإنترنت، وأُتيحت للجميع فرصة الاطلاع الحر على المعلومات.
  • أصبح التواصل متاحاً للجميع من خلال البريد الإلكتروني وتطبيقات الدردشة والرسائل النصية وبرامج التواصل الاجتماعي، ووجدها المسوقون تربة خصبة لتسويق منتجاتهم.

وفي المقابل:

  • ارتفعت نسبة العنف.
  • عانت البلاد من عدم الاستقرار.
  • انهار الاقتصاد بسبب جشع الشركات وزيادة الاستهلاك.

ونتيجة لدرجات متفاوتة من هذه التحولات وغيرها من التحولات الكثيرة التي يُحتمَل أن تصيب الثقافة برزت أهمية الشفافية، وأصبح هذا المفهوم مرتبطاً بأيِّ شيء أو أيِّ شخص حافظ على صورته الحقيقية، وهكذا تبلورَ مفهوم الثقة. يتيح هذا الآن الفرصة للشركات والمسوقين المجازفة وإفساح المجال أمام الجنود المجهولين للمشاركة؛ أو قد يفسرون الثقة تفسيراً خاطئاً، فهُم يتلاعبون بالفكرة ذاتها ويحيدون عن الهدف تماماً.

إقرأ أيضاً: خمسة جوانب تجد فيها الثقة ضمن علامتك التجارية:

مفهوم الثقة ونقيضها:

لا تبحث الثقة في هدفك وتعكس بعض جوانبه ما لم يكن هذا الجانب خاصاً بك. فلن تجد الثقة في مهرجان ثقافي شعبي ما لم تخدم الموسيقى أو الأفلام أو الثقافة الإبداعية أو اللقاءات غير الرسمية جزءاً حقيقياً من ثقافتك أو تاريخك أو منتجك أو خدمتك. وأخيراً، لا تعني الثقة نقلَ محادثة بجميع تفاصيلها ما لم تكن أنت جزءاً منها. أي بعبارة أوضح: نقيض الثقة هو أن تقول شيئاً ما أو تفعل شيئاً على غير حقيقتك.

إقرأ أيضاً: ما هي العلامة التجارية الشخصية؟ وكيف تخدم حياتك المهنية؟

خمسة جوانب تجد فيها الثقة ضمن علامتك التجارية:

نعلم جميعاً ما تعنيه الثقة من حيث المبدأ؛ لكنَّنا قد نجهل كيف يمكن لعلامة تجارية أو شركة أو كيان تجاري أن تتسم بالثقة. في الحقيقة الأمر أسهل بكثير مما يبدو عليه. ومعرفتنا بأنَّ الثِّقة هي ببساطة أن تكون على حقيقتك؛ تساعد في توظيفها بسهولة. فيما يلي بعض الجوانب التي يجب التحقق منها أولاً قبل البحث في أيِّ مكان آخر عن الثقة:

  1. حقيقة المنشأ: سبب إنشاء العلامة التجارية والمؤسسين لها وقصتهم والقِيَم والأهداف ودوافع وجودها التي منحتهم التصميم ليُوصِلوا الشركة إلى ما هي عليه اليوم.
  2. قصَّة المنتَج: أي سبب إنشاء هذه العلامة التجارية، والمشكلة التي تحاول حلها والعقبات التي واجهَتْها عند طرحها في السوق.
  3. قصَّة الصنَّاع: أي الأشخاص الذين ابتكروا المنتَج ودوافعهم والعقبات التي يواجهونها وآلية عملهم.
  4. القِيَم: أي الأسباب التي تدفع العلامة التجارية لتساند المؤسسة، وكيفية إيصالها للأشخاص الذين يتشاركون القِيَم ذاتها.
  5. الاهتمامات المشتركة: يمكن أن يكون هذا الجانب صعباً ومرناً أو مخادعاً. على سبيل المثال: إذا كنت صاحب شركة أحذية رياضية توفر منتجاً للرياضيين المحترفين، فمن المشروع القول أنَّك تهوى الرياضة وحتى تُعجَب بالرياضيين أنفسهم؛ أما إن كانت لديك شركة رائدة تريد الاستفادة من ثقافة الموسيقى الدارجة للتواصل مع جيل الألفية دون امتلاك أية روابط مع هذه الموسيقى نفسها، فقد يكون ذلك مفهوماً؛ لكنَّه لن يمنحك الثقة، وكل ما في الأمر أنَّك اخترت مجالاً شعبياً. عادةً ما تكون الجوانب التي يجب البحث عنها هي أشياء محاذية للمنتج أو الشغف الذي يتشاركه المؤسسون أو إرث الشركة كشركة كليف بار (CLIF Bar) لمشروبات الطاقة على سبيل المثال، أو شيء حيوي وجيد في ثقافة التنظيمية للشركة.

الخلاصة:

يولَد الولاء من الثقة، وهذا الولاء هو ثمرة الجُّهود لإنجاح العلامة التجارية. ليس جيل الألفية وحده من يريد الوصول إلى الحقيقة وعيشها، فقد تطلَّب الأمر جيلاً ناشئاً من الشباب بمساعدة الإنترنت لفتح أعيننا على الحقيقة.

 

المصدر




مقالات مرتبطة