كيف تكون معطاءاً: 9 أمور يقوم بها دائماً الأشخاص اللطيفون

فكّر في شخصٍ تحترمه وتحبّه بصدق وتتمنّى بشدةٍ أن ترافقه، قد لا يكون هذا الشخص مشهوراً أو غنيَّاً، إلَّا أنَّك تتمنَّى أن تكون بصحبته وتقتدي به. ولكن ما الذي يميز هذا الشخص عن الآخرين؟ إنَّه كريمٌ ولا ينتظر شيئاً مقابل كرمه. إنَّه كريمٌ لأنَّ جزءاً كبيراً من سعادته ونجاحه ينبع من إسعاد الآخرين وإنجاحهم. إليك ما يميز الأشخاص الكريمين.



1- يمدحون بسخاء:

لا يوجد هناك من لا يقوم ببعض الأشياء الجيدة، حتى ذوي الأداء السيئ نسبيَّاً، لذلك فإنَّ الجميع يستحقون المديح والتقدير. من السهل بالنسبة إلى جميع الأشخاص أن يمتدحوا الموظفين الناجحين فهُم يقومون بعملٍ رائعٍ في نهاية المطاف (من الممكن جداً بالطبع أن يكون المديح المستمر أحد الأسباب التي تجعلهم ناجحين)، ولكن قليلون هم من يبحثون عن أسبابٍ تجعلهم يمتدحون الشخص الذي يقوم بمجرد الوفاء بالمعايير. ولكنَّ الأشخاص الذين يقومون بذلك يعرفون أنَّ بضع كلماتٍ من الثناء، لا سيما إذا كانت أمام الآخرين، قد تكون الدافع الذي يلهم ذوي الأداء المتوسط ليحسِّنوا أداءهم. ويستطيع الأشخاص الكريمون غالباً رؤية الأشياء الجيدة الموجودة داخل الشخص، قبل أن يرى الشخص نفسه تلك الأشياء في داخله، وإشعال الشرارة التي تمكِّنه من إطلاق إمكاناته الحقيقية.

2- يصبرون بسخاء:

لماذا ثمَّة بعض الأشخاص الذين تشعر بأنَّهم لا يمانعون في أن يعطوك كل ما يملكون؟ لأنَّهم يشعرون باهتمامك بهم وبأنَّك تؤمن بهم وهذا ما يجعلهم يسعون إلى ألَّا يخذلوك. وأفضل طريقةٍ نعبر من خلالها للآخرين عن اهتمامنا وإيماننا بهم هي أن نصبر عليهم.

 

اقرأ أيضاً: نصائح لتتحلّى بالصبر عندما تتعرّض لضغوط العمل

 

3- يحفظون خصوصية الآخرين بسخاء:

يستخدم الجميع مواقع التواصل الاجتماعي فيشاركون بمنشوراتهم عبرها، ويضغطون زر الإعجاب فوق ما يثير إعجابهم، ويعيدون تغريده. لقد أصبحت حياتنا عبارةً عن كتابٍ مفتوح، وبدأنا نشعر تدريجيَّاً بأنَّ لنا الحق في معرفة المزيد عن الآخرين. ليس ثمَّة ما يستدعي في أغلب الأحيان أن نتطفل على حياة الآخرين، وليس لنا الحق أساساً في أن نقوم بذلك. فالخصوصية، وعدم التطفل على حياة الآخرين هي أفضل هديةٍ يمكننا تقديمها إليهم. ولكن هذا لا يعني أن نغيب عن الأنظار عندما يرغب شخصٌ ما في الحديث إلينا. لا يسعى الأشخاص الكريمون إلى احترام خصوصية الآخرين وحسب بل ويحتاجون إلى مساعدتهم على حمايتها لأنَّهم يعرفون أنَّه ليس من الضروري التعرف على خصوصيات الآخرين لكي تهتم بأمورهم.

4- يقدِّمون الفرص بسخاء:

تفتح كل وظيفةٍ الباب نحو فرصٍ أكبر، ويمتلك كلُّ فردٍ الفرصة لتحقيق المزيد من الإنجازات الشخصية والمهنية. ويستغل المديرون الكريمون وقتهم في تطوير الموظفين ليصبحوا مؤهلين للعمل في الوظيفة التي يحلمون بها حتى وإن كانت تلك الوظيفة في شركةٍ أخرى. كما يساعد الأشخاص الكريمون غيرهم من الناس على إيجاد الفرص واقتناصها. ولدى العديد من الناس القدرة على الإحساس بآلام الآخرين ومساعدتهم على الشفاء منها. ولكن قليلون هم من لديهم القدرة على الشعور بأحلام الآخرين ومساعدتهم على تحقيقها وفتح الأبواب المغلقة في وجوههم.

5- يَصْدُقون بسخاء:

من السهل إطلاق الوعود، ومن السهل أيضاً الظهور بمظهرٍ احترافي. ولكنَّ الأشخاص الذين يمكن أن يكونوا على درجةٍ عالية من الاحتراف وإنسانيِّين أيضاً في الوقت نفسه نادرون. فهؤلاء الأشخاص يُظهرون حماسةً صادقةً عندما تسير الأمور بشكلٍ جيد ويعبِّرون بصدقٍ عن تقديرهم للعمل الجاد والجهود المضاعفة. إنَّهم يحتفلون بصدق، ويتعاطفون بصدق، ويقلقون بصدق. إنَّهم باختصار بشرٌ صادقون يجمعون بين المهنية والإنسانية والأهم من ذلك أنَّهم يسمحون للآخرين بالقيام بالأمر نفسه.

 

اقرأ أيضاً: الصدق و آثاره على الفرد والمجتمع

 

6- يحبّون بسخاء ولكن بصرامة:

أنا لست شخصاً مثالياً، وكذلك أنت. جميعنا نرغب في أن نكون أفضل مما نحن عليه الآن. ولكن لدى جميعنا عاداتٌ ونقاط ضعف، وهذا ما يجعلنا في حاجةٍ إلى تغذيةٍ راجعةٍ بناءة، لذلك فإنَّنا نحتاج جميعاً إلى شيءٍ من التشجيع. ومن السهولة نسبياً تقديم التغذية الراجعة في أثناء التقويمات أو من خلال الإدلاء بتعليقات عابرة. ولكن من الصعب الجلوس مع شخصٍ ما وإخباره: "أعرف أنَّك قادرٌ على القيام بأكثر من ذلك". تخيل لو أنَّ أحداً جاء إليك وأخبرك بما أنت غير مهتمٌّ بسماعه وبدا لك بعد ذلك أنَّ ذلك الشيء هو أكثر ما تحتاج إلى سماعه، فلن تنسى أبداً ما سيقوله لأنَّه غيَّر حياتك.

7- يمنحون الاستقلالية بسخاء:

يوجد دائماً ما هو أفضل، وللوصول إلى الأفضل يقوم معظم القادة بتنفيذ وتطبيق مجموعةٍ من العمليات والإجراءات. ولكن بالنسبة إلى الموظفين فإنَّ حجم مشاركتهم ومقدار رضاهم يعتمد بشكلٍ كبيرٍ على الاستقلالية. فأحدنا لا يهتم لأمرٍ ما إلَّا إذا شعر بأنَّ الأمر يخصه، ولا يُظهر أقصى درجات الاهتمام إلَّا عندما يشعر بأنَّه يتحمل مسؤولية القيام بما هو مناسب ويمتلك السلطة التي تمكِّنه من ذلك. لذلك فإنَّ الأشخاص الكريمين يضعون المعايير والتوجيهات ولكنَّهم يعطون الموظفين حرية العمل بالطريقة التي يرون أنَّهم سيعملون من خلالها بالشكل الأفضل ضمن تلك التوجيهات. فهُم يفسحون المجال للموظفين ليحوِّلوا الواجبات إلى رغبات وهذا بدوره يحوِّل العمل من مجرد واجبٍ روتيني إلى مهمةٍ هادفةٍ تعبِّر عن المهارات، والمواهب، والخبرات الخاصة بكل فرد.

8- يحترمون بسخاء:

بعض الموظفين عاديون، وبعضهم الآخر أقل من عاديين: لا يتمتعون بالذكاء، ولا يعملون بجد، ويقترفون أخطاء فادحة (وبعضهم يستحق التسريح في النهاية). ولكن بغض النظر عن مستوى أداء الموظفين فإنَّهم جميعاً يستحقون أن يُعاملوا باحترام. فالتهكم، ونظرات الازدراء، والتعليقات اللاذعة تنتقص جميعها من احترام الشخص. يتطلب الحفاظ على كرامة الآخرين قدراً كبيراً من الكرم حتى في أسوأ الظروف. وفي النهاية فإنَّني قد أُضطرُّ إلى تسريحك، ولكنَّني لست مضطراً أبداً إلى إهانتك أو إذلالك.

 

اقرأ أيضاً: 23 قول وحكمة عن أهمية الاحترام

 

9- يظهرون عزيمتهم بسخاء:

يأتينا الشعور بالرضا غالباً عندما نكون جزءاً من كيانٍ أكبر. نحب جميعاً أن نحسَّ بذلك الشعور الذي نحسُّه عندما نعمل ضمن فريق أو عندما نقوم بأي عملٍ جماعي. هذا الشعور هو الذي يحول المهمة من مهمةٍ إلى عملية بحث ويحوِّل مجموعة الأفراد إلى فريقٍ حقيقي. من السهل على أي شخص أن يكتب أهدافاً، ولكن الأصعب من كتابة الأهداف هو أن تكون تلك الأهداف ذات تأثيرٍ حقيقي. والأصعب من ذلك هو أن تقنع الآخرين بأنَّ ما يقومون به يؤثر فيهم، وفي زبائنهم، وعملهم، ومجتمعهم.

 

المصدر: هنا




مقالات مرتبطة