كيف تكتشف وظيفتك المثالية؟ (الجزء الثاني)

لقد تحدَّثتُ في الجزء الأول من المقال عن 3 وسائل مناسبة لي لإيصال رسالتي إلى العالم، ومع ذلك اخترت الوسيلة الأفضل لي، وفي هذا الجزء الثاني والأخير منه سأُتابِع الحديث عن أفكار أخرى، فتابعوا معي.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّنة "سيليستين تشوا" (Celestine Chua)، وتُحدِّثنا فيه عن تجربتها في إيجاد الوظيفة المثالية.

إيجاد وسيلة تناسب رسالتك:

لقد توصلتُ إلى 6 خطوات بسيطة لتتمكن من اتباعها لتحديد الوسيلة التي تناسب رسالتك، فهذه هي الخطوات نفسها بالضبط التي اتبعتها قبل أن أسعى وراء شغفي، وقد ساعدتني في النهاية على العيش بصورة أفضل الآن، فاليوم أشعر حقاً بالرضى والسعادة أكثر من أيِّ وقت مضى. إليك هذه الخطوات الست:

1. تحديد رسالتك أولاً:

لكي تعيش حياة مُرضية تنشئها أنت، يجب أن تبدأ بالتفكير في ماهية الرسالة التي تريد أن تنقلها إلى العالم أولاً، سواء كان ذلك لتنمو وتحقق إمكانات عالية، أم للتعبير عن مواهبك الإبداعية الكاملة أم للابتكار أم لمساعدة الآخرين على النمو، وما إلى ذلك؛ فالوسائل التي ستستخدمها ستكون للتعبير عن ذلك؛ إذ سيساعدك تحديد رسالتك على توضيح ما يجب القيام به بعد ذلك.

2. تقييم ما إذا كانت وسيلتك الحالية مناسبة لرسالتك:

ما هي المهنة أو الوظيفة أو المنصب الذي تشغله الآن؟ تلك هي الوسيلة التي تستخدمها حالياً للتعبير عن نفسك للعالم؛ لذا إليك قائمة بسيطة للتحقق مما إذا كانت هذه الوسيلة مناسبة لك:

  • هل تسمح لك هذه الوسيلة بالتعبير عن رسالتك أو شغفك أو اهتماماتك؟
  • هل تتناسب هذه الوسيلة مع شخصيتك؟ على سبيل المثال، إذا استمتعت بالعمل مع الناس، فهل تسمح لك هذه الوسيلة بالعمل مع الآخرين؟
  • هل تتطلع لفعل هذا كل يوم؟
  • هل ترى نفسك تفعل هذا كل يوم لبقية حياتك؟
  • هل تستطيع التفكير في أمور أخرى تفضِّل القيام بها بدلاً من ذلك؟

إذا أجبت بـ "نعم" عن الأسئلة من (1-4) و"لا" عن السؤال 5، فأنت على المسار الصحيح، أما إذا أجبت بـ "لا" عن الأسئلة من (1-4) و"نعم" عن السؤال 5، فربما حان الوقت لإعادة التفكير في هذه الوسيلة، ربما لا يكون ذلك مناسباً لما تريد تقديمه لهذا العالم، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فلا داعي للقلق، فربما تكون مسؤول خدمة العملاء، لكن لديك شغف بالتصميم، أو ربما تكون محاسباً، لكن لديك شغف بالطهي، أو ربما تكون مهندساً، لكن لديك شغف بالتصوير، إنَّه أمر طبيعي تماماً فنحن ننمو ونتجاوز الوسائل التي نستخدمها طوال الوقت، وما قد يبدو كأنَّه مثالي في الماضي، قد تنتهي صلاحيته بعد فترة.

تذكَّر أنَّك لست وحدك، فقد واجهتُ الأمر نفسه أيضاً، فقد كانت الشركة التي عملتُ فيها سابقاً وسيلةً رائعةً بالنسبة إليَّ للنمو عندما انضممت إليها لأول مرة؛ لكنَّها توقفت عن كونها مناسبةً لما أريد تحقيقه في هذا العالم بعد عامين في الوظيفة، وقد قررت حتى مع التدريب والكوتشينغ الشخصي، أنَّهما ليسا ما أريد القيام به على نطاق واسع بعد سنة ونصف من العمل بهما، فبدلاً من الاستمرار في استخدام وسيلة غير مناسبة؛ يتعلق الأمر بإيجاد وسائل ومنافذ جديدة تتيح لك التعبير عن رسالتك بصورة أفضل في هذا العالم.

إقرأ أيضاً: 4 خطوات تُعطيك الأفضلية في فرص العمل

3. إجراء عصف ذهني عن الوسائل جميعها التي تستطيع استخدامها:

الخطوة التالية هي تحديد الوسائل جميعها الممكنة التي تستطيع استخدامها للتعبير عن رسالتك، ففكِّر في رسالتك وكيف تريد إيصالها إلى بقية العالم؟ ضع قائمة كاملة عن الوسائل جميعها الممكنة التي تستطيع استخدامها للتعبير عن رسالتك.

إليك فيما يأتي قائمة قصيرة بالوسائل المحتملة التي تستطيع البدء بها:

  • التمثيل.
  • التدوين.
  • الكوتشينغ.
  • الكتابة.
  • تقديم المشورة.
  • الرقص.
  • التصميم.
  • التوجيه.
  • الرسم.
  • ريادة الأعمال.
  • تصوير الأفلام.
  • الاستضافة.
  • الاستثمار.
  • الإدارة.
  • المنتورينغ.
  • التصوير.
  • التدوين الصوتي.
  • الإنتاج.
  • التحدُّث.
  • الإشراف.
  • التعليم.
  • التدريب.
  • تسجيل مقاطع الفيديو.
  • البث على اليوتيوب.

شاهد بالفيديو: 7 أسئلة لا يجوز أن تطرحها أثناء مقابلة العمل

لاحظ أنَّني نقلتُ الوسائل جميعها التي كتبتها سابقاً بوصفها طريقة للتعبير، مثل الكتابة والتدريس وما إلى ذلك مقابل وظائف محددة مثل كاتب أو معلم؛ وذلك بسبب وجود وسائل عديدة محدَّدة تستطيع اشتقاقها من طريقة معينة، على سبيل المثال، مع الكتابة تستطيع أن تكون صحفياً أو كاتب رحلات أو مؤلفاً أو كاتب محتوى تسويقياً أو محرراً، وما إلى ذلك.

حدِّد أولاً بدلاً من تضييق نطاقك أساليب التعبير المفضلة لديك، وتستطيع بعد ذلك زيادة الوسائل المحدَّدة أو تقليلها لاحقاً؛ إذ تعتمد الوسائل المحدَّدة أيضاً على عوامل أخرى مثل التكنولوجيا، وبعض الوسائل التي توجد في الماضي قد لا تكون موجودة اليوم، وقد لا توجد الوسائل الموجودة اليوم في المستقبل.

لأنَّنا نتحدَّث عن الوسائل التي تتيح لك التعبير عن رسالتك للعالم، فإنَّ كل طريقة تعبير تتضمن إجراءً تقدِّم فيه شيئاً للآخرين، سواء كان محتوى أم أفكاراً؛ أي شيء يضيف قيمة إلى حياة الناس، أشياء مثل النوم أو الراحة غير صالحة؛ لأنَّها لا تضيف أية قيمة للآخرين ولا تساعدك على نقل رسالتك.

فكِّر بعيداً عن القائمة آنفة الذكر في الأشخاص الذين تقتدي بهم في العالم؛ أي الذين يعيشون الحياة التي تريد أن تعيشها، فما الذي يفعلونه؟ وكيف يعبِّرون عن رسالتهم؟ وهل يديرون شركات؟ وما هي الشركات التي يديرونها؟ أو هل يؤلفون كتباً؟ أو هل ينتجون مقاطع فيديو؟ اكتبهم جميعاً.

توجد مع وجود أشخاص كثيرين في هذا العالم احتمالات بوجود شخص ما على الأقل يفعل ما تريد فعله بالفعل، وتوجد طريقة للقيام بذلك؛ لذا تستطيع الحصول على أفكار كثيرة عمَّا تستطيع القيام به أيضاً.

4. اختيار الوسيلة التي تناسبك وتناسب رسالتك:

اختر الآن الوسيلة التي تناسبك وتناسب رسالتك، ضع في حسبانك شخصيتك وقيمك، كيف تبدو شخصيتك؟ وما هو أكثر شيء تقدِّره؟ وهل تحب العمل مع أشخاص عن قرب وشخصياً، أم تفضِّل الجلوس خلف الكمبيوتر؟ هل تحب أن تكون منشغلاً دائماً في الخارج، أم تفضِّل أن تكون في مكان واحد؟ هل تحب ساعات العمل المستقرة والثابتة، أم تفضِّل العمل متى تريد؟ ستساعدك الإجابة عن هذه الأسئلة على اختيار الوسائل المناسبة.

من الواضح أنَّ التدوين هو أفضل وسيلة بالنسبة إليَّ؛ لأنَّني أحب المرونة والفاعلية، ومع ذلك قد لا يحب شخص لا يُفضِّل التكنولوجيا والكمبيوتر ذلك، وقد يجد وسائل أخرى مثل الكوتشينغ والتدريس أكثر ملاءمةً.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح مهمة للحصول على عمل جديد ومناسب لك

5. تحديد السيناريو المثالي:

فكِّر في السيناريو المثالي؛ إذ تستطيع التعبير عن رسالتك على أكمل وجه، استخدم الوسائل التي حدَّدتها في الخطوة الرابعة بوصفها أفكاراً مرجعية، هذا هو السيناريو الذي تستطيع أن تفكر فيه حقاً، وتقول لنفسك: "هذه أفضل حياة أستطيع أن أعيشها على الإطلاق"، ماذا كنت ستفعل في هذا السيناريو؟ وكيف تستطيع التعبير عن رسالتك؟ وما هي الوسائل التي تستخدمها؟ وما مدى نجاحك؟ على سبيل المثال، إذا كنت تريد أن تكون كاتباً، فكم عدد الكتب التي ستنشرها؟ وكم عدد النسخ التي ستبيعها؟ وكم من المال ستكسب كل شهر؟ وإلى أي مدى ستكون بارعاً في عملك؟

6. وضع خطة العمل والبدء:

مع إنشاء السيناريو المثالي الخاص بك، ضع الآن خطة عمل وابدأ، وقسِّم هدفك النهائي إلى أهداف صغيرة، وحدِّد خطوات العمل الرئيسة حتى تستطيع البدء.

الآن، ضع طاقتك كلها في تنفيذ خطتك، وركِّز على تحقيق هدفك الأول، ثم انتقل إلى المرحلة التالية، فإذا حدَّدت أكثر من وسيلة في الخطوة 4، فحاول اختيار أفضل وسيلة لنفسك، وعندما تحدِّد وسيلة واحدة، فأنت لا تبني تجربتك في هذه الوسيلة فحسب؛ إنَّما تطوِّر خبرتك في نقل رسالتك، هذا يسهِّل عليك التعامل مع الوسائل الأخرى لاحقاً.

في الختام:

لقد وضعتُ أكبر قدر ممكن من المعلومات عن هذا الموضوع دون المبالغة في إطالة المقال؛ لذلك آمل أن يساعدك هذا على البدء.

الملحوظة الأخيرة التي أريد أن أقدِّمها هي التركيز على التوافق تماماً مع رسالتك، وأنت تعمل على خطتك؛ لذا تستطيع رسالتك أن تنتشر في كل مكان، ولا حدود لها، وتستطيع التعبير عنها بوسائل عدة؛ لذا انظر إلى العالم حولك فهو يحتوي على عدد لا نهائي من الوسائل التي تساعد على التعبير عن رسالتك، واسأل نفسك كيف تستطيع أن تعيش بصورة مناسبة مع رسالتك بدءاً من الآن، هذه هي الطريقة التي تستطيع أن تعيش من خلالها حياةً قويةً؛ لأنَّك لن تؤجل شيئاً إلى مرحلة ما في المستقبل.




مقالات مرتبطة