كيف تعرف الشخص من طريقة مشيه؟

عادة ما يتشكل انطباعنا الأول عن الأشخاص بناء على لغة أجسادهم، وطريقتهم في تحريك أياديهم، وتعابير وجوههم؛ وقد نطلق في كثير من الأحيان الأحكام بناء على التناقض الحاصل ما بين الكلمات ولغة الجسد، حيث يعطي عدم الانسجام ما بين كلمات الشخص ولغة جسده الكثير من المعلومات الخطيرة؛ إذ نستطيع من تفاصيل صغيرة وهفوات لاواعية معرفة مدى صدق الشخص من عدمه، ومدى قدرته على الالتزام والمسؤولية أو مقدار احترافه للكلام فحسب.



تعدُّ طريقة المشي من ضمن أهم معايير لغة الجسد التي تعطي تصوراً واقعياً عن الأشخاص؛ فكيف تكشف شخصية الآخر من خلال طريقة مشيته؟

لغة الجسد وطريقة المشي في علم النفس:

ماذا تعني طريقة المشي في علم النفس؟ يقول علماء النفس أنَّ الذي يحدد شكل حياتنا هو أفكارنا بنسبة 7% ولغة جسدنا بنسبة 55% ومشاعرنا بنسبة 37%؛ فعندما نفكر في فكرة ما ونعبِّر عنها بكلمات معينة، تستجيب الغدد لطاقة الكلمات المنبعثة (الطاقة الكهرومغناطيسية) وتترجمها إلى طاقة كيميائية من خلال إفراز مواد كيميائية معينة.

تعدُّ المواد الكيميائية السبب الأساسي للحالة الشعورية التي نشعر بها، والتي تحرِّض العضلات لكي تستجيب للمشاعر الموجودة محوِّلة إياها إلى طاقة ميكانيكية (سلوك- لغة جسد)؛ فإن كنت غير قادر على تعديل أفكارك السلبية، فما عليك إلَّا تغيير حالتك الجسدية؛ فعندما نتحكَّم بسلوكنا ولغة جسدنا، يعني هذا تحكمنا بـ 55% من حياتنا؛ حيث يخلق السلوك الإيجابي مشاعر إيجابية، ومن ثمَّ نصل إلى أفكار إيجابية.

لذلك نستطيع القول أنَّ التحكم بطريقة مشينا يعكس واقعاً إيجابياً لحياتنا، ويعلِّمنا المنهجية الصحيحة لقيادة حياتنا؛ حيث يعني اعتماد السلوك الجسدي الإيجابي تبنِّي مشاعر إيجابية، ومن ثم أفكار تعزِّز من جودة الحياة.

تحليل الشخصية من طريقة المشي، ماذا تقول طريقة مشيك عنك؟

لقد حلَّلت العديد من الدراسات النفسية طريقة المشي المتبعة من قبل الناس وربطتها مع شخصية كلٍّ منهم؛ وإليك أنواع الشخصيات التي خلَصت إليها هذه الدراسات:

1. تحليل شخصية المشي السريع (الشخصي القيادية):

ماذا يعني المشي بسرعة في لغة الجسد؟ يعدُّ الشخص الذي يمشي بسرعة ويركَّز نظره على الطريق أمامه مباشرة دون أن يتطلع إلى الناس من حوله شخصاً قيادياً، ويعطي إحساساً بالثقة والقوة والحزم؛ فهو محدَّد ومنظَّم، ويعلم تماماً ما الذي يريده، ولا يهدر وقته فيما لا يعنيه، ويعطي انطباعاً أنَّه المتحكِّم بظروفه؛ وقد يميل إلى القيام بمهمات متعددة في أثناء مشيه، بحيث تخدم هدفه المحدد، كأن يهاتف شخصاً ما، أو يرسل رسائل نصية هامة.

من جهة أخرى، يواظب الشخص القيادي على المشي السريع مع إبقاء اليدين خارج الجيب، بحيث تكونان مفتوحتين وظاهرتين، ويكون الكتفان مستقيمين دون انحناء، في حين لا تعطي ملامح وجهه أي تعبير.

2. الشخصية المؤثرة:

تشبه الشخصية المؤثرة إلى حدٍّ كبير الشخصية القيادية في مشيتها الواثقة وصدرها المشدود وكتفيها المستقيمين ويديها المفتوحتين، إلَّا أنَّها تختلف عنها في تعاطيها مع الآخرين، حيث تميل الشخصية المؤثرة إلى التطلع إلى الناس في أثناء مشيها، مبتسمة ومستخدمة الكثير من التواصل البصري.

تعطي طريقة مشيها إحساساً كبيراً بأنَّها شخصية جذابة وودوة واجتماعية، ويقع في حبِّها أغلب الناس؛ ولعلَّ هذه ميزة قد لا تتمتع بها الشخصية القيادية، حيث تُعطِي نظرتها الحازمة ومشيتها المباشرة إحساساً بالبرود أو الغرور، ممَّا يبعد الناس عنها أحياناً.

3. النظر في الأرض عند المشي (الشخصية المتشائمة الحذرة):

ما هو تحليل شخصية من يضع يده في جيبه؟ مَن يحني كتفيه إلى الأمام في أثناء مشيه وكأنَّه يحمل أثقالاً على ظهره، وينظر بعينيه إلى الأسفل، ويضع يديه في جيبه، ويتحاشى النظر إلى الآخرين أو التعاطي معهم، ويعتمد على الخطوات البطيئة الحذرة في مشيته؛ يعدُّ شخصاً متشائماً، ومنعزلاً اجتماعياً، وغير واثق بنفسه؛ حيث تعطي أكتافه المنحنية إحساساً بعدم قدرته على التحكم بحياته، وبأنَّ ظروفه أقوى منه.

4. الشخصية الفوضوية المترددة:

مَن يميل إلى اعتماد أسلوب المشي الفوضوي غير الموجَّه والمتسم بالبطء والحذر الشددين، ولا يعرف وجهته جيداً، ولا يدرس طريقه واتجاهاته، ويبقي نظره إلى الأسفل؛ يعدُّ شخصاً خجولاً ومتردداً وغير واثق بنفسه ومتخبطاً، ودائم القلق من اتخاذ القرارات الخاطئة.

في المقابل، تؤكد نظرة عينيه المنكسرة على عدم ثقته بنفسه، وتجنِّبه السلبي للآخرين، وخجله الاجتماعي؛ وتعكس خطواته الحذرة خوفه الشديد من اتخاذ خطوات وقرارات جديدة في حياته.

إقرأ أيضاً: كيف تستثمر لغة الجسد لتكسب كاريزما قوية تسحر من حولك

5. الشخصية السعيدة:

يمكن للشخصية التي تتبنَّى طريقة المشي الحيوية والحماسية بحيث تكون خفيفة ورشيقة في مشيتها، وتتبادل مع الآخرين نظرات الود والابتسامات الصادقة؛ أن تصنَّف على أنَّها شخصية سعيدة، ومنطلقة في الحياة، وإيجابية، واجتماعية.

إقرأ أيضاً: كيف تكسب محبة الآخرين باستخدام لغة الجسد

الخلاصة: طبّق لغة الجسد في المشي

يجب ألَّا يخضع تعاطيك مع جسدك إلى العفوية والتلقائية، فالقائد هو مَن يُدرِك أهمية التحكم بعضلات جسده، وانعكاس ذلك على مشاعره وأفكاره؛ لذلك امشِ مشية الواثق بنفسه، واحرص على جعل صدرك مفتوحاً وكتفيك مستقيمين ويديك مفتوحتين، وسترى بعدها كيف سيصبح شكل حياتك.




مقالات مرتبطة