كيف تعدِّل غرفتكَ لتصبح مصدر إلهامٍ لك؟

كيف تبدو غرفتك؟ وكيف تشعر عندما تكون فيها؟ وهل هي مكانٌ مُلهِمٌ بالنسبةِ إليك؟ أم أنَّها لا تحرِّك أيَّ شعور في داخلك؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّنة "سلستين تشوا" (Celestine Chua)، وتُحدِّثنا فيه عن تجربتها مع تعديل غرفتها لتصبح مصدر إلهامٍ لها.

أهمية غرفتك:

لا يخصِّص معظم الناس وقتاً طويلاً بالتفكير لإعداد غرفهم؛ بل ينظرون إلى هذه الغرف بوصفها مكاناً للنوم فقط، والاهتمام ببعض الشؤون، ومع ذلك فإنَّ غرفتك مكانٌ شديد الأهمية لسببين:

1. أنت تقضي وقتاً طويلاً فيها طوال حياتك:

إنَّنا ننام بما يعادل ثلث فترة حياتنا، وبإضافة الأوقات التي تبقى فيها في المنزل بعد المدرسة أو العمل، وخلال العطلات الأسبوعية، سيتضح لكَ أنَّ غرفة نومك واحدةٌ من الأماكن التي تقضي فيها معظم وقتك.

2. إنَّك تفكِّر وتتوصل إلى قرارات كثيرة هامة فيها:

تحدث داخل غرفتك، عمليات تأمل كثيرة ووضع الأهداف والتخطيط وتقييم الذات، فيمكن أن تحدث هذه الأشياء بينما تحادث أصدقاءك عبر الإنترنت، أو ترسل رسائل البريد الإلكتروني أو تنجز عملك، وما إلى ذلك.

إذا أخذت هذين السببين في الحسبان، ستتضح لك الأهمية العظيمة لاستثمار الوقت والجهد لإعداد غرفةٍ مُلهِمةٍ لك، فإذا أمضيت وقتاً طويلاً فيها، أليس من المنطقي أن تحوِّلها إلى مكانٍ تحب أن تكون فيه؟ ومن هذا المنطلق، تصبح غرفتك أداةً أساسيةً لبلوغ أهدافك.

يملك بعض الأشخاص غرفتين منفصلتين؛ إحداهما للنوم والأخرى للدراسة، نستطيع تطبيق هذا المبدأ ذاته في هذه الحالة أيضاً، فأنت في الحالتين بحاجةٍ إلى إعداد بيئةٍ مناسبةٍ، سواء للنوم أم العمل، أم أيَّاً كان الغرض الذي تستخدم الغرفة من أجله.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح بسيطة لتحصل على غرفة نوم مشرقة ورائعة

ما هي الغرفة المثالية بالنسبة إليك؟

ما هي الغرفة المثالية بالنسبة إليك؟ مفهوم الغرفة المُلهِمة يختلف بين شخصٍ وآخر، وإليكَ بعض الأسئلة لتطرحها على نفسك:

  • هل تستمتع بقضاء الوقت في غرفتك؟ وهل تتشوق للعودة إليها في نهاية كل يوم؟
  • هل تشعر بالفرح عندما تكون فيها؟
  • هل تمنحك راحة البال، وتزيل عنك التوتر والقلق؟
  • هل تساعدك على أن تكون مُنتِجاً في أثناء إنجاز مهامك؟
  • هل تساعدك على التفكير بمنطقية وعقلانية؟ وهل تحرِّك جانبك الإبداعي والحالم؟
  • هل ترى حياتك المثالية فيها؟

تخيَّل غرفتك المثالية بناءً على الأسئلة السابقة، فكيف تبدو؟ وأنت تفعل ذلك، خذ في الحسبان الملامح الآتية، وكيف ستكون هيئتها في غرفتك المثالية:

  • مساحة الغرفة.
  • التصميم (طريقة ترتيب الأثاث ومحتويات الغرفة).
  • نوع الأثاث (سرير أو خزانة الثياب أو رف الكتب أو المكتب أو الطاولة المجاورة للسرير، وما إلى ذلك).
  • الأشياء داخل غرفتك (مصباح أو مروحة أو كتب أو ملابس أو سرير أو ملاءات السرير أو الأدوات المكتبية أو كمية الأغراض، وما إلى ذلك).
  • مساحات فارغة (لتتحرك فيها).

الآن، انظر إلى وضع غرفتك الحالي، هل هي مشابهةٌ لما تخيلته أم مختلفةٌ؟ إن كانت مختلفةً، فما هو مدى هذا الاختلاف؟ وما هي التغييرات العاجلة التي تستطيع أن تجريها لترتيب غرفتك وفقاً لرؤيتك المثالية؟ وما هي التغييرات التي تستطيع إجراءها على الأمد الطويل؟

كل من البند رقم (1) و(3) يرجِّح أن يكونا من ضمن التغييرات التي تُجرى على الأمد الطويل، بينما تستطيع كل من (2) و(4) و(5) أن تتغير على الأمد القصير، وعلى وجه التحديد رقم (4)، فمقدار الفوضى شيء تستطيع معالجته حالاً، مثل التخلص من الكتب القديمة والخردة العشوائية والملابس التي نادراً ما ترتديها، وأي شيء لا تستخدمه؛ لكنَّك تحتفظ به؛ لأنَّك "قد" تحتاج إليه في المستقبل، وفي أوقات كثيرة، نحتفظ بأشياء كثيرة نظن أنَّنا قد نستخدمها في المستقبل؛ لكنَّنا لا نفعل قط.

شاهد بالفيديو: 10 طرق لتكون شخصاً ملهماً لمن حولك

كيف أعدِّل غرفتي؟

غرفتي في الماضي:

كانت غرفتي فوضويةً بشدة وغير منظمةٍ، والملابس والأشياء والكتب مبعثرة في كل مكان، وعادةً ما أكدِّس ملابسي بعشوائيةٍ، وأراكم كتبي وملاحظاتي على الأرض (كنت طالبة جامعية حينها)، وكانت طاولتي متسخةً بشدةٍ، ومع أنَّ هذه الغرفة هي غرفة للدراسة وللنوم، فإنَّني لم أشعر يوماً بأنَّها منزلي حقاً؛ فلم تشبهني، ولم يسبق أن أويت إليها بشغفٍ وحماسةٍ، باستثناء حقيقة أنَّها منحتني الخصوصية لأفعل فيها ما أريده، فقد مرت عليَّ أوقات شعرت فيها بالاختناق العاطفي والعقلي، فلم أكن فخورة بها، ولم أستطع دعوة أصدقائي بأريحيةٍ ليزوروني ويقضوا الوقت معي فيها.

قراري بتغيير غرفتي:

أعددت مساحةً للعمل في غرفتي في منتصف عام 2007 من أجل عملي المكتبي، مع أنَّ الشركة التي عملت فيها تتيح خيار العمل من المنزل؛ إذ نستطيع أن نعمل لمدة يومٍ واحدٍ في الأسبوع من المنزل، وفي ذلك الوقت خطر لي أنَّني أستطيع استثمار الأمر لأعيد تنظيم غرفتي، وفي النهاية إنَّني سأقضي جزءاً كبيراً من حياتي خلال السنوات القليلة القادمة في هذه الغرفة، فلماذا لا أستثمر وقتاً وطاقةً بما يلزم لتحويلها إلى مكانٍ أستطيع أن أستمتع من كل قلبي في كل لحظةٍ أقضيها فيه؟

إحداث التغيير:

نفذت خطتي للغرفة المثالية، ألا وهي غرفة رائعة وأنيقة وجميلة ودافئة.

بدأتُ بحملةِ تنظيفٍ شاسعةٍ، وتخلَّصت من كمية هائلة من الأشياء غير المستخدَمة، من ضمنها ملابس لا أرتديها وكتب (لم أستطع تصديق أنَّني ما أزال أحتفظ بها ودفاتر من أيام المدرسة الثانوية)، وطاولتي القديمة التي لم تُناسب عملي وخردة عشوائية والقرطاسية التي لم تعد نافعة والكراكيب، وما إلى ذلك.

بالنسبة إلى الكتب القديمة والرسائل والبطاقات والأشياء المتنوعة وغيرها التي احتفظت بها بصفتها تذكاراً، وضعتها في صناديق تخزين مناسبة جداً، وأدخلتها تحت السرير.

بمساعدة والدي غيَّرنا توزيع الأثاث المتبقي، لزيادة المساحة في غرفتي إلى الدرجة القصوى، واشتريت أثاثاً جديداً (طاولة ومصباح وطابعة ومنضدة سرير)، وأدوات مكتبية جديدة وأشياء أخرى عديدة، ابتعت منضدة سرير لأنَّني ظنَّنت أنَّه من الجميل أن أغفو وأستيقظ لأجد بقربي باقة من الأزهار، ومجموعة من صوري مع أصدقائي المقرَّبين، ورتبتُ الأزهار والأوراق العطرية والستائر، وعدَّلت ديكور الغرفة كاملاً لأنشئ مناخاً يشعرني بأنَّني في منزلي، كما عرضتُ كل الهدايا التي وصلتني من أصدقائي على مر السنين، ولقد أحدثت كل هذه التغييرات بالاستناد إلى ما يطابق رؤيتي للغرفة المثالية.

لأنَّني انشغلت في العمل في أيام الأسبوع؛ فلم أستطع العمل على الغرفة إلا في عطلات نهاية الأسبوع، وبالعموم لقد استغرق مني إتمام الأمر برمته شهرين.

إقرأ أيضاً: طرق مساعدة لتحفيز حس الإلهام

نتيجة نهائية مثمرة:

نتجت عن تلك التغييرات غرفةٌ أُصلحت كاملاً، وملاذٌ خاص بي؛ إذ أستمتع بحقٍّ في كل لحظة أقضيها هناك، ويجعلني قضاء الوقت في غرفتي هذه أشعر بأنَّني مفعمةٌ بالحياة بشدة وملهَمةٌ وحيويَّةٌ وعلى سجيتي، وفي الحقيقة شعرت بفخرٍ شديدٍ بما حققته، حتى إنَّني نظَّمت حفلاً لتدشين الغرفة؛ فحضر أصدقائي إلى الاحتفال والاستمتاع معي.

في الختام:

هل يجب أن تقلِّل كمية الفوضى؟ أم هل يجب أن تُجري تغييرات على أماكن الأثاث؟ أيجب أن تبتاع قطع أثاث وأشياء تناسبك أكثر من التي تملكها الآن؟ وكيف تستطيع أن تخطو اليوم نحو جعل غرفتكَ أكثر ملاءمة لكَ؟ قد يبدو لك هذا الوقت وهذه الطاقة بوصفهما استثماراً ضخماً في البداية، لكن أبقِ في ذهنكَ أنَّ هذا الاستثمار سيصبح مفيداً جداً، والذي سيُؤتي ثماره على الأمد الطويل.




مقالات مرتبطة