كيف تعالج الافتقار إلى الحافز بخمس خطوات بسيطة؟

نحن نعاني جميعنا أحياناً من الشعور بضعف الحافز، إلَّا أنَّ هناك درجات مختلفة لهذا الشعور؛ فقد تكون هذه الحالة قصيرة الأمد حيث تشعر خلالها بفقدان الحافز للقيام بشيء معين خلال أحد الأيام مثل عدم الرغبة في الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية مثلاً، ففي هذه الحالات يكون الانضباط الذاتي هو أكثر ما يساعدك.



لكنَّ الدرجة الأكثر خطورة من الشعور بعدم التحفيز هي عندما لا نشعر بوجود هدف، فعندما تفقد الدافع الذي يستنهض همتك، فإنَّك تجد صعوبة في بذل أدنى مجهود، وغالباً ما تصبح مُدمناً على أي شيء من وسائل الإلهاء مثل مواقع التواصل الاجتماعي أو مشاهدة التلفاز.

تشعر أيضاً بانخفاض طاقتك وربما أيضاً بقليل من الإرهاق في معظم الأوقات؛ لذلك فإنَّ ما ستقرأه في هذا المقال سيساعدك إذا كنت تعاني من الشعور بعدم وجود حافز وقد يساعدك أيضاً على تحسين الانضباط الذاتي.

1. امتلك سبباً قوياً لما تفعله:

يشعر معظم الناس بعدم وجود حافز عندما يفتقرون إلى الإحساس بالمعنى؛ ونقصد هنا سبباً وجيهاً أو هدفاً يعيشون من أجله، فدون إحساس واضح بالهدف، يكون من الصعب أن يستمتع الإنسان بما يفعله، وهذه بعض الأمثلة على أشخاص لا يشعرون بوجود حافز:

الطالب الذي يكره دراسته؛ لكنَّه يشعر بأنَّه ملزم بالدراسة بسبب ضغوط خارجية، أيضاً الموظف الذي لا يشعر بالرضى عن حياته المهنية؛ ولكنَّه لا يعرف ماذا يفعل حيال الأمر، ومثله أيضاً رجل الأعمال الذي لا يركِّز إلَّا في جمع المزيد من النقود.

هذه الأمثلة الثلاثة تُعبِّر عن حالة فقدان الإحساس بهدف أو مغزى مما نفعله؛ لذلك يُعَدُّ ضرورياً جداً أن تكتشف ما الذي يجعلك سعيداً حتى لو أنَّ الأمر قد يستغرق وقتاً وجهداً، إلَّا أنَّه يستحق ذلك؛ لأنَّه عندما يكون لديك هذا الإحساس العميق بوجود هدف، ستشعر حتماً بالحافز.

ولهذا السبب فإنَّ الوعي بالذات هو أحد العوامل بالغة الأهمية لعيش حياتك بأفضل طريقة، وكجزء من هذا الوعي، اعرِف هدفك الذي تسعى إليه من خلال ما تفعله.

2. اعرف ما يُثير اهتمامك:

قد يكون لديك هدف تسعى إليه؛ ولكنَّك لا زلت تشعر بعدم وجود حافز، وهذا يقودنا إلى المشكلة الثانية.

يعتقد معظم الناس أنَّ منطقهم صحيح؛ ولكنَّه غالباً ما يكون خاطئاً، فعلى سبيل المثال: يتحدث أحد الأشخاص عن تجربته قائلاً: لقد بدأت بمرحلة من حياتي بلعب البوكر وكان السبب هو أنَّ هذه اللعبة ستمنحني الحرية وكنتُ أعتقد أنَّ هذا الدافع عظيم.

وعلى الرغم من أنَّني استمتعت بلعبة البوكر إلَّا أنَّني لم أحبَّها بما يكفي لأتفرَّغ لها تماماً، فهذه اللعبة لم تمنحني أيَّة طاقة، وكنت أفتقر إلى الإحساس بمعنى أو هدف من ممارسة هذه اللعبة.

وعلى الرغم من أنَّني أحببت أسلوب الحياة المُحتمل والحرية التي يمكن أن تمنحها إليَّ اللعبة، إلَّا أنَّني لم أستمتع باللعبة بحد ذاتها بما يكفي حتى أتقن فنها وعلومها، وعندما لا تجد المتعة خلال العملية، فإنَّك تخسر؛ وما أعنيه هو أنَّه يجب أن تنظر إلى ما هو أبعد من النتائج المحتملة التي يمكنك تحقيقها.

بمعنى أن تبحث عن مسار تستطيع الاستمرار والالتزام به ويوصلك في النتيجة إلى الحياة التي تريدها، فغالباً ما يكون هذا المسار هو الحياة التي تستمتع بها حقاً؛ وفي النتيجة، فإنَّك عندما تجد المتعة والمعنى فيما تقوم به، فسوف تشعر على نحو قوي بوجود الحافز.

إقرأ أيضاً: التحفيز وتأثيره الإيجابي على حياة الإنسان ونجاحهِ العملي

3. ضع أهدافاً موجَّهة نحو العملية:

يُعَدُّ وضع الأهداف إحدى الوسائل الفعالة جداً للشعور بمستوى عالٍ من التحفيز، فقد لا يكون لديك حالياً أهداف؛ لذلك من المفيد أن تبدأ بوضع بعض الأهداف على الفور، ولكن احرص على عدم تحديد هذا النوع الشائع من الأهداف:

  • أريد ربح 10000$ هذا العام من عملي الإضافي.
  • أريد العثور على شغفي هذا الشهر.
  • أريد فقدان 5 كغ من وزني في ثلاثة أشهر.

فهذا النوع من الأهداف ليس سيئاً بحد ذاته؛ ولكنَّه ليس النوع الذي يثير لديك الحافز؛ فمثلاً، إذا كنتَ قد وضعت هدفاً لخسارة 3 كيلوغرام خلال هذا الشهر ولم تخسر سوى كيلوغراماً واحداً، فإنَّك ستشعر بشيء من خيبة الأمل ويضعف شعورك بالتحفيز.

هذا يعني أنَّ المشكلة في هذا النوع من الأهداف هي أنَّها تركِّز في النتائج، والنتائج لا يمكنك التحكم بها.

بدلاً من ذلك حدد أهدافاً تركِّز في العملية التي تؤدي إلى النتيجة؛ وبذلك فإنَّك تركِّز فيما يمكنك التحكم به؛ ولهذا السبب تكون الأهداف التي تركِّز في العملية مُحفِزة جداً.

بعض الأمثلة على هذه الأهداف:

  • أرغب في التواصل مع 100 شركة هذا العام لتوسيع أعمالي.
  • أرغب في الاهتمام بـ 10 نشاطات جديدة هذا الشهر لاكتشاف شغفي.
  • سأرتادُ صالة الألعاب الرياضية 4 مرات في الأسبوع.

اجمع بين أهدافك التي تُركِّز في النتائج، والأهداف التي تُركِّز في العملية، وستشعر بمستوى أعلى من التحفيز.

4. ركِّز في الإيجابيات:

إنَّ امتلاك نظرة إيجابية في الحياة هو أمر مُحفِّز ويُحسِّن نوعية حياتك، ولكن هذا لا يعني أنَّه يجب عليك قمع الأفكار السلبية وإقناع نفسك بأنَّ الأمور جيدة عندما لا تكون كذلك.

لكنَّ الكثير من الناس يركَّزون في الأمور السلبية في أشياء سهلة، وعندما يحدث شيء سيئ قليلاً، فإنَّنا نُضخِّم من سلبياته ونبالغ فيها؛ وهذه هي السلبية التي ينبغي عليك تجنبها.

المشكلة في السلبية هي أنَّها تسيطر على أذهاننا بسرعة فنحن مضطرون إلى الاهتمام بالأحداث السلبية بوصفنا كائنات تمتلك غريزة البقاء؛ ولهذا السبب فإنَّنا غالباً ما نرى الكثير من السلبيات في الأخبار مثلاً.

توجد الأشياء الإيجابية أينما كان، ولكنَّ السلبية تحظى باهتمامنا أكثر، فهذه الآلية في النظر إلى الحياة تُعرَف باسم "الانحياز للسلبية"، وهي ما تجعل النظر للأشياء بإيجابية أمراً صعباً.

لذلك لك أن تتخيل كم هي مهارة رائعة أن تكون قادراً على إعادة صياغة منظورك ليكون إيجابياً؛ إذ إنَّها ليست مهارة رائعة فحسب؛ بل هي شيء سيحسِن من نوعية حياتك، وهذه المهارة لن تعود بالنفع عليك وحدك؛ بل أيضاً على مَن حولك.

شاهد بالفديو: 25 طريقة لشحن نفسك بالطاقة الإيجابية

5. حدِّد مهمة:

الأشخاص الذين لديهم مهمة واضحة يتابعونها، يشعرون بأنَّهم متحفزون على الدوام أكثر من الأشخاص الذين لا يملكون مهمة، على الرغم من أنَّنا ذكرنا آنفاً أهمية وجود هدف لتشعر دوماً بأنَّك مُتحفِّز، إلَّا أنَّه لا بأس من التذكير بذلك مرة أخرى، فالمهمة تمنحك إحساساً بالمعنى والسعادة.

ولكن إليك المشكلة التي يجب أن تتفاداها:

ينتظر معظم الناس حتى يجدوا المهمة المثالية في حياتهم، ولأنَّهم ينتظرون كثيراً، فهم في الغالب سينتظرون طوال حياتهم، ولكي تتجنب هذا الخطأ يمكنك أن تَعُدَّ أنَّ أي شيء على مقدار جيد من الأهمية في حياتك، هو مهمة عليك أن تنجزها.

وعلى الرغم من أنَّ هذه الأشياء قد لا تُمثِل هدفك النهائي، إلَّا أنَّها ستساعدك على إيجاد هدفك في الحياة إذا بدأتَ باتخاذ إجراءات حقيقية.

وإذا كنت لا تعرف من أين تبدأ، فيمكنك أن تُفكِّر في تحدٍ كبير تغلَّبتَ عليه خلال حياتك، أو يمكنك التفكير في شيء لستَ راضياً عنه، مثل خسارة الوزن الزائد أو العناية بالحيوانات أو مساعدة مجتمعك المحلي على حل مشكلة يواجهها، فالهام هو أن تبدأ البحث.

لا تهدر ما تبقى من حياتك في القلق حول صحة خياراتك؛ وذلك لأنَّ السبب الذي يجعل معظم الناس يجلسون مكتوفي الأيدي ولا يجدون معنى لحياتهم هو أنَّهم لا يقومون بأي إجراء، ولكنَّك عندما تبدأ اتخاذ إجراء، فإنَّك تشعر بأنَّ الأمور أصبحت أوضح.

علاوةً على ذلك فإنَّك عندما تتابع المهمة التي حددتَها، فإنَّك ستظل معظم وقتك مُتحفِّزاً، وهذه النتيجة تستحق بعض العناء.

في الختام:

كما قلنا آنفاً، يمكن أن يكون الشعور بعدم وجود حافز أمراً قصير الأمد، مثل شعورك بعدم الرغبة في ممارسة الرياضة في يوم ما، أو بدلاً من متابعة إنجاز مهمة ما، فإنَّك ترغب فقط في مشاهدة التلفاز، وهذه الحالة يمر بها الجميع وللتغلب عليها تحتاج إلى ضبط النفس.

النوع الثاني هو الشعور المزمن بعدم وجود حافز؛ إذ إنَّ هذا الشعور يرافقك في جميع النشاطات، ولا تشعر برغبة في القيام بشيء، وقد قدمنا 5 نصائح للتعامل مع هذا الشعور ولكن تبقى أهم استراتيجية لمواجهة هذه الحالة وهي امتلاك هدف أو مهمة كبيرة في حياتك.

في هذه الحالة يكون أفضل ما يمكن أن تفعله هو أن تفعل شيئاً فقط، وتذكَّر أنَّ أهم شيء هو البدء باتخاذ إجراءات.




مقالات مرتبطة