كيف تسيطر على انفعالاتك؟

إذا كان عالمي الداخلي جيداً، ولكنني بحاجة للعمل في مجموعة من المجالات الأخرى، فكيف أرتبها بحسب الأولوية؟

ركز على المجال الذي تجد نفسك منجذبًا نحوه أكثر من غيره، وهناك استثناء واحد لهذه القاعدة، وهو السيطرة على الدوافع، لأن من لا يجيد السيطرة على دوافعه أشبه بمسحوق بارود يبحث عن لهب، وإذا كنت تعاني من صعوبات في السيطرة على دوافعك، فعليك أن تركز على هذا المجال قبل غيره، لأن هذا قد يسبب لك مشاكل غير مناسبة في توقيت غير مناسب قد يسبب دماراً خطيراً لا يمكن إصلاحه في السير المهنية، والعلاقات، لأن ما يقال يصعب سحبه بعد ذلك.



فكر في زلات اللسان التي أنهت المسيرات المهنية لسياسيين، وممثلين، وذوي مناصب كبيرة كانوا سينجحون لولاها.

وإذا كنت تعاني من مشاكل في هذه الناحية، فعليك أن تعمل الآن على السيطرة على انفعالاتك، فإن المجالات الأخرى تستطيع الانتظار حتى تشعر بأنك قد سيطرت على انفعالاتك.

1- أين أركز جهودي؟

على العمل أم على البيتّ ستشعر بمزايا زيادة ذكائك الانفعالي في بيتك وفي مجال عملك معاً، لأنك إذا استطعت التواصل بصورة أفضل مع زوجك فستكون علاقتك الزوجية مُرضية، والمثل مع مديرك وزملائك في العمل ستزيد سعادتك أيضاً، إن مهارات إقامة علاقات جيدة في البيت تنتقل إلى مجال العمل، لذا ركز على المجال الأكثر إلحاحاً، وسريع التأثير في حياتك، وركز على المجال الذي يسبب لك أكثر الضيق في حياتك.

إقرأ أيضاً: ملخص كتاب "قوة التركيز" للمؤلف جاك كانفيلد – الجزء الأول

2- ماذا عن درجاتي المرتفعة؟ هل أتجاهلها وأعمل في المجالات التي أنا فيها أكثر ضعفاً؟

هذا السؤال كثيراً ما يثار في عالم الذكاء الانفعالي، فعادةً ما يكون أول شيء يلتفت إليه الناس عندما يتلقون نتائج أي اختبار هو درجاتهم الأقل، وهذا شيء غير جيد لأن هناك نوعاً بارزاً جديداً من علم النفس (خاصة في علم النفس الإيجابي) يقول: إننا سنكون أفضل إذا ركزنا على مواضع القوة لدينا.

والأسلوب الشائع هو أننا نركز على المجالات التي نريد التحسن فيها ولا نولي الوقت الكافي لمواضع قوتنا.
يقول المؤلف المناقض للتوجه العام "ماركوس باكينجهام" في كتابه Go Put Your Strengths to Work إن أماكن العمل لا ينبغي أن نركز الكثير من أوقاتها وجهودها على نقاط ضعف العاملين بها، بل على تحسين مواضع قوتهم. ويقدم في كتابة نظريته تقول: إنّنا يجب أن نعمل الذي نجد لدينا القوة في عمله، لأننا سنستفيد أكثر من التركيز على مواضع قوتنا والبحث عن مواقف لتوظيفها. ويقول: إنه على الجانب الآخر سنجد صعوبات أكثر في تحقيق تقدم في العمل على نقاط الضعف لأننا نفتقد للدافعين لتغييرها، وسنشعر دائماً بصعوبة بالغة في محاولة فعل ذلك.

إقرأ أيضاً: تحديد الأولويات: أفضل استثمار للجهد والوقت

وعلى سبيل المثال، فإن موضع قوتي الأول في الذكاء الانفعالي هو الاستقلالية، وهذا يوضح سبب معاناتي مع الأنواع البيروقراطية من الوظائف التي تتضمن مستويات هائلة من سلطة اتخاذ القرار، ولا توفر مساحة كبيرة للابتكار والإبداع، وحتى أكون أكثر كفاءةً وإبداعاً وسعادةً في حياتي، فإنني بحاجة للعمل في مجال أتمتع فيه بالاستقلالية، والقدرة على الإبداع، وتجربة ما أتوصل إليه من أفكار جديدة، ومعرفتنا بمواضع قوتنا، وسوف تستطيع بالاستعانة بالتمارين أن تزيد درجاتك، وتصل لمستويات أعلى في المجال الذي لديك قوة فيه بالفعل. 

شاهد بالفديو: كيف تصبح ماكينة لتوليد الأفكار؟

 

وإذا كنا محظوظين بما يكفي لأن نكون أقوياء في كل مجالات الذكاء الانفعالي، فيمكننا أن نحدد المجالات التي نريد الوصول للمستوى التالي فيها، وعندئذ ستصبح الحياة متعة ومغامرة مستمرة بالنسبة لنا.

عندما نكون أقوياء في كل مجالات الذكاء الانفعالي، فستصبح الحياة بالنسبة لنا مغامرة جريئة، ونستطيع المشاركة فيها بصورة كاملة. والشيء المثير هو أننا نستطيع زيادة ذكائنا الانفعالي لتلك الدرجة إذا قررنا فعل ذلك.




مقالات مرتبطة