كيف تسهم المدرسة في تنمية التربية البيئية لدى الطلاب؟

أصبحت القضايا البيئية مركز اهتمام عالمي طوال العقود الماضية، فنشهد تأثيرات سلبية لنشاطاتنا البشرية في البيئة؛ بدءاً من التغيرات المناخية وصولاً إلى نفاياتنا البلاستيكية التي تغزو محيطات العالم، وهذه التحديات البيئية التي يواجهها عالمنا المعاصر تتطلب تفكيراً مستداماً وتغييراً في نهجنا تجاه البيئة، وهذا بالضرورة يتطلب تربية الأجيال على الوعي البيئي وتشجيعها على تبني مواقف مستدامة.



لكن هل تساءلت يوماً عن كيفية تشكيل الوعي البيئي لدى الأجيال الصاعدة؟ وهل يمكن للمدرسة أن تكون ورشة بناء للوعي البيئي؟ وكيف يمكن للمعلم أن يؤدي دور الوسيط بين الطلاب والبيئة المحيطة بهم؟ هل يمكن أن تكون المدرسة المحفز لتبنِّي عادات حياة تحمي الطبيعة وتحافظ على التوازن البيئي؟ تلك هي بعض الأسئلة التي تحمل معها أهمية الموضوع الذي سوف نناقشه في هذا المقال.

ما هو المقصود بالتربية البيئية؟

مفهوم التربية البيئية من المفهومات التي تبلورت بوضوح بعد مؤتمر ستوكهولم في السويد عام 1972، الذي عُقِدَ بإشراف منظمة اليونسكو، وكان من بين توصياته وضع برامج البيئة ضمن مراحل التعليم المختلفة، ويشير مفهوم التربية البيئية عموماً إلى عملية تعليمية تهدف إلى توجيه الطلاب نحو فهم أعمق للعلاقة بين الإنسان والبيئة المحيطة به، وإكسابهم اتجاهات وقيم خاصة بالبيئة، وتشجيعهم على اتخاذ قرارات واعية ومسؤولة تجاه البيئة.

في تعريف اليونسكو 1987 فإنَّ التربية البيئية هي: "منهج لإكساب القيم وتوضيح المفهومات التي تهدف إلى تنمية المهارات اللازمة لفهم العلاقات التي تربط الإنسان بثقافته وبيئته الطبيعية الحيوية وتقديرها، وتُعنَى بالتمرس في عملية اتخاذ القرارات ووضع قانون للسلوك بشأن المسائل المرتبطة بنوعية البيئة".

توالت المؤتمرات الداعمة لأفكار التربية البيئية بعد مؤتمر ستوكهولم، فأوصى مؤتمر تبليسي 1977 بضرورة التصدي للمشكلات البيئية من خلال التوجيه التربوي التعليمي، وأسهم مؤتمر موسكو 1987 في وضع استراتيجية عالمية للتربية البيئية، كما أكد مؤتمر ريو دي جانيرو 1992 على تعزيز برامج التدريب البيئي، وتجدر الإشارة إلى أنَّ التربية البيئية في المدارس ليست علماً مستقلاً بنفسه أو مادة دراسية تُدرَّس وحدها؛ بل هي مجموعة من المعارف البيئية التي تمثل عنصراً من عناصر أي مادة تعليمية يدرسها التلميذ مثل العلوم والجغرافيا.

تهدف التربية البيئية العامة إلى تنمية القيم الأخلاقية لدى الطالب تجاه البيئة، وتوعيته بأسباب المشكلات البيئية، وإكسابه السلوكات الإيجابية للحد من هذه المشكلات، وإتاحة الفرص التعليمية للطلاب لاكتساب خبرات بيئية متنوعة والمشاركة في النشاطات البيئية.

تصميم المناهج لتشجيع الوعي البيئي: مداخل تضمين التربية البيئية في المناهج الدراسية:

1. المدخل الدمجي أو المدخل المتداخل:

يُقصَد به إدخال موضوعات التربية البيئية في مختلف مناهج المواد الدراسية؛ فمثلاً يمكن دراسة تلوث المياه في أثناء دراسة توزع الأنهار والبحار في مادة الجغرافيا.

2. مدخل الوحدات:

يُقصَد به إعداد فصل أو وحدة دراسية عن البيئة وتضمينها في أحد المناهج، وغالباً ما تُدخَل ضمن منهج العلوم أو الجغرافيا.

3. المدخل المستقل:

تُدرَّس مادة التربية البيئية على نحو مستقل ضمن المنهج الدراسي مثل أي مادة أخرى كالرياضيات والجغرافيا وغيرهما.

شاهد بالفديو: 10 طرق سهلة لتكون صديقاً للبيئة

 

تفعيل الدور البيئي للمدرسة، استراتيجيات تدريس التربية البيئية وأساليبها:

عندما نتجه نحو فهم عميق للعالم من حولنا ونبصر العلاقة التبادلية التي نشكلها مع البيئة، ندرك أنَّه ثمَّة حاجة ملحة إلى تحقيق توازن بين احتياجاتنا واحترام النظم البيئية التي نعتمدها، وهنا تأتي أهمية تدريس التربية البيئية؛ فهي تهدف لبناء جيل مستدام قادر على تحقيق توازن هذه العلاقة المعقدة، حيث يستخدم المعلم في المدرسة استراتيجيات وأساليب متعددة لتحقيق أهداف التربية البيئية، ومن هذه الأساليب:

طريقة الاستقصاء البيئي:

طريقة أساسها المناقشة والحوار بين المشاركين (المعلم والطلاب) وتبادل الآراء، ويتوقف نجاح هذه الطريقة في تعزيز التفكير النقدي وتفاعل الطلاب مع قضايا البيئة على قدرة المعلم على تحديد المشكلة بدقَّة، وأن تكون المشكلة البيئية المُختَارة من ضمن اهتمامات الطلاب ومناسبة لمستواهم العمري والثقافي، وإفساح المجال لهم لإبداء آرائهم وأفكارهم بحرية، ومحاولة دفعهم نحو التعاون لوضع حلول للمشكلة في النهاية، ويمكن للمعلم استخدام هذه الطريقة من خلال الخطوات الآتية:

  • اختيار موضوع ملائم ذي صلة بالمنهاج أو الدرس المقرر.
  • تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة تناسب حجم الصف، ويمكن تخصيص موضوع محدد للمجموعات جميعها، أو موضوع لكل مجموعة، أو ترك الاختيار مفتوحاً لهم لاختيار موضوع من بين مجموعة من الموضوعات.
  • تقديم معلومات أساسية عن الموضوعات المُختارة للطلاب، ويمكنك استخدام الدروس والعروض التقديمية ومصادر إضافية لتقديم المعرفة اللازمة للبدء.
  • الطلب من كل مجموعة أن تبحث عن معلومات إضافية عن الموضوع وأن تجمع حقائق وأرقاماً تدعم وجهة نظرهم.
  • تنظيم المناقشة من خلال توضيح القواعد والسياق الذي يجب أن تُجرى فيه المناقشة، كما يجب تحديد أهداف المناقشة والمعايير التي سوف يُقيَّم الأداء من خلالها.
  • إعطاء الفرصة لكل مجموعة لتقدِّم وجهة نظرها وتتحدث عن الحجج والأدلة التي جمعوها، ويمكن للطلاب طرح أسئلة لزملائهم وتبادل الآراء.
  • تشجيع الطلاب على الاستماع إلى آراء زملائهم بعناية والرد بطريقة مناسبة، كما يمكن توجيههم لطرح أسئلة إضافية لتوضيح وجهات النظر.
  • تقييم أداء كل مجموعة بعد انتهاء المناقشة من خلال المعايير المُحدَّدة.

مثال: مناقشة سوء استخدام المياه وهدرها: يمكن طرح مجموعة من الأسئلة والبحث عن إجابات لها وتكوين فكرة كاملة عن المشكلة والحل، ومن أمثلة ذلك:

  • ما هو المقصود بـ "سوء استخدام المياه"؟
  • اذكر الأمثلة على هذا النوع من الاستخدام؟
  • ما هي النتائج المترتبة على عدم الاستخدام الصحيح للمياه في البيئة والمجتمع؟
  • ما هي أهمية المياه في الحياة وكيف تؤثر طريقة الاستخدام المناسبة فيتوفرها المستدام؟
  • ما هي التحديات التي تواجه المجتمعات في الحفاظ على مصادر المياه العذبة؟ وكيف نمنع الاستخدام السيئ؟
  • ما هي العوامل التي تسهم في ارتفاع معدل استهلاك المياه وتبديد مواردها؟
  • كيف يمكن للفرد أن يسهم في ترشيد استخدام المياه في حياته اليومية؟

طريقة القصة:

أسلوب يمكن استخدامه في المراحل الأولى من التعليم مثل المرحلة الابتدائية، وهو وسيلة فاعلة لجذب اهتمام الطلاب وتوصيل المفهومات البيئية على نحو ملموس وممتع، ومن الأساليب التي يمكن للمعلم استخدامها في هذه الطريقة:

1. قصص الأطفال:

استخدام قصص الأطفال التي تركز على القيم البيئية مثل الاستدامة وحفظ البيئة، ويمكن للطلاب قراءة هذه القصص ومناقشة الدروس المُستفادة منها.

2. القصص الواقعية:

يمكن تقديم قصص واقعية عن أشخاص أو مجتمعات حققوا نجاحات في مجال الحفاظ على البيئة أو تطبيق مبادئ الاستدامة، وهذه القصص يمكن أن تلهم الطلاب وتشجعهم على تقليد الأفكار الإيجابية.

3. القصص المصورة والفيديوهات:

يمكن استخدام القصص المصورة أو مقاطع الفيديو القصيرة لتوضيح مفهومات بيئية معينة.

4. تحفيز الطلاب على إنشاء القصص:

يمكنك تحفيز الطلاب على إنشاء قصص خاصة بهم تتعلق بالقضايا البيئية.

5. المسابقات والألعاب القصصية:

يمكن تنظيم مسابقات قصصية تتعلق بموضوعات بيئية محددة، فيتنافس الطلاب في كتابة قصص تسلط الضوء على تحديات بيئية وحلولها.

طريقة اللعب والمحاكاة:

تجعل هذه الطريقة الطلاب يتقمَّصون شخصيات لمصالح متضاربة لمشكلة محددة، ثمَّ تقويم الأداء وتحديد الآثار المترتبة والنتائج، وتساعد هذه الطريقة على تجربة الطلاب للمفهومات والمواقف على نحو عملي، وإليك كيفية استخدام طريقة اللعب والمحاكاة في تدريس المعارف والمفهومات الخاصة بالتربية البيئية:

1. ألعاب تعليمية:

ابدأ باستخدام ألعاب تعليمية تركز على مفهومات بيئية محددة، مثلاً:

2. لعبة تصنيف النفايات:

يمكن أن تستخدم بطاقات تحتوي على أنواع مختلفة من النفايات (ورق، بلاستيك، زجاج، عضوي) وتطلب من الطلاب تصنيفها في الحاويات المناسبة، وهذا يساعد على تعزيز الوعي المتعلق بإدارة النفايات.

3. لعبة بناء المدينة المستدامة:

يمكن للطلاب بناء مدينة باستخدام مواد مثل الكرتون والورق، وتصميم مرافق مستدامة مثل محطات للطاقة الشمسية وحدائق عضوية، وهذا يساعد على فهم مفهوم الاستدامة.

4. لعبة إنقاذ الأنواع المهددة:

تقوم اللعبة على تقديم معلومات عنأنواع مختلفة من الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض.

5. لعبة اكتشاف التنوع البيولوجي:

تُوزَّع بطاقات تصوِّر أنواعاً مختلفة من الكائنات الحية (حيوانات، أو نباتات) ويجب على الطلاب العثور على صورها أو وصفها وتحديد الميزات التي تجعلها هامة في البيئة.

6. لعبة تحسين بيئتنا المدرسية:

يمكن للطلاب العمل معاً على تحسين بيئتهم المدرسية من خلال إجراءات مثل زراعة النباتات وتنظيف الصف.

7. التعلم بالمحاكاة:

إنشاء محاكاة لواقعة بيئية؛ مثل إدارة مصدر مائي أو مزرعة عضوية، ويتمثل الهدف في جعل الطلاب يتفاعلون مع مفهوم معين ويتعلمون من تجربة الإدارة واتخاذ القرارات.

طريقة حل المشكلات:

طريقة حل المشكلات هي الطريقة العلمية للوصول إلى حلٍّ للمشكلة، وتتلخص خطوات هذه الطريقة في تحديد المشكلة، وجمع المعلومات وتصنيفها، واقتراح الحلول، ثمَّ اختيار الحل المناسب، وإليك كيفية استخدام طريقة حل المشكلات في تدريس المفهومات والمعارف المرتبطة بالتربية البيئية:

1. تحديد المشكلة:

تقديم مشكلة بيئية حقيقية أو معقدة للطلاب، ويمكن أن تكون هذه المشكلة مرتبطة بقضية بيئية محلية أو عالمية مثل تغير المناخ، أو إدارة النفايات، أو حماية التنوع البيولوجي، وما إلى ذلك.

2. جمع المعلومات:

توجيه الطلاب لجمع المعلومات المتصلة بالمشكلة من خلال البحث والاستقصاء، فيمكنهم استخدام مصادر مختلفة مثل المقالات، والأبحاث، والدراسات.

3. تحليل البيانات والمعلومات:

بعد جمع المعلومات يجب على الطلاب تحليلها بعمق، فيمكنهم تحليل الأسباب الجذرية للمشكلة، وتحديد العوامل المؤثرة، وتقييم تأثيرها فيالبيئة والمجتمع.

4. اقتراح الحلول:

دع المجموعات أو الطلاب يقترحون حلاً أو مجموعة من الحلول الممكنة للمشكلة.

5. تنفيذ الحلول:

إذا كان ذلك ممكناً، فيمكن للطلاب تنفيذ الحلول المقترحة؛ مثلاً إذا كانت المشكلة مرتبطة بالنفايات، فيمكنهم تنظيم حملات تنظيف، أو تطبيق طرائق جديدة لإدارة النفايات.

6. تقييم النتائج:

بعد تنفيذ الحلول يمكن للطلاب تقييم نجاحها وتأثيرها فيحل المشكلة، وهل تحقَّق التغيير المطلوب؟ وهل تحسَّن الوضع البيئي؟

7. التواصل والتوعية:

تشجيع الطلاب على توجيه النقاش بشأن المشكلة والحلول إلى المجتمع المحلي، فيمكنهم تقديم عروض أو ورش عمل للتوعية بالقضية ودور الحلول المقترحة.

إقرأ أيضاً: مشاريع إعادة تدوير صيفية: تحويل العطل الصيفية إلى فرصة مستدامة

طريقة دراسة الحالة:

طريقة تعتمد قيام الطلاب بمراقبة ظاهرة بيئية ما في الطبيعة وتسجيل ملاحظاتهم والتوصل بعدها إلى نتيجة وتبادل الآراء مع زملائهم، ويمكن للمعلم اختيار حالة واقعية متصلة بقضية بيئية محددة محلية أو عالمية، أو يمكن للمعلم ترك الاختيار للطالب.

شاهد بالفديو: 20 نصيحة لإتقان فن الحديث والحوار مع الآخرين

 

طريقة العمل الجماعي:

هي من الطرائق التي تعلِّم الطالب تحمُّل المسؤولية، وتشجِّع الطلاب على التفاعل مع بعضهم ومع المفهومات البيئية على نحو أفضل، وفيما يأتي كيفية استخدام طريقة العمل الجماعي في تدريس المفهومات البيئية:

1. تشجيع التفاعل:

قسِّم الطلاب إلى مجموعات صغيرة، وقدِّم لكل مجموعة مفهوماً بيئياً معيناً، واطلب من الطلاب مناقشة المفهوم، ومشاركة المعلومات التي لديهم، وتبادل وجهات النظر.

2. البحث المشترك:

اطلب من الطلاب القيام بأبحاث مشتركة عن مفهومات بيئية معينة.

3. إعداد العروض التقديمية:

اطلب من كل مجموعة إعداد عرض تقديمي يشرح المفهوم البيئي الذي تناولوه.

4. المناقشة:

بعد تقديم العروض نظِّم جلسة نقاش بشأن المفهومات المُقدَّمة، ويمكن للطلاب طرح الأسئلة.

طريقة الرحلات التعليمية:

طريقة الرحلات التعليمية وسيلة فاعلة لتطبيق المفهومات البيئية في سياق واقعي، وتوسيع تجربة التعلم خارج الصف الدراسي، فتسمح هذه الطريقة للطلاب بالتعلم من خلال التجربة والاستكشاف والتفاعل مع البيئة المحيطة، وإليك كيفية استخدام طريقة الرحلات التعليمية والزيارات الميدانية في تدريس المفهومات البيئية في المدرسة:

  • البدء بتحديد هدف الرحلة التعليمية والمفهومات البيئية التي ترغب في تناولها خلال الزيارة.
  • اختيارمكان مناسب للزيارة الميدانية.
  • تنظيم تفاصيل الزيارة، ومن ذلك الوقت والمكان والبرنامج، والتأكد من توفير وسائل النقل والمعلومات الضرورية للطلاب.
  • توجيه الطلاب إلى دراسة المفهومات المرتبطة بالموضوع قبل الزيارة؛ فضع بعض الأسئلة التي يجب على الطلاب البحث عن إجاباتها خلال الزيارة.
  • جعل الطلاب يشاركون في نشاطات ملموسة مثل جمع العينات، والمشاركة في أعمال تحسين البيئة.
  • بعد الزيارة عليك توجيه الطلاب نحو تحليل تجربتهم التي قاموا بها، ومناقشة مفهومات البيئة التي طبقوها خلال الزيارة.
  • الطلب من الطلاب إعداد تقرير أو عرض تقديمي يلخص تجربتهم وما تعلموه خلال الزيارة.

طريقة العصف الذهني:

هي طريقة فاعلة لتوليد أفكار جديدة ومتنوعة على نحو سريع، ويمكن استخدام هذه الطريقة في تدريس المفهومات البيئية؛ لتشجيع الطلاب على التفكير الإبداعي وتبادل الأفكار المتعلقة بقضايا البيئة، وإليك كيفية استخدام طريقة العصف الذهني في تدريس المفهومات البيئية في المدرسة:

  • اختيار مفهوم بيئي محدد ترغب في استكشافه خلال جلسة العصف الذهني.
  • شرح كيفية سير الجلسة وتحديد القواعد؛ مثل عدم التقييم أو توجيه انتقاد لأي فكرة، وتشجيعهم على توليد الأفكار بحرية.
  • البدء بدعوة الطلاب لتوليد أفكار عن المفهوم البيئي، وطلب كتابة الأفكار على ورق أو عرضها شفهياً.
  • حث الطلاب على تقديم أفكار متنوعة ومختلفة عن المفهوم.
  • جمع الأفكار وتنظيمها بعد انتهاء جلسة التوليد بناءً على موضوعات مشتركة.
  • تشجيع الطلاب على مناقشة الأفكار المطروحة وتوضيحها بالتفصيل.
  • اختيار الأفكار الرئيسة أو الأفكار التي يمكن تنميتها على نحو أكبر.
  • ترك الطلاب يفكرون في كيفية تطبيق الأفكار الناتجة عن جلسة العصف الذهني في سياقات حقيقية، سواء كان ذلك في حياتهم اليومية أم في حل مشكلات بيئية.
إقرأ أيضاً: استخدام استراتيجية العصف الذهني في التدريس

طريقة المناظرة:

هي أداة تعليمية تشجع على تبادل الآراء والأفكار المتعلقة بقضية محددة من خلال مناقشة متناقضة بين مجموعتين أو أكثر من الطلاب، وإليك كيفية استخدام طريقة المناظرة في تدريس المفهومات البيئية في المدرسة:

  • اختيار مفهوم بيئي محدد ليكون موضوع المناظرة.
  • تقسيم الطلاب إلى مجموعتين على الأقل، وكل مجموعة تتبنى وجهة نظر معينة بخصوص المفهوم البيئي.
  • الطلب من كل مجموعة تحضير حجج ومعلومات تدعم وجهة نظرهم، ويجب أن تكون الحجج منطلقة من مصادر موثوقة ومعلومات دقيقة.
  • بدء المناظرة بإعطاء وقت معقول لكل مجموعة لتقديم حججها ووجهة نظرها بصورة منظمة.
  • بعد تقديم كل مجموعة حججها، يمكن للمجموعات الأخرى طرح أسئلة أو ردود أو تقديم تعليقات على الحجج المقدمة.
  • تشجيع الطلاب على الحوار والمناقشة المثمرة، ويجب أن يكون الحوار مبنياً على الأدلة والأفكار وليس على النقد الشخصي.
  • تقييم أداء الطلاب ومشاركتهم في الحوار بعد الانتهاء من المناظرة.

طريقة العرض:

استخدام طريقة العرض لتقديم المفهومات البيئية للأطفال والطلاب من الوسائل الفاعلة، فيمكن استخدام العروض التقديمية، والصور، والشرائح، والرسوم التوضيحية لنقل المعلومات.

قصص نجاح، نماذج من المدارس التي نجحت في تطوير بيئة تعليمية بيئية:

نجحت عدة المدارس حول العالم في تطوير بيئة تعليمية مميزة في مجال التربية البيئية، وفيما يأتي بعض النماذج الملهمة:

1. مدرسة جرين سكول في الهند:

أُسِّسَت عام 2007 في مدينة بالوال، وهي أول مدرسة تحصل على شهادة وزارة البيئة والغابات للتربية المستدامة في الهند، فتقدم منهجاً متكاملاً يدمج المواد الدراسية التقليدية بالقضايا البيئية، كما صمَّمَت المدرسة مبنى مستداماً يستخدم التكنولوجيا الخضراء والمواد المستدامة، وقد جُهِّزت المدرسة بأنظمة توفير المياه والكهرباء وإعادة التدوير للحد من تأثيرها في البيئة، إضافة إلى تشجيع المدرسة الطلاب على المشاركة في نشاطات بيئية مثل زراعة النباتات، وتجميع النفايات، وحماية الحياة البرية.

2. مدرسة لانسينج التجريبية في الولايات المتحدة (Lansing Experimental School):

أُسِّسَت عام 1964 وقد ركزت على تقديم تعليم يرتكز على تطبيق مبادئ الاستدامة وحماية البيئة.

مدرسة بيرجن في المملكة المتحدة: (Bergen School) تمتاز مدرسة بيرجن بالتركيز على تعليم الأطفال كل ما يتعلق بالتنوع البيولوجي والزراعة المستدامة، فتقوم المدرسة بإدراج الزراعة في المنهج الدراسي وتشجيع الطلاب على زراعة النباتات والعناية بها.

3. مدرسة شين بارك ( Knuds Skole) في الدنمارك:

أُسِّسَت في 1989 في كوبنهاغن، وتتسم بتطبيق مبدأ "التعليم للحياة"، وتحيط المدرسة بمساحات خضراء ومساحات تعليمية طبيعية للطلاب.

في الختام:

لم يعد بالمستطاع حل مشكلاتنا البيئية بجهود ارتجالية؛ وإنَّما من خلال جهود علمية تقوم على الدراسة الصحيحة والتخطيط السليم؛ إذ إنَّ تكريس الوقت والجهد لتضمين التربية البيئية ضمن مناهج المدارس يعزِّز إمكانية تخريج أجيال مستدامة تلتزم الحفاظ على البيئة؛ فمن خلال الدروس المخصصة للبيئة والاستدامة يتعلم الطلاب كيفية تقليل بصمتهم البيئية، وكيفية اتخاذ قرارات مسؤولة في حياتهم اليومية.

لا يقتصر تأثير المدرسة في التلاميذ فقط؛ بل يمتد ليشمل أسرهم ومجتمعاتهم، فيصبح الشباب وسيلة لنقل المعرفة والتوجيه لمن حولهم، فالمدرسة ليست مجرد مكان لنقل المعرفة والمعلومات؛ بل هي مصدر لبناء القيم والمواقف التي تشجع على الحفاظ على البيئة والاستدامة، وإذا تعاونت المدارس مع الأسر والمجتمعات المحيطة، فيمكن أن تكون النتائج مذهلة، وينشأ جيل من التلاميذ الملتزمين بحماية البيئة والعمل نحو تحقيق تنمية مستدامة للجميع.




مقالات مرتبطة