كيف تستفيد من قوة الإيجابية؟

إنَّه لمن الواضح أنَّ العقل البشري غير قادر على البقاء دون تفكير أبداً، على الأقل على مستوى اللاوعي؛ وسواء أردنا ذلك أم لا، فالأفكار دائماً ما تشغل أذهاننا وتؤثر في كل ما نقوم به.



عندما كنَّا أطفالاً، كانت أفكارنا إيجابية تماماً، وكنَّا تفرح بكل ما ننجزه، وتمتلئ أعيننا فرحاً وفخراً وإثارة؛ ولكن مع مرور السنين، نشوش أذهاننا بالشكوك والمخاوف ونكران الذات؛ لكن دعونا نتخيل: كم جانباً من جوانب حياتنا نقيِّد إذا أعطينا الأفكار السلبية قوة كبيرة؟

ربَّما لا نسعى أبداً إلى الوظيفة التي لطالما أردناها لأنَّ أفكارنا التخريبية تدفعنا إلى الشك في أنفسنا، ولا نجازف أبداً بالاستقالة من وظيفتنا لمتابعة حياتنا والحصول على العمل الذي نحلم به لأنَّنا لا نستطيع تجاوز العوائق الفكرية التي تصر على أنَّنا ضعيفون للغاية وغير جديرين بالأفضل، ولا نخسر الوزن الزائد الذي يعرِّض صحتنا إلى الخطر لأنَّنا نعتقد أنَّنا غير قادرين على تجاوز حدودنا.

لذا، قد لا نتمكن أبداً من رؤية إمكاناتنا الداخلية بالكامل لأنَّنا ببساطة لا نجرؤ على التشكيك في الأصوات التي لا تنفك تبث السلبية في رؤوسنا؛ فكيف يمكننا إذاً الاستفادة من قوة الإيجابية؟

"لا يمكن أن تأتي السعادة من الخارج، إنَّما هي تنبع من الداخل"، والأمر ليس بالصعوبة التي تتخيلها، فهو يتطلب الممارسة ثم الممارسة ثم الممارسة؛ لذا إليك عزيزنا القارئ 4 نصائح بسيطة تساعدك لتبدأ:

1. تعلَّم كيف تستبدل كل فكرة سلبية بأخرى إيجابية:

استبدل كل فكرة سلبية في كل مرة تتسلل فيها إلى عقلك بأخرى إيجابية؛ فالأمر أشبه ما يكون بأن يكتب أحدهم عبارة لا تعجبك على سبورة، فتمسحها أنت، وتكتب شيئاً يرضيك أكثر.

إقرأ أيضاً: تعرّف على آلية مواجهة الأفكار السلبية لعيش حياة إيجابية وسعيدة

2. انظر إلى الجانب الإيجابي في كل موقف حتى عندما تكون محاطاً بالسلبية الخالصة:

إنَّه لمن الصعب تطبيق هذه النصيحة، إلَّا أنَّها ليست بمستحيلة؛ إذ يمكنك إيجاد الإيجابية في كل شيء إذا تمسكت بها عقلياً، سواء أكان ذلك يعني إيجادها عند العائلة أم الأصدقاء أم إيمانك أم الطبيعة أم أي بصيص آخر من الجمال.

3. فكر في 5 أشياء تمتن لوجودها ولو لمرة واحدة في اليوم:

سيحسن هذا من حالتك المزاجية، ويمنحك منظوراً لما هو هام حقاً في الحياة، ولعدد النعم التي تحيط بك بالفعل.

4. غيِّر الصور الذهنية التي تسمح لها بالدخول إلى عقلك:

تُحدِث نظرتك لنفسك ومحيطك فارقاً كبيراً في طريقة تفكيرك؛ فبدلاً من الخوض في الأفكار السلبية السوداوية، ابنِ الصور والأفكار والمواقف الإيجابية والباعثة على السعادة والرضا في عقلك عدة مرات في اليوم، وركز عليها بوعي.

شاهد بالفديو: 8 علامات تخبرك بضرورة تغيير طريقة تفكيرك

إذا كنت مثابراً وواصلت العمل على تحسين نفسك، فسيرفض عقلك تلقائياً الأفكار السلبية، ويرحب بالأفكار الإيجابية دوماً؛ لذا تذكر دوماً أنَّ أفكارك ستشكل هويتك وما تصبح عليه في المستقبل، وهذا منطقي بما يكفي لتكون سبَّاقاً للتحكم بكل ما يدور في رأسك.




مقالات مرتبطة