كيف تستعد لمواجهة الفشل؟
أكره الاعتراف بأنَّه على الرغم من السعي إلى شغفك، يجب أن يكون العيش وفقاً لقواعدك الخاصة أهم أهدافك. أنت ستفشل على الأرجح؛ إذ ستستثمر الوقت والمال والطاقة في مسعى مُعيَّن وستخرج خالي الوفاض، وربما قد حدث ذلك معك سابقاً وقد حدث معي بالتأكيد.
ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "إيفان تارفر" (Evan Tarver)، ويُحدِّثُنا فيه عن أهمية التخطيط الجيد من أجل الوصول إلى النجاح لتفادي الفشل قدر الإمكان.
لكن هل سيمنعك ذلك عن السعي إلى العظمة؟ قطعاً لا؛ إذ إنَّ المحاولة والفشل أفضل بكثير من عدم المحاولة على الإطلاق، ولقد تذكَّرت اقتباساً عن "تيدي روزفلت" (Teddy Roosevelt) الرئيس السادس والعشرين للولايات المتحدة، الذي يقول فيه:
"ليس الهام ذلك الناقد، ولا ذاك الذي يُسلِّط الضوء على عثرات الشجعان، أو على ما كان يجب القيام به بصورة أفضل؛ بل يعود الفضل إلى العامل الكادح الذي يعمل في الميدان ووجهه ملطخ بالتراب والعرق والدم، ويعمل بجد وكد ويُخطِئ ويُقصِّر مراراً وتكراراً؛ وذلك لأنَّه لا يوجد إنجاز بلا أخطاء أو عيوب، ويسعى جاهداً إلى أداء عمله بحماسة وإخلاص، ويُكرِّس نفسه في سبيل قضيَّة نبيلة، ويعرف أنَّه في أحسن الأحوال سيحقق نصراً كبيراً في النهاية، وفي أسوأ الأحوال إذا فشل، فقد نال شرف المحاولة، فلا يكون مكانه أبداً مع الجبناء الذين لا يعرفون طعماً للنصر ولا للهزيمة".
لذلك، تحلَّ بالجرأة في هذه الحياة، وجرِّب بقدر ما تستطيع الأشياء التي تحبها أكثر، وعِش من أجل قضية نبيلة، وابذل الغالي والنفيس في سبيلها، ولا تسمح للتقاعس عن العمل أو عدم الكفاءة أن يكونا سبب فشلك؛ وإنَّما دع أسباب الفشل لمفاجآت الحياة الغادرة.
ولكنَّ الحقيقة هي أنَّك قد تفشل، وأيضاً يجب أن تجتهد من أجل الوصول إلى العظمة؛ لذا أليسَ من المنطقي إذاً أن تبذلَ قصارى جهدك وتستعد للأسوأ؟ وأن تفترض أنَّك ستفشل، لكن تمضي قدماً على أيَّة حال؟
شاهد: 6 دروس يجب أن تتعلمها من الفشل
التخطيط السليم هو سبب النجاح:
يمكنني أن أبدأ بعدد كبير من العبارات المُبتذلة الشائعة: "تمنَّ الأفضل لكن استعد للأسوأ"، أو "يزداد الأمر سوءاً قبل أن يتحسن"، أو "احذر من الهدوء الذي يسبق العاصفة".
إنَّ أي إنسان ناجح قد بدأ بحلم تحوَّل إلى رؤية، ومن ثم تحوَّل إلى خطة قابلة للتنفيذ، وبعد ذلك، نُفِّذَت الخطة بأهداف يومية، فالنجاح الحقيقي يأتي من التخطيط السليم؛ إذاً، ألا تتضمَّن الخطة السليمة فرصة للفشل؟ أو ألا يجب أن تتوقَّع ذلك وتخطط وفقاً له؟ أي أن تضع خطة طوارِئ للفشل إذا صحَّ التعبير.
يُخبرُنا الكاتب "ريان هوليداي" (Ryan Holiday) في كتابه الذي يحمل عنوان "العقبة هي الطريق" (The Obstacle is the Way): "الشخص الذي توقَّع في ذهنه الأشياء التي يمكن ألَّا تسير على ما يرام، لن يُفاجَأ بشيء".
الخطة التي لا تأخذ وجود المفاجآت في الحسبان ليست خطة على الإطلاق، فلا شيء مضمون في الحياة، ولا ينبغي علينا أن نتوقَّع أنَّنا سنتحرك نحو أهدافنا دون مواجهة أيَّة مشكلات أو عقبات، وإذا افترضنا أنَّه سوف يسير كل شيء على ما يرام، فقد لا يسير أي شيء على ما يرام؛ لذلك بالطبع يجب علينا التخطيط كما لو كان الفشل حتمياً، وكما يقول الملاكم "مايك تايسون" (Mike Tyson): "كل شخص يضع خطة مُحكمة بعد تعرُّضه للفشل"؛ لذلك دعونا نتأكَّد من أنَّ خطتنا تفترض أنَّنا سنتعرَّض للفشل.
الاستعداد للفشل:
لأنَّ فشلاً واحداً لا يعني أنَّه لا يمكننا أبداً تحقيق النجاح؛ بل هذا يعني فقط أنَّه يتعيَّن علينا تعديل خططنا ومواصلة المضي قدماً، وتمديد جدولنا الزمني قليلاً، وربما حتى إعادة برمجة طريقة تفكيرنا بالفشل على أنَّه تجربة تعليمية رائعة، كما أنَّ الاحتمال الكبير للفشل لا يعني أنَّنا لا يجب أن نخطط؛ بل هذا يعني أنَّنا يجب أن نخطط أكثر.
هل تظن أنَّ الجنرالات المشهورين لم يضعوا خطة تأخذ في الحسبان خسارة المعركة؟ أو هل تظن أنَّ رواد الأعمال الأثرياء لم تكن لديهم خطة طوارئ في حال لم يتمكنوا من تمويل أعمالهم؟ بالطبع لا؛ لذا حوِّل هذا الحلم إلى رؤية ثم إلى خطة قابلة للتنفيذ، وبعد ذلك، نفِّذ تلك الخطة، لكن أولاً قبل أن تبدأ، راجِع أهدافك اليومية والأسبوعية والشهرية، وخذ في الحسبان كل الأشياء التي يمكن أن تفشل.
طريقة التعامل مع الفشل في جانب معين:
كيف ستتعامل مع احتمال الفشل في جانب معيَّن؟ وكيف ستتعامل معه في جانب آخر؟ اجعل هذين الجانبين المُحتملين للفشل جزءاً من خطتك؛ فهذه هي خطة الطوارئ للتعامل مع الفشل، وفي حال فشلت خطتك الأولى، فستكون لديك خطط احتياطية جاهزة حتى لا تهدر الوقت في التخطيط من جديد، وما دامت هذه الخطط تمنحك النتائج المرغوبة نفسها، فلا يهم مهما بلغ عددها إن كانت ستحقق لك الهدف المطلوب.
يُذكِّرنا "رايان هوليداي" بأنَّه عندما تكون لدينا خطة جيدة، سنكون مستعدين لمواجهة الفشل وجاهزين للنجاح.