كيف تساعدك الكتابة على تحقيق السعادة؟

لا يكاد يمر يوم من دون أن يُذكَر التأمل في الأخبار؛ إذ قد أصبحت هذه الممارسة الموجودة منذ قرون آخر الصيحات اليوم، مع تطبيقات جديدة لتسهيلها وكُتب جديدة تتحدث عن كيفية ممارستها وأسباب أهميتها. وما من شك أنَّ للتأمل فوائد عدة، مثل تحسين الصحة والاسترخاء والمساعدة على النوم، والشعور بالمزيد من الرضا في الحياة. ثم إنَّ هناك العديد من أنواع التأمل، مثل التأمل التجاوزي (Transcendental Meditation) وغيره، والتي يختلف كلٌّ منها قليلاً في أسلوبه عن الآخر، فضلاً عن التأمُّلات الحركية مثل التأمل في أثناء المشي، والكتابة.



تقول مدرِّبة التأمل "جين برونيت" (Jane Brunette) في مقال نشره موقع "هافينغتون بوست" (Huffington Post): "يمكن أن تكون الكتابة نوعاً من ممارسات التأمل القوية؛ حيث تساعدنا على دمج ذهننا النشط مع ذهننا في حالة التأمل، ويمكن أن تساعدنا على تتبُّع تقدمنا في تخفيف تعلقنا ببعض الأمور، وعلى تتبُّع عاداتنا الذهنية، وصقل قدرتنا على أن نكون في اللحظة الراهنة، وكل هذا يكون عند استخدامها كأداة للمراقبة"، وتضيف برونيت بالقول إنَّ أقل من عشر دقائق في اليوم كافية لملاحظة هذه الفوائد.

يقول المؤلف "سي إم هاميلتون" (CM Hamilton) في كتابه "تأملات الكتابة: 36 فكرة لإلهام الكتابة التأملية" (Writing Meditations: 36 Prompts to Inspire Meditative Writing): "قضى العديد من أصحاب أعظم العقول عبر التاريخ، ساعات طويلة في كتابة مؤلفات لم يكن الهدف منها أن يقرؤها أحد! فعل ذلك علماء مثل "إسحاق نيوتن" (Isaac Newton) و"تشارلز داروين" (Charles Darwin)، وسياسيون مثل "بنجامين فرانكلين" (Benjamin Franklin) و"وينستون تشرشل" (Winston Churchill)، وفنانون مثل "ليوناردو دافنشي" (Leonardo Da Vinci) و"إرنست همنغواي" (Ernest Hemingway)، وشخصيات تاريخية مثل "ماركوس أوريليوس" (Marcus Aurelius) و"أبراهام لينكولن" (Abraham Lincoln)؛ حيث قضى هؤلاء جميعهم وقتاً طويلاً في الكتابة لأنفسهم لا لأحد آخر؛ وذلك لأنَّهم فهموا أنَّ ممارسة الكتابة ممارسةً متأنية، لها فوائد كبيرة على الإبداع والوعي الذاتي والذاكرة والإنتاجية والعافية".

كما يقول هاملتون إنَّ الكتابة مدة لا تزيد عن 15 إلى 20 دقيقة خلال خمس جلسات أو أقل، وفقاً للأبحاث: "يمكن أن تساعد الناس في التعامل مع الأحداث المؤلمة والمرهقة والعاطفية".

إقرأ أيضاً: كيف غيَّرت كتابة اليوميَّات بخط اليد حياتي؟

ما هي خطوات الكتابة التأملية؟

يمكنك أن تبدأ ممارسة الكتابة التأملية بسرعة من خلال اتباع 4 خطوات، كما الآتي:

  1. تحضير الأدوات: الأوراق والقلم وسطح مناسب للكتابة ومقعد مريح.
  2. اختيار مكان هادئ: تجنَّب المقاطعات عبر إيقاف تشغيل هاتفك وأيِّ أجهزة إلكترونية مشابهة. كما أنَّ العزلة مهمة في أثناء الكتابة؛ لذا ابحث عن مكان لن يزعجك فيه أحد.
  3. تحديد هدف وفترة محددة للكتابة: حدد ما الذي تريد الحصول عليه في أثناء التأمل؛ على سبيل المثال، قد يكون هدفك أن تصبح يقظاً أكثر، أو أن تعزز إبداعك، أو أن تتوصَّل إلى أفكار جديدة.
  4. الكتابة: ابدأ الكتابة بحُرِّية، من دون الاكتراث للقواعد النحوية أو الإملائية، أو جمال الخط، أو عمق الأفكار، أو طول النص؛ اكتب من دون إطلاق الأحكام.

وكما هو الحال في الأنواع الأخرى من التأمل، من المهم أن تعيد تركيزك إلى الكتابة حين يتشتت انتباهك؛ لأنَّ ذلك سيحصل بالتأكيد؛ إذ إنَّ الفكرة من التأمل هي أنَّه يعلمنا المحافظة على تركيزنا، عبر ملاحظة شرود فكرنا، وإعادته بلطف إلى الحاضر.

ومن الضروري الإشارة إلى أنَّ بضع دقائق من الكتابة قد تبدو وقتاً طويلاً حين تبدأ ممارسة الكتابة التأملية، لكنَّها تصبح أسهل مع الوقت، حتى أنَّك قد تقضي ساعات بعد أن تعتاد على هذه الممارسة في الكتابة من دون أن تلاحظ.

شاهد بالفيديو: 7 طرق سهلة تساعدك على كتابة حظك بيدك

ما هي الموضوعات التي يمكنك الكتابة عنها؟

تبعاً للهدف الذي اخترته، قد تختار كتابة قائمة امتنان، أو وصفٍ تفصيلي عن حالة تكون فيها سعيداً تماماً، أو ملخصٍّ عن كيفية شعورك في كل جزء من جسدك، من رأسك إلى أخمص قدميك، أو قد تختار الكتابة بأسلوب تيار الوعي، حيث تكتب ما يتبادر إلى ذهنك، وهذا هو الأسلوب الأكثر تعمقاً من بين كل الأساليب الأخرى.

المصدر




مقالات مرتبطة