كيف تساعد العودة إلى مقاعد الدراسة بعد سن الأربعين على تجديد العمر؟

عندما يفكر الناس في التعليم عادة، يفترضون أنَّ الشباب في سن المراهقة وأوائل العشرينيات هم الأكثر قدرة على التعلم واستيعاب المعلومات الجديدة، وقد لا يخطر في بالهم أنَّ أحداً قد يفكر في العودة إلى الدراسة في الأربعين من عمره؛ ولكن هل تعلم أنَّ بعض أكثر الطلاب نجاحاً ينتمون إلى فئات عمرية أكبر سناً؟ وماذا لو علمت أنَّ التقدم في السن ليس نقمة، بل نعمة كبيرة؟



سواء كنت تفكر في العودة إلى الدراسة أم لا، سنشرح لك في هذا المقال كيف تساعدك العودة إلى مقاعد الدراسة على إحياء عصر ذهبي من عمرك في سن الأربعين؛ ولكي يسهل عليك الأمر أكثر، ستجد تمرينات محددة يمكنك اتباعها لتتوجه في كل خطوة نحو طريق النجاح؛ فهل أنت جاهز؟

كيف تثري العودة إلى مقاعد الدراسة حياتك في سن الأربعين؟

1. تعيدك إلى ريعان شبابك وتؤخر تقدمك في السن:

دعونا نبدأ من بعض الحقائق:

إنَّك لا تتمتع بالطاقة ذاتها التي كنت تمتلكها في الماضي، وباتت حياتك اليوم زاخرة بالمسؤوليات والانشغالات، وبدأ الشيب يندلع في رأسك، وتظهر على وجهك بعض التجاعيد وعلامات التعب والإجهاد؛ فلماذا قد ترغب بإضافة مَهمَّةٍ أخرى إلى جانب انهماكك بعملك وعائلتك والاهتمام بصحتك وتنمية ذاتك، وغيرها ممَّا يشغلك؟ ولماذا قد تتكبد عناء حل الواجبات وخوض الامتحانات وقراءة الكتب فوق هذا كله؟

لقد حصلت بالفعل على كل المؤهلات التي تحتاجها، وربَّما اكتسب قناعة أنَّ الحياة تنطوي على أشياء أهم بكثير من اجتياز امتحان كطالب في سن مراهقته، أو ربَّما تعتقد -كأغلب الناس- أنَّ هذا النوع من الضغط المضاعف سيزيد من مستوى توترك ومسؤولياتك؛ ولكن ماذا إن اكتشفت أنَّ العودة إلى المدرسة في عمر الـ 40 لن تتعبك أكثر، بل ستساعدك على إبطاء وتأخير عملية التقدم في السن؟

أجرى باحثون في جامعة كاليفورنيا (UCL) في مدينة لندن (London) دراسة تبحث في كيفية تأثير التحصيل العلمي في أجزاء من الحمض النووي تُسمَّى التيلومير (telomere) أو القُسَيم الطرفي، حيث تعمل هذه التيلوميرات على حماية حواف الكروموسومات (chromosomes) خاصتنا، وهي تتلاشى تدريجياً مع تقدمنا في السن.

لقد اكتشف هؤلاء الباحثون في بحثهم أنَّ التحصيل العلمي المنخفض مرتبط بقصر طول التيلومير؛ ولا يعني هذا بالضرورة أنَّ التعليم يرتبط بالشيخوخة ارتباطاً مباشراً، ولكنَّه يعدُّ عاملاً مؤثراً في حدوثها.

إضافة إلى ذلك، وجد علماء الأعصاب في جامعة رور في مدينة بوخوم الألمانية (Ruhr-University Bochum) أنَّ التعلم أدى إلى زيادة في نشاط الدماغ لدى كبار السن، على غرار الشباب تماماً؛ حيث ساعد في تحسين الإدراك وتعزيز نشاط الدماغ، ولم تتضاءل هذه المزايا مع تقدم السن.

بعبارة أخرى: حتى لو كنت كبيراً في السن، لم يفت الأوان بعد على العودة إلى الدراسة وإحياء فترة ذهبية في حياتك؛ حيث لا يزال بإمكانك أن تحقق مكاسب كبيرة، وأحدها درء علامات الشيخوخة.

ما الذي عليك فعله الآن؟

  • أنشئ جدولاً يتألف من ثلاثة أعمدة، واكتب في العمود اليساري قائمة من 20 إلى 30 موضوعاً يثير اهتمامك حقاً.
  • اكتب في العمود الأوسط ملخصاً قصيراً عن سبب اهتمامك به.
  • ابحث قليلاً، ودوِّن أسماء الأماكن والدورات التدريبية التي تجدها ممتعة في العمود الأيمن.

2. تعزّز دوافعك:

قد لا يفهم بعض الناس أهمية التعليم عندما يكونون أصغر سناً؛ ولكنَّك عندما تعود بذاكرتك إلى الوراء، هل بإمكانك أن تقول بصدق أنَّك استفدت من تجربتك التعليمية إلى أقصى حد؟ هل أنت مرتاح لفكرة ألَّا تستفيد من كل الإمكانات المتاحة وتستغلها حتى بعد كل هذه السنين؟

تعني العودة إلى الدراسة بعد بلوغ سن الأربعين أنَّ لديك ميزة لا يتمتع بها غيرك من الطلاب، وهي قدرتك على الاختيار؛ فنظراً إلى أنَّك تختار العودة إلى الدراسة، فيعني هذا حتماً ازدياد تركيزك وقوة إرادتك؛ لا سيما بالنسبة إلى أولئك الذين يخشون فكرة التعلم مرة أخرى، وغير المتأكدين من قدرتهم على التعامل مع هذا التحدي.

لكن، هناك حقيقة بسيطة عليك أن تتذكرها، وهي أنَّك لست الطالب نفسه الذي كنت عليه من قبل، والسبب الرئيس وراء اختلاف الأمور هو أنَّك الآن مخيَّر للتعلم ولست مسيَّراً.

في العديد من المؤسسات التعليمية والدورات والبرامج التدريبية، غالباً ما يكون الأشخاص الأكبر سناً أكثر التزاماً واهتماماً بالدراسة من غيرهم؛ فقد ولَّت تلك الأيام التي كنت تقوم فيها بالأمور دون أي سبب أو هدف؛ لذا انسَ ما كنت عليه في الماضي.

لديك فرصة الآن للعودة إلى الدراسة بصفتك شخصاً يقدِّر ما يفعل، ويفهم نتائج ما يقوم به؛ وستتمكن بهذه الطريقة من العودة بروح مفعمة بالحافز لم يسبق أن انتابتك من قبل؛ ولا يتوقف الأمر عند ذلك فحسب، بل ستتضاعف دوافعك في مجالات أخرى من حياتك لم تكن تدرك أنَّها موجودة؛ فتخيَّل ما يمكنك إنجازه بكل تلك الثقة والدوافع المضاعفة في مجالات حياتك الأخرى.

ما الذي عليك فعله الآن؟

  • دوِّن إجابتك عن السؤال التالي وتصورها في عقلك: "إذا انتابك شعور عارم بالتحفيز والثقة بالنفس، فكيف يمكن لذلك أن يؤثر في مجالات حياتك الأخرى؟".
  • توسع في الإجابة عن كل نقطة كتبتها من خلال هذا السؤال: "ما أهمية هذا الأمر بالنسبة إليك؟ وما الذي يمكن أن تحققه بالنتيجة؟".
  • في النهاية، أجب عن السؤال التالي: "كيف تشعر الآن بعد أن أكملت هذا التمرين وأجبت عن الأسئلة؟".
  • استمتع بالكم الهائل من الدوافع التي ستجتاح حياتك.

شاهد بالفيديو: 5 طرق تحول بها الخوف إلى حافز يدفعك للأمام

3. تُعيد الدراسة تشكيل دماغك حرفياً:

كيف تتخيل شكل دماغك عندما تفكر في الأمر؟ هل تتخيل أنَّه ذو بنية صلبة، وأنَّه ثابت في مكانه وغير قابل للتغيير؟ أم أنَّه هلامي الشكل، ولا قوام له أو معالم واضحة؟

ستحدد إجابتك عن هذا السؤال ما ستكون عليه حياتك القادمة، فهل ستكون مفعمة بالنجاحات والتميز، أم بالتعاسة والبؤس؟

عليك أن تدرك أنَّ بنية دماغك قابلة للتغيير كحال الصمغ تماماً؛ فهو ليس صلباً وثابتاً، بل ليِّناً وقابلاً لإعادة التشكيل حسب الهدف الذي تختاره.

تخيَّل للحظة أنَّك قررت أن تصبح رسَّاماً متخصصاً برسم الطبيعة الحية واللوحات الزيتية في وقت متأخر في حياتك؛ ما هي المهارات الناعمة والصلبة التي تحتاجها لتطور نفسك في هذا المجال؟

إليك بعض هذه المهارات:

  • الإبداع: كي تبدع لوحات ملهمة وفريدة من نوعها.
  • الوعي المكاني: أن تتمكن من ملاحظة أنماط في الأشياء والناس والأماكن.
  • المهارات الحركية الدقيقة: لتتمكن من إبداع لوحات آسرة ومفعمة بالتفاصيل.
  • التركيز: بسبب قضاء ساعات طويلة في التدريب الهادف.
  • الرسم أو التصوير الزيتي: أن تعرف أنواع الألوان المختلفة وكيفية استخدامها.
  • المهارات التحليلية: أن تتعلم كيف تتطور في كل مرة ترسم فيها لوحة.

دعنا نفترض الآن أنَّك تقضي ساعة يومياً في تنمية هذه المهارات، وأنَّك تفتقر حالياً إليها جميعاً. إنَّه لمن المعروف أنَّك كلَّما تمرنت أكثر، تطورت مهاراتك؛ إلَّا أنَّ هناك أموراً مثيرة للاهتمام تحدث داخل دماغك؛ ففي كل مرة تتدرب على التظليل باستخدام درجات ألوان متوسطة في لوحاتك، أو تركز لساعات متواصلة في أداء مَهمَّة واحدة، تعمل الممرات والشبكات العصبية في دماغك بصورة متواصلة وتتشكل ارتباطات فيما بينها.

لذلك، كلما استمريت في صقل مهاراتك الفنية، ستتحول طاقة الدماغ المعالِجة نحو تلك الخلايا العصبية، ويتكيف دماغك مع الوقت، وتصبح أكثر سرعة وإبداعاً؛ إذ يعمل دماغك على تشكيل مسارات أكثر فاعلية، وينشئ خلايا عصبية جديدة إن لزم الأمر.

بعد أن عرفت كل هذا، هل ازداد تحفيزك؟ وهل لك أن تتخيل تأثير ذلك في ثقتك بنفسك؟

تمنحك العودة إلى الدراسة فرصة جديدة للتعلم والتطور؛ والشيء المذهل في هذا الأمر هو أنَّ المهارات التي تكتسبها ستنتقل مباشرة إلى مجالات حياتك الأخرى؛ إذ لم يعد الأمر مقتصراً على حضور فصول دراسية فحسب، بل إنَّه بمثابة التحضير لفترة حياتك الذهبية القادمة؛ فما الذي عليك فعله الآن؟

  • فكر في نشاط لم تكن تجيده في الماضي، أو لا تجيده الآن.
  • هل تتذكر المرحلة التي طورت نفسك فيها؟
  • لاحظ أين وكيف تحسنت في ذلك المجال، وكيف شعرت، وكيف أثر ذلك في أدائك الكلي.
إقرأ أيضاً: كيف تتعلم باستمرار لتطور نفسك وتنمي قدراتك؟

4. تجعلك مصدر إلهام لكل من تعرفهم:

كم من الناس الذين تعرفهم تجول في بالهم فكرة العودة إلى الدراسة في سن الأربعين، أو أنَّهم اتخذوا هذه الخطوة فعلاً؟

في الحقيقة، لا يفكر الكثير من الناس في هذا الأمر؛ إذ سرعان ما تثقل الالتزامات والمسؤوليات كاهلنا وترهق حياتنا، وقد تجبرنا الظروف على تحمُّل أعباء لا تطاق، أو قد نختار خوضها بملء إرادتنا.

بإمكان أي شخص أن يعود إلى الدراسة، ويتعلم مهارات جديدة، وينمي ذاته، ويصبح أكثر سعادة وذكاء ورضا؛ ولكن لن يخطو الجميع هذه الخطوة.

لا يتقد العالم من خلال الأفكار فحسب، بل من خلال الناس الذين يعملون بجد؛ حيث إنَّهم قلائل جداً، ولكنَّ الأحلام مجانية.

يوجد عشرات الآلاف من العدائين الذين يركضون في السباقات حول العالم كل عام، حتى أولئك الذين يشاركون في ماراثون المسافات البعيدة، أو في سباقات التحمل الأخرى؛ ويُدعَى أحد أكبر متسابقي الماراثون سناً في العالم فوجا سينغ (Fauja Singh).

إنَّه لمن الواضح أنَّ هذه الرياضة تتطلب مستويات عالية من القوة الذهنية والعزم؛ ولكنَّ هناك أمران يميزان فوجا عن غيره من العدائين، وهما:

  • أولاً: رغم أنَّه بلغ 106 من عمره، إلَّا أنَّه ما زال يمارس الجري ويشارك في السباقات؛ ففي الوقت الذي كان فيه معظم الناس نائمين أو يشاهدون مواقع البرامج والأفلام أو يتناولون الحلويات، كان هذا الشخص يجري لأكثر من 40 كيلومتراً في عمر يناهز المئة.
  • ثانياً: إنَّه مثال حي عن أنَّ الأوان لم يفت أبداً على تحقيق أحلامنا.

لعلَّك تعتقد أنَّ سبب إحرازه كل هذا النجاح يعود إلى كونه يمارس رياضة الجري منذ سنوات عديدة، وأنُّه رياضي محترف؛ ولكنَّ ما يثير الحيرة والإعجاب حقاً هو أنَّه لم يكن أيَّاً ممَّا سبق، فقد بدأ ممارسة الجري في عمر يناهز 89 عاماً.

يكمن المغزى الأساسي من هذا الكلام كله في أنَّه لا يوجد فارق جوهري يفرقنا عن هذا الشخص، حيث لا يمتلك أي جينات أو مواهب أو موارد خاصة.

عندما يجري فوجا (Fauja) في السباقات، ينضم إليه أفراد من عائلته أو أصدقائه باستمرار؛ إذ لم يتوقف الأمر عند تعزيز صحته وثقته بنفسه وتنمية ذاته فحسب، بل ألهم العالم ليحذوا حذوه أيضاً.

كذلك الأمر بالنسبة إليك، إذ لن يفوت الأوان أبداً على اختيارك أمراً جديداً لتفعله في حياتك، وتنتظرك فرصة نادرة لتكون مصدر إلهام للناس من حولك؛ فنحن كائنات اجتماعية بالفطرة، ولا يوجد شيء يحفزنا ويعزز ثقتنا بأنفسنا مثل المديح والشهرة والإعجاب الذي نتلقاه من أولئك الذين نكنُّ لهم الاحترام.

ما الذي عليك فعله الآن؟

  • أحضر ورقةً وارسم عليها دائرة، واكتب كلمة "ناس" داخلها.
  • ارسم مخططاً تضع فيه أسماء أكثر عشرة أشخاص مقربين منك، وتهتم لأمرهم.
  • دوِّن إلى جانب أسمائهم كيف ستؤثر عودتك إلى الدراسة تأثيراً قوياً وإيجابياً فيهم، وماذا سيعني نجاحك بالنسبة إليهم، ولماذا.
إقرأ أيضاً: 9 طرق للحفاظ على الحماس وإثارة إلهام الآخرين في العمل

5. تفتح أبواباً من الفرص الجديدة أمامك:

لا تنحصر فكرة العودة إلى الدراسة بالانخراط في بيئة التعلم والصفوف فحسب، بل تعني أن تركِّز تفكيرك على تطوير نفسك في مجال معين؛ إذ هناك العديد من المعارف التي يمكنك أن تتقنها.

عاد فوجا سينغ (Fauja Singh) إلى "الدراسة" -ولو مَجازياً- من خلال اختيار ممارسة رياضة الجري؛ حيث استطاع بهذه الطريقة أن يتلقى الكثير من الفرص الجديدة لنفسه، كاتفاقيات رعاية مع الشركات، وطلبات للتحدث مع الإعلام، وإجراء المقابلات، والكثير غيرها.

ستتمكن عند تطوير نفسك في مجال جديد من فتح أبواب الفرص التي كانت مغلقة سابقاً، والاستفادة من الفرص التي لا يستطيع الآخرون حولك الاستفادة منها؛ لكن تذكر دوماً أنَّك لن تتمكن من تحقيق ما لا يمكنك رؤيته.

عندما تصل إلى مستوى الإتقان في موضوع أو مجال معين، ستكون هناك فرص لا حصر لها في انتظارك؛ فهل أنت جاهز لانتهازها؟

ما الذي عليك أن تفعله الآن؟

  • بناء على الموضوع أو المجال الذي ترغب في العودة إلى الدراسة من أجله، دوِّن قائمة بأسماء الأشخاص الناجحين في المجال نفسه.
  • اكتب قائمة بالفرص التي انتفع منها كلٌّ من أولئك الأشخاص.
  • وأخيراً، دوِّن وفكر كيف ستعود عليك هذه الفرص ذاتها بالنفع، وما ستعنيه بالنسبة إليك.
إقرأ أيضاً: كيف تجد عملاً جديداً في سن الأربعين وتتخلّص من الشعور بالعجز

6. تعزّز من مهارات التنظيم لديك ومن كفاءتك:

لن تكون العودة إلى الدراسة في عمر الأربعين أمراً سهلاً، حيث هناك بالفعل مسؤوليات أخرى تقع على عاتقك، كتسديد جميع الفواتير في وقتها، أو توفير المال وادخاره للمستقبل، أو إعالة عائلتك، أو الاعتناء بأصدقائك.

إذا قررت أن تخوض هذا التحدي، فسيتبعه مزيد من الضغط والإجهاد المحتمل؛ لذلك ينبغي عليك أن تتحلى بقدر أكبر من التنظيم والكفاءة التي تمتلكها مسبقاً.

قد يشعرك هذا الأمر بالإحباط؛ ولكنَّه ليس أمراً سيئاً أبداً، بل على العكس تماماً؛ فعندما تتعلم مهارة تنظيم وقتك بفاعلية للدرجة التي تمكنك من تحقيق ما تصبو إليه، ستتقنها بصورة أفضل بكثير، وتكون هذه فرصة لك لتطلق العنان لمستويات أعلى من التنظيم والكفاءة؛ حيث يدرك الشخص الناجح والناضج أنَّ الفرص تكمن في الشك والحيرة.

ما الذي يجب عليك أن تفعله الآن؟

بما أنَّك أدركت سبب اتخاذك لهذه الخطوة، فقد حان الوقت لتمضي قدماً بخطوات صغيرة:

  • أجرِ حساباتك: اجلس، ونظِّم أمورك، وشكِّل فكرة واضحة عمَّا ترغب في الالتزام به وما سيكلفك فعله من ناحية المال والوقت؛ إذ لا يمكنك تحقيق ما ترغب فيه دون بعض التضحية؛ لذا عليك أن تفكر ملياً في هذه الأمور.
  • فكر في احتمالات أخرى: هل هناك أي طريقة يمكنك من خلالها أن تأخذ لمحة عمَّا ترغب في فعله؟ يمكنك أن تسجل في دورة بنصف دوام مثلاً، أو أن تجرب دورات تدريبية مجانية على الإنترنت، أو أن تتكلَّم مع شخص متمرس في هذا المجال.
  • ناقش الموضوع، واحصل على الدعم، وكن منظماً؛ وحالما تتخذ خطوتك الأولى، أخبر الناس بذلك؛ حيث سيحفزك الدعم الذي تحصل عليه بالتأكيد؛ لذا احرص على الاعتناء بنفسك، وابقَ منظماً.

الخلاصة:

قد تمثِّل العودة إلى الدراسة في عمر يناهز الأربعين تحدياً كبيراً، ولكنَّها ليست أمراً مستحيلاً، فكل ما يتطلَّبه الأمر هو أن تتشجع وتتخذ الخطوة الأولى وتخرج من منطقة راحتك؛ إذ لم يفت الأوان بعد، وهناك طرائق عديدة يمكنك أن تبدأ من خلالها التعلم مجدداً لتستثمر في مجال يجعلك خبيراً.

 

المصدر




مقالات مرتبطة