كيف تخرج من منطقة راحتك؟

يستلزم الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك، القيام بكل ما يُشعرك بعدم الارتياح؛ وهذا يعني القيام بأمورٍ تُعارضها أو تكرهها أو حتى تخشاها، ولأنَّك تفعل ذلك، فأنتَ بطبيعة الحال توسِّع من نطاق منطقة عدم الراحة لديك.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة "سلستين تشوا" (Celestine Chua)، وتُقدِّم فيه تجربتها وبعض نصائحها في تخطِّي حدود منطقة الراحة.

وعلى أيَّة حال، كي تتولَّد لدى الشخص رغبة مستمرة بتخطِّي حدود منطقة الراحة الخاصة به، ليقف بصورة مستمرة في مواجهة الشعور بالضيق والحَيرة والمقاومة التي يتطلَّبها الأمر، ويكون على ما يرام على الرَّغم من كل ذلك، لا بدَّ من وجود سبب قوي؛ حماسة أو دافعٌ يحثُّه للمضي قدماً على الرَّغم من المُمانعة، قد يكون هذا السبب شغفاً تسعى إليه، أو رؤية تطمح لتحقيقها.

إنَّ معرفة هذا السبب في الواقع، أكثر أهمية من تعلُّم النصائح والاستراتيجيات لتوسيع نطاق منطقة الراحة الخاصة بك؛ وذلك لأنَّه بعد أن يكون دافعك رؤيةً أكبرَ منك، وقوة أكبر من أي قوة أُخرى، فستبذل تلقائياً كل ما يلزم لتحقيق تلك الرؤية، ومن ذلك زيادة نطاق منطقة راحتك زيادة كبيرة.

على سبيل المثال، لطالما كنتُ مدفوعةً بشغفي لمساعدة الآخرين على التطور؛ الأمر الذي قادني إلى ترك عملي ذي الأجر المجزي في عام 2008؛ أي بداية الأزمة المالية، وتأسيس عملي الخاص من نقطة الصفر، وطرح أفكارٍ على الآخرين بشأن التعاون في هذا المجال بلا حرج، والظهور علنياً في وسائل الإعلام، وإلقاء الخطابات العامة بصفتي شخصاً انطوائياً بطبيعته، والتواصل مع الغرباء، وعرض حياتي بكل تقلُّباتها بشفافية في مدونتي.

فكلُّها نشاطات لم يكن من عادتي فعلها، وكانت بعيدة كل البُعد عن منطقة الراحة الخاصة بي، حتى فعلتها وجعلت منها جزءاً من منطقة الراحة الخاصة بي، ومنذ زمنٍ ليس ببعيد، لم يكن لدي اهتمام كبير بريادة الأعمال، وإلقاء الخطابات أمام العامَّة، واستقطاب اهتمام وسائل الإعلام، وإقامة علاقات اجتماعية، وما إلى ذلك.

ومع ذلك، قمتُ بتلك النشاطات، وما زلتُ أفعل ذلك حتى اليوم، وسأواظبُ عليها على نطاق أوسع؛ وذلك لأنَّها ضرورية لتحقيق رؤيتي الأشمل المتمثِّلة بإنشاء عالم موحَّد، وفي نهاية اليوم، أريد الوصول إلى السبعة مليار شخص في العالم، ليتسنَّى للجميع الفرصة لإظهار أقصى إمكاناتهم في الحياة، ولن أستسلم أبداً حتى أحقِّق ذلك.

لو كان هذا يعني أن أضطر إلى القيام بأكثر الأمور إيلاماً وإزعاجاً، أو توسيع منطقة الراحة الخاصة بي إلى أقصى حد، فذلك ما سأفعله بالضبط، سأتجاوز كل العقبات التي تحول بيني وبين تحقيق رؤيتي.

شاهد بالفديو: 20 طريقة بسيطة للخروج من منطقة راحتك

وبتوجيه السؤال إليك، ما هو شغفك أو هدفك؟ وما هي الرؤية التي تريد تحقيقها؟ وما هي الغاية النهائية التي تريد الوصول إليها؟

إذا تمكَّنت من تحديد ما تسعى إليه، والرؤية التي تريد تحقيقها، والغاية النهائية التي تطمح للوصول إليها، فيمكنك حينئذٍ استخدام ذلك لمؤازرتكَ في مسيرة التطور الخاصة بك، فعندما تستقي الإلهام من الأمور التي ترغب بها أو تحبها، ستكون أمورك جيدة بطبيعة الحال، لكن عندما تفعل أموراً تبغضها أو تُعارضها أو تخشاها في سبيل تحقيق حلمك، ستخرج من منطقة الراحة الخاصة بك بسهولة، وتجعل من حلمك حقيقة، وهذا نهج أسمى وأكثر استدامة من الاندفاع الأعمى في مواجهة الخوف.

أمَّا بالنسبة إلى بعض النصائح والاستراتيجيات النوعية لتُخرِج نفسك من منطقة الراحة الخاصة بك، فسأشاركُ بعضها معك:

1. تقدَّم باتجاه خوفك وليس بعكسه:

وهذا يعني أنَّك إذا شعرت بالخوف من شيءٍ ما، فتحسَّس ذلك الخوف، وأَقدِم على فعل ما تريده بكل ما يتطلَّبه من جرأة بأيَّة حال؛ إذ إنَّ خوفك يُملي عليك الأمور التي تقع خارج منطقة راحتك، وعندما تقترب خطوة تجاه شعور الخوف ذلك، فإنَّك تقوم حرفياً بتوسيع منطقة راحتك.

إقرأ أيضاً: تعرّف على أنواع الخوف وأهم طرق السيطرة عليه

2. افعل أموراً مُغايرة للعادة:

كلُّ تفصيلٍ صغيرٍ تفعله، تحيدُ به عن روتينك المعتاد، هو خطوة خارج منطقة الراحة الخاصة بك، فجرِّب طريقاً مختلفاً للذهاب إلى العمل على سبيل المثال، واطلب طبقاً مختلفاً من مطعمك المفضَّل، وتحدَّث إلى ذلك الزميل الذي لا تبادله الحديث عادةً، أو أرسل بريداً إلكترونياً إلى ذلك الشخص الذي لطالما رغبت بالتعرُّف إليه.

3. امنح الحب لهذا الشعور:

إنَّ جوهر عملية الخروج من منطقة الراحة هو تقبُّل الشعور بعدم الارتياح، والأفضل من ذلك، تعلَّم أن تُحِبَّ هذه الحالة، فكلما شعرتُ بعدم الارتياح، أعلمُ أنَّه أمرٌ جيدٌ؛ لأنَّ ذلك يعني أنَّني في طور النمو، وأنا لا أقاوم ذلك الشعور؛ بل أحتويهِ عوضاً عن ذلك.

إقرأ أيضاً: 10 طرق للتغلب على الخوف والخروج من منطقة راحتك

4. جرِّب أموراً جديدة باستمرار:

احرص على تجربة شيء جديد كل أسبوع، فقد يكون أمراً بسيطاً كقراءةِ كتاب جديد، أو تجربة تسلُّق الصخور، أو شيء من هذا القبيل؛ إذ كنتُ منفتحاً على تجربة أشياء مختلفة، طالما أنَّها تندرج ضمن جدول أعمالي الشخصي، وبوصفه مبدأ شخصياً، فأنا أُعطي الأمر فرصةً واحدةً وأجرِّبه، قبل شطبه من القائمة.

المصدر




مقالات مرتبطة