كيف تختار الشريك المناسب تبعاً لدراسات التحليل النفسي؟

لا أحد يرشدنا عند اختيار شريك حياتنا؛ لذلك نترك القرار لمشاعرنا، فتكشف مزيداً من دراسات التحليل النفسي اليوم أنَّ مشاعر الانجذاب والنفور، تنبع من التجارب التي مررنا بها عندما كانت أدمغتنا صغيرة جداً وغير ناضجة لتبرير تجاربنا؛ ولذلك هذه التجارب باقية في عقلنا الباطني وتشكل جزءاً من هويتنا.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة دونا مويريا (Dona Mwiria)، وتُحدِّثنا فيه عن كيفية اختيار الشريك المناسب.

هذا يعني أنَّنا إذا تعرضنا لصدمة شديدة من أحد الوالدين، لن نتمكن من تحمل مثل هذه الصفات في الشريك المحتمل، وقد نكون غير متسامحين مع أيِّ شخص جميل أو حريص أو ملتزم لمجرد أنَّها كانت سمات شخص تسبب لنا بمشكلات وألم في حياتنا المبكرة؛ فقد نحبُّ شخصاً ذكياً وساحراً وكريماً في مخيلتنا، لكن في الواقع قد ننجذب إلى أولئك الذين يتجاهلوننا عاطفياً، أو الذين يعاملوننا بازدراء، أو أولئك الذين غالباً ما يكونون غائبين.

يكشف العلم لماذا يجب أن نكون أكثر عقلانية في الحبِّ:

قد يبدو الأمر متناقضاً، لكن دون هذه المشاعر القوية بالانجذاب والنفور قد لا نشعر بالعاطفة أو العطاء تجاه شخص ما؛ ولذلك فهي تخدمنا، فنحن نحتاج عند اختيار شركاء الحياة بحكمة إلى أن نكون مدركين لكيفية تأثير صدمتنا وألمنا في مشاعرنا بالانجذاب والنفور.

توجد طريقة مفيدة، وهي القيام بتمرين يساعدك على فهم تعقيدات نفسيتك؛ فخذ قلماً، وورقة، واسأل نفسك أيَّ نوع من الأشخاص يلفت انتباهك، وابدأ بكتابة السمات التي تجدها سلبية، وستدرك أنَّ بعض الخصائص ليست سلبية، مثل:

  1. عندما يسأل شخص ما كثيراً من الأسئلة عنا.
  2. عندما يكون الشخص رقيقاً جداً.
  3. عندما يمكن الاعتماد على شخص اعتماداً كبيراً.
  4. عندما يكون شخص ما متحمساً لرؤيتك.
إقرأ أيضاً: أسس اختيار شريك الحياة

قد تدرك بالقدر نفسه أنَّ بعض السمات التي تجدها جذابة في شريكك المحتمل هي في الواقع سامة مثل:

  1. عندما يبتعد شخص عنك كثيراً.
  2. عندما لا يمكن التنبؤ بشخص ما.
  3. عندما يكون الشخص عفوياً.
  4. عندما يكون الشخص قاسياً.

يمكنك أيضاً دعوة شخص ما ليطرح عليك هذه الأسئلة، وستتمكن بهذه الطريقة من رؤية ردود أفعالك بوضوح؛ فالحيلة هي جذب العقل الباطن في أثناء الإجابة؛ لذلك لا تفكر في إجاباتك أو تبرر السمات المفضلة لديك.

سيكشف رد فعلك الصادق عن الافتراضات الأساسية التي اكتسبتها عن الحبِّ، والهدف هو العثور على الأمور التي جعلت من الصعب علينا في الماضي تقبل المحبة، وأفضل جزء في هذا التمرين العقلي هو أنَّنا كلَّما تعرَّفنا على هذه الذكريات السلبية، اقتربنا من إدراك كيفية تخريب حياتنا العاطفية دون وعي بإسقاط تجارب الماضي على الحاضر، وسنفهم سبب عدم تمسكنا بالأشخاص الأفضل.

ابدأ العمل:

ستحصل عن طريق البحث في نفسيتك وفحص تاريخك العاطفي على رؤية واضحة عن الصفات التي تبحث عنها في الشريك، والتي ستجلب لكما السعادة المتبادلة؛ إذ ستتحرر من الارتباطات التي تحولت دون قصد إلى قواعد علاقات صارمة، وستكون أكثر انفتاحاً دون قيود النوع المفضل لديك من الأشخاص، وأخيراً توسِّع مجموعة الأشخاص الذين ستتقبلهم.

شاهد بالفديو: مواصفات جوهرية في شريك الحياة

في الختام:

ستصبح أكثر عقلانية في فهم سبب دفع عواطفك نحو بعض الأشخاص، والابتعاد عن الآخرين عندما تحرر نفسك من ماضيك، وإليك اقتباس ياباني قرأته ذات مرة: "عندما تعجبك زهرة، فإنَّك تقطفها، لكن عندما تحبُّها، فإنَّك تسقيها يومياً"، وأمنيتي لك، ولكلِّ شخص آخر هي أن تتعلم كيف تختار من سوف يسقيك، وليس الأشخاص الذين سيقطفونك.

المصدر




مقالات مرتبطة