كيف تحول شتاءك إلى موسم استشفاء

مع انتهاء موسم العطلات وحلول فصل الخريف، توقف قليلاً للتفكير في قدوم فصل الشتاء. هل كان نشاط عطلتك محموماً لدرجة أنَّك أصبت بالإرهاق الشديد؟ وهل مررت بدورة سنوية شعرت فيها بالتوتر وقلّة الراحة؟ يصاب بعض الناس أحياناً بما يسمى "الكآبة الشتوية"، أو قد يعانون من الاضطراب العاطفي الموسمي بسبب قلّة التعرّض للضوء في أقل شهور السنة نوراً. يُعَدُّ فصل الشتاء بمثابة الوقت المناسب للاستفادة من نعمة إنسانية رائعة، ألا وهي قابلية التكيف؛ حيث تتكيف بيولوجيات الجسم تلقائياً مع الفصول، لذا تستطيع استخدام أشهر الشتاء بطريقة إيجابية عوضاً عن تمني قدوم فصل الربيع باكراً. دعونا نركز على هدفين مهمين في ذلك الصدد: الطاقة والتجديد.



1. الطاقة:

يعتمد كل جانب من جوانب حياتك على حالة وعيك، وعلى الرغم من أنَّك قد تنظر إلى الطاقة على أنَّها حالة كميَّة؛ إلا أنَّ الجسم يتأثر بنفس القدر -إن لم يكن أكثر- بجودة هذه الطاقة. فإذا كنت تمشي لمسافة ميلٍ واحد وأنت تستمتع بالتجربة، فإنَّك تنفق نفس عدد السعرات الحرارية التي يسيرها أي شخص يمشي نفس المسافة وهو يعاني من الاكتئاب أو القلق. بيد أنَّ الرسائل التي يتلقاها جسدك وجسده؛ تكون مختلفة تماماً.

الشيء المهم هو الحفاظ على جودة طاقك في حالة توازن دائم. يُعرف التوازن الديناميكي (الدينامي) طبياً باسم "التجانس - homeostasis"، وقد صمم كُلٌّ من العقل والجسد للحفاظ عليه. لذا يصبح هدفك ببساطة هو التعاون مع ما يريده جسمك.

إنَّ النواحي الأساسية من حيث الطاقة، بسيطة وواضحة:

  1. لا تفرط في الكسل أو النشاط: احرص على أن تتحرك لمرة واحدة على الأقل في الساعة الواحدة؛ حتى في الأيام التي يجبرك الطقس فيها على البقاء في المنزل.
  2. راقب جودة طاقتك باستمرار: إذا لاحظت أنَّ حالتك المزاجية قد أصبحت سلبية، عالج الأمر فوراً؛ مما قد يعني الابتعاد عن موقف مرهق أو تحويل انتباهك إلى نشاط تعلم أنَّك تستمتع به.
  3. انتبه إلى حالات التوتر: يتضمن ذلك الابتعاد عن الأشخاص الذين يشتكون من الشتاء والأعياد وغيرها من مصادر الكآبة الشتوية. وعلى نفس المنوال، لا تشتكِ من ذلك أيضاً.
  4. لا تفرط في تناول الطعام بدافع الملل أو بسبب اضطرارك إلى البقاء في المنزل.
  5. التزم بروتين نوم منتظم.
إقرأ أيضاً: 25 طريقة لشحن نفسك بالطاقة الإيجابية

2. التجديد:

إنَّ القدرة على التكيّف بالنسبة إلى العقل والجسد هي أكثر من مجرد تجانس، فأنت أيضاً مصمّم لتجدد نفسك. الأمر أشبه بأن تنظر إلى قدوم كل يوم جديد، على أنَّه ميلادٌ لعالم جديد. وهو ما يعد أمراً حقيقياً إذا ما نظرنا إليه نظرة منطقية.

رغم أنَّك تستيقظ كل صباح في نفس المنزل ومع نفس العائلة، وتصاحب نفس الأصدقاء وتزاول العمل نفسه؛ إلا أنَّ هذه العناصر عناصرٌ ثانوية بحتة. تستطيع نقل تركيزك الأساسي إلى الأمور الأخرى التي تؤدي إلى التجديد الحقيقي؛ والتي تشمل:

  • أن تكون مبدعاً.
  • أن تكون في خدمة الآخرين.
  • أن تنظر إلى حياتك وحياة غيرك بعين التقدير.
  • امتلاك عقلية متسامحة.
  • أن تكون في حالة تأهب تجاه الفرص الجديدة.
  • اللطف مع النفس.
  • أن تشفي نفسك بنفسك؛ بدنياً ونفسياً وعاطفياً.

قد تزيد هذه العناصر لتصل إلى أجندة كبيرة من الأمور المحتملة التي يمكنك القيام بها من أجل تجديد نفسك. أنا شخصياً تشعر بأنَّ التجديد كمسعى واعي؛ أكثر فعالية من محاربة العادات القديمة والذكريات والعواطف السلبية. فالقتال مع نفسك مرهق ويبقيك في حالة تركيز على ما هو خاطئ في حياتك. أما إن كنت تسعى إلى التجديد كل يوم، فستكون النتيجة هي أن يَسهُلَ عليك الشفاء من هذه العادات القديمة والذكريات والعواطف السَّلبية.

ولا ينبغي التعامل مع الشفاء من مبدأ "يجب أن أصلح نفسي"، فالشفاء هو عملية طبيعية للعقل والجسد؛ وتحتاج إلى التعاون معها فقط.

شاهد بالفيديو: أسباب الاكتئاب الشتوي وطرق علاجه

3. الوعي الذاتي:

إنَّ الهدف الحقيقي للتكيف مع فصل الشتاء هو زيادة الوعي الذاتي. والكلمة الفصل في هذه العبارة هي "النفس". وعلى الرغم من ظهور الرتابة من يوم لآخر؛ فإنَّك تواجه نفسك بشكل مختلف مع ارتفاع الوعي وانخفاضه.

وبمجرد أن تلاحظ ذلك، يصبح من الواضح أنَّ الحياة تتكون فقط من حالة دائمة من ظهور واختفاء الأفكار والصور والأحاسيس والمشاعر. إذا اهتممت بمجالات الحياة هذه -الطاقة والتجديد- فسوف تحول الشتاء إلى موسم مبهج، حاله حال كل موسمٍ من مواسم السنة؛ فقط تعامل معه بوعي.

 

المصدر




مقالات مرتبطة