كيف تحصل على ترقية عندما تشعر أنك عالق في موقعك الوظيفي الحالي؟

هل علقت في المنصب نفسه لفترةٍ طويلة، ولم تعرف حقاً ماذا يجب أن تفعل لتُرقَّى وتتقدَّم مهنياً؟



يمكن أن ينتج شعورك هذا عن مجموعةٍ متنوعةٍ من الأشياء:

  • الحصول على وظيفةٍ من أجل المال فقط.
  • البقاء مع صاحب العمل الذي لم تعد تتفق وإيَّاه.
  • إدراك أنَّك تورَّطت في مهنةٍ خاطئة.
  • عدم الشعور بالتقدير.
  • البقاء في وظيفةٍ لفترةٍ طويلةٍ بدافع الخوف.
  • شغل منصبٍ دون وجود فهمٍ كاملٍ لمسؤولياته.

هناك العديد من الأسباب الأخرى التي قد تجعلك تشعر بهذا؛ ولكن دعنا نركِّز بدلاً من ذلك على عدم التمكُّن من الحصول على ترقية.

كيف يمكنك الحصول على ترقية وتجاوز شعور أنّك عالق في منصبك الوظيفي؟

تتمثَّل إحدى أفضل طرائق الترقية بإظهار كيفية إضافة قيمةٍ إلى مؤسستك: هل أكسبتَهم المال؟ أم وفَّرته عليهم؟ أم حسَّنت العمل؟ أم فعلت شيئاً رائعاً آخر؟ وكيف يمكنك إضافة قيمةٍ إلى نفسك؟

دعنا نتعمَّق في كيفية الترقية عندما تشعر أنَّك عالقٌ في منصبك:

1. كُن مُرشِداً:

يمكن لقيامك بشيءٍ جيِّدٍ لدرجةٍ تجعل مديرك لا يثق بأحدٍ غيرك للقيام به، أن يجعلك عالقاً في منصبك. لذا احذر من أن تكون جيداً أكثر من اللازم في عملك؛ وإلَّا فلن يتاح لك أبداً القيام بأيِّ شيءٍ آخر.

يشارك "جو ميلر" (Jo Miller) من موقع (Be Leaderly) هذه الرؤية، والتي تتعلَّق بالوقت الذي يعتقد فيه رئيسك أنَّك قيِّمٌ للغاية في وظيفتك الحالية، حيث يقول:

"فكِّر في وقتٍ استمتعت فيه حقاً بدورك الحالي، أُراهن أنَّك أردت أن تستمرَّ في هذه الوظيفة، وأكملت التحدي بكلِّ براعة، حتَّى أصبحت معروفاً بعملك جيداً، لدرجة أنَّ أسهمك -أسهم العلامة التجارية الشخصية- أصبحت قوية، ويعرف الناس أنَّك الشخص المناسب لهذه الوظيفة بالتحديد؛ وهذا ما نسمِّيه "مشكلةً جيدة"؛ فقد قمت بعملٍ جيدٍ حقاً لبناء تصوُّرٍ إيجابيٍّ عن مدى ملاءمتك لهذا الدور، ولكن ربَّما تكون قد قمت بعملٍ جيدٍ أكثرَ من اللازم، بحيث يجعلك الشخص الأكثرَ ملائمةً لموقعك الحالي دون سواه".

مع وضع ذلك في الاعتبار، كيف تثبت لصاحب العمل أنَّه يمكنك إضافة قيمةٍ إلى العمل ككل من خلال الترقية؟

من وجهة نظر ميلر، يمكنك ذلك عن طريق بناء علامتك التجارية الشخصية، وأن تصبح معروفاً بعملك بشكلٍ جيد؛ فكيف يمكنك ربط هذا العمل مع منصبٍ أو مشروعٍ يُكسِبك ترقية؟

ضع في اعتبارك الاستفادة من نقاط قوَّتك ومهاراتك.

على سبيل المثال: فلنقل أنَّ العمل الذي تُجيده هو توظيف وتدريب موظَّفين جددٍ مبتدئين، حيث يتوجَّب عليك نشر قائمة الوظائف، وقراءة السير الذاتية ومراجعتها، وجدولة المقابلات، واتّخاذ قرارات التوظيف، وإنشاء جداول التدريب.

تتطلَّب هذه المهام مهاراتٍ مثل: حسن إدارة شؤون العاملين، والإعداد، وبرامج الموارد البشرية، وإدارة الأداء، والعمل الجماعي، والتعاون، وخدمة العملاء، وإدارة المشاريع؛ وهذه كميةٌ ضخمةٌ من المهارات.

هل هناك أيُّ شخصٍ آخر في فريقك يمكنه أداء هذه المهارات؟ حاول تفويض بعضها إليه أو إلى زملائك، ودرِّبهم لتعلُّم وظيفتك؛ فهناك عددٌ من الأسباب التي تجعل هذه فكرة جيدة، منها:

  • يساعد التدريب المتبادَل في أيِّ موقف -حالة وجود مرضٍ مثلاً- عندما لا يتواجد المؤدِّي الرئيس لمَهمَّةٍ معيَّنةٍ لفترةٍ من الوقت.
  • عندما تصبح مرشداً لمشرفٍ أو زميل، فإنَّك تمكِّنه من زيادة مهاراته الوظيفية.
  • تكون قد بدأت بالفعل إثبات امتلاكك قيمةً مضافةً لرئيسك في العمل، وذلك عن طريق تشجيع فريقك أو أقرانك على تعلُّم عملك.

الآن، وبعد أن درَّبت الآخرين على القيام بهذا العمل الذي أضفت إليه قيمةً كبيرة، يمكنك أن تفكِّر في إعادة طلب الترقية. لذا، كن مستعداً لتوضيح كيفية توفير أموال الشركة، أو تشجيع الموظفين على زيادة مهاراتهم، أو إعادة ابتكار مشروعك الخاصِّ هذا.

إقرأ أيضاً: أهمية الدورات التدريبية في تطوير الذات

2. اعمل على عقليَّتك:

إذا كنت تشعر أنَّك عالقٌ في وظيفةٍ كنت تحبُّها، فعادةً ما تكون أنت -لا الوظيفة- مَن يحتاج إلى التغيير. ربَّما يكون المنصب الذي توظَّفتَ فيه هو المنصب نفسه الذي تعمل فيه الآن؛ ولكن إذا بدأت الخوف من روتين العمل، فسوف تركِّز على سلبياته دون إيجابياته.

يجب عليك في هذه الحالة التحدُّث إلى مشرفك، ومشاركة أفكارك ومشاعرك معه، فربَّما يمكنك الحصول على بعض النصائح حول كيفية إعادة اكتشاف جوانب هذه الوظيفة التي استمتعت بها، والتفاوض على بعض الواجبات الإضافية، أو على فرصةٍ للترقية؛ لكن إياكَ أن تعبِّر عن إحباطك، بل عبِّر عن رغبتك في المزيد.

شارك مع مشرفك رغبتك في مواجهة التحديات، والترقية إلى مناصب أعلى؛ وأخبره أنَّك تبحث عن مزيدٍ من المسؤولية من أجل مواصلة دفع الشركة إلى الأمام، وركِّز على كيفية القيام بذلك بالمهارات التي لديك، وتطويرها مع بعض المشاريع الإضافية والتدريب.

3. حسِّن مهاراتك الشخصية:

متى كانت آخر مرةٍ وضعت فيها تركيزك وجهدك في تعزيز فرصك من خلال مهاراتك الناعمة (soft skills)؟ نحن نتحدَّث هنا عن تلك الأشياء التي تبدو غير ملموسة، والتي تجعلك المحترف المتمرِّس في مهاراتك الوظيفية المحدَّدة:

وفقاً لإحدى الدراسات، ينظر أكثر من 60% من أصحاب العمل إلى المهارات الناعمة عند اتخاذ قرار التوظيف، والتي يمكنك صقلها لزيادة فرصك في الترقية؛ وذلك من خلال الخضوع لدوراتٍ تدريبية أو حضور ندوات.

علاوة على ذلك، لا تحتاج بالضرورة إلى طلب تمويلٍ من مديرك، فهناك عشرات الدورات عبر الإنترنت التي يقدِّمها مجاناً رجال أعمال ومؤلِّفون بارزون؛ كما وتقدم مواقع التعليم الإلكتروني -مثل: "يودمي" (Udemy)، و"كرييتف لايف" (Creative Live)- دوراتٍ عبر الإنترنت بأسعارٍ معقولةٍ جداً، وتمنح بعضها شهادات عند إتمام الدورة.

هناك طريقةٌ أخرى لتحسين مهاراتك الناعمة، وهي من خلال التواصل مع موظفٍ في مؤسَّستك يشغل المنصب الذي تبحث عنه. عبِّر له عن رغبتك في التقدُّم في المؤسسة، واطلب منه السماح لك بملازمته، واعرف ما إذا كان بإمكانك حضور بعض اجتماعاته؛ كما بإمكانك أن تعرض عليه تناول القهوة معاً، ثمَّ تسأله عن سرِّ نجاحه في عمله، دون أن تنسى شكره على وقته.

دوِّن الكثير من الملاحظات التي يذكرها لك، ثمَّ ركِّز على التعلُّم منه، فالموضوع هنا ليس أن تكون نسخةً عن مُرشدك الجديد؛ إنَّما هدفك هو الملاحظة والتعلُّم، ثمَّ التكيُّف مع نقاط قوتك.

إقرأ أيضاً: استراتيجية وارن بافيت: كيف تعزز تركيزك وتحدد أولويات أهدافك؟

4. طوِّر استراتيجيتك:

اسأل نفسك الأسئلة التالية:

  • هل تعرف لماذا تريد أن تُرقَّى؟
  • هل ترى مستقبلاً في هذه الشركة؟
  • هل لديك خطةٌ لمدة عامٍ أو خمس أو عشر سنوات؟
  • كم مرةً تفكِّر في أسبابك وتضمن توافقها مع طرائق العمل؟

ضع قائمةً بالإيجابيات والسلبيات، واكتب كلَّ جانبٍ إيجابيٍّ في وظيفتك الحالية، ثمَّ كلَّ جانبٍ سلبي، وقارن بينهما: ما القائمة الأطول؟

انظر إلى القائمتين، واختر الإيجابيات الأكثر إثارةً والسلبيات الأكثر إحباطاً، هل تجعل هذه الإيجابياتُ السلبياتَ تستحقُّ العناء؟ إذا لم تتمكَّن من الإجابة عن هذا السؤال بـ "نعم"، فقد لا تكون الترقية في مؤسَّستك الحالية هي ما تحتاجه حقاً.

شاهد بالفيديو: كيف تحصل على ترقية في العمل؟

إليكَ بعض الأسئلة التي يجب أن تطرحها على نفسك:

  • لماذا تفعل ما تفعله؟
  • ما الذي يشعرك بالإثارة بشأن وظيفتك الحالية؟
  • كيف يبدو يومك عظيماً؟
  • كيف يبدو النجاح بعيداً عن الراتب؟
  • كيف يبدو النجاح الحقيقي بالنسبة إليك؟
  • كيف تريد أن تشعر بتأثيرك في العالم عندما تتقاعد؟

ستكون هذه الأسئلة رائعةً لوضعها في مذكراتك، ومناقشتها في اجتماعك التالي مع مشرفك، أو في أثناء تناول القهوة مع أحد أصدقائك في العمل.

ما قد تجده أنَّ كونك عالقاً في منصبكَ هو محض اختيارك؛ ويمكنك بعد ذلك البقاء حيث أنت، أو الانتقال إلى شيءٍ مختلفٍ تماماً؛ وذلك لأنَّ الترقية الحقيقية قد تكون أحياناً هي "إيجاد هدف حياتك".

المصدر




مقالات مرتبطة