كيف تحدِّد شغفك في الحياة؟

أكبر معضلة في عالمنا المعاصر هي أنَّنا لا نحدِّد بدقة هدفنا أو شغفنا في الحياة، وهذا ما يعوقنا عن تحقيق النجاح، نحلم بأن نصبح أشخاصاً مختلفين، وينتهي بنا الأمر بالعمل في مهنة لا نحبها، وما ستقرأه في هذا المقال هو حل لهذه المعضلة من خلال مفهوم العملية والمكافأة.



حلمنا عندما كنا أطفالاً بأن نعمل في مهن كثيرة عندما نكبر، ومعظم هذه المهن مستوحاة من الأفلام التي نشاهدها، والناس المحيطين بنا، والتجارب التي نخوضها، لكن عندما نكبر، فإنَّنا نصطدم بالواقع، وينتهي بنا المطاف باختيار مهنة لا نحبها.

في حين يختار أشخاص عدة مهناً مختلفة عن طموحهم بسبب الظروف، فبعضهم الآخر ليس قادراً على التفريق بين شغفهم والمهن التي ينجذبون إليها؛ لذلك سنكتشف الطريقة الصحيحة لتحديد شغفك في الحياة، حتى تتمكن من توجيه حياتك في الاتجاه الصحيح.

ما هو الشغف؟

لا يوجد تعريف واضح للشغف، لكن من خلال استطلاع أفكار أكثر الشخصيات إلهاماً، وتحليل المعاني المختلفة للشغف، فقد توصلنا إلى التعريف الآتي:

الشغف هو قيام المرء بعمل مثمر ويستمتع به دون أن يتوقع أي مُقابل.

يقال: "قم بواجبك دون التفكير بالنتيجة"، وفي حين جاءت هذه العبارة لحث الفرد على عيش حياته بوصفه إنساناً مثالياً، فإنَّه من الممكن أيضاً أن تعني تعريفاً لشغف الإنسان في حياته، بمعنى أنَّك إذا كنت تقوم بالشيء فقط لأنَّك تحب القيام به، دون أن تكون مدفوعاً بالمكافأة، فإذاً أنت تتحرك بالاتجاه الصحيح في حياتك.

شاهد بالفيديو: كيف تكتشف شغفك وتصل إليه؟

العملية أو المكافأة؟

إحدى أسهل الطرائق للتمييز بين الشغف ومجرد الانجذاب لمهنة ما، هي تحليل ما تحبه حقاً، بمعنى التفكير في الدافع هل هو القيام بالعمل، أم المكافأة التي ستحصل عليها؟ سنوضِّح هذا من خلال المثال الآتي:

إذا كان هناك شخص يعمل في قطاع المقاولات، دون أن يكون ذلك هو شغفه، فإنَّه بلا شك مدفوع بالمكافأة التي سيجنيها من ذلك العمل، مثل الراتب والعلاوة وغير ذلك من الفوائد التي سيحصل عليها من عمله، في المقابل إذا كان هناك شخص يعزف على الغيتار، وكان ذلك شغفه، فإنَّ حبَّه لتسجيل الموسيقى، وتأليف الأغاني والعزف في فرقة مع زملائه، سيكون أهم لديه من المكافأة التي سيحققها من جرَّاء شغفه، والتي قد تكون في هذه الحالة، المال والشهرة والصيت الذائع.

إقرأ أيضاً: 8 أشياء يجب أن تقوم بها حتى تعيش شغف الحياة

ما الذي يجب أن تفعله؟

إذاً بعد أن صنَّفت بعض الأشياء التي تريد القيام بها في حياتك، يجب أن تكتشف دافعك فيما إذا كنت راغباً في القيام بها من أجل المُقابل المادي فقط، أو أنَّك تحب حقاً هذا العمل، فعندما تحب عملك، فلا شك بأنَّ النتائج ستكون مُجزية، حتى إن لم تتطابق مع توقعاتك في بعض الحالات، فإنَّ عملك لن يتأثر في ذلك.

لنفترض أنَّك تحب التمثيل، ولم يحصل فيلمك القصير على التقييم الذي كنت تتوقعه، ومع ذلك لن يؤثر ذلك كثيراً في تحضيراتك ومثابرتك على التمثيل، لأنَّ التمثيل هو ما تحبه، والنتيجة التي ستحصل عليها من التمثيل ما هي إلا فائدة ثانوية بالنسبة إليك.

إقرأ أيضاً: كيف أُحدِّد شغفي؟

العملية عامل داخلي والمُكافأة عامل خارجي:

في معظم الحالات، يجب أن تركِّز على الأشياء التي تقع ضمن نطاق إرادتك؛ لأنَّ ذلك هو المنهج الصحيح لعيش حياة مثالية.

المكافأة التي نحصل عليها من أي عمل هي عامل خارجي، وهو ليس في نطاق إرادتك، مثل الشهرة والمال والصيت الذائع، كلها نتائج تحصل عليها من خلال عملك، ويمكن أن تخسرها في أي وقت، على النقيض من خبرتك في عملك وشغفك تجاهه وتصميمك على القيام به؛ فهي أشياء لا يمكن أن تُنتزع منك، بصرف النظر عن الظروف ومدى سوئها، إلا أنَّ خبرتك، وتجربتك في مهنتك ستبقى أشياء تمتلكها، وهي ما سيحافظ على حماستك دائماً.

لذلك عندما تختار أي مهنة فمن الهام جداً أن تقوم بتحليلها على أساس المكافأة والعملية، لأنَّ هذه هي الطريقة الوحيدة لتكتشف هدفك في الحياة.




مقالات مرتبطة