كيف تحدِّد أهداف عائلتك من أجل بناء أسرة سعيدة؟ (مع الأمثلة)

قد تطغى مطالب وضغوط العمل والرَّغبة بالنجاح في هذه الحياة على رعاية المنزل، وإذا لم تقم بتعيين أهدافٍ للحفاظ على العائلة، سيكون لذلك أثره الواضح على أسرتك. يمكنك أن تدَّعي أنَّك تعمل بجدٍ من أجل عائلتك، ولكن في الوقت ذاته قد تكون عائلتك تعاني بسبب عملك والتزاماتك الأخرى.



يمكن أن تكون متطلَّبات الأسرة مرهقة، إذ لديك زوجةٌ وأطفال يعتمدون على تواجدك ورعايتك ودعمك لنموَّهم وتطوُّرهم الإيجابي. بينما ننشغل بالتخطيط لعملنا وحياتنا المهنية وأنشطتنا الاجتماعية قد نغفل عن التخطيط لحياتنا الأسرية أو حتَّى نفشل في ذلك، ممَّا يؤدِّي إلى تفكك الأسر؛ لذا تساعد الأهداف العائلية المحددة بعنايةٍ في تجنُّب ذلك.

في هذا المقال نسلِّط الضوء على أبرز الآراء حول كيفيَّة تحديد أهداف عائلتك، إلى جانب بعض الأمثلة على الأهداف التي يمكن أن تحقِّق الانسجام في حياتك الأسرية.

ما هي أهداف العائلة؟

هناك طرائق مختلفةٌ يمكن للمرء أن ينظر فيها إلى أهداف الأسرة، أحد هذه الطرائق هي أنّ هذه الأهداف تُمثِّل الرَّغبات التي تخطط لتحقيقها من أجل عائلتك. يرى رأيٌّ آخر أنَّ الأهداف العائليَّة هي أيُّ هدفٍ يتطلَّب بطبيعته فرداً آخر من عائلتك من أجل تحقيق هذا الهدف.

فإذا نظرنا إلى الأمر بهذه الطريقة، يصبح من الواضح أنَّه لا يمكنك تحقيق أهداف عائلتك دون تعاون الأفراد معاً. على سبيل المثال: يتطلَّب تحديد هدفٍ للحفاظ على الانسجام داخل عائلتك تعاون شريكك، وربَّما أطفالك، من أجل تحقيقه.

لماذا من الهامِّ تحديد أهداف الأسرة؟

عائلتك نتاج قراراتك، وقرارات زوجتك.

بينما يمكنك تحقيق النجاح كفرد، يكون نجاحك أكثر فائدةً عندما تكون عائلتك قادرةً على الشعور بتأثيرك. بصفتك زوجاً أو أحد الوالدين، عليك أن تتحمَّل المسؤوليَّة للتأكُّد من أنَّ عائلتك تسير في الاتجاه الصحيح، ولهذا السبب من الهامِّ تحديد أهداف الأسرة.

إنَّ العائلة السعيدة لا تتكوَّن عن طريق الحظ أو الصدفة، إنَّها نتاج النوايا الحسنة والقرارات الصعبة.

يعدُّ تحديد أهداف الأسرة من أجل اتخاذ القرارات خطوةً هامَّةً يجب أن تقوم بها من أجل عائلتك.

إقرأ أيضاً: 5 قواعد ذهبية مثبتة علميًا في تحديد الأهداف

كيف تحدِّد أهداف الأسرة؟

لا ينبغي أن يكون تحديد أهداف العائلة مهمَّةً صعبة. إليكَ بعض الأشياء التي يجب مراعاتها لجعل تحديد أهداف عائلتك أمراً سهلاً وممتعاً:

1. ماذا تريد أنت وزوجك من أجل عائلتك؟

تعدُّ كلُّ عائلةٍ حالةً خاصة؛ لذلك عليك أن تقرِّر مع زوجك ما الذي تريده لعائلتك. فكِّر في الشكل الذي تريد أن تبدو به أسرتك كلَّ يوم، أو ما ترغب بتحقيقه في شهر، أو عام، أو بعد 3 أو 5 أو 10 سنوات.

2. ما هي العائلات التي تريد أن تتخذها نموذجاً؟

هناك أمثلةٌ جيدةٌ لبعض العائلات قد ترغب بمحاكاتها. انظر حولك، قد تعتقد أنَّها خصالٌ مرغوبةٌ يمكنك تعليمها لعائلتك؟ اكتبها، وتحقَّق ممَّا إذا كان بإمكانك عمل أشياء مماثلةٍ أنت وعائلتك.

3. ماذا لاحظت في العائلات الأخرى وتريد الابتعاد عنه؟

هل لاحظت سلوكاً ما وشعرت أنَّه تهديدٌ للعائلة؟ حان الوقت لتقرِّر أنَّك لن تجرِّبه. على سبيل المثال: إنَّ العودة إلى المنزل في وقتٍ متأخرٍ بشكلٍ دائمٍ يمكن أن يوتِّر العلاقة بين الزوجين. إذا لاحظت هذا الشيء، فقرِّر أن تعود إلى المنزل يومياً في وقتٍ محدَّد يمكن عدُّه مبكِّراً بما فيه الكفاية.

4. ما هي التحديَّات الحاليَّة في عائلتك؟

تستمرّ معظم المشاكل في العائلات؛ لأنَّ الزوج والزوجة -وربَّما الأطفال أيضاً- لم يجلسوا لإجراء محادثةٍ جيدةٍ حول المشكلة. عندما تتحدَّث عن التحديَّات وتناقش أيضاً الحلول الممكنة، يمكنك عندئذٍ التَّوصل إلى أهدافٍ عائليَّةٍ ستعالج تلك المشاكل.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح فعّالة لمعالجة المشاكل الزوجية

5. كيف يمكنك الحفاظ على عائلتك قويَّةً وصحيَّةً وسعيدة؟

إنَّ الحفاظ على قوة عائلتك وصحتها وسعادتها يجب أن يكون على رأس أولوياتك. جرى تحديد خصائص للعائلات القوية وهي: التَّواصل الفعَّال، والمشاركة العاطفية، والتشجيع، والتقدير، والالتزام بالعائلة، والترابط الاجتماعي، والقدرة على التكيُّف، وتوضيح الأدوار، وقضاء الوقت معاً، وما إلى ذلك. فكِّر في كيفية تطوير هذه السمات في عائلتك، وحدِّد أهدافاً لها.

20 مثالاً ومعياراً لأهداف الأسرة:

هل أنت مستعدٌ لتحديد أهداف عائلتك؟ هذه بعض المعايير أدناه لإرشادك:

1. الإبقاء على الاحترام المتبادل:

أحد أسباب الصِراع في المنزل: عدم احترام أفراد الأسرة بعضهم بعضاً. ويمكن تعريف الاحترام المتبادل بأنَّه: التحدُّث مع الآخرين بطريقةٍ محترمة، ومراعاة شريكك عند اتخاذ القرارات، والاستجابة لاحتياجاته ورغباته.

2. تربية الأطفال بحيث يكونون مسؤولين ومنتجين وسعداء:

إنَّ تربية الأطفال المسؤولين لا تحدث بالصدفة، وإنَّ الآباء الذين لديهم أطفالٌ كبارٌ يعرفون ذلك. لديك الفرصة الآن لتضع خطةً عن طريق تربية أبنائك ليكونوا مسؤولين ومنتجين وسعداء.

3. تعزيز الجانب الدِّيني في حياة العائلة:

يلعب الإخلاص الديني دوراً رئيساً في الزواج. وكذلك، يمكن أن يساعدك في الحفاظ على الاستقامة الرُّوحية والأخلاقيَّة.

من جهةٍ أخرى، يساعدك في الانتماء إلى المجتمع، حيث يمكن لعائلتك أيضاً الحصول على دعمٍ خارجيٍّ وتشجيع.

إقرأ أيضاً: أخلاق الإسلام التي على كل مسلم أن يلتزم بها

4. تأمين مصدر دخل ماليٍّ ثابت:

هناك أقاويل بأنَّ المال هو السكَّر في شاي الزواج. في حين أنَّ هذا الكلام يحتاج إلى نقاش، فإنَّ الحقيقة أنَّ نقص الأموال في الأسرة يمكن أن يخلق التَوتر؛ لذلك فإنَّ تحديد هدفٍ لتأمين تمويلٍ مناسبٍ لاحتياجات عائلتك هدفٌ يستحق المتابعة.

5. وضع وتشغيل خطةٍ ماليَّةٍ للعائلة:

عليك إنشاء خطةٍ ماليةٍ طويلة الأمد لعائلتك، وهذا يشمل النَّظر في خطط التوفير، وخطط الاستثمار، وخطط تعليم الأطفال، وما إلى ذلك.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح سريعة لضبط نفقات العائلة

6. التَّعامل مع النزاعات بحكمة:

لا يمكنك تجنُّب النزاعات أو سوء الفهم ضمن الأسرة، ولكن يمكنك التعامل معها بحسمٍ وحكمة. تحديد نمطٍ عمليٍّ لحلِّ النزاعات هدفٌ يجب أن تفكِّر فيه.

7. التعايش:

الغرض الأساسي من الزواج هو الرفقة، وإحدى الطرائق لتنمية هذا الشعور: العيش لفترةٍ طويلةٍ معاً.

تحكَّم بعاداتك من أجل أن تعيش طويلاً، مثل: تقليل التوتر، والعيش بسعادة، وتناول الطعام الصِّحي، وممارسة الرياضة.

8. التَّواصل المفتوح والفعَّال:

شجِّع التَّواصل المفتوح والمنتج في عائلتك. وإذا كان ذلك ممكناً، خصِّص يوماً من كلِّ أسبوعٍ يقوم فيه كلُّ فردٍ من أفراد الأسرة بإخبار الآخرين عن رغباته وآلامه وآرائه حول الأحداث التي جرت.

9. العمل من أجل هدفٍ واحد:

إنَّ الأماني والمهمَّات والقيم السامية ليست جيدة فقط للأفراد أو الشركات، ولكنَّها تنطبق أيضاً على العائلة. نمِّ هذه القيم والأهداف المميزة وأيَّ شيءٍ تعملون جميعاً من أجله.

10. خلق التَّوازن بين العمل والحياة:

معظم الناس لديهم هذه الرغبة بالفعل، ولكن يجب أن تتعلَّم كيف تخلق التوازن بين العمل والحياة. عائلتك في أمس الحاجة إلى ذلك.

11. تشجيع وتوفير التعليم الجيِّد:

يمكنك جعل هدفك هو دعم أفراد عائلتك بالأموال لتحقيق أعلى مستوى تعليميّ ممكن. سيتطلَّب هذا التفكير بطريقةٍ مختلفةٍ لتأمين دخلٍ كافٍ.

12. البدء بتأسيس شركةٍ عائلية:

يمكنك التخطيط لخلق الثروة في عائلتك من خلال بدء عملٍ تجاريٍّ عائلي، وهو إرثٌ يمكنك نقله إلى أطفالك.

13. قضاء وقتٍ جيدٍ معاً:

ضع هدفاً لقضاء وقتٍ ممتعٍ مع عائلتك. إذا أمكن، اترك الهواتف وأدوات التسليَّة بعيداً عندما تكون في المنزل، لزيادة الوقت مع عائلتك.

14. تخصيص وقتٍ لكلِّ فردٍ من أفراد الأسرة على حدة:

يحتاج كلُّ فردٍ من أفراد عائلتك إلى وقتٍ منفصلٍ خاصٍّ به معك، وسواءً كنت أباً أو أُمّاً اجعل هدفك قضاء وقتٍ محددٍ مع زوجك ومع كلِّ طفلٍ من أطفالك لوحده أسبوعياً، أو مرتين في الشهر. سيساعدك ذلك في التقرُّب منهم وفهم مخاوفهم واحتياجاتهم.

15. التفكير في التَّرفيه والعطلات الخاصة:

إحدى أهمِّ الطرائق لتكوين أسرةٍ سعيدة: اصطحاب عائلتك في أيام العطلات والإجازات الخاصَّة خارجاً، إذ قد يشعر النَّاس بالملل في بيئتهم اليوميَّة، وقد يحتاجون إلى جوٍ جديدٍ للاسترخاء. يمكنك التخطيط لذلك مرتين في السنة، أو مرةً في السنة، وذلك حسب ميزانيتك.

16. مفاجأة الشَّريك:

قم بخلق جوٍ جميلٍ عن عَمَدٍ في منزلك، من خلال التخطيط لبعض ليالي المواعدة المفاجئة مع شريكك.

إقرأ أيضاً: 6 أمور بسيطة يمكنك فعلها لإحداث فرق كبير في علاقتك مع الشريك

17. اتَّباع خطة النظام الغذائي العائلي:

حاول بناء أسرةٍ ذات عاداتٍ صحيَّةٍ من خلال التأكُّد من أنَّ عائلتك تأكل جيداً. بين الحين والآخر، ضع خطة نظامٍ غذائيٍّ خاصٍّ لأفراد عائلتك لتعزيز صحة الأسرة.

18. ممارسة الرياضة معاً:

اجعل عائلتك عائلةً ذات عاداتٍ صحيَّة. تمتع ببعض المرح مع أفراد عائلتك من خلال تخصيص وقتٍ لممارسة الرياضة معاً، سواءً في الداخل أو في الهواء الطلق.

19. كتابة قائمةٍ بمهام الأسرة:

طريقةٌ أخرى لتوحيد الأهداف في عائلتك: إنشاء قائمة مهام. على سبيل المثال: قُم بإنشاء مجموعةٍ من الكتب لقراءتها، أو أفلامٍ لمشاهدتها؛ وخصِّص وقتاً لمناقشتها لاحقاً.

20. محاولة إنشاء مؤسسةٍ خيريَّة:

قم ببناء إرثٍ للعائلة من خلال إنشاء مؤسسةٍ خيرية، أو مؤسسةٍ تلبِّي احتياجات ذوي الاحتياجات الخاصة. إذا لم يكن لديك الوقت والموارد لذلك، يمكنك الالتزام بتقديم دعمٍ منتظمٍ لمؤسسةٍ خيريةٍ من اختيارك.

في الختام:

ضع في اعتبارك أنَّه عند تحديد أهدافٍ لعائلتك، ستحصل في النهاية على أسرةٍ قويَّةٍ وسعيدة؛ إذ أنَّ كونك قوياً يعني أنَّ عائلتك مرتبطةٌ ببعضها بقوة، وكلُّ فردٍ فيها يشعر بالأهميَّة والاتصال بالعائلة؛ وعندما تكون بصحةٍ جيدةٍ يعني أنَّ هناك حبَّاً واحتراماً متبادلين، والجميع سليمٌّ عقلياً وجسدياً وروحياً؛ وأن تكون سعيداً يعني أنَّ هناك فقط بضع لحظاتٍ مملَّةٍ في منزلك، وأنَّكم تستمتعون جميعاً، ويشعر الجميع بالرضا لكونهم جزءاً من العائلة.

 

المصدر




مقالات مرتبطة