كيف تجعل القادة يهتمون باندماج الموظفين في العمل؟

عندما وجد استطلاع أجرته مؤسسة "غالوب" (Gallup) مؤخراً أنَّ 68.5% فقط من العمال يَعُدُّون أنفسهم "غير مندمجين في العمل"؛ فليس غريباً أن نجد أنفسنا نعاني من أزمة في اندماج الموظفين.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "برينان ماكتشران" (Brennan McEachran)، يُحدِّثُنا فيه عن كيفية جعل القادة يهتمون باندماج الموظفين.

وعلى الرغم من هذا، ما يزال من الصعب جعل القادة والمديرين يركزون في هذه القضية؛ إذ نعلم أنَّه أمر بالغ الأهمية لنجاح المنظمات على الأمد الطويل، ونعلم أيضاً أنَّ الأمر مرتبط بإنشاء مكان عمل عالي الأداء، فلماذا لا يأخذ القادة الأمر على محمل الجد؟

مشكلة اندماج الموظفين:

تكمن مشكلة اندماج الموظفين في أنَّ العديد من القادة لا يستطيعون قياسها؛ فقياسها لا يساعدهم كثيراً على إدارة الأهداف الأساسية، كما أنَّ البيانات لا تقدم شيئاً لمساعدتهم على فهم توجه الأعمال،

لتوضيحِ ذلك، دعنا نلقي نظرة على إحدى الطرائق التي تقيس بها المنظمات الاندماج، وهي "صافي نقاط ترويج الموظفين" (Employee Net Promoter Score).

يمكن أن تكون نتائج إحصائية "صافي نقاط ترويج الموظفين" هي 90 نقطة، وقد تكون -90، فهو مقياس مثير للاهتمام، لكن ما الذي يمكنك أن تتعلَّم منه؟ إذا حسَّنته بمقدار 10 أو 30 أو 50 نقطة، فهل سيؤدي ذلك إلى تقليل معدل دوران العمالة أو المساعدة على ملء المناصب الشاغرة بشكل أسرع أو زيادة الإنتاجية؟

ربما، لكن إلى أي مدى وإلى أيَّة درجة سيؤثر ذلك في الربح الصافي؟ عندما يتعيَّن على القائد تحديد الأولويات، فإنَّ التركيز في عمل يمثل تحدياً كبيراً ويؤدي إلى نتائج غامضة لن يكون في أعلى القائمة؛ إذ إنَّ اندماج الموظفين هو أمر يصعب التعامل معه بثقة تامة.

شاهد بالفديو: 7 استراتيجيات لإبقاء موظفيك في حالة تحفيز دائم

ربط اندماج الموظفين بالأهداف الأساسية:

على الرغم من صعوبة قياس اندماج الموظفين، إلَّا أنَّنا نعلم أنَّه هام، فهل يكفي قياسه والتركيز في تحسينه؟ وهل يكفي أن يصبح هدفاً أساسياً لجعل مقاييس اندماج الموظفين عنصراً أساسياً لمراجعات الأداء؟ لا أعتقد أنَّه كذلك.

أولاً، قد تميل إلى التركيز في رفع نسبة الاندماج وليس معالجة المشكلات الأساسية؛ فنحن نعلم بأمر هذه المشكلة لأنَّنا سمعنا أمثلة من الموظفين عن الحالات التي يمكن للإدارة أن تمارس تأثيرها بشدة في محاولة المساعدة على تحسين نتائج "صافي نقاط ترويج الموظفين"، والأهم من ذلك، إذا كنَّا نعتقد أنَّ اندماج الموظفين له تأثير كبير في النتائج الأساسية، فلماذا نُقلِّل المجهود؟ إذ عليك بذل جهد لفهم مقدار تأثيره.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح لإدارة توقعات الموظفين

فهم تأثير صافي الربح في اندماج الموظفين:

حدِّد نتائج اندماج الموظفين التي تجعلها مؤشراً حقيقياً لنتائج الأعمال؛ فهذا سيجعل القادة يهتمون بحق، لكن كيف تفعل ذلك؟

فلنلقِ نظرة على مثال من شركة موارد عالمية رائدة؛ إذ وضعوا أهدافاً لخفض التكاليف وتحسين الإنتاجية والسلامة، وبعد مشاركة هذه الأهداف مع الموظفين، استخدمت الإدارة منصة إلكترونية للاستفادة من أفكار العاملين في الصف الأمامي؛ وذلك لأنَّهم أدركوا أنَّ هؤلاء هم الأشخاص الذين يلاحظون مجالات عدم الكفاءة يومياً ويمكنهم مساعدتهم على الوصول إلى أهدافهم.

في البداية، لم تتوافق معظم الأفكار مع أهداف خفض التكاليف وتعزيز الإنتاجية؛ لذلك، ركزت الإدارة أكثر قليلاً في التواصل ومساعدة الموظفين على فهم الاستراتيجية والأهداف، وعلى مدار الأشهر الستة المقبلة ركزت 95% من 1700 فكرة التي طُرِحَت في خفض التكاليف وتحسين الإنتاجية والسلامة.

الأهم من ذلك، ساعدت المنصة على تحسين الثقافة التنظيمية باستمرار، فقد استخدم الموظفون جهودهم لمساعدة مؤسستهم على تحقيق أهدافها الأساسية؛ إذ شعر كل موظف بأنَّ صوته مسموع وأنَّ أفكاره ساهمت في مستقبل الشركة، وبالنسبة إلى القادة، فإنَّ المسار الثابت للأفكار والمشاريع لخفض التكاليف وتحسين الإنتاجية والسلامة يجعلهم واثقين بالنجاح على الأمد الطويل.

كيف يَعُدُّ المديرون الموظفين للنجاح؟

لكي يكون هذا النهج ناجحاً، يجب على القادة وضع رؤية واضحة وتحديد أهداف ذات مغزى على المستوى الفردي؛ فمن خلال القيام بهذا، يصبح الموظفون قادرين على مواجهة العقبات التي تمنع النجاح أو الفرص التي تعمل على تحسين النتائج أو تسريعها؛ وبهذه الطريقة، يمكن قياس الاندماج على مستويات متعددة، ويوجد جانب مثير للاهتمام لاحظناه وهو أنَّ مستويات اندماج الموظفين من خلال منصة الأفكار الإلكترونية يمكن أن تكون مؤشراً جيداً لدوران العمالة؛ فعلى سبيل المثال، يكون الموظفون الذين لا يشاركون أفكارهم عموماً أقل اهتماماً بنجاح منظمتهم على الأمد الطويل.

هذا منطقي إن كنتَ تنوي عدم البقاء في الشركة طويلاً، فلن يكون لديك دافع للمساهمة في جعل الشركة التي تعمل من أجلها أفضل.

إقرأ أيضاً: مشاركة الموظفين: هل صحيح أنَّ المديرين يشكلون الدافع الأكبر لذلك؟

إعطاء فرصة للمساهمة:

في النهاية، من المنطقي تزويد الموظفين بفرصة للمساهمة في تحقيق أهداف الشركة بطريقة هادفة، فهل ساعدَت مساهمتهم الشركة على الوصول إلى أهدافها؟ إذا كانت الإجابة "نعم"، فإنَّ موظفيك مندمجون في العمل، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فقد تحتاج إلى التحقُّق ما إذا كانت أهداف الشركة متوافقة مع الموظفين.

قد لا يكون حلاً سحرياً لجميع جوانب اندماج الموظفين، ولكنَّه طريقة رائعة لتحديد ما إذا كنتَ قد أدمجتَ موظفيك بنجاح في الأولويات الأساسية.

المصدر




مقالات مرتبطة