كيف تجعل أطفالك يخلدون إلى النوم دون عناء؟

يعلم الآباء والأمهات أنَّ محاولة وضعِ أطفالهم في السرير ليناموا هي أصعب مهمة يتوجب عليهم القيام بها في اليوم، حيث يكونون في هذه الفترة من اليوم مرهَقين ولا يريدون إلا الاسترخاء.



بَيْدَ أنَّ الأطفال على اختلاف أعمارهم يكونون مفعمين بالطاقة، ويرفضون النوم ما لم يحكِ لهم والداهم قصةً أو يُغنُّوا لهم أغنية ما قبل النوم، ناهيك عن طلباتهم التي لا تنتهي، فيحرمون والديهم من أن ينعموا بالراحة.

إن كان هذا الأمر يتكرر كثيراً، فقد تبدأ في التساؤل عما إذا كنتَ أنت وطفلك تحصلان على القدر المناسب من النوم وكيف تجعل النوم أسهل، ولمعرفة الإجابة تابِع معنا قراءة المقال.

كيف يؤثر النوم في صحة طفلك؟

يؤدي النوم - سواء كان لفترة طويلة أم قصيرة - دوراً أساسياً في تحسين الصحة، كما نحصل على فوائد جمَّة عند نيلنا القسط المناسب من النوم، في حين يترتب على الحرمان من النوم عواقب سلبية، وفيما يلي بعض النقاط التي تبيِّن تأثير النوم في الأطفال:

  • وظيفة الدماغ: يرتبط النوم بوظائف معيَّنة في الدماغ مثل: التركيز والإنتاجية والإدراك، وتؤثِّر هذه جميعها في سلوك الطفل وتحصيله الدراسي.
  • الوزن: تؤثِّر أنواع النوم في الهرمونات المسؤولة عن الشهية، حيث تتعارض قلة النوم مع القدرة على تنظيم الوجبات، مما يزيد من احتمالية الإفراط في تناول الطعام.
  • الأداء البدني: يؤثر النوم في القدرات الجسدية للشخص، حيث يؤدي الحصول على قسط كافٍ من الراحة إلى أداء أفضل، وتركيز أعلى، وطاقة ووضوح ذهني، وسرعة أكبر.
  • الصحة الجسدية: توجد العديد من طرائق النوم التي تعزز الصحة، حيث يشفي النوم الجسم، كما يساعد أيضاً في الوقاية من الأمراض والتقليل من المشكلات الصحية، وينظِّم الحصول على قسط مناسب من الراحة ضغط الدم، ويساعد على الوقاية من أمراض القلب، ويقلل من احتمالية توقُّف التنفس في أثناء النوم، ويقلل الالتهاب، ويعزز جهاز المناعة، ويقلل من مخاطر زيادة الوزن.
  • تحسين الصحة النفسية: إنَّ لنقص النوم أثر سلبي في المزاج والذكاء الاجتماعي والعاطفي، فعندما لا يحصل الطفل على نوم كافٍ، فمن المرجح أن يُصَاب بالاكتئاب، ويفتقر إلى التعاطف والقدرة على إدراك عواطف الآخرين وردود أفعالهم.

النوم والسلوك الخطِر عند المراهقين:

وجدَت الدراسات أنَّ المراهقين أكثر عُرضةً لممارسة سلوكاتٍ خطيرة عندما يُحرَمون من النوم، ولن يستطيعوا التحكم بمزاجهم، مما يجعلهم سريعي الانفعال وعدوانيين ومتسرعين، فتظهر عدم قدرتهم على التنظيم الذاتي على شكل أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتُّت الانتباه (ADHD).

يصبح الحرمان من النوم خطيراً عندما يقود المراهقون السيارات، فيعرِّضهم الاندفاع والمخاطرة إلى جانب الإرهاق لخطر التعرُّض للحوادث بنسبة أعلى.

الآن، بعد أن تعرَّفتَ إلى فوائد النوم لصحتك، سنستعرض فيما يلي عدد الساعات الكافية وإرشادات أطباء الأطفال، والفرق في النوم بين الراشدين والصغار.

إرشادات أطباء الأطفال فيما يتعلق بالنوم:

تختلف متطلبات النوم حسب العمر، وبين شخص وآخر، فيحتاج بعض الأشخاص إلى ساعات نوم أكثر من غيرهم.

فيما يلي إرشادات مهمة يوصي أطباء الأطفال الآن باتِّباعها:

  • يحتاج الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 4 إلى 12 شهراً إلى 12-16 ساعة (بما في ذلك القيلولة).
  • يحتاج الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من عام إلى عامين إلى 11-14 ساعة (بما في ذلك القيلولة).
  • يحتاج الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 3 إلى 5 سنوات إلى 10-13 ساعة (بما في ذلك القيلولة).
  • يحتاج الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 6-12 سنة إلى 9-12 ساعة.
  • يحتاج الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 13-18 سنة إلى 8-10 ساعات.

يمكِنك زيادة ساعات النوم إذا كان طفلك ينام الساعات الموصى بها ولا ينمو.

شاهد بالفيديو: 6 خطوات لنوم هانئ للصغار

علامات تدل على أنَّ طفلك لا يحصل على قسط كافٍ من النوم:

توجَد دلائل محدَّدة - إذا استثنينا الغضب - يجب الانتباه إليها لمعرفة ما إذا كان طفلك يحصل على قسط كافٍ من النوم وهي:

  • النعاس المفرط خلال النهار.
  • صعوبة الاستيقاظ في الوقت المحدد.
  • فرط النشاط.
  • الكآبة.
  • عدم الانتباه.
  • تقلُّبات المزاج.
  • السلوك العدواني.
  • الاضطراب.
  • نفاد الصبر.
  • عدم القدرة على السيطرة على الانفعالات.

كما تلاحظ، يمكِن أن يسبِّب الحرمان من النوم لفترات طويلة مشكلات في العلاقات، ويعيق قدرة طفلك على تقديم أداء جيد في المدرسة.

لكن ماذا ستفعل إن علمتَ أنَّ طفلك لا يحصل على قسط كافٍ من النوم؟ وكيف يمكِنك تحسين أوقات نومه؟

إقرأ أيضاً: 8 نصائح تساعد على نوم الطفل بمفرده

كيف تنظم فترة ما قبل النوم للأطفال الرُّضَّع؟

يساعد النوم الصحي أو تنظيم مواعيد النوم طفلك على النوم أسرع، كما أنَّه يُحسِّن نوعية النوم، فعليك إيجاد جدول مناسب لعائلتك، أو اتَّبِع الاقتراحات التالية التي ستساعد الجميع في جعل موعد نومهم مُسلِّياً أكثر.

يعتقد معظم الناس أنَّه لا بأس بترك طفلهم يبكي حتى ينام، ولكن توجد طرائق أخرى يمكِنك من خلالها تعليم الطفل النوم دون أن يبكي، مما يجعل التجربة أكثر متعةً للجميع. في الواقع، تُظهر الدراسات أنَّ طريقة النوم بالتدريج أو تدريب النوم اللطيف فعَّالة تماماً مثل ترك الطفل يبكي ولكن دون توتُّر، إذاً ما هو تدريب النوم اللطيف؟

تدريب النوم اللطيف:

تساعد هذه الطريقة الأطفال الرُّضَّع والأطفال الصغار على النوم بمفردهم، وتوجد طريقتان للقيام بذلك:

1. الروتين الإيجابي مع النوم بالتدريج:

يتعلم الأطفال النوم بسهولة باستخدام طقوس مريحة وهادئة ويمكِن التنبؤ بها، وتصل مُدَّتها إلى عشرين دقيقة، ويكمن السر في اختيار وقت نوم لا يكون باكراً كثيراً؛ فالطفل غير المتعب سيقاوم النوم.

ابدأ العملية عندما يشعر طفلك بالنعاس، حتى لو كان في وقت يلي الوقت الذي تُفضِّله، وستلاحظ أنَّ الطفل يتبع نمطاً معيَّناً وتكتشف سريعاً الوقت الذي تبدأ فيه طاقته تخمل خمولاً طبيعيَّاً، فاجعل هذا وقت نومهم حالياً، وسوف يتعلمون ربط النوم بالروتين، وستكون قادراً على البدء قبل خمس عشرة إلى عشرين دقيقة كي تضبط مواعيد نومهم بالتدريج.

2. النوم بوجود الوالدين:

في هذه الطريقة، تستلقي مع طفلك الكبير أو الصغير حتى ينام، وبمرور الوقت، تولِي اهتماماً أقل بطفلك، فتجلس تدريجياًعلى كرسي، وفي النهاية، سيتمكن طفلك من النوم دونك، وأظهرَت إحدى الدراسات أنَّ استخدام هذه الطريقة يساعد الأطفال على النوم لفترة أطول والتقليل من فترات الاستيقاظ.

تتطلب هاتان الطريقتان وقتاً، ولكنَّهما فعَّالتان ولا تُسبِّبان ضرر ترك الرضيع أو الطفل الصغير يبكي نفسه.

نصائح إضافية لمساعدة طفلك على النوم بشكل أفضل:

إن رغبتَ بوضع روتين لمساعدة طفلك على الاستعداد للنوم ومعرفة الأشياء العملية التي يمكِنك القيام بها، فاتَّبِع هذه النصائح كي تحصل على مواعيد نوم هادئة ومريحة:

  • ساعِدهم في ضبط "ساعتهم الداخلية" من خلال تعريضهم لضوء النهار الطبيعي وأنشطة النهار وهدوء المساء.
  • لا تُعرِّضهم للأشعة الزرقاء التي تنبعث من الأجهزة الإلكترونية.
  • اجعل موعد النوم هادئاً وباعثاً على الاسترخاء وممتعاً.
  • تعلَّم كيفية تقليل التوتر عندك وعند طفلك.
  • لا تُجبِرهم على النوم، وإلا سيزداد قلقهم ويصير من الصعب عليهم الحصول على الراحة.
  • تجنَّب القيلولة في وقت متأخر بعد الظهر.
  • اجعل الفترة الزمنية بين القيلولة وموعد النوم أطول.
  • أطعِم الطفل قبل النوم مباشرة.
  • تجنَّب التدخل في وقت مبكر جداً إذا بدأ الطفل في الاستيقاظ، وامنح طفلك فرصةً للعودة إلى النوم دون مساعدتك.

كيفية تنظيم وقت ما قبل النوم للأطفال في المرحلة الابتدائية:

من السهل أن تتَّبع روتيناً إذا بدأتَ في سن مبكرة، لكن لم يَفُت الأوان بَعْد للبدء. ولحسن الحظ، لن تمرَّ سوى بضع ليال قبل أن تبدأ بملاحظة تحسُّن نوم طفلك.

ستساعدك هذه الأفكار في وضع جدول زمني يشجع طفلك على النوم بصورة أسهل وأسرع ولفترة أطول.

  • أطعِمهم وجبةً خفيفة ومغذية.
  • دعهم يغتسلون.
  • نظِّف أسنانهم وخذهم إلى الحمام.
  • اقرأ لهم قصةً.
  • غنِّ لهم تهويدة.
  • احتضِنهم أو دلِّكهم.
  • تحدَّث معهم عن يومهم.

إن أردتَ الحصول على أفضل النتائج، فعليك اختيار نشاطات عدَّة ليقوموا بها بالترتيب نفسه كل ليلة، فأخفِض من شدة النور، واجعل النشاطات بسيطة كي يستطيع الجميع الهدوء.

إقرأ أيضاً: لكل أمّ: 4 أمور تجهلينها من شأنها أن تؤثّر على نوم طفلك

كيفية تنظيم موعد ما قبل النوم للمراهقين:

قد يقاوم المراهقون فكرة نوم ساعات أكثر، ولكن هذا لا يعني أنَّه لا يوجد روتين مفيد للمراهقين؛ فهُم يكونون عادةً قادرين على تنظيم موعد نومهم، ولكن يساعدهم القليل من التنظيم والإشراف في الحصول على النوم الذي يحتاجونه، فمن خلال تنفيذ النصائح التالية، يمكِن لابنك المراهق نيل راحة أفضل.

  • لا تدعه يحتسي المشروبات التي تحتوي الكافيين في المساء.
  • قلِّل من وقت التلفاز.
  • لا تسمح له بالسهر الطويل.
  • دعه يتمرن لساعة في اليوم.
  • أبقِ غرفة النوم مظلمةً وبدرجة حرارة مناسبة وهادئة.
  • تحدَّث عن مشكلاته.

الخلاصة:

يمكِن أن يكون موعد نوم الأطفال جزءاً ممتعاً من اليوم مع وجود جوِّ نومٍ مناسب، وهذا لا يعني أنَّه يمكِن أن يكون وقتاً ممتعاً مع طفلك فحسب؛ بل يُعزِّز صحَّته وأداءه، ومن خلال تنفيذ هذه النصائح، يمكِنك ضمان الراحة المناسبة لأفراد الأسرة جميعهم وموعد نوم أفضل للأطفال.

 

المصدر




مقالات مرتبطة