كيف تجد المهنة المناسبة لك؟

سوق العمل مليء بالشواغر الوظيفية لتختار منها، لكن عليك أن تكون حذقاً لتستقر على الخيار الأنسب لك. لا يفكر أحد في الإقدام على ترك وظيفته الحالية والبحث عن أخرى يجد فيها ضالته دون أن يطارده شبح عدم أهليته لها في المستقبل؛ لكن لا يجب أن يثنيك هذا عن المحاولة؛ وسواء كنت تبحث عن وظيفة مباشرة بعد تخرجك من الجامعة أم تعتزم تغيير مهنتك، اتبع الخطوات الآتية لتحديد المهنة الأنسب لك:



1. وضع قائمة بالمهن التي تطمح إليها:

دوِّن أولاً المهن التي ترغب فيها، إذ ربَّما قد كوَّنت فكرة مسبقة عن المهنة التي تعتزم العمل فيها حتى قبل أن تبدأ رحلة البحث؛ ثمَّ بعد ذلك، ضع قائمة ثانية تتضمن مواطن قوتك؛ وفي حال ساورتك الشكوك حول الأمور التي تجيدها، فاسأل أحد أصدقائك المقربين، فلربَّما يعطيك جواباً شافياً ووافياً.

قارن بين هاتين القائمتين حالما تنتهي منهما، واسأل نفسك: "ما العمل الذي أرغب فيه وأستطيع التألق به؟"، وأعِدَّ قائمة ثالثة تقيِّم فيها المهن وتعيد ترتيبها؛ فمثلاً: إن كنت ماهراً في مهنة لا تستهويك كثيراً، فعليك وضعها في أسفل القائمة.

إقرأ أيضاً: نوع شخصيتك والمهنة المناسبة لك حسب نظرية العالم هولاند

2. إجراء تقييم للمهنة:

ليس من وظيفة الاختبارات المعيارية أن تضع الخيار أمامك على طبق من فضة، لكنَّها ترشدك إلى الطريق الصحيح؛ حيث تقيس اختبارات الكفاءة المهنية قدراتك واهتماماتك، وتقدم النصائح حول المسارات المهنية استناداً إلى إجاباتك.

خذ استراحة قبل أن تباشر استعراض النتائج كي تمتلك مساحة لتنقيحها من الأجوبة التي تأثرت بحالتك المزاجية، وانظر إلى النسبة المئوية المطابقة، واسأل نفسك إن كنت ترى أنَّك أهل للقيام بهذه المهنة أو المنصب لبقية حياتك.

فمثلاً: لو كانت إجاباتك تتمحور حول مساعدة الآخرين، فقد ينصحك الاختبار باختيار مهنة في المجال الصحي؛ لكن في حال لم ترغب في العمل ضمن مستشفى أو أحد المرافق الصحية، فعليك أن تشطب هذا الخيار أو تضعه أسفل قائمتك.

3. الاهتمام بأدق التفاصيل:

نجد في كل مهنة ما يجعلها مدعاة للسرور أو الإحباط؛ لكن قبل أن تختار لنفسك وظيفة، عليك تكوين صورة واضحة عنها من خلال الاطلاع على مواصفات العمل فيها، وإعداد قائمة بالسلبيات والإيجابيات عنها.

توجد الكثير من العوامل التي تستدعي منك التفكير عند اختيار المهنة المناسبة، كما عليك أن تسأل نفسك هذه الأسئلة المفتاحية التالية:

  • ما هي عدد ساعات العمل التي يتطلبها هذا النوع من الأعمال؟ وهل توجد مرونة في اختيارها؟
  • ما هي المهارات المطلوبة؟ هل أتحلى بها، أو هل سأكون راغباً في تعلمها؟
  • ما هي المتطلبات التعليمية؟ هل باستطاعتي تحمل نفقات متابعة دراستي؟
  • ما هي طبيعة الرواتب لديهم في هذا المجال؟ هل تعتمد خطة التقاعد لديهم على التوزيع غير العادل للموظفين الرئيسين على حساب الموظفين ذوي الأجور المتدنية، أم توزَّع بالتساوي؟
  • ما هي طبيعة النمو الوظيفي في هذا القطاع؟ هل يحدث التوظيف بناء على عقد مؤقت يُجدَّد كل فترة أم عقد دائم؟
  • هل الفرص في هذا المجال متاحة في منطقتي؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك، فهل سأكون مستعداً لتغيير مكان إقامتي؟
  • هل سأعمل منفرداً أم ضمن فريق؟

ستشطب العديد من الوظائف من على قائمتك في أثناء الإجابة عن هذه الأسئلة؛ وهذا أمر جيد للغاية، فأن تحذف وظيفة من قائمتك في هذه المرحلة أفضل من أن تخطئ في اختيار مسار مهني سيلازمك لبقية حياتك.

إقرأ أيضاً: أهم المعلومات التي تحتاجها خلال بحثك عن فرصة عمل

4. إيجاد الأرضية المشتركة:

تقوم المهنة على السؤال الجوهري التالي: ما هي الأرضية المشتركة بين اهتماماتك ومواطن قوتك ومتطلبات سوق العمل؟ إذ كلَّما رسوت على مزيد من الأرضيات المشتركة، تألَّقت مسيرتك المهنية؛ لكن ينبغي أن تدرك أنَّ عليك تقديم بعض التنازلات؛ فمثلاً: قد ترغب في العمل في مجال يتعلق بالحيوانات، لكنَّك لا تجد في منطقتك وظيفة في هذا المجال؛ وقد تكون جيداً في الرياضيات، لكنَّك في المقابل لا تريد أن تدفن نفسك في العمليات الحسابية أبد الدهر؛ ومن هذا المنطلق، فإنَّ إيجاد التوازن أمر لا غنى عنه.

شاهد بالفديو: 5 مهارات ناعمة ستحتاجها في عام 2020

5. إقامة شبكة جيدة من العلاقات:

إن كنت تطمح إلى مهنة معينة، فعليك بالتأكيد استشارة المختصين في هذا المجال لمعرفة الحقيقة وحيثيات العمل؛ وستجد هؤلاء الأشخاص من خلال:

  • التواصل مع الشركات المحلية.
  • البحث على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً على لينكد إن (LinkedIn).
  • طلب النصيحة من موظف سابق.
  • الاشتراك في الأحداث والمؤتمرات ذات الصلة.

اطلب من معارفك الجدد مواعيد وجيزة، واطلب منهم أن يقيِّموا ويدلوا بآرائهم حول صحة المعلومات المذكورة عن العمل على الإنترنت؛ وحيث يختلف كل منصب عن الآخر كما تختلف الشركات؛ لذا لا تستغرب إن لم تكن إجاباتهم متطابقة.

دوِّن ملاحظاتك حول كل ما يقولونه بغض النظر عن الشخص أو رأيه؛ أمَّا في حال اختلفت أجوبة الذين حاورتهم اختلافاً جذرياً عن تلك المذكورة على الإنترنت، فعليك استشارة طرف ثالث يعمل في المجال نفسه، وابذل قصارى جهدك لمعرفة ما القاعدة وما الاستثناء.

6. التعليم بطريق المراقبة أو العمل التطوعي:

إنَّ إلقاء نظرة على العمل وتكوين فكرة عنه لا يقل أهمية عن إنشاء شبكة جيدة من العلاقات، وإن وُفِّقت في مقابلة التوظيف، لا تتردد في طلب أن تتعلم بطريقة المراقبة؛ إذ لا يساعدك الجلوس بجانب شخص ما ومراقبته في أثناء عمله على الحصول على معلومات عن الوظيفة والمسؤوليات الملقاة على عاتقك فحسب، بل ويجعلك على دراية بثقافة العمل وبيئته المرتبطة بكل وظيفة.

شاهد بالفديو: فوائد العمل التطوعي

يعدُّ التعلم عن طريق المراقبة طريقة جيدة لجس النبض قبل أن تغامر في مسيرتك المهنية؛ ففي حال لم تجذب المهنة اهتمامك أو لم يخفِق قلبك لها خلال تجربة التعلم عن طريق المراقبة، فمن الأفضل لك أن تختار مساراً مهنياً آخر؛ أمَّا إن جعلتك تلك التجربة ترغب في العودة ورؤية المزيد، فهنيئاً لك إيجاد وظيفة الأحلام.

كما تمنحك المشاركة في العمل التطوعي الخبرة التي تحتاج إليها في أثناء تحليل خياراتك المهنية، ويساعدك أن تكون متطوعاً على المرونة في ساعات العمل والحصول على فرص ثمينة لا تجدها في مكان آخر.

7. التسجيل في دورات تدريبية مناسبة:

تمتلك العديد من المهن مناصب خاصة بالأكاديميين فقط؛ فعلى سبيل المثال: في حال قررت أن تصبح محامياً، فعليك أن تحصل على إجازة جامعية في الحقوق أولاً؛ وفي حال كان تخصصك الجامعي مغايراً للمهنة التي ترغب فيها، فلا ضير من التركيز على المواد المرتبطة بها بشكل أو بآخر؛ وفي حال لم توجد هكذا مواد ضمن المنهج الدراسي، فبإمكانك البحث والاطلاع على الدورات المتاحة بشكل عملي أو عن طريق الإنترنت.

لا مجال للمقارنة بين إجازة جامعية وشهادة دورة تدريبية في المجال نفسه؛ لذا عليك التمعن في البحث عن الخيارات المتاحة قبل أن تنفق أموالك عليها.

إن جذبك التخصص الجامعي أو الدورة التدريبية ووجدت نفسك تتحرق شوقاً لحضور المحاضرة التالية، فهذه علامة إيجابية؛ أمَّا إن كنت تخشى الحضور أو تجد الذرائع للغياب، فعليك التركيز على مجال آخر.

8. التقدم إلى وظائف مؤقتة أو العمل الحر:

تعدُّ العقود المؤقتة تجربة مهنية ممتازة قبل الخوض في المسيرة المهنية؛ إذ يتطلب التعيين المباشر في وظيفة كمبتدئ التزاماً أكبر ممَّا قد تستطيع تحمله في أثناء رحلتك في التنقيب عن خياراتك المهنية، في حين تجمع العقود المؤقتة أو العمل الحر ما بين العمل المأجور والمرونة في العمل.

يستطيع أرباب العمل الحر التعاقد المؤقت مع الشركات أو الأفراد دون أن يوظفوهم مباشرة، والسمكريون والفنانون خير مثال على ذلك؛ فبدلاً من إيجاد عمل يؤمِّن لهم مدخولاً مستمراً، يعرضون خدماتهم عن طريق القيام بمهمات أو تسليم مشاريع معينة.

لا يُلزمك العمل الحر بعقود طويلة الأجل، ممَّا يمكِّنك من ترك العمل ساعة أردت في حال لم ترتح له؛ كما يمنحك الفرصة لتجربة ما إن كان سيروق لك العمل أم لا، فضلاً عن أنَّه يمنحك فرصة ثمينة لتكوين شبكة من العلاقات والتعلم عن طريق مراقبة الخبراء ضمن مجال تخصصهم.

إقرأ أيضاً: 36 مهارة ضمّنها سيرتك الذاتية لتحظى بوظيفة أحلامك

9. التسويق لنفسك:

عندما تضع مهنة أحلامك نُصب عينيك، فلن تعرف نسبة نجاحك فيها ما لم تُخضِعها إلى اختبار أخير يتمثل في التسويق لنفسك كمرشح للوظيفة، حيث يتحدد أداؤك بكثرة التنبيهات والإطراءَات التي تتلقاها على أدائك في مجال عملك.

ليس من المستغرب أن يحظى شخص ذو خبرة ضحلة بالكثير من الرفض؛ لكن لا تجعل هذا يثبط من عزيمتك، واعتبر مقابلات التوظيف فرصاً تقربك خطوة من الوصول إلى مهنة أحلامك.

شاهد بالفديو: 10 طرق كي تتألق في مقابلات التوظيف

لا تقلُّ الاستراتيجية الضمنية أهمية عن التواصل؛ لذا أعدَّ موقعاً إلكترونياً وارفع سيرتك الذاتية عليه، ولا تنسَ أن تصف وظيفة أحلامك على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تبحث وكالات التوظيف باستمرار عن المرشحين المناسبين لشركتهم؛ لذا كلما عرضت نفسك على نطاق أوسع، زاد اهتمام الناس بما تقدمه؛ لذلك قدم نفسك للعالم علَّك تجد ما هو الأمثل لك.

لا تستسلم أبداً:

لا يدَّعي أحد سهولة العثور على وظيفة مناسبة له، فهي مسألة صعبة بما فيه الكفاية؛ ومع ذلك، قد تجد نفسك تبحث عن مجال جديد ولو بعد عشر سنوات من حياتك المهنية؛ لكن أيَّاً كان ما تريده من حياتك المهنية، فعليك أن تكون على استعداد لتكريس الوقت للبحث عنها وإيجادها؛ فلا تتردد أو تستسلم، بل ابدأ البحث الآن.

 

المصدر




مقالات مرتبطة