كيف تجد الفرص بين الإخفاقات وكيف تحول الفشل إلى نجاح؟

لا تسير الأمور دائماً كما هو مخططٌ لها في الحياة، وفي بعض الأحيان تكون هناك سقطاتٌ أو نكساتٌ صغيرة، وفي حالاتٍ أخرى، قد تحدث كارثةٌ، مثل جائحة كوفيد-19 تجعلك تشعر بالحيرة والخوف وكأنَّك سجين.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب والكوتش "كريس" (Chris) والذي يُحدِّثنا فيه عن اغتنام الفرص لتحويل الفشل إلى نجاح.

وعلى الرُّغم من أنَّ أيِّ تعرُّضٍ للفشل أو للمشكلات قد يكون مؤلماً، فمن الهام للغاية أن تبحث عن فرصةٍ في أثناء هذه اللحظات والفترات، وهذا شيءٌ أذكِّر نفسي به باستمرار: "عندما لا يسيرُ أمرٌ ما على ما يرام، أفضِّل أن أنظر إليه على أنَّه تجربة تعليمية وليس فشلاً"، فإليك كيفية إعادة برمجة عقلك لتحقيق الاختراقات التي تحتاجها للتغلُّب على نكساتك.

فرصةٌ لبدايةٍ جديدة:

من عجائب مجتمعنا أنَّنا نواصِل التطور بمعدلاتٍ سريعة وبصورة متزايدة، فحتى عندما يبدو أنَّنا لا نمضي قدماً، تكون هناك العديد من الفرص لنا للقيام بذلك، وإنَّ الأشياء التي كانت في يومٍ من الأيام مجرد أفكارٍ أصبحَت تمثِّل واقعنا؛ حيث تحدَّى الناس في الكثير من الأحيان الحدود والتحيزات، والأمر الرائع هو أنَّ لا شيء من هذا له علاقة بعمرنا أو مستوى تعليمنا، فكلُّ ما عليك فعله هو إتقان مواهبك وقدراتك من أجل مواجهة أيِّ تحدياتٍ جديدة، وفيما يلي بعض النصائح التي تساعدك على ذلك:

1. حدِّد مكان الفرصة:

عندما تنشأ أزمةٌ ما، فمن السهل أن نلفت انتباهنا بالكامل إليها؛ لذا أعِد تنشيط دماغك بأداء ما يلي:

  • غيِّر وجهة نظرك، فقبل أن تتمكن من قبول تحدياتٍ جديدة، ينبغي عليك أولاً تغيير حدودك الحالية، ولأنَّ حياتك الحالية محدَّدة بالقيود، فإنَّ ما يمكنك فعله لتغييرها هو تغيير كيفية رؤيتك لهذه القيود، فقد تلاحظ أفعالاً صغيرة قد تغيِّر كيفية تعاملك مع المشكلات عبر تغيير الطريقة التي تنظر بها إلى الأشياء، فربما يكون للتغييرات الصغيرة فيما يخصُّ احترام الذات أو الثقة أو القيادة تأثيرٌ كبير.
  • حدِّد الصعوبات التي تواجهك، فهي تمثِّل الطرائق الجديدة التي يجب أن تتبعها من أجل الوصول إلى مسارٍ جديد؛ حيث توجد في عالمنا العديد من الطرائق لتحقيق الهدف نفسه، فمثلاً عندما كنتُ في مزاجٍ سيئ، كان في إمكاني القيام بتمريناتالتمدد أو الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية وأداء تمرينات القوة من بين العديد من الأمور الأخرى، ومن ثمَّ ما يهمُّ هو أن تكون على علمٍ بالخيارات المتاحة لك، فبدلاً من التركيز على المشكلة، ابحث عن طرائق لتحسين الوضع عندما تبدأ من جديد.
إقرأ أيضاً: تحليل سوات (SWOT): اكتشف فرصاً جديدة وتحكّم بالتهديدات التي تواجهك

2. ضع خطةً لتقدُّمك:

إذا كنتَ على درايةٍ بقيمك وأولوياتك في الحياة، فستكون لديك فكرةٌ واضحة عما تريد تحقيقه، فمثلاً عندما بدأتُ في مواعدة زوجتي، كان هدفي الأساسي هو إسعادها، وعندما تزوجنا ورُزقنا بأطفالٍ تغيَّرَت أولوياتي إلى تحقيق سعادتها وتقديم واجباتي تجاه أطفالي.

وعلى الرغم من أنَّني اضطررتُ لقضاء المزيد من الوقت في العمل لدعمهم مالياً، فقد شعرتُ أنَّ ذلك النهج كان الأفضل في ذلك الوقت؛ لذا أعدَّ لائحة بقيمك وأولوياتك، فبمجرد أن تكتشف فرصتك، يكون الوقت قد حان لوضع أهدافٍ طويلة الأمد بالإضافة إلى أهدافٍ أصغر قصيرة الأمد والتي قد تعمل عليها من شهرٍ لآخر.

إقرأ أيضاً: كيف تضع خطة وتصل إلى أهدافك في الحياة؟

3. حدِّد الأولويات وابدأ الاستثمار:

تأكَّد من تخصيص الوقت والاهتمام بالخطط والأهداف التي ستخلق واقعك الجديد، وركِّز على ما تفعله في كل لحظةٍ واجعله ذا قيمة، وقد يساعدك أيضاً تحديد المواعيد النهائية على تحديد أولويات مهامك.

4. أضف الدافع والعادات الجيدة إلى برنامجك اليومي:

وحتى مع كلِّ هذا التطور، فإنَّ الأمر لن ينجح ما لم يكن لديك مصادر قوية للتحفيز والسلوكات الإيجابية، ويُعَدُّ التخطيط للأهداف والأفكار المنتظمة والمثابرة، من بين أشياء عدَّة أخرى أموراً ضرورية، وعلاوةً على ذلك فإنَّ وجود دوافع واضحة وشخصية لفعل شيءٍ ما يشكِّل أساساً قوياً لتنمية العادة.

على سبيل المثال: عانيتُ من آلام الظهر الرهيبة لسنوات نتيجةً لوضعية جلوسٍ غير مناسبة، ومن خلال مدِّ ظهري وممارسة الرياضة يومياً لتقوية عضلات الظهر، حسَّنتُ تحسيناً كبيراً من وضع الآلام في ظهري، وحسَّنتُ وضعية جلوسي، وبدأتُ بأداء هذه التمرينات الرياضية لأنَّني أردتُ البقاء مع أطفالي وأن أكون فاعلاً في عملية تطوُّرهم.

وحتى لو لم تسرِ الأمور كما هو مخططٌ لها، فهذه ليست نهاية العالم، فأنا أعتقد أنَّه لا يمكن أن نكون عاجزين تماماً في حياتنا، فهناك دائماً شيءٌ ما يمكنك القيام به لتحسين الأمور، ومع اتباع هذا النهج، أنا أحثُّك على عدم السماح لحياتك بقهرك أو الاستسلام عند ظهور الصعوبات، فإذا تحلَّينا بالإصرار والعزيمة وبذلنا الجهد المطلوب، فنحن عندها قادرون على فعل أشياء عظيمة.

المصدر




مقالات مرتبطة