كيف تتقن المهارات الناعمة وتصبح قائداً؟

العمل الجماعي هو فن بحد ذاته؛ إذ إنَّه يتطلب مهارات لا يمكن قياسها أو تحديدها بعبارات ملموسة، وتسمى هذه المهارات بـ "المهارات الناعمة أو الشخصية" (Soft Skills)؛ والتي تتمثل بسلوكات الفرد وقدرته على التكيُّف والتواصل ومهارات الإنصات والتعاطف والتفكير الإبداعي والتحفيز والتفكير النقدي، وجميعها مهارات غير تقنية لكنَّها تتعلق بشخصية الإنسان؛ وهذا ما يجعلها مفيدة بصرف النظر عن المكان أو الموقف الذي تجد نفسك فيه.



8 أمثلة عن المهارات الناعمة:

1. سلوكات الفرد:

تتمثل في كيفية التفاعل مع الآخرين والقدرة على التعامل مع الناس بالإنصاف والاحترام، وفي الثبات على موقف معيَّن مع الانفتاح على وجهات النظر الأخرى.

2. القدرة على التكيُّف:

تتمثل هذه المهارة في القدرة على التكيُّف مع الظروف الجديدة والمختلفة والقدرة على مواجهة التحديات الجديدة عندما تتغير هذه الظروف، واغتنام الفرص الجديدة في المواقف الجديدة، وعدم التمسك بما هو قديم والتأقلم مع الجديد عند الحاجة.

3. التواصل:

يتمثل في كيفية التواصل مع الآخرين، والصدق، وعدم التلاعب، والقدرة على الحوار والمناقشة.

4. مهارات الإنصات:

تتمثل في مدى استيعابك لما يقوله الآخرون والاهتمام بوجهات نظرهم وأخذها على محمل الجد.

إقرأ أيضاً: فن الإنصات: كيف سيفيدك الإنصات بصورة أفضل في حياتك المهنية؟

5. التعاطف:

يتمثل في مدى فهمك للآخرين ووضع نفسك في مكانهم وفي ظروفهم والاهتمام بهم.

6. التفكير الإبداعي:

يتمثل في القدرة على التفكير بطريقة إبداعية وإنشاء مسار جديد جيد بديل عما كان سابقاً، والتمتع بروح الفضول والاستكشاف.

7. الدافع:

يتمثل في مدى نجاحك في الحفاظ على دوافعك، وفي وضع أهداف قيِّمة والعمل على تحقيقها بطموح، وعدم الاستسلام، وعدِّ الفضول والرغبة في الاستكشاف سبباً للتحرك إلى الأمام بدلاً من التخبط العفوي والعشوائي.

8. التفكير النقدي:

يتمثل في القدرة على التفكير النقدي، والتشكيك في الوضع الراهن وعدم الإيمان الأعمى به، والبحث عن الحقيقة وابتكار الحلول بنفسك دون الاعتماد على آراء الآخرين.

التعلُّم عن طريق العمل:

لا تُعَدُّ المهارات الناعمة شيئاً تكتسبه من خلال قراءة كتاب أو مشاهدة ندوة عبر الإنترنت عن هذا الموضوع؛ وإنَّما هي مثل أيَّة مهارة أخرى يمكنك الحصول عليها من خلال ممارستها؛ فأنت تتعلم الإنصات من خلال الإنصات، وتكتسب التعاطف من خلال التعاطف مع الآخرين، وتصبح مبدعاً باستخدام إبداعك.

تشترك كل هذه المهارات في التركيز في التفاعل البشري؛ إذ تحتاج جميعها إلى مستوى معيَّن من الذكاء الاجتماعي والعاطفي للنجاح، ولن تكتسب أياً من هذه المهارات إذا كنت لا تهتم بالآخرين.

نصائح لاكتساب المهارات الناعمة:

1. حدِّد القيم:

إذا كان من الهام بالنسبة إليك أن تكون إنساناً لطيفاً يُظهر التعاطف مع الآخرين، فسيكون لديك سبب لبدء تطوير مهاراتك الشخصية والشعور بقدر أكبر من المساءلة.

شاهد بالفديو: مهارات تطوير الذات

2. قيّم مستواك الحالي:

بالنظر إلى المهارات المذكورة أعلاه؛ ما هي المهارات التي تجيدها بشكل طبيعي والتي ما تزال بحاجة إلى تحسين؟ قيِّمها على مقياس من 1 إلى 10 لتحديد المهارات التي تحتاج إلى التركيز فيها.

3. ابحث عن فرص التعلُّم:

اعتماداً على المهارات التي تحتاج إلى مزيد من التحسين؛ ابحث عن مواقف أو تجارب يمكنك من خلالها تطوير المهارة؛ فعلى سبيل المثال إذا كنت سيِّئاً في الإنصات، فاتصل بجدك وأصغِ إليه وهو يتحدث عن حياته.

4. تتبَّع تقدُّمك:

حدِّد لنفسك هدفاً ملموساً تطمح إلى تحقيقه وتحقق منه بانتظام لمعرفة مدى التقدم الذي أحرزته.

إقرأ أيضاً: كيف تقيس تقدمك بالعودة إلى الوراء؟

الطريق إلى القيادة:

يتطلب جزءاً من كونك قائداً، إتقان العديد من المهارات الشخصية المذكورة أعلاه؛ فمن أجل بناء الثقة مع مرؤوسيك يجب عليك التواصل معهم بوضوح، والإنصات لهم، وإظهار التعاطف معهم، وتحفيزهم، وما إلى ذلك؛ فالقيادة لا تتعلق فقط بأن تكون في منصب رفيع وأن تكون قادراً على إخبار الناس بما يجب عليهم فعله؛ بل تتعلق ببناء الثقة مع أعضاء فريقك حتى يؤمنوا بصحة قراراتك وأهميتها.

لدى كل شخص قدرة كامنة على القيادة، ولكنَّ أولئك الذين ينجحون حقاً في تجسيد خصائص القائد هم أولئك الذين يطورون مستوىً عالياً من المهارات الناعمة، ويحتاج كل عضو في الفريق إلى مستوى معيَّن من مهارة القيادة، وفقط عندما يتحمل الجميع جزءاً من المسؤولية المشتركة ينجح الفريق نجاحاً باهراً.

المصدر




مقالات مرتبطة