كيف تتعلم باستمرار لتطور نفسك وتنمي قدراتك؟

يعدُّ التعليم نشاطاً رائعاً رغم الآثار السلبية التي يخلفها النظام التعليمي المدرسي علينا جميعاً؛ فهو يوسع آفاقك، ويمنحك المعرفة التي تساعدك على تحسين حياتك، فضلاً عن أهميته للنمو الشخصي وتزويدك بالتسلية والفائدة العملية؛ فكما يقول مارك توين (Mark Twain): "لم أسمح للمدرسة أبداً أن تؤثر في تعليمي".



لكن في ظل هذا العالم المزدحم بالمشاغل، لن يسنح لك الوقت إلَّا لتعلم الأشياء الضرورية، ويُعدُّ أي شيء عداها دون قيمة عملية لك؛ حيث يعدُّ التعلم عملية صعبة، حتى على الذين يريدون قضاء عمرهم في السعي وراءه؛ لذا سنقدم لك فيما يأتي بعض النصائح حول ترسيخ عادة التعلم المستمر:

1. لا تفارق الكتاب:

لا تهتم للوقت الذي تقضيه في قراءة كتاب ما طالما أنَّك تسعى إلى القراءة متى سنحت لك الفرصة؛ لذا اجعل القراءة عادة يومية تمارسها في أثناء استراحتك بين المهمات المتعددة، وستجد نفسك قد أنهيت كتاباً خلال أسبوع، وربَّما خمسين كتاباً سنوياً.

2. ضع قائمة مهمات تعليمية:

هذه القائمة مشابهة لقائمة المهمات العادية، لكنَّنا نسجل فيها مجموعة أفكار تتعلق بمجالات جديدة للدراسة؛ كتعلم لغة أو مهارة جديدة، أو قراءة المجموعة الكاملة لأحد الكتَّاب، وغيرها من الأمور التي توقد حماسنا.

3. أحِط نفسك بمجموعة من الأصدقاء المثقفين:

اقضِ وقتك مع الباحثين عن المعرفة -ولا نقصد هنا الأذكياء فحسب، بل الذين يستغلون معظم وقتهم في تعلم مهارات جديدة- راجياً أن تكتسب عادتهم هذه، أو أن تنتقل إليك بعض معرفتهم إن كان الحظ حليفك.

إقرأ أيضاً: كيف تتواصل مع الناجحين دون أن تتطفل عليهم؟

4. جرب التفكير الموجَّه:

يقول آينشتاين: "سيكتسب أيُّ إنسان يقرأ الكثير ولا يشغِّل عقله إلَّا ما ندر عادة عدم التفكير"؛ لذا لا تكتفِ بدراسة المحتوى المعرفي للعلماء والباحثين، بل عليك الغوص في بحر الأفكار بنفسك، وقضاء وقتك بالتأمل أو التفكير العميق أو تدوين الأفكار التي تعلمتها.

5. ضع المعرفة حيِّز التطبيق:

إنَّ المهارة المستندة على التعلم عديمة النفع ما لم تدخل حيز التنفيذ، فمثلاً: قراءة كتاب عن البرمجة بلغة "سي بلاس بلاس" (++C) ليست كبرمجة تطبيقٍ ما فعلياً، وتعلُّم أسس الرسم ليست كأن تمسك بيدك فرشاة وتبدأ الرسم؛ لذا لا تترد في وضع معرفتك حيز التطبيق.

نتعرض في عصر المعلومات هذا لزخٍّ هائلٍ من المعلومات، وعلينا أن نكون أدرى بكيفية التعلم كي نبدأ تطبيق هذه المعرفة على أرض الواقع.

6. علِّم الآخرين:

أنت تتعلم بصورة أفضل من خلال تعليم الآخرين، وتستطيع ترسيخ هذا التعليم إن عرفت الآلية التي تمكِّنك من نقل أفكارك إليهم؛ فمثلاً: صمم مدونة، أو أرشد أحدهم، أو ناقش الأفكار مع أصدقائك.

7. امسح مدخلاتك:

هناك أشكال من التعليم سهلة الاستيعاب لكنَّها تفتقر إلى الجوهر، والمدونات خير مثال عليها.

احرص على مسح عداد تعليقات المدونات التي اشتركت بها؛ فرغم أنَّ المدونات العظيمة تعدُّ مصدراً رائعاً للأفكار الجديدة، إلَّا أنَّه قد تصلك إشعارات لمنشورات سخيفة المحتوى كنت قد عرَجت عليها سابقاً؛ لهذا السبب ينبغي عليك أن تمسح مدخلاتك كل عدة أشهر لتوفير الوقت والجهد والتركيز على المحتوى الذي يثير اهتمامك.

8. تعلَّم ضمن مجموعات:

لا يعني السعي إلى العلم مدى الحياة أن تدفن نفسك تحت أكداس من الكتب، بل أن تنضم إلى مجموعات تعلمك المهارات، أو إلى ورشات العمل التي تجعل التعلم تجربة اجتماعية ممتعة.

9. انسَ الفرضيات:

لا يمكن إضافة الماء إلى كأس ملأى؛ لذا احرص على فلترة الأفكار التي تتبناها؛ ذلك لأنَّ كثرة القناعات تغلق الطريق أمام الأفكار الجديدة.

ابحث بفاعلية عن المعلومات التي تتعارض مع رؤيتك للكون، ولا تثق بعقلك، وتعلم كيفية التعامل معه لتصبح أكثر حنكة.

10. ابحث عن عمل يشجع على التعلم:

اختر وظيفة تشجع التعليم المستمر والحرية الثقافية؛ وفي حال لم تجد تلك المواصفات في وظيفتك، فاستقل، وابحث عن غيرها بدل تبديد وقتك في وظيفة لا تنمي قدراتك.

11. ابدأ مشروعاً:

جرب القيام بشيء تجهله تماماً، حيث يمكن للتعليم القسري أن يكون ممتعاً وصعباً؛ فمثلاً: إن لم تكن تعرف أي شيء عن الحواسيب، فجرب تعلم لغة برمجة؛ وإن كنت تعتقد أنَّك رسام فاشل، فجرب الرسم.

12. اتبع حدسك:

إنَّ التعلم مدى الحياة أشبه بأن تهيم على وجهك في البرية؛ إذ لا يمكنك التأكد ممَّا تصادفه، وليس هناك هدف نهائي لتضعه نصب عينيك.

إنَّ حياتنا مبنية على قرارات منطقية بحتة، مع استبعاد الخيارات التي لا تناسب المجتمع أو الثقافة أو غيرها؛ لذا يمكن للتعليم الذاتي أن يصبح أكثر متعة إن سمحت لحدسك بتوجيهك.

13. اتبع روتين الخمسة عشرة دقيقية في الصباح:

يستيقظ الأشخاص المنتجون باكراً كل يوم؛ لذا استغل الدقائق الخمس عشرة الأولى للتعلم؛ وإن شعرت بالترنح، انتظر برهة قبل البدء؛ لكن لا تؤجل التعلم إلى وقت لاحق من اليوم كيلا يضيع في فوضى النشاطات والمهمات الأخرى.

إقرأ أيضاً: روتين الـ 15 دقيقة: استراتيجية أنتوني ترولوب في التأليف

14. احصد النتائج:

تعلَّم المعلومات التي يمكنك استخدامها، فمثلاً: يتيح لك فهم أساسيات البرمجة التعامل مع المشروعات دون الحصول على مساعدة خارجية؛ فتخيل مقدار الفخر الذي ستشعر به إن استطعت معالجة مشكلة مستعصية بناء على معلوماتك التي جاهدت لاكتسابها.

15. اجعل التعلم إحدى أولوياتك:

لن تقنعك القوى والدوافع الخارجية بضرورة التعلم أبداً؛ ذلك لأنَّ الرغبة تنبع من الداخل؛ لذا اجعل التعلم المستمر عادة تلازمك، ويعود الأمر إليك كي تجعل منه أحد أولوياتك في الحياة.

 

المصدر




مقالات مرتبطة