كيف تتصرف عندما تُسأَل عن نقاط الضعف في مقابلات التوظيف؟

يمكن أن تكون مقابلة التوظيف أقرب إلى "تعذيب قانوني" في القرن الحادي والعشرين، والذي نأمل ألَّا يتعرض إليه أيُّ شخص؛ فغالبنا يفضل أن يجري عملية لاستئصال الزائدة الدودية على أن يجلس أمام شخص لديه القدرة على تقرير توظيفه من عدمه، ليشعر بأنَّه فرد مفيد في المجتمع؛ وهذا ما يعدُّ ضغطاً عليه التعامل معه.



ربَّما ستقضي ساعات وأنت قلق بشأن ارتداء الملابس الملائمة، والتحقق من الموقع مئة مرة، وإعادة تنظيم سيرتك الذاتية للمرة الخمسين؛ ولكنَّك ستشعر في مرحلة ما وكأنَّك تواجه "محاكم التفتيش الإسبانية"، أو تشعر وكأنَّك طفل في السابعة من عمره يقف أمام مدير مدرسته الذي قد يستشيط غضباً بمجرد النظر إليك.

كيف يُفترَض أن تُبلِي حسناً في بيئة مرعبة كهذه؟ وكيف يُفترَض بك أن تبيِّن أنَّك المرشح المثالي للوظيفة، بينما لا يمكنك التفكير في شيءٍ واحدٍ ذكيٍّ لتقوله؟ وكيف من المفترض أن تجيب عن الأسئلة العشوائية التي تصرُّ الشركات على طرحها عندما تجري مقابلة توظيف، مثل ذلك السؤال البغيض عن نقاط ضعفك؟

دعونا نلقي نظرة على كيفية الإجابة عن تلك الأسئلة الصعبة التي يمكن أن تُشعِرك بالحيرة وانعدام الفرصة في الحصول على الوظيفة، وذلك باستخدام طرائق لا تتطلب منك إعادة اكتشاف نفسك.

تحضيرات ما قبل المقابلة:

1. اعرف مَن هؤلاء:

لا يتطلب الأمر ذكاءً باهراً لتعرف أنَّ عليك التقصي مسبقاً عن الشركة التي تريد العمل فيها:

  • ما الذي يهمهم؟
  • كيف تبدو علامتهم التجارية؟
  • كيف يبدو موقعهم على الانترنت؟
  • هل يمكنك التعرف على الأفراد أو بيانات المَهمَّات أو الأخلاقيات المجتمعية أو القيم أو العمل الخيري الخاص بالشركة؟
  • كيف يقدمون أنفسهم؟

يمكِّنك تخصيص الوقت الكافي للتعرف على الشركة التي تطمح إلى العمل لديها من الإجابة عن الأسئلة التي ستُطرَح عليك أيَّاً كانت، ومعرفة ما الذي يريدون معرفته وما يستهويهم في الأشخاص الذين يريدون توظيفهم.

في حين يمكن لأيِّ شخص العمل في أيِّ مكان، إلَّا أنَّ بعضنا يلائم أعمالاً معينة أكثر من غيره؛ إذ قد يخبرك بعضهم أنَّه عليك أن تكون قادراً على تغيير طريقة تفكيرك؛ ولكن قد يكون ذلك في النهاية مرهقاً جسدياً وعقلياً وعاطفياً، وهذا لن يفيدك في النجاح على المدى الطويل.

تعني معرفة من تتطلع إلى العمل معهم معرفة ما إن كنت تريد الوظيفة بالفعل؛ وإذا لم تكن كذلك، فسيساعدك هذا على تحديد ما يهمك حقاً في حياتك المهنية.

2. اعرف من أنت:

شغِّل التلفاز أو الهاتف أو الكمبيوتر المحمول، وشاهد إعلاناً ما. يمكنك على الفور معرفة ما يبيعونه، والفئة العمرية والأشخاص المستهدفين، وحتى الأماكن التي ترغب الفئات الاجتماعية المستهدفة في تناول الطعام فيها، أو السفر إليها.

لم يحدث أيٌّ من هذه الأشياء عن عبث، حيث تجذب العلامة التجارية الفعالة الأشخاص المناسبين؛ ومثلما ترغب المؤسسات في جذب العملاء المناسبين، فإنَّها تريد أيضاً جذب الموظفين المناسبين؛ لذلك قبل أن تصل إلى مرحلة مقابلة التوظيف، اقضِ وقتاً كافياً للإجابة عن الأسئلة الآتية عن نفسك:

  • ما الذي يهمك حقاً؟
  • كيف تسوِّق لنفسك؟
  • كيف تُظهر نفسك على الإنترنت؟
  • ما بيان مَهمَّتك وأخلاقياتك المجتمعية وقيمك واهتماماتك الخيرية؟

أظهر شخصيتك وكفاءتك في كلِّ سؤال يُطرَح عليك؛ إذ يمكِّنك هذا من تقدير سبب رغبتك في العمل لدى هذه الشركة.

إن أنت خصصت وقتاً لتقييم ما إذا كانت قيمهم ومعتقداتهم ومنتجاتهم تتطابق مع ما تريد، سيساعدك هذا في التواصل، بغض النظر عمَّا إذا كنت ستجيب عن السؤال بشكلٍ صحيحٍ أو خاطئ.

يعني هذا أيضاً أنَّك قد حضَّرت بعض الأشياء التي تريدها من تلك المؤسسة، فمثلاً: هل تتطلع إلى البقاء في هذا العمل لبقية حياتك؟ هل تتطلع إلى تعلم مهارات جديدة؟ هل تتطلع إلى أن تكون جزءاً من فريقٍ أكبر؟ هل تتطلع إلى معالجة التحديات الكبيرة التي تواجه المجتمع؟

يمكن أن تكون معرفة هذه المعلومات عوناً فعلياً لك؛ ذلك لكون المقابلات لا تتعلق بالإجابة عن الأسئلة فحسب، بل بالقدرة على طرح أسئلةٍ فعَّالةٍ ومدروسةٍ أيضاً.

إقرأ أيضاً: 8 طرق لجلب الانتباه إلى صفحتك في شبكة LinkedIn

3. تدرَّب:

تشبه مهارات مقابلات التوظيف أيَّ مهارة تواصل أخرى إلى حدٍّ ما، وخصوصاً مهارة التحدث إلى الجمهور؛ أي عليك أن تفكر فيما تريد كسبه من هذا التواصل، فهم أيضاً يسعون إلى غاية ما منه.

ولكي تقوم بذلك، عليك امتلاك المهارات والعقلية المناسبة، مثل التحدث أمام الجمهور، أو أيّ نوع تواصل هام لك أو للشركة؛ حيث يمكن أن تتأثر نتائج المقابلة سلباً في حال لم تُلقِ بالاً للعقلية أو مجموعة المهارات الهامة.

على سبيل المثال: قد تتحلى بموقف إيجابي رائع؛ ومع ذلك، إن لم تكن قد أجريت بحثك وجهزت نفسك وفقاً لذلك، قد يكون مصيرك الفشل؛ وأيضاً، إذا كانت لديك جميع المهارات المطلوبة ولكنَّك تفتقر إلى العقلية المناسبة، فقد تفشل مرة أخرى.

لكي تتغلب على ذلك، يجب أن تكون مستعداً ذهنياً؛ وسينفعك هذا جيداً في المواقف الأخرى الهامة في حياتك أيضاً.

تخيل نفسك تخرج من المقابلة مُخفياً ابتسامة عريضة لأنَّك حصلت على النتيجة التي تريدها بالضبط، وتخيل ما يأتي:

  • ما شعورك؟
  • ماذا قِيل؟
  • ما الذي سيحدث بعد ذلك؟
  • ماذا ترتدي؟
  • أين أنت؟

تخيَّل النتيجة في مخيلتك بكلِّ تفاصيلها.

لماذا يعدُّ هذا بالغ الأهمية؟ لأنَّه لا يسعنا دائماً التخطيط لما سيحدث؛ ومع ذلك، يمكن أن نكون مصممين على الحصول على النتيجة التي نريدها، ويمكننا من خلال التصميم ضمان استمرارنا في الاتجاه الصحيح؛ وهذا ضروري للمقابلات التي لا تعرف ما قد يُطلَب منك فيها.

شاهد بالفيديو: كيف تكتب سيرتك الذاتية بشكل احترافي

ما عليك عمله في أثناء المقابلة:

1. اعرف كيف تتصرف:

لم نخبرك بعد عن كيفية الإجابة عن أسئلة المقابلة الصعبة؛ ذلك لكون الإحاطة بجميع الجوانب الأخرى يجعل هذه الأسئلة تبدو أقلَّ أهمية عموماً، خاصة أنَّك تمتلك فرصة للتألق وإبهار من حولك.

ترغب عندما تمشي في تلك الغرفة أن تبدو وكأنَّك تنتمي إلى المكان، ويُسعِدك أن تكون هناك؛ لكن لا تدع غرورك يعميك، حيث يمكن للغطرسة أن تجعلك تخسر الوظيفة؛ فهنالك خط رفيع بين الثقة بالنفس والغرور المبالغ فيه.

حافظ على التواصل البصري؛ فإذا كنت شخصاً يلفت الانتباه في الأماكن العامة، ربَّما تتقن التواصل البصري جيداً. لا يقتصر التواصل البصري على العيون فقط، بل يشمل جسمك أيضاً؛ هل تقف بثقة؟ أم تشعر بالارتباك والخجل؟ أم تشعر بالسعادة لكونك هناك؟

يعمل هذا على مرحلتين:

  • أولاً: يجعلك تبدو واثقاً.
  • ثانياً: يجب أن تجعل الأشخاص الآخرين في الغرفة يشعرون بمزيدٍ من الراحة للتعامل معك.

حاول تغيير طريقة جلوسك وتصرفاتك، وراقب كيف يمكن أن يتغير من حولك أيضاً؛ فنحن نؤثر في الآخرين ونتأثر بهم.

2. اعرف كيف تتنفس وتتحدث:

إنَّ فترة الاستراحة بين الجمل ليست هي نفسها التوقف المؤقت عندما نقول فيها "أمم"؛ لذا ميز الفارق فيما بينهما دوماً؛ إذ لدى المرء قناعة أنَّ الشخص الآخر يتقصى أعماقه.

تدرب على مختلف أنواع الأسئلة وعلى ردودك بصوت عالٍ؛ فطريقة التنفس والتحدث هامة جداً بالنسبة إليك وإلى الآخرين، خاصة في مواقف التحدث إلى جمهور.

تدرب على طريقة التنفس وتوقيته، حيث يؤثّر ذلك في حضورك وفهم الآخرين لك؛ واسأل نفسك ما يأتي:

  • ما هو أسلوبهم؟ تعرَّف على أسلوب الشخص الذي يطرح الأسئلة.
  • هل يتكلمون بسرعة؟
  • هل يحبون استخدام اللغة الاصطلاحية؟ أم أنَّهم يكرهون ذلك؟
  • هل يتحدثون بهدوء أم بصوت عال؟
  • هل يتكلمون جملاً طويلة؟
  • هل يطرحون أسئلة مفتوحة أم مقيدة؟

تعطيك هذه الاستفسارات وغيرها إشارات تدل على طريقة التحدث المفضلة لدى مُحاوريك؛ فإذا كان بإمكانك أن تقلد لغتهم ومصطلحاتهم وطبقة صوتهم وصياغتهم بشكلٍ طبيعي، سيشعر المحاور وكأنَّه يبني صلةً معك؛ لكن لا تبالغ في ذلك، فقد يبدو ذلك غريباً وينفرهم.

إقرأ أيضاً: 7 أخطاء في لغة الجسد يجب تجنبها في مقابلة العمل

كيف تتعامل مع الأسئلة المنفِّرة في مقابلات العمل؟

فكر في الأمر من وجهة نظر المحاورين؛ فهم يشغلون منصباً في مؤسستهم، ويريدون أن تكون أعمالهم هي الأفضل، ويريدون أن يعرفوا أنَّ الشخص الذي يطرحون عليه هذه الأسئلة سيكون مثالياً في فريقهم، ويُحدث الفارق، ويساعدهم على تحقيق ما يصبون إليه.

تقع مسؤولية كبيرة على عاتقهم في تحقيق كلِّ ذلك من خلال بضع أسئلة فقط؛ فكيف يمكنهم معرفة حقيقة هذا الشخص؟ كيف يمكنهم التمييز بين ما هو صحيح في سيرتك الذاتية، وما بحثت عنه عبر الإنترنت مثل "أهم المهارات الواجب تضمينها في سيرتك الذاتية

على مديري التوظيف أن يطرحوا الأسئلة ذاتها مراراً وتكراراً على المتقدمين، وأن يبحثوا عن أهم الأسئلة التي يجب طرحها عليهم، وأن يحاولوا طرح الأسئلة التي تمكِّنهم من فهم الفرد صاحب الإجابة.

فلنلق نظرة على ما يجب قوله:

1. قُل عبارة "لا أعرف":

أنت لا تخالف القانون عندما لا تعرف الإجابة، فلا أحد يعرف كلَّ شيء؛ لذا إن كنت لا تعرف الإجابة، فالقاعدة الأولى هي ألَّا تكذب، وإلَّا ستُكشَف.

فكر في هذا الآن، ما الذي يمكن أن يكون إجابة عن سؤال لا تعرفه ويمكِّنك من أن تبدو صادقاً وحريصاً على معرفة المزيد ومتمكناً في مجالات تتعلق بهذا الموضوع؟

يجعلك تحضير بعض الإجابات وقراءتها بصوت عالٍ حتى تسمع صداها في أذنك مستعداً نوعاً ما؛ وبينما يمكنك كتابة الكلمات التي ستقولها، قد لا تكون طبيعية للمُحاور، وبالتالي يمكن أن تبدو زائفة.

يكمن جوهر النجاح في المقابلة بالسماح لذاتك الحقيقية بالتألق؛ وإذا لم يعجبهم ذلك، فقد تكون هذه الشركة غير مناسبة.

2. لا تراوغ:

النهج الخطير الآخر هو الاستمرار في الكلام دون الإجابة عن السؤال؛ فهذا أسلوب مثير للغضب، وقد يكلفك ثمناً باهظاً.

فكر في الإجابات التي يمكنك تقديمها، والتي تعرض ما تعرفه في هذا المجال، مثل: "لم أمتلك خبرة كبيرة في استخدام كذا؛ لكنِّي ومع ذلك، حققت نتائج رائعة باستخدام كذا، وأدى ذلك إلى زيادة المبيعات بنسبة كذا؛ لذلك أشعر أنَّني أمتلك المهارات المناسبة للانتقال إلى كذا".

يعني التفكير فيما تجيده، وكيف يرتبط بالوظيفة التي تطمح إليها؛ أنَّك تستطيع تحضير الكثير من الإجابات المشابهة لما سبق.

عند العمل على تقديم عرض لجمهور، أو إشراك الجمهور بفكرة قد لا تعجبهم في البداية؛ لن ترغب بإخبار الجمهور بما ينبغي عليهم أن يفكِّروا فيه، ولكنَّك تريد الإجابة عن الأسئلة السلبية التي تدور في رؤوسهم.

ينطبق الأمر نفسه على مقابلة التوظيف: ما الأسئلة التي تعتقد أنَّها ستشعرك بالقلق في حال سألها المحاور؟ كيف يمكنك التخفيف من مخاوفهم من خلال إجابات حضَّرتها مسبقاً؟

3. قدِّم براهينك:

عندما تواجه أسئلة صعبة، قدم أمثلة عن مدى نجاحك في الماضي؛ وإذا كنت حديث التخرج وترغب في شغل وظيفة تتعلق بالمبيعات، يمكنك إعطاء أمثلة تثبت جدارتك في التسويق، مثل العمل كمندوب مبيعات في وقتٍ سابق، أو مثال عن قدراتك في التسويق الإلكتروني، وغيرها من الأمثلة التي تعزز موقفك وتثبت أهليتك للعمل.

فكِّر في النجاحات التي حققتها في حياتك المهنية، وبرهن على كفاءتك من خلالها.

4. ابتعد عن المبالغة المفرطة:

في الوقت الذي عليك أن تثبت نفسك، وتُظهِر أنَّك الخيار الأفضل للشركة بفضل خبراتك وثقتك بنفسك؛ عليك ألَّا تبالغ في مدح نفسك ونسب الأفضل إليك، بل عليك أن تراعي الآخرين في حديثك.

لا تتردد في قول: "لقد حصلت على زيادة في الإنتاجية بنسبة كذا من الفريق بفضل هذه الفكرة"؛ ولكن تجنَّب قول: "لقد بنيت هذا النظام بسبب تألقي الذي ساعد القسم على زيادة الإنتاجية بمقدار كذا".

5. اعرف متى تصمت:

إن كنت توقع نفسك بالمتاعب بسبب إجابات غير مفيدة، يجب أن تتعلم متى تتوقف عن الكلام.

يمكن أن يساعدك قضاء بعض الوقت في إعداد ردودك المحتملة في هذا الأمر؛ فإذا كنت قلقاً بشأن عدم التحدث أو الحصول على إجابة، فكرر سؤالهم بهذا الأسلوب: "هذا سؤال جيد، ما رأيي في قدرتي على التعامل مع كذا؟"؛ فمن خلال قيامك بذلك، تخلق لنفسك مساحة للتفكير.

التفكير ممنوع في المقابلة؛ حيث يشير الرد المُعَدّ جيداً إلى أنَّك واثق من نفسك، وأنَّك تأخذ هذا الأمر على محمل الجَدّ بدلاً من مجرد التباهي بأول شيءٍ يتبادر إلى ذهنك.

شاهد بالفيديو: 6 طرق لزيادة فُرص النجاح في مقابلات العمل

كيفية الإجابة عن السؤال المخيف، "ما هي نقاط ضعفك؟":

قد يصيبك هذا السؤال بالارتباك وعدم الثقة، فكيف تتعامل معه؟

تذكر أنَّ سبب قيام مسؤولي التوظيف بطرح هذه الأسئلة عليك هو رغبتهم في معرفة من أنت عليه حقاً؛ فهم بحاجة إلى معرفة من سيوظفون؛ لذا تذكر أنَّهم لا يحاولون خداعك.

جميعنا يخطئ، وعلى الجميع تعلُّم أمور جديدة، وكلُّ شخص لديه شيء يتمنى لو تعامل معه بشكل مختلف في الماضي، ولديه ما يندم عليه بالتأكيد.

فكر في موقف في حياتك المهنية كنت تتمنى لو تعاملت معه بشكلٍ مختلف: كيف يمكنك صياغة هذا الموقف كي يبدو أنَّك لم تدرك الحاجة إلى القيام بشيءٍ مختلف فحسب، بل تعلمت شيئاً منه أيضاً؟

إذا أردت معرفة كيف تجري الأمور بهذه الطريقة، استمع إلى الراديو، وراقب كيف يحول المذيع المحترف الحديث كي يتمكن من طرح الموضوع الذي يريد.

يتطلب الأمر تدريباً، ولكن يمكن القيام به؛ وهذه مهارة لن تستخدمها في المقابلات فحسب، فقد تجد نفسك تستخدمها في جميع مجالات حياتك.

هناك مهارة أخرى يمكن تعلمها من المذيعين وأولئك الرائعين في التلفزيون والراديو، وهي قدرتهم على تمرير المحادثة إلى الشخص الآخر باحترام؛ فبينما يحرص القائم على إجراء المقابلة على أن يدعك تتحدث، من الهام معرفة متى تتوقف عن الكلام وتمكِّن المُحاور من التحكم بالمحادثة مرة أخرى.

تتمثل إحدى المشكلات الكبيرة بالنسبة إلى المرشحين في حرصهم الشديد على قول كلِّ ما يتعلق بالموضوع الذي أُثير، لدرجة أنَّهم لا يعرفون متى يسمحون للمُحاور باستعادة التحكُّم بالمحادثة.

ستشعر من خلال التدرب على ما تقوله وعلى طريقة التعبير عن نفسك، براحةٍ أكبر عند استعادة التحكم بالحديث.

ختاماً:

إذا وجدت نفسك تقدم إجابات سيئة، فدعها وركز على النتيجة التي تريدها، فلك الحق الكامل في قول "لا أعرف". لا تسهب في حديثك بلا داعٍ، ولا تبالغ في غرورك، بل أثبت كفاءتك وقدراتك، واعرف متى يجب أن تتوقف كي تفسح المجال لمسؤول التوظيف لطرح الأسئلة التي لطالما أرعبتك.

تعدُّ مقابلة التوظيف مثل أيِّ تواصل ذي أهمية في حياتك، سواءً كان ذلك في العمل، أم في المنزل، أم في مدرسة طفلك، أم مع طبيب والديك؛ وعليك أن تتعلم المهارات التي تمكنك من اجتيازها بنجاح؛ إذ يمكن أن يكون لمهارات التواصل تأثيرٌ كبيرٌ في حياتك بأكملها؛ ويستحقُّ الأمر استثمار بعض الوقت لصقلها كي تنعم بالأفضل في مهنتك وحياتك عموماً.

المصدر




مقالات مرتبطة